شهد عرض فيلم "البر التاني" الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية بالدورة 38 لمهرجان القاهرة السينمائي والتي تجري فعالياتها الآن زحاماً شديداً وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة أدارها الناقد أحمد شوقي لمناقشة أحداث وتفاصيل الفيلم الذي يرصد قصصاً حقيقية عن الهجرة غير الشرعية خاصة وانه يواكب عرضه بعد شهر من غرق مركب رشيد مما نال الفيلم استحسان الجماهير لما يقدمه من قضية حساسة تشغيل العالم اجمع حيث أشادت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم وعدد من النقاد والسينمائيين والفنانين الذين حضروا الفيلم وعلي الرغم من هذه الإشادات الا أن هناك من وجه عدداً من الانتقالات لمنتج وبطل الفيلم الفنان محمد علي في حضور جميع نجوم الفيلم في مقدمتهم الفنانة عفاف شعيب والفنان عبدالعزيز مخيون ومحمد مهران وخالد النجدