بعد هبوطه في 7 بنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 28-5-2025    الإيجار القديم.. نقيب الأطباء: فسخ العقود بعد 5 سنوات كارثة.. وزيادة إيجار الوحدات المهنية 10% كافية    الدبيبة تعليقا على عزم البرلمان اختيار حكومة جديدة: لا شرعية لمراحل انتقالية جديدة    مستقبل رونالدو بين حلم العودة و«مزاملة» ميسي.. والأهلي لمواصلة الرحلة    عضو مجلس أمناء جامعة MSA: أحمد الدجوي قبل وساطتي للصلح وتمنى إنهاء الخلافات    موعد نتيجة الصف السادس الابتدائي 2025 في بني سويف بالاسم ورقم الجلوس    5 مصابين في إطلاق نار داخل مركز تسوق بولاية أمريكية    بعد انفجارين متتاليين.. صاروخ ستارشيب العملاق يخرج عن السيطرة    أسعار الذهب اليوم بعد الهبوط الكبير وعيار 21 يصل أدنى مستوياته خلال أسبوع    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| مواجهتي الأهلي وبيراميدز في ليلة حسم الدوري    موعد وصول أليو ديانج إلى القاهرة للانضمام إلى الأهلي    أسعار الفراخ وكرتونة البيض في أسواق وبورصة الشرقية الأربعاء 28 مايو 2025    فيديو| حكاية روب التخرج للعم جمال.. تريند يخطف الأنظار في قنا    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 28-5-2025    منع ابنه من الغش.. ولي أمر يعتدي على معلم داخل مدرسة بالفيوم    رئيس وزراء العراق: فضلنا أن نكون جسرًا للحوار لا ساحة تصفية حسابات    قمة الإعلام وقاع البيات الفكري    صندوق النقد الدولي: مصر تحرز تقدما نحو استقرار الاقتصاد الكلي    المطبخ المركزي العالمي: إسرائيل لم توفر مسارا آمنا لوصول الإمدادات لنا    أبطال فيلم "ريستارت" يحتفلون بعرضه في السعودية، شاهد ماذا فعل تامر حسني    موعد أذان الفجر اليوم الأربعاء أول أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    موعد أذان الفجر في مصر اليوم الأربعاء 28 مايو 2025    وجبة كفتة السبب.. تفاصيل إصابة 4 سيدات بتسمم غذائي بالعمرانية    كواليس حريق مخزن فراشة بكرداسة    غموض موقف أحمد الجفالي من نهائي الكأس أمام بيراميدز    «أنا أفضل في هذه النقطة».. عبد المنصف يكشف الفارق بينه وبين الحضري    موعد مباراة تشيلسي وريال بيتيس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    أحمد الكاس: نحاول الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في كأس العالم للشباب    مصطفى الفقي: كنت أشعر بعبء كبير مع خطابات عيد العمال    إدارة الأزمات ب «الجبهة»: التحديات التي تواجه الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة    ظافر العابدين يتحدث عن تعاونه مع طارق العريان وعمرو يوسف للمرة الثانية بعد 17 سنة (فيديو)    رئيس جامعة عين شمس: «الأهلية الجديدة» تستهدف تخريج كوادر مؤهلة بمواصفات دولية    العيد الكبير 2025 .. «الإفتاء» توضح ما يستحب للمضحّي بعد النحر    ما حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟ الإفتاء تحسم الجدل    مدرب مالي: ديانج يمكنه الانضمام ل الأهلي عقب مواجهة الكونغو    السيطرة على حريق شب داخل مطعم بمنطقة مصر الجديدة    إصابة 8 بينهم رضيعان أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص ببني سويف    حقيقة ظهور صور ل«روبورت المرور» في شوارع مصر    ولاء صلاح الدين: "المرأة تقود" خطوة جادة نحو تمكين المرأة في المحافظات    سلاف فواخرجي تعلن مشاركة فيلم «سلمى» في مهرجان روتردام للفيلم العربي    هناك من يحاول إعاقة تقدمك المهني.. برج العقرب اليوم 28 مايو    بعد شائعة وفاته... جورج وسوف يحيي حفلاً في السويد ويطمئن جمهوره: محبتكم بقلبي    إعلام عبري: 1200 ضابط يطالبون بوقف الحرب السياسية بغزة    البلشي يدعو النواب الصحفيين لجلسة نقاشية في إطار حملة تعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام    محافظ البنك المركزي يترأس وفد مصر في الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الإفريقي    وزير الأوقاف يهنئ الشعب المصري والأمة العربية بحلول شهر ذي الحجة    وكيل صحة سوهاج يبحث تزويد مستشفى طهطا العام بجهاز رنين مغناطيسى جديد    «الرعاية الصحية»: التشغيل الرسمي للتأمين الشامل بأسوان في يوليو 2025    تنتهي بفقدان البصر.. علامات تحذيرية من مرض خطير يصيب العين    الاحتراق النفسي.. مؤشرات أن شغلك يستنزفك نفسيًا وصحيًا    لا علاج لها.. ما مرض ال «Popcorn Lung» وما علاقته بال «Vape»    حدث بالفن | وفاة والدة مخرج وتامر عاشور يخضع لعملية جراحية وبيان من زينة    حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل بأمانة التعليم (صور)    جورجينيو يعلن رحيله عن أرسنال عبر رسالة "إنستجرام"    بن جفير يتهم سياسيًا إسرائيليًا بالخيانة لقوله إن قتل الأطفال أصبح هواية لجنود الاحتلال    سلمى الشماع: تكريمي كان "مظاهرة حب" و"زووم" له مكانه خاصة بالنسبة لي    الشركة المتحدة تفوز بجائزة أفضل شركة إنتاج بحفل جوائز قمة الإبداع    السعودية تعلن غدا أول أيام شهر ذي الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة الفيوم مع التطرف والإرهاب.. من عمر عبدالرحمن إلي محمود شفيق..
26 جماعة إرهابية متطرفة ظهرت في أبشواي منذ السبعينات في القرن الماضي
نشر في الجمهورية يوم 15 - 12 - 2016

طفا اسم الفيوم مرة أخري علي سطح الأحداث بعد طول انزواء دام عدة سنوات. اقترنت عودة الاسم هذه المرة بالعملية الارهابية التي قام فيها الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفي بتفجير نفسه بحزام ناسف بين المصلين بالكنيسة البطرسية بالعباسية ما أودي بحياة 24 بريئا واصابة العشرات.
26 جماعة
وكان اسم الفيوم قد ارتبط بحوادث التطرف والارهاب الأسود التي ضربت الفيوم ومصر خلال فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين.
فالفيوم التي يطلق عليها الكثير من أهلها المحافظة المنسية والتي تسقط دائما من ذاكرة الحكومات والمسئولين مهما اختلفت الأنظمة ولذلك تجدها دائما ما تقع في نهاية الترتيب أي تقرير محلي أو دولي حول التنمية حيث وقعت ولسنين طوال فريسة لمثلث الفقر والجهل والمرض ولتكون لقمة سائغة تقع في براثن من يضرب لها علي أوتار الدين بحكم أن أهلها طيبون ومتدينون بطبيعتهم. ويؤكد عدد من خبراء الأمن وكبار رجال الدين أن ارتباط الفيوم بجماعات الاسلام السياسي بدأ منذ منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين عندما وقع اختيار مؤسس جماعة الاخوان المسلمين علي أحد أبنائها ليكون سكرتيرا عاما للجماعة. وأن مركز أبشواي وحده كان يوجد به 26 جماعة دينية متطرفة خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين منها الاخوان التكفير والهجرة التوقف والتبيين الناجون من النار أنصار محمد التبليغ والدعوة جماعة السماوي وغيرها. وفرضوا علي القري النائية التي سيطروا عليها أفكارا بالية منها تحريم التعليم. وتحريم اللجوء الي محاكم الدولة. وتحريم الاختلاط. وعدم الاعتداد ببطاقات تحقيق الشخصية التي تصدرها الأجهزة الشرطية التابعة للنظام.
لماذا الفيوم؟ ولماذا كحك؟
حال قري الفيوم في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين كان "لا يسر عدو ولا حبيب". فالفقر مدقع. ونسبة الجهل والأمية عالية تكاد تتجاوز ال 70%. والخدمات معدومة من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء. وتعاني القري من قلة عدد المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية ومراكز الشباب وبيوت الثقافة وان وجدت فهي حوائط صامتة بلا امكانيات. فقط كانت تنتشر فيها ظاهرة بناء المساجد بالتبرعات ما شجع كثير من متطرفي الفكر في اقامة مساجد خاصة بهم وتحت سيطرتهم خاصة بالقري النائية ومن أشهرها قرية كحك التي تقع علي ساحل بحيرة قارون. وانتشرت من خلال هذه المساجد تيارات الاسلام السياسي التي تتستر بعباءة الدين وهو المدخل السهل الذي لا يجدون فيه أدني مقاومة عند البسطاء من الناس. ورغم أن واقع حال القرية الآن يختلف عن فترة التي خضعت فيها لسيطرة الشوقيين فقط من حيث الشكل الا أن الحذر واجب لأن القرية وجاراتها لاتزال مؤهلة لنفس الدور.
مفتي تنظيم الجهاد
كان الشيخ عمر عبدالرحمن جاء الفيوم في منتصف الستينيات من القرن العشرين يعمل إماما وخطيبا بأحد مساجد الأوقاف بقرية فيديمين بمركز سنورس لتكون الفيوم أولي محطاته حيث ظهرت ميوله المعارضة لنظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وانضم لجمعية النهضة التي كانت تتخذ مقرا ومسجدا لها بشارع متفرع من شارع بطل السلام بحي الحواتم بمدينة الفيوم. ثم انفصل عن الجمعية لخلافات وقعت بينه وبين بعض قياداتها. وحصل خلال تلك الفترة علي الماجستير والدكتوراه وعمل مدرسا بكلية أصول الدين بفرع جامعة الأزهر بأسيوط.
ارتبط بعلاقات قوية مع قيادات الجماعة الاسلامية بمحافظات الصعيد. وكانت الجماعة قد تكونت مع ظهور الجماعات الدينية بالجامعات المصرية حيث تواصل عمر عبدالرحمن مع عدد منهم من بينهم أبو العلا ماضي وكرم زهدي وعبدالمنعم أبو الفتوح وعاصم عبدالماجد وعصام دربالة وغيرهم وكونوا فيما بعد الجماعة الاسلامية. وكان يخطب الجمعة بعدد من المساجد بمدينة الفيوم ومنها مسجد التقوي بالنويري ومسجد الشهداء بتقسيم مصطفي حسن ويتنقل بين أكثر من مسجد بالمحافظة لإلقاء خطبته المثيرة رغم التضييقات الأمنية عليه. وبعد رحيل الرئيس عبدالناصر وتولي الرئيس السادات مقاليد الحكم أفتي بتكفيره وهي الزريعة التي استند عليها قتلة الرئيس السادات أثناء حضوره احتفالات انتصارات أكتوبرعام .1981
أحداث دموية
عرفت الفيوم العنف مبكرا مع تزايد نشاط عمر عبدالرحمن في النصف الثاني من الثمانينيات. ففي مارس عام 1989 ألقي مجهولون عبوات حارقة علي عرض مسرحية "أصل وخمسة" التي نظمتها نقابة الزراعيين ما تسبب في اصابة ضابط كان يقوم بتأمين العرض وآخرين.
ويوم الجمعة 7 ابريل من نفس العام وقع صدام مسلح بين أنصاره والشرطة عقب الصلاة أمام مسجد الشهداء بمصطفي حسن تم خلالها ضبط 16 من أتباعه وبحوزتهم أسلحة نارية وقررت النيابة حبسهم ومنهم عمر عبدالرحمن بتهمة مقاومة السلطات واستغلال الدين في ترويج أفكار بقصد إثارة العنف وإحراز أسلحة نارية والشروع في قتل مأمور بندر الفيوم آنذاك. وأعقب ذلك يوم السبت 15 ابريل القاء زجاجتين حارقتين من قطار الفيوم / أبشواي علي رواد سينما عبدالحميد بميدان السواقي ما تسبب في اصابة عدد من الرواد أثناء وقوفهم أمام شباك التذاكر وتم ضبط الفاعل وهو من أتباعه بعد مطاردة مثيرة وهو نفس الشخص الذي قام فيما بعد بتكرار لإلقاء العبوات الناسفة علي السياح بميدان السواقي وأصاب سبعة منهم كما ألقي عبوة ناسفة علي حفل للمرضي بمستشفي الفيوم العام نظماه جمعية أصدقاء المرضي وطلاب كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم ما تسبب في اصابة عدد منهم وطالبة وطفلة واحدي عضوات مجلس ادارة الجمعية. وهذا العضو الذي كان ناشطا في هذه الأعمال بجماعة عمر عبدالرحمن كان من بين المتهمين فيما بعد في قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق.
الشعب وقد لقي مصرعه وآخرين من شركائه في مواجهة مع الشرطة بالقرب من أسوار جامعة القاهرة.
ثم وقعت في ابريل عام 1990 أحداث سنورس التي هاجم خلالها المتطرفون 3 صيدليات وأشعلوا النار في عدد من المنازل ودراجة بخارية في محاولة لإثارة فتنة طائفية. وتصاعدت الأحداث بإلقاء عبوة ناسفة وإطلاق النار علي قوة تأمين كنيسة العذراء بقرية سنهور القبلية بسنورس أثناء تناولهم الطعام عقب انطلاق مدفع الافطار مما أسفر عن استشهاد مساعد شرطة وإصابة اثنين من قوة الحراسة.
انشقاق ورحيل
خلال تلك الفترة نشب خلاف كبير بين الدكتور عمر عبدالرحمن مفتي ما يسمي تنظيم الجهاد وأحد أتباعه المقربين المهندس شوقي الشيخ. ورحل خلال هذه الفترة عمر عبدالرحمن من الفيوم إلي السودان ومنها إلي الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم اعتقاله علي خلفية اتهامه بالضلوع في تفجيرات إرهابية بعدد من المنشآت الحيوية ولا يزال حبيساً حتي الآن.
حقبة الشوقيين
وخلت الساحة خلال فترة التسعينيات وخصوصاً في منطقة كحك بمركز أبشواي للمهندس شوقي الشيخ الذي كانت ينتمي لعائلة كبيرة في قرية سنرو بإبشواي والذي تعرف بعد تخرجه في كلية الهندسة بجامعة حلوان علي طارق الزمر وانضم لتنظيم الجهاد. وقد تم القبض عليه بعد اغتيال السادات وخرج بعد شهور قليلة لينضم لتنظيم جديد لإحياء تنظيم الجهاد وتم القبض عليه مرة أخري وأثناء فترة السجن تغيرت عقيدة شوقي الفكرية عن عقيدة تنظيم الجهاد وليعتنق أفكاراِ جهادية تكفيرية ويؤسس الجماعة التي نسبت إليه وهي جماعة "الشوقيين". واستطاع تجنيد عدد كبير من الشباب كان يتم تدريبهم علي حمل السلاح ليدخل التنظيم في مواجهة مع أجهزة الأمن بهدف إسقاط النظام وإعلان الخلافة الإسلامية. كما تدخل الشوقيون في صراعات مع الجماعات الإسلامية الأخري التي تختلف معهم فكرياً وكانوا يتهمون أي شخص خارج جماعتهم بالكفر. وارتكبوا العديد من جرائم القتل والحرق والسرقة لتمويل عمليات التنظيم.
ولقي شوقي الشيخ زعيم التنظيم مصرعه في معركة لتبادل النار مع الشرطة أثناء محاولة ضبطه يوم 25 ابريل عام 1990 وهو في طريقه من قريته سنرو إلي قرية كحك وكان قد اتهم بإطلاق نار علي خفير خصوصي من رشاش آلي من داخل سيارته حسب شهود عيان أدلوا بأوصافه ورقم السيارة.
الإرهابيون يقتلون أبيهم
وبمصرع شوقي الشيخ اندلعت مواجهات عنيفة وشرسة بين أعضاء جماعة الشوقيين وقوات الأمن استخدمت في هذه المواجهات الأسلحة النارية والقنابل والمتفجرات وكان أعنفها وأشهرها ما وقع يوم الاثنين 30 ابريل 1990 والمعروفة بأحداث كحك التي وقعت عقب قيام الشرطة بمحاولة ضبط خمسة من أعضاء الجماعة المتطرفة بناحية منشية كحك حيث تعدوا علي شيخ البلد وخفير خصوصي. وعند محاولة مزارع إقناع أبنائه الثلاثة بتسليم أنفسهم أطلق عليه أحدهم النار فأراده قتيلاً. وأثار أعضاء الجماعة الذعر بالقرية وهاجموا منازل عدد من القيادات الطبيعية وأضرموا فيها النار وقطعوا طرق ومنافذ القرية من ناحية مدينة أبشواي وبحيرة قارون وقطعوا الاتصالات التليفونية ثم اعتدوا علي منشد ديني كفيف وكسروا ذراعه. ولما توجهت قوات الأمن للسيطرة علي الموقف تصدوا لهم بالأسلحة النارية ودارت معركة طويلة أسفرت عن إصابة عدد من الضباط والجنود وسقط 13 قتيلاً وأصيب ستة من أفراد الجماعة الذين ألقي القبض علي عدد منهم وبحوزتهم قنابل يدوية محليةالصنع و12 فرد خرطوش روسياً وبندقية آلية. وقد أطلقوا علي المنطقة التي وقعت فيها المعركة أرض الميعاد.
وفي نوفمبر 1990 تم القبض علي 59 عضواً بتنظيم الجهاد وبحوزتهم أسلحة نارية أثناء توجههم لإحدي المناطق الصحراوية علي ساحل بحيرة قارون للتدريب علي اطلاق النار وألعاب الكاراتيه.
وفي سبتمبر 1991 تم القبض علي 14 متطرفاً كانوا يقومون بتصنيع قنابل بحقل أحدهم بقرية سنرو انفجرت إحداها فأصابت متطرفاً وكشف التفجير سرهم.
وتعود الأحداث إلي قرية كحك مرة أخري في منتصف شهر يناير عام 1991 عندما اغتال الشوقيون مهندس مساحة وفتي كانا يقومان برفع وحصر مساحات القمح بالمنطقة التي أسموها أرض الميعاد فظنوهما من الحكومة التي تعتزم إقامة مشروعات بالمنطقة. قال شهود عيان للمحكمة إنهم شاهدوا عدداً من الأفراد يعتدون عليهما قبل أن يدفنوهما تحت أحد المصارف في نهاية القرية القريب من ساحل بحيرة قارون ولم تتوصل أجهزة الأمن لكشف لغز اختفائهما إلا بعد أسبوع من غيابهما.
وعادت الأحداث لقرية سنرو في شهر فبراير عندما وقعت معركة نارية بين أحد أعضاء الشوقيين ومواطن كان قد شهد ضده في قضية سرقته لدراجة بخارية فقرر الانتقام منه واصطحب عدداً من أفراد الجماعة وهاجموا منزل عائلته ما أسفر عن اصابة أربعة.
ثم بلغت الأحداث ذروتها في أول مارس عام 1992 عندما اغتال عدد من جماعة الشوقيين ضابط أمن الدولة المسئول عن ملف النشاط الديني في وضح النهار وفي قلب مدينة الفيوم بالقرب من كوبري السنترال وتم القاء القبض علي احدهم بعد سقوطه من الدراجة النارية التي كان يركبها وهو يطلق النار علي الضابط الذي صدم الموتوسيكل بسيارته قبل أن يلفظ أنفاسه ويسقط القاتل علي الأرض ويتم الإمساك به وبحوزته السلاح الذي استخدمه في الجريمة. واعترف زوج شقيقته أنه كان قد حصل علي رشاش كلاشينكوف عثرت عليه الشرطة بمنزله من بعض أعضاء الجماعات ببني سويف.
وفي يوليو 1992 اقتحم عدد من الجماعة منزل موظف بقرية كحك اعتقاداً منهم أنه يعمل مرشداً مع الأمن لكونه موظفاً بمجلس مدينة أبشواي. كما تم حبس عضو بجماعة الشوقيين لقيامه بحبس زوجته وطفلها وحلق شعر رأسها بالموسي لطلبها زيارة والدها اعتقاداً منه أن والدها كافر كان يعمل خفيراً بالشرطة.
وصدر حكم محكمة جنايات الفيوم بالأشغال الشاقة المؤبدة لثمانية من المتهمين في قتل مهندس المساحة وبراءة ستة.
وعاد اسم الدكتور عمر عبدالرحمن مرة أخري لسطح الأحداث بالفيوم وبعد هروبه لأمريكا وسجنه بها عندما تقرر إعادة محاكمته و48 آخرين في قضية أحداث مسجد الشهداء التي كانت وقعت عام 1989 بعد رفض الحاكم العسكري التصديق علي حكم البراءة.
وفي فبراير عام 1993 ضبطت أجهزة الأمن مخططا لاغتيال ضباط الشرطة والشخصيات العامة كان المتهمون يخبئون السلاح والعبوات الناسفة المعدة للاستخدام فيه بداخل مسجد الرضوان بمدينة سنورس.
وخفتت حدة الأحداث لسنوات وصل فيها الاخوان لمقاعد مجلس الشعب خلال فترة منتصف التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة.
موجة الإرهاب الثانية
ثم عادت وتيرة الأحداث تتصاعد مرة أخري عقب ثورة 25 يناير وتمكين الاخوان من مجلسي الشعب والشوري وتشكيل الحكومة وشهدت هذه الفترة مواجهات ساخنة مع القوي الثورية والأحزاب السياسية التي تشكلت معظمها بعد الثورة. وشهدت البلاد سلسلة من الأزمات في المواد البترولية والسولار والدقيق التي اتضح فيما بعد أنه كان يتم تهريبها عبر أنفاق حماس. ووقعت أحداث أمام مقر حزب الحرية والعدالة بميدان المسلة في جمعة الخلاص يوم 1 فبراير وأكد خلالها المتظاهرون من القوي الثورية أنهم تعرضوا لإطلاق نار من قبل مقر حزب الحرية والعدالة. واستمر مسلسل الاضرابات والاحتجاجات ضد حكومة هشام قنديل الاخوانية وزادت مع تعيين محافظ جديد للفيوم ينتمي لجماعة الاخوان لتطالب المظاهرات وقتها برحيل رئيس الجمهورية واسقاط نظام الاخوان وسقط أول شهيد في مظاهرات ثورة 30 يونيو. وتم ضبط أسلحة وذخيرة داخل جوال بحزب الحرية والعدالة. ووصلت المناوشات لمنابر المساجد خصوصا في صلاة الجمعة. وتعدي المشاركون في مسيرة لما يسمي دعم الشرعية علي ضابط وأمين شرطة ومجندين أثناء قيامهم بواجبهم في تأمين المسيرة وقررت النيابة حبس 14 منهم 15 يوما. وتواصلت اعتداءات الاخوان واعوانهم علي الممتلكات العامة والخاصة وتكررت حوادث اطلاق النار العشوائي خلال مسيراتهم مما أصاب عددا من المواطنين.
وبلغت هذه الأحداث ذروتها في 14 أغسطس 2013 عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين واقتحم المشاركون في مسيرات الاخوان استراحة المحافظ وجمعية الشبان المسيحيين وشرطة النجدة وديوان عام المحافظة وعدد من الكنائس ونقاط الشرطة والوحدات المحلية بالقري وحتي يوم 28 اغسطس كان قد سقط 7 شهداء من رجال الشرطة بالمحافظة وأصيب 70 منهم.
ثم بدأت موجة سقوط شهداء من أبناء الفيوم الذين يؤدون الخدمة الوطنية بمحافظات أخري بشمال وجنوب سيناء والدقهلية. وفجر أعضاء خلايا الاخوان النوعية التي تم القبض عليهم فيما بعد عددا من الممتلكات الخاصة كمنزل ضابط أمن الدولة بمركز يوسف الصديق وقصر الدكتور يوسف بطرس غالي. واستراحة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق علي ساحل بحيرة قارون.
ولم تسلم دور العلم من المدارس والجامعة وحتي دور الحضانة من زرع العبوات الناسفة داخلها. وقد لقيت في إحداها طفلة تدعي منة سيد رجب حتفها جراء انفجار شرك خداعي داخل علبة كانز وضعت بجوار مدرسة الحواتم الابتدائية وهو نفس الأمر الذي تكرر مع سيدة مسنة تدعي زاهية كامل بمدينة اطسا. كما زرعوا العبوات الناسفة اسفل أبراج الكهرباء وبجوار المحولات لتخريبها وكرروا الأمر من نادي القضاة وعدد من المنشآت الحيوية ومناطق الخدمات الجماهيرية ومنها مجمع المصالح بمدينة الفيوم.
وسرت موجة من استهداف رجال الشرطة من الضباط والأمناء والخفراء والأفراد عن طريق أكمنة إرهابية. استخدمت بعضها الاسلحة النارية واستخدم فيها ¢ماء النار¢ بإلقائه علي وجه المستهدفين وكان من بين ضحايا هذه الأكمنة الطفلة جاسمين شريف التي كانت بصحبة والدها ضابط الشرطة لحضور عقيقة طفل بدعوة من أحد اصدقائه بإحدي قري سنورس وقد استشهد في الحادث محامي شاب كان بصحبة الضابط في الدعوة والسيارة. كما استهدفوا عددا من رؤساء المباحث بالمراكز كان منهم الشهيد الرائد محمود عبد الحميد.
وبعد سقوط نظام الاخوان ونجاح ثورة 30 يونيو اصبحت الفيوم بؤرة مشتعلة وبدت كأنها كمحافظة إخوانية. وليس هذا إلا من الادعاءات الكاذبة للمتطرفين.
ولم يكن الانتحاري محمود شفيق هو الأول من أبناء الفيوم الذي يطلق عليه هذا اللفظ. فقد سبقه ¢مجدي¢ من مركز اطسا والذي تم ضبطه قبل قيامه بتفجير سيارة مفخخة بجوار كمين للجيش الليبي هناك. واعترف مجدي في فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بفعلته وأنه ينتمي لتنظيم داعش ظنا منه أنه بهذه الطريقة سينال الشهادة.
وشفيق الذي تم الكشف عن هويته من عزبة الاردن بقرية منشأة عطيفة التابعة للوحدة المحلية بقرية جرفس بمركز سنورس وهو يبلغ من العمر 22 سنة ووالده متوفي وأمه ربة منزل وله ستة من الاشقاء اثنان من الذكور ومثلهم من الإناث وينتمي عدد من عائلته لجماعة الاخوان الإرهابية. وقد سبق القبض عليه لمشاركته في مظاهرات واتهامه بالانضمام لجماعة الاخوان الإرهابية في القضية رقم 2590 قسم شرطة الفيوم لسنة 2014 والقضية 42709/2014 جنح مستأنف قسم الفيوم والتي قضت المحكمة بمعاقبته فيها بالحبس عامين وكان هاربا. وكان تم القبض عليه حينها علي كوبري السنترال بمدينة الفيوم وبحوزته ذخيرة وسلاح آلي وقنبلة يدوية أثناء مسيرة للجماعة الارهابية عام 2014 واخلي سبيله في إطار إجراءات التقاضي.
كان الإرهابي هجر منزل اسرته منذ فترة لكونه مطلوب ضبطه واحضاره وتشير معلومات أمنية إلي ان الانتحاري الذي فجر نفسه بالكنيسة كان ضمن المجموعة التي شاركت في عملية اغتيال رئيس مباحث طامية بالفيوم صباح 17 يوليو بإطلاق النار مع آخرين علي سيارة الشرطة التي كان يستقلها المقدم محمود عبد الحميد 35 سنة رئيس مباحث مركز طامية ومرافقوه بالقرب من مدخل مدينة طامية مما أدي إلي وفاته إثر إصابته بطلق ناري في الوجه ووفاة وإصابة أمين شرطة ومساعد شرطة في نفس الحادث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.