كادت مصر تنهار بعد ثورتين متتاليتين وناجحتين وكانت ثورة واحدة منهما كفيلة بانهيار الدولة ان لم يدرك قاداتها خطورة الوضع الراهن وهذا ما حدث مع ربان السفينة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما أخذ بأيدي المصريين في طريق النهضة في كل المجالات بخطي متوازنة ومتتالية وظهر الابداع الحقيقي في المجال الثقافي والآثار بعدد من الانجازات التي لا تحصي ويصعب حصرها في المجالين حتي باتت 2016 سنة التحدي والإرادة والعمل الذي يحقق قفزة النمو ورفع من مستوي معيشة الأفراد في كل المجالات. أكدت دكتورة سهير حواس استاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الفنون الجميلة جامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومؤلفة موسوعة القاهرة الخديوية ان انجازات عام 2016 في المجال الفني والحضاري لا تحصي لهذا العام وتكاد ان تكون معجزات من الله ذلك بمشروع اعادة الوجه الحضاري للقاهرة الخديوي الذي يري هذا العام وظهر ما كان عليه تراث البلد ورصيد البلد عند عصور النهضة وها هي الآن تم استرجاعها فهذا المشروع أعاد الوجه الحضاري للمباني التراثية كميدان التحرير وقصر النيل وطلعت حرب وعبدالخالق ثروت وعماد الدين. وفي مجال الاكتشافات الأثرية أشار الدكتور محمود الجبلاوي بكلية الآثار المصرية- إلي ان مجال العمل الأثري قد شهد العديد من الانجازات رغم الأزمة الاقتصادية حيث نجحت وزارة الآثار من خلال بعثاتها الاثرية بالتعاون مع عدد من البعثات الأجنبية في كشف النقاب عن الاكتشافات أهمها بمختلف محافظات مصر حيث تمكنت بعثة مشروع أسوان كوم أمبور الاثري بالتعاون مع جامعة بولينا ويال من اكتشاف أول حالة للإصابة بداء الاسقربوط "نقص فيتامين ج" في مصر القديمة وذلك أثناء أعمال التنقيب الأثري في منطقة نجع قرميلة بأسوان والتي يروح تاريخها ما قبل الأسرات "3800-3600" كما اكتشفت البعثة المصرية الأمريكية المشتركة العاملة بمنطقة اللشت الأثرية مقبرة لأحد كبار الدولة في عهد الملك سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشرة يحمل لقب "حامل الاختام الملكية". بالاضافة لبعثة المعهد التشيكي للآثار المصرية التابع لكلية الآداب جامغة "تشارلز ببراغ" عن بقايا مركب خشبي كبير بمنطقة أبوصير الأثرية أثناء أعمال الحفر في المنطقة الواقعة إلي الجنوب من المصطبة رقم "AS 54" غير الملكية ضد المراكب يعتبر الوحيد الذي عصر عليه من عثر الدولة القديمة بجوار مصطبة غير ملكية مما يؤكد علي أهمية صاحب المصطبة ومكانته خلال هذا العصر. كما اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الأوروبية المشتركة العاملة بمعبد الملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي بمدينة الأقصر عن مجموعة من التماثيل وأجزاء تماثيل للالهة "سخمت" بالاضافة إلي جزء أوسط من تمثال الملك امنحتب الثالث. أما البعثة الألمانية من جامعة بون فقد عثرت علي مجموعة من النقوش الصخرية تعود لعصور ما قبل التاريخ بمنطقة مقابر البنك بمدينة أسوان وهي من أقدم النقوش التي عثر عليها بالموقع حتي الآن. أما البعثة السويسرية العاملة بجزيرة التين بأسوان فقد عثرت علي تمثالين أحدهما يخص "حقا ايب" من عصر الدولة القديمة والثاني لشخص غير معروف بالاضافة للوحة من القرابين تعود لعصر الأسرة الحديثة ال 18 وفي جزيرة التين عثرت البعثة الألمانية علي مجموعة من الكتل الحجرية والتي من المرجح ان تشكل مقصورة قارب مقدس للملكة "حتشبسوت" والتي خصصت للاله "خنوم". وقد توالت الاكتشافات الأثرية في أسوان حيث اكتشفت بعثة خيان الاسبانية العاملة في مقابر النبلاء من مومياء لسيدة من عصر الأسرة الثانية تدعي "ساتثيني" وهي والدة اثنين من أشهر حكام أسوان خلال فترة امنحمات الثالث. وبالتعاون مع البعثة الأثرية لجمعية استكشاف مصر ومنطقة آثار أسوان كشفت بعثة جامعة "بيرمنجهام" عن الطريق المؤدي لمقبرة "سارنبون الأول" أول حاكم الاقليم الفتين في عصر الدولة الوسطي بمنطقة قبة الهواء بأسوان بالاضافة لأوان فخارية موجودة بجانب حفرة بالطريق الصاعد. وفي محيط معبد الشمس بمدينة هليوبوليس اكتشفت البعثة الألمانية مجموعة من الكتل الحجرية المنقوشة وأعمدة من الحجر الجيري والرملي وكذلك جدران من البازلت تحوي نقوش تشير إلي وجود مشاريع ملكية بالمنطقة كما اكتشفت أدلة جديدة تزيد من احتمالية وجود معبد للملك رمسيس الثاني في الركن الشمالي من منطقة هليوبليس كما اكتشفت البعثة المصرية الأمريكية العاملة بمنطقة العاسيف بالبر الغربي بالأقصر غرفة الدفن والتابوت الخاص بعمدة طيبة ونجحت البعثة الاسبانية العاملة بمعبد الابن السين أثناء الحفر الاثري عن كشف مقبرة بداخلها مومياء في حالة جيدة من الحفظ لخادم البيت الملكي للملك تحتمس الثالث بالأقصر. أثناء الحفر للبعثة الأثرية المصرية التاسعة لوزارة الآثار بسوهاج تم الكشف عن جبانة ومدينة سكنية تعود لعصر بداية الأسرات "5316" كما تم العثور علي عدد من الوثائق في هذا العصر بين مسئولي مصلحة الاثار وعلماء الآثار في العالم وترجع للقرن الثامن عشرة والتاسع عشر وتعد من أقدم الوثائق في تاريخ الوزارة. أضاف الجبلاوي: في جال الآثار المستردة التي تم تهريبها من البلاد بطرق غير شرعية تم استرداد عدد كبير منها علي سبيل المثال فقد تم استعادة تمثال عاجي لرجل يحمل فوق كتفه غزالاً من برلين واناء حجري يعود لعصر ما قبل الأسرات ومجموعة من الحشوات الخشبية من صالة مزادات بوفها من مدينة لندن واستعادة لوحة الزيت السبعة المقدسة من سويسرا والتي تعود لعصر الدولة القديمة كذلك لوحة أثرية من الجرانيت الأسود تعود لعصر الأسرة الثلاثين. كما تم استرداد سبع قطع أثرية من أمريكا والامارات وسويسرا ولوحة جنائزية وغطاء مومياء ولوح خشبي.