يوم الجمعة المقبل نحتفل ب «عيد الأم»، ولأن أم الشخص ذى الإعاقة تتحمل أضعافا مضاعفة من التعب والسهر والمشقة فى تربية ابنها دون أن يشعر بها أحد أو يكرمها مسئول فى الدولة قررنا فى الصفحة تقديم تكريم رمزى لكل أم معاق فى مصر والعالم .. تركنا الأبناء – ذوى الإعاقة- يكتبون ويعبرون عن حبهم وتقديرهم لدور أمهاتهم فى حياتهم حتى أصبحوا قوة مضافة فى المجتمع .. فتحية للبطلات الحقيقيات أمهات ذوى الإعاقة فى عيدهن. يقول رامز عباس - الأصم الناطق وعضو المجلس القومى لشئون الإعاقة-: فايزة عباس، أمى العظيمة كما أسجل رقمها علي هاتفى المحمول لم تيأس يوما منى .علمتنى أن أتحمل غيرى بتجربتها هى فى تحمل أفعالى، علمتنى حب الناس ومساعدتهم دون انتظار مقابل ودون التفكير فى كلمة تشجيع معنوية بأفعالها وسمعتها الطيبة وحب الآخرين لها.. حتي أصدقائى الذين عرفتهم فى مراحل حياتى عندما يحدثوننى يسألون عنها أولا وعن أحوالها، بل أن بعضهم صادقها ويتصل ليستمع لها ولحواراتها الطيبة التى أحسها فقط ولا اسمعها لصممى التام. أمى العظيمة التى صنعت بي التاريخ وصنعت لى الحياة، أقول لها كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبة القلب ورفيقة العمر وبلسم سعادتى وحزنى، بكى وبفضل ربك كنت، أطال الله عمرك لأكون أكثر بك ومعك ولمصر ولك أيضا، محبتى يا أمى فايزة، فقد فزتِ بي وفزت بك ولتسامحينى في عيدك لأى تقصير منى. رفيقة دربى أما كريم النجار – إعاقة حركية وفنان تشكيلى– فيقول: أمى هى رفيقة دربى، ولا توجد كلمات تصف مشاعرى تجاهها، فهى عطاء مستمر بلا كلل ولا ملل، كانت تشجعنى منذ صغرى على تنميه مهاراتى وقدراتى، وتفرح لنجاحى، تغيرت الأقدار وأصبت بعرض جعلنى انتمى لفئة ذوى الإعاقة، كان الواقع أليما عليها، وتحملت معى الصدمة رغم دموعها.. أمى هى الداعم رقم واحد فى حياتى، وإليها أهدى كل نجاحاتى، فهى امرأة عظيمة بقدرتها على الصمود معى رغم مرور السنين وتقدمها فى العمر، فإنها ما زالت تغمرنى بحبها الحقيقى، وبسبب دعائها لى تعلمت أن أكون قويا متحملا أقدارى حتى لا أرى الدمع فى عينيها، وكم هى سعاتى حين أهديها نجاحى، لا توجد كلمات ولا معانى أستطيع أن أصفها بها، كل ما أتمناه أن يمنحها الله الصحة والعافية وأن يجازيها الله عنى خير الجزاء. شكراً لأمى ويرسل محمد أبوطالب – كفيف ومدرب كمبيوتر فى مركز نور البصيرة بجامعة سوهاج- رسالة لأمه قائلا: شكرا لأمى التى ربتنى، وسهرت على راحتى، وتعبت لأجلى، وفرحت لفرحى، وحزنت لحزنى، وتألمت لألمى .. شكرا لأمى التى كانت خير أم تحملت ما لا يتحمله بشر معى، رغم إعاقتى لم تخجل منى، ولم تعاملنى بأنى شخص ضعيف أو قليل الحيلة، فرحت بنجاحاتى وكانت خير داعم لى فى حياتى، لم تهتم بنظرات الغير لها بأنها أنجبت ابنا ذا إعاقة، بل كانت تتفاخر بي وكانت لى أكثر من يحفزنى لنجاحى، وكانت كل ما تحلم به وتتمناه لى أن ترى ابنها أستاذا جامعيا ذات يوم.. رحم الله أمى، كم أفتقدها هذه الأيام بجوارى، كنت ألجأ إليها لأحكى لها ما بي وكانت نعمة الناصحة الموجهة والمرشدة والمربية، صبرت وتحملت وتعبت وسهرت وربت وعلمت جزاها الله عن تعبها معى كل الجزاء. سر وجودى وتقول الدكتورة جهاد إبراهيم – إعاقة حركية -: أمى هى سر وجودى فى الحياة بعد الله تعالى، فبفضلها هى ووالدى تميزت بأننى صاحبة أجمل ابتسامة، فلم اشعر ولو للحظة أننى افتقدت نعمة المشى على رجلى بعد إصابتى بشلل الأطفال، فقد علمتنى الثقة والاعتماد على النفس، ولقد أدركت سر الحياة، وأصبحت أميرة للحب بسبب جرعات الحب التى كانت ترويني بها وأنا طفلة فى حضنها، ولقد أخذت من ضربات قلبها قوة دافعة لى فى الحياة، عندما كانت تحملنى علي ذراعيها لكى اذهب لدروسى قبل أن يكون لدى كرسى متحرك، ومن ضربات قلبها أيضا خضت الحياة بانطلاقة الصاروخ، وأصبحت باعثة للأمل فى قلوب كل من حولى، وقد تعلمت السباحة وأصبحت، مدرسا مساعدا بالجامعة