حفاضات مجهولة المصدر تصنع من مخلفات القمامة ونواتج المستشفيات وغرف العمليات تسبح داخلها ملايين البكتريا والفيروسات ورغم ذلك تتهافت آلاف الأسر علي شراء كميات كبيرة منها خوفاً من اختفائها عقب اشتعال أسعار الماركات المعروفة ووصولها ل 300 جنيه في بعض الأنواع والتي أجبرت البعض علي العودة للكوافيل. الأطباء اعتبروا أن تلك الحفاضات بمثابة قتل بطيء ورخيص للأطفال يتسبب في إصابتهم بأمراض جلدية قاتلة وسرطان في الخصية والأنسجة المحيطة بها علاوة علي تسببها في الإصابة بالعقم مستقبلاً. تقول ياسمين إبراهيم ربة منزل الحفاضات ذات الماركة المعروفة تضعني تحت ضغط مادي رهيب حيث يحتاج ابني إلي عبوتين شهرياً ب 300 جنيهاً فضلاً عن الأعباء المادية الأخري وارتفاع أسعار جميع المنتجات فيجب علي الحكومة مراعاة الظروف المادية الصعبة وايجاد بدائل أخري وتصنيع الحفاضات محلياً بجودة عالية. وتضيف هالة حسن موظفة أنها اضطرت لشراء حفاضات من السوق بالقطعة لرخص ثمنها إلا أنها فوجئت بأمراض جلدية أصابت ابنها الرضيع وأدخلته في رحلة علاج طويلة مع البكتريا الجلدية التي كبدتنا أموال طائلة في رحلة العلاج. وتشاركها صباح السيد ربة منزل زوجي يعاني من شلل نصفي ويحتاج يومياً أكثر من ثلاث حفاضات تكلفة الواحدة 10 جنيهات بخلاف العلاج الشهري ويتقاضي معاشاً قدره 500 جنيه مما جعلني أقوم بشراء حفاضات من علي الأرصفة التي تسببت في أمراض جلدية خطيرة له. وتري زينب محمود مدرسة أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الحفاضات المستوردة هو رداءة المنتج المصري وتسببه في العديد من الأمراض الجلدية والاعتماد الكلي علي المستورد لجودته العالية وعدم التسريب أو الإصابة بأمراض إضافة إلي أن المنتج المحلي لا يراعي المواصفات الطبية الصحيحة وسمعنا أنه يصنع من مخلفات المستشفيات من القطن والشاش الأمر الذي ينذر بكارثة. حمدية السيد موظفة تطالب بتشديد الرقابة علي الأسواق حيث ظهرت في الآونة الأخيرة بعد ثورة يناير منتجات كثيرة من الحفاضات مجهولة المصدر تباع علي الأرصفة والأسواق الشعبية بأسعار رخيصة مستغلة الظروف المادية للأسر المصرية. ويري أحمد علي موظف أن الحكومة تركت المواطن البسيط فريسة للحفاضات المستوردة التي تحرق جيوب المواطنين حيث وصل سعر الواحدة لأكثر من 130 جنيهاً مما دفع العديد من الأسر لاستخدام الحفاضات المحلية التي تباع علي الأرصفة. تقول محاسن علي ربة منزل استخدمت حفاضات رخيصة الثمن لارتفاع ثمن المنتج الأصلي وبعد استعماله أصيب طفلي بتسلخات تشبه الحروق وحساسية وهرش ورغم استعمال العديد من الكريمات والمضادات الحيوية إلا أنه لم يتحسن إلا بعد تغيير نوع الحفاضة حيث لاحظت تحسناً كبيراً لم يحصل مع العلاج حتي اختفت التسلخات نهائياً. وفجر س.ح من باسوس ويعمل بمصنع حفاضات مفاجأة قائلاً إنه يتم إعادة تدوير حفاضات الأطفال تحت بير السلم وطرحها في الأسواق تحت أسماء مزورة تمارس علي نطاق واسع في قرية باسوس بمحافظة القليوبية أصبحت أكبر منتج لحفاضات الأطفال المضروبة ويتوافد عليها العديد من التجار يشترون بالأطنان ويتم بيعها بالأسواق في غياب واضح للرقابة الصحية والتموينية علي تلك المنتجات. وأضاف أن أصحاب الورش والمصانع يحصلون علي حفاضات منتهية الصلاحية وفاسدة من بلغاريا وألمانيا والبرازيل عبارة عن بالات مضغوطة بجانب إضافة حفاضات مستعملة من جامعي القمامة بعد غسلها وتجفيفها وإضافة مواد عطرية وتغليفها ولصق اسم تجاري مزور لتصبح جاهزة ومعدة للبيع في الأسواق. الدكتور حسن عليوه استشاري الأمراض الجلدية بمستشفي قصر العيني يؤكد أنه من الكوارث التي لا يعلم الكثير عنها شيئاً أن حفاضات الأرصفة مجهولة المصدر مصنعة من مخلفات القمامة والمستشفيات ومن أخطر المواد التي تضاف إليها هي البتروكيماويات التي تصنع من المواد البترولية السامة للجسم والخطيرة جداً علي صحة الإنسان حيث يتم تجميع الحقن البلاستيكية ومحاليل الوريد وأكياس الدم المستعملة ويتم حرقها وتدويرها وإعادة تشكيلها بأشكال أخري ويتم وضعها كطبقة عازلة علي الحفاضة وتسبب الأمراض السرطانية الخطيرة وفقدان الذاكرة وحساسية الجلد والصدر والربو الشعبي. ويضيف عليوه أن هذه الحفاضات تسبب أصراراً جسيمة علي الأطفال لما تحويه من رصاص وبلاستيك فتسبب الأنيميا والتأخر الذهني كما تؤثر علي الجهاز الهضمي والكبدي وتسبب إصابة الذكور بالعقم وسرطان الخصيتين. الدكتور حسن طواله أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم جامعة الأزهر يقول الحفاضات التي يتم تصنيعها في مصانع بير السلم غير مطابقة للمعايير والمقاييس الصحية وللأسف يلجأ إليها العديد من الأمهات بسبب سعرها الرخيص مقارنة بالحفاضات الأخري. ويؤكد أن إعادة تدوير القمامة تجعل الحفاضة مليئة بالبكتريا والجراثيم فالألياف التي يتم تصنيع الحفاضة منها هي ألياف صناعية وليس قطنية حيث يتميز القطن بقدرته علي امتصاص البلل الناتج عن التبول ويقلل من ضرر احتكاك الحفاضة بالجلد. ويضيف أن المشكلة تتفاقم عن كونها حدوث التهابات جلدية تصل إلي التهابات حادة في الجهاز التناسلي بل تكمن الخطورة بالنسبة للذكور بسبب استمرار استخدام هذه الحفاضات والتي تؤدي علي المدي البعيد في إصابتهم بالعقم.