بالمسرح الكبير بدار الأوبرا شاهد عدد كبير من النقاد والجمهور عرض وندوة الفيلم المصري "البر الثاني" والذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. ** فوجئ الحاضرون وقبل بداية العرض بكلمة من وزيرة الهجرة "نبيلة مكرم" تحيي فيها القائمين علي الفيلم لتقديم هذه التجربة التي تتناول قضية هامة وهي قضية الهجرة غير الشرعية الي دول أوروبا واعتذرت عن عدم حضور العرض لارتباطها بواجب عزاء وبأنها سوف تشاهد الفيلم مرة أخري. الأمر الذي أغضب الكثيرين حيث ان القضية التي يتعرض لها الفيلم تضم قطاعاً كبيراً من الشعب المصري الذي يلقي ابناؤه حتفهم في عرض البحر معرضين حياتهم لخطر الموت بحثا عن فرصة عمل وحياة كريمة وكنا نتمني من وزيرة الهجرة ان تناقش القضية مع جمهور الحضور والذي جاء ليشجع الفيلم الذي قام علي انتاجه افراد وليس الدولة وكنا نتمني ان تناقش الوزيرة ماذا ستفعل الدولة لهؤلاء الشباب وكيف نضمن لهم مستقبلاً وحياة تحميهم من الموت في عرض البحر بشكل غير آدمي من سماسرة الموت دون رحمة واعتقد أن القضية كانت تستحق أن تؤجل الوزيرة واجب العزاء ساعتين هما وقت عرض الفيلم والندوة خاصة والسيد رئيس الجمهورية شخصيا اهتم بالقضية واعطي أوامره للحكومة للتصدي لهذه الظاهرة وايجاد حلول لها. بدأت الندوة بدقيقة حداداً علي روح الفنان محمود عبدالعزيز وعلي كل من لقي حتفه في حادث مركب رشيد وفي حوادث سابقة متشابهة. قالت المؤلفة زينب عزيز : فكرة الفيلم بدأت عندي منذ فترة طويلة قبل عام 2009 كنا نعيش نفس الظروف الحالية من غرق مراكب وهجرة غير شرعية وقرأت كثيرا عن هذه الظاهرة ووجدت أن معظم الشباب من قري بسيطة وقررت أنا والمخرج علي إدريس ان نسافر ونري هذه الأماكن وكان أغلب المهاجرين من قرية "بساط سيدي كريم" وتقابلت بالفعل مع شخص تم القبض عليه اثناء رحلته الي ايطاليا وتم ترحيله وبصراحة كانت ظروفه المعيشية صعبة جدا وكان يعيش بؤساً وفقراً شديداً وشعرت بتعاطف كبير مع هذه القضية وسألته ماذا ستفعل بعد ان قبض عليك وتم ترحيلك قال : "هسافر تاني وأحاول وعندما وجد انني مستغربة من اجابته قال لي مش احسن من اللي انا فيه" وبصراحة حال المكان والقرية صعبة جدا وبالصدفة حضرت في هذه القرية نعوش جماعية لناس غرقوا اثناء الهجرة وكانت مراسم الدفن مصادفة لصلاة العيد وكان منظر مؤثر جدا ووجعني هذا المنظر جدا وقررت اكتب الفيلم. المخرج علي إدريس : الفيلم صورنا جزءاً منه في مصر وجزءاً في اسبانيا لأن المشاهد كانت تحت مؤثرات بصرية قد تكون غير متوفرة في مصر وبحثا كثيرا ووجدنا أن ذلك متوفر في مدينة برشلونة وكان لازم نعمل مركباً مطابقاً تماما للمركب بتاع اسكندرية ومهندس الديكور وفر لنا صور من مختلف الزوايا لنفس المركب وصممنا مركب مطابقة لانه كان صعباً جدا نقل المركب والتكلفة كانت غير منطقية. واضاف ادريس عندما كتبنا الفيلم انا وزينب عزيز لم نكتبه لاحد وكنا عارفين تماما أنه مش هيتعمل ولكن عندما جاءت الفرصة وقرر محمد علي انتاج الفيلم فوجئت انه عايز يمثل كنت خايف ان محمد يكون مبيعرفش يمثل ولكن عندما شاهدت أداءه في فيلم سابق هو "المعدية" شجعني ذلك كثيرا خاصة وأنا كنت حابب اعمل الفيلم كله بوجوه جديدة. وقال الممثل محمد علي "بطل العمل" كان كل همي ان اقدم فيلماً محترماً ومشرفاً لكل المصريين واذا لم اجد الفيلم الذي شرف مصر كنت مش هاعمل حاجة خالص طول حياتي الفيلم تكتيك جديد وصور اكثر من 70% منه في البحر ويطرح قضية هادفة واحمد الله انه نال اعجاب الجمهور وذلك عندي أهم من فلوس الدنيا. واضاف إدريس : نتمني أن يكون فيه دعم من الدولة للعمل خاصة والقضية مهمة جدا واصبحت ظاهرة لدي الشباب الذي يحلم بالهجرة.