إذا كان صوتي يمكن أن يصل الي المسئولين بالأمم المتحدة.. فأنا أطالب بإعلان عام 2017 عاما عالميا لإنقاذ مسلمي كشمير..! - مناسبة ذلك هي مرور 70 عاما علي إحتلال الجيش الهندي لولاية جامو وكشمير بالقوة المسلحة.. عندما إجتاحت القوات الهندية أرض الولاية يوم 27 أكتوبر 1947 وفرضت السيطرة عليها. وضمتها الي الهند بقوة السلاح.. - 70 عاما من القتل والتنكيل والمذابح.. أطلق فيها الرصاص علي المطالبين بتطبيق قرارات مجلس الأمن التي تمنح سكان جامو وكشمير حق تقرير المصير.. فسقط مئات الآلاف من الشهداء والملايين من الجرحي والمصابين.. - كان من بين الذين سقطوا في هذا الصراع.. عظيم الهند وأيقونة القرن العشرين المهاتما غاندي.. لأنه قال: ¢إن إمارة كشمير ستصبح دولة مسلمة في يوم ما. ذلك لأن الأكثرية من سكانها مسلمون¢ "من رسالة كتبها غاندي يوم 5 مايو 1934 الي الصحفي الكشميري المعروف بريم نات بزان".. - وقف غاندي ضد محاولات ضم كشمير الي الهند بقوة السلاح. معلنا صومه عن الطعام يوم 13 يناير 1948.. فأطلق عليه النار شاب هندوسي اسمه ¢ناثو رام غودس¢ يوم 25 يناير 1948 فقتله.. وقال: ¢إننا لانستطيع أن نواجه الإسلام وغاندي معا ¢..! - التحية إذن الي روح غاندي العظيم الذي دفع حياته ثمنا لحرية مسلمي كشمير.. رغم أنه لم يعتنق الإسلام.. !! - التحية الي روح غاندي العظيم الذي انتصر علي الإمبراطورية البريطانية.. لكنه خسر المعركة أمام التطرف والإرهاب الهندوسي.. - قاومهم بالصوم.. فقتلوه بالرصاص..! - التحية الي شعب الهند العظيم.. صاحب واحدة من أعظم حضارات التاريخ الإنساني.. هذا الشعب الذي أنجب طاغور وغاندي لا يجب أن نحمله مسئولية الجرائم التي ارتكبتها الحكومات الهندية المتطرفة علي مدي العقود الماضية.. ! *** لابد أن أشير هنا الي عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تربط الشعبين الهنديوالباكستاني.. فالشعبان ظلا يعيشان معا علي أرض واحدة هي شبه الجزيرة الهندية منذ فجر التاريخ.. اشتركا معا في صنع إحدي الحضارات الإنسانية العظيمة.. ظلوا نسيجا إجتماعيا واحدا عشرات القرون. لم يفرقهما إلا خرائط التقسيم البريطانية.. الدليل علي ذلك أن كثيرا من قادة الهند ولدوا ونشأوا في باكستان. وكثيرا من قادة باكستان ولدوا ونشأوا في الهند.. - الدليل علي ذلك أيضا أن الشعبين مازالا يسمعان موسيقي واحدة وأغان واحدة. ويشاهدان في دور السينما أفلاما تم إنتاجها في ¢مومباي¢..! - هذا يعني أن ¢جذور¢ العلاقات الثقافية التي تربط الشعبين الهنديوالباكستاني ممتدة وعميقة.. فضلا عن المصالح المشتركة بينهما التي يصنعها الجوار الجغرافي.. *** لقد أتيح لي زيارة عدة ولايات ومدن بالهند من ¢أجرا¢ في الشمال الي ¢بنجالور¢ في الجنوب.. قضيت بالهند قرابة 4 شهور حصلت خلالها علي ¢دبلوم¢ في الصحافة من أحد المعاهد العلمية التابعة لجامعة ¢جواهر لال نهرو¢.. خلال هذه الفترة التقيت بعشرات الناس وأجريت معهم حوارات.. بدءا من المواطن العادي الي رئيس وزراء الهند الأسبق ¢إندر كومار جوجرال¢ الذي استقبلني في منزله بنيودلهي بحفاوة.. أهداني كتابه الرائع ¢فورين بولسي أوف إنديا¢.. وحدثني كثيرا عن صداقة عبد الناصر ونهرو. فقد عمل هذا الرجل الي جانب نهرو عدة سنوات. وشغل منصب وزير الخارجية قبل أن يصبح رئيسا للوزراء.. * كل الذين التقيت بهم في الهند أكدوا لي رفضهم لإنتهاكات حقوق الإنسان وأعمال القتل والإغتصاب التي تمارسها القوات الهندية في كشمير.. * الدليل علي ذلك أسوقه هنا من تقرير اشتركت فيه 4 منظمات هندية لحقوق الإنسان.. صحيح أن هذا التقرير مضي عليه بعض الوقت. لكن جرائم القوات الهندية في كشمير مازالت مستمرة.. * يقول التقرير: ¢قامت 4 منظمات هندية لحقوق الإنسان. هي: إتحاد الشعوب من أجل الحريات المدنية ومواطنون من أجل الديمقراطية والجمعية الإنسانية الراديكالية وماناف إدتا أبهيان. بتعيين فريق من 8 أعضاء من بينهم القاضي المتقاعد تاركوندي والقاضي المتقاعد ساشار. لإجراء تقييم للوضع في كشمير. وقد زار الفريق كشمير خلال شهري مارس وأبريل 1990. والتقي بعينة تمثل مختلف أبناء الشعب¢.. * تحت عنوان ¢الوضع الطائفي¢.. يقول