بسبب طاقة الحب الجبارة التى غمرتني بها، وختاماً أبى وأمى شكراً لأنكما فى حياتى. السامية يحكى شريف ياسين – إعاقة حركية ومترجم معتمد - عن فضل أمه قائلا: حينما أخبر الطبيب أمى بعد الولادة بأن ابنها الوليد قد ينتج عنه إعاقة فى أطرافه الأربعة تلازمه طوال عمره، لم تبال بهذا الأمر متخطية بذلك صدمتها وظلت متمسكة بالأحلام السامية لأى أم تجاه أولادها بأن يصبحوا أشخاصا نافعين لمجتمعهم وقدوة لغيرهم، وبدأت الأم السامية رحلة الكفاح التعليمى التى تختلف بطبيعة الحال عن أى مرحلة تعليمية يمر بها أبناء لا يعانون نفس ظروف ولدها، ومضت فيها إلى آخرها مجتازة كل المحن والعقبات. وفى عيدها كان أقل ما يجب على أن أرسل لها رسالة شكر وتقدير وعرفان بالجميل وأن أكتب وأعترف بفضل أمى السامية - الذى لا أستطيع إنكاره فى كل لحظة من حياتى- أمام جميع الأمهات ليعلمن أن بإمكانهن أن يحولن الطاقة السلبية لأى محنة فى أولادهن إلى طاقة إيجابية تنبع من إيمانهن أنهم أهل لتخطى أى صعاب وأن تحقق رسالتها السامية كما فعلت أمى»سامية». صانعة الأمل وتروى رشا أبو رجيله – إعاقة حركية- عن والدتها قائلة: حين اقتنصت أمى حلم الأمومة وتوحدت معه تسعة أشهر حتى إذا خرج حلمها للنور رأته حلماً دامعا يرسم الشقاء طيلة حياتها حين رزقت ببنت ذات إعاقة، فرأت كل لحظة فى حياتها معاناة على معاناة ورغم كل شئ ترسم البسمة على وجهها حتى لا تفقد صغيرتها الأمل وحتي لا يموت حلمها وليدا، ثم تمر الأيام وينمو الحلم ويكبر وتضعها الحياة بين مفترق طرق «أتمسك حلمها علي هون» أم «تدسه فى التراب» ولأنها كتلة الحنان تختار طريق الهون وتحاول أن تضع أقدامها المتهالكة من أثر الإعاقة على أول طريق الدمج والمساواة فتسلك طريق التعليم رغم صعوبة السير فى مثل هذا الطريق إلا أنها فى تلك الحالة تتحدى ذاتها وإعاقة صغيرتها. ولك يا أمى أقول.. برغم رحيلك الذى انقضى عليه بضعة أعوام أقول لكى الشكر يا صانعة الأمل لأنك آمنت بحقى فى الحياة حين كفر بى الجميع، وعلمتنى التحدى وفن صناعة الأمل وجمع العقبات لصناعة النجاحات، وأهدى لكى كل الفخر الممزوج بخالص الأمنيات أن تقر عينك بالجنة عوضا عن معاناتك معى فى الدنيا. أحن أم ويقول عمرو نظمى – إعاقة سمعية وموظف بوزارة الشئون الاجتماعية- : أمى هى أحن أم خلقها الله سبحانة وتعالى وأرسلها لى لكى تخفف عنى آلامى وتشجعنى على التفاؤل والأمل والاعتماد على النفس وتحمل المسئولية مهما كانت العواقب والعمل على خدمة الغير دون النظر إلي شىء بديل من أجل الله سبحانه وتعالى، فكانت ومازالت الأم التى افتخر بها دائما وأقدر مجهوداتها من أجل أن ترانى دائما فى سعادة وهذه نعمة خلقها الله فى كل أم مصرية، ومهما عملنا لن نوفى بما قامت به من أجلى، فهى مدرسة يحتاج أى منا للتعلم منها، فالدنيا لا تساوى شيئا بدونها .. كل عام وأمى الحبيبة بخير وسعادة، متمنيا لك دوام الصحة والعافية وراحة البال دائما، وكل عام وكل أم من ذوى الإعاقة وكل أم مصرية بخير وسعادة. علمتنى أمى أما نهلة سليمان – كفيفة وتخرجت فى كلية الإعلام بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف – فتقول: علمتني أمى الصبر عندما شاء الله أن تكون ابنتيها الوحيدتين كفيفتين فرضيت بقضاء الله ..علمتنى أمى الأخذ بالأسباب عندما ذهبت بنا هى وأبى إلى الأطباء وظلا فى رحلة البحث عن علاج حتى تأكدا أن العلم لم يتوصل بعد إلى علاج لحالتنا .. علمتنى أمى التحدى عندما أصرت أن نعيش حياة عادية فحصلت على أجازة من عملها وأدخلتنا حضانة مع الأطفال العاديين وعملت مشرفة بنفس الحضانة كى نندمج مع أقراننا من الأطفال .. والآن فقد تخرجت أنا فى كلية الإعلام جامعة القاهرة بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف أما أختى فهى تستعد لتسجيل رسالة الماجيستير فى كلية الألسن جامعة عين شمس .. فتحية حب وتقدير واحترام إلى هذه السيدة العظيمة فى عيدها.