التقرير: - ليس ثمة تهديدات تتعرض لها الأقليات من جانب المسلمين. وفي حالات كثيرة ترك غير المسلمين لدي رحيلهم من الوادي مفاتيح منازلهم مع جيرانهم المسلمين.. - لم تقع حالة واحدة لنهب أو إتلاف ممتلكات خاصة بأشخاص غير مسلمين.. - علي حين يتقاضي الموظفون غير المسلمين في مخيمات الإغاثة مرتباتهم فإن الموظفين المسلمين لا يتقاضون شيئا. كما تصرف تعويضات لأسر الضحايا غير المسلمين. بينما لايصرف شيئا لأسر الضحايا المسلمين.. - إن تغطية وسائل الإعلام الهندية الرسمية للأحداث في كشمير تجانب الحقيقة. فهي إما مختلقة. وإما محرفة¢..! * تحت عنوان ¢أعمال وحشية ترتكبها قوات الأمن الهندية¢ يقول التقرير: - ¢في 31 مارس دخلت قوات الشرطة منزل مدرس في بلدة ¢فيشارناج¢ حيث كان بعض الأطفال يتلقون درسا. سألت قوات الشرطة عن هوية التلاميذ. كان ثمة طفل مسلم واحد ضمن مجموعة الأطفال. فما كان من قوات الشرطة إلا أن طلبت منه الوقوف ثم أطلقت عليه النار وقتلته¢!!.. - ¢في 29 مارس. الساعة الثامنة والنصف صباحا أي في غير أوقات حظر التجول أطلقت قوات الأمن الهندية النار علي دراجة ذات 3 عجلات وعلي عربة دون أن يصدر عنهما أي عمل استفزازي. فقتلت عدة أشخاص من بينهم إمرأة حامل وابنها البالغ من العمر 8 سنوات..! - في ¢أنانتناج¢ نقل شخص مصاب إلي عيادة أحد الأطباء. وعند الباب الخارجي للعيادة منع المصاب من الدخول. كما منع الطبيب من الخروج لإسعافه.. فمات المصاب متأثرا بجراحه..! - خلال 7 أيام كان حظر التجول مرفوعا فيها. عمدت القوات شبه العسكرية الي إعتراض مسيرات سلمية. ثم حاصرتها من الأمام ومن الخلف بمركبات ثقيلة وفتحت نيران أسلحتها عليها بلا رحمة فقتلت عدداً كبيراً من الأبرياء..! * تحت عنوان ¢نفور كامل¢ يقول التقرير: - ينفر جميع السكان المسلمين في إقليم جامو وكشمير أشد النفور من الهند. ونتيجة للسياسات البالغة العنف التي تنتهجها إدارة الإقليم. تحول نفور السكان الي شعور بالمرارة والسخط.. حتي بات من الصعب جدا العثور علي أي كشميري مسلم لا يتوق الي الإستقلال الكامل عن الهند. *** سأسوق دليلا آخر من تقرير لجنة هندية يطلق عليها ¢المبادرة من أجل كشمير¢ قام 4 من أعضائها بزيارة إقليم جامو وكشمير في الفترة من 12 الي 16 مارس 1990. للإطلاع علي حقيقة ما يحدث هناك.. * تحت عنوان ¢أخطر الحوادث¢ يقول التقرير: - يوم 8 يناير لقي 17 شخصا مصرعهم برصاص قوات الشرطة. كما أصبح فرض حظر التجول بين الحين والآخر أمرا معتاداً. - كان إعادة تعيين ¢جاجموهان¢ حاكما لجامو وكشمير إيذانا بإندلاع القمع الحكومي علي نطاق واسع.. - بلغت وحشية القوات شبه العسكرية أوجها يوم 22 يناير. حين أرسل أطباء معهد العلوم الطبية 4 عربات إسعاف الي بلدة مجاورة. لنقل المصابين من عمليات إطلاق نار قامت بها هذه القوات. فعاد السائقون الأربعة الذين توجهوا الي هذه البلدة وقد أصبحوا مصابين بعد أن تعرضوا للضرب المبرح علي أيدي القوات شبه العسكرية. التي رفضت السماح لهم بنقل المصابين الي المستشفيات..! * تحت عنوان ¢الأعمال الوحشية¢ يسجل التقرير 6 ملاحظات.. يقول في إحداها: ¢وقعت حالات عديدة من الحملات اليومية علي المنازل. وعمليات الإعتداء علي المظاهرات السلمية وسقط فيها قتلي ومصابين. وفتحت النيران علي مشاهدين أبرياء¢..! * تحت عنوان ¢العلاقات الهندوسية - الإسلامية¢ يقول التقرير: - إلتقينا بالهندوس علي حدة. فقالوا لنا جميعا إنهم لم يتعرضوا لأية تهديدات من جانب المجاهدين الإسلاميين. وأن علاقاتهم مع جيرانهم المسلمين كأطيب ما تكون العلاقات.. - خلال جولتنا في ¢سرينجار¢. وأثناء تحدثنا مع أفراد مسلمين أو جماعات من المسلمين. أو لدي لقائنا مع متظاهرين مسلمين. لم يحدث أن سمعناهم يتفوهون بشئ ضد الهندوس.. فسخطهم ينصب أساسا علي الحكومة الهندية والقوات الهندية شبه العسكرية. ووجدنا مسلمين يكلفون أنفسهم مشقة كبيرة لإيلاء عناية فائقة بالحكماء الكشميريين. كما لمسنا شعورا بالأسي وإحساسا بالإهانة بين هؤلاء المسلمين الذين يوصمون بلا مبرر بأنهم طائفيون..! * هذه شهادات منظمات حقوق الإنسان الهندية نفسها عما يحدث في كشمير.. ولا تعليق بعد ذلك..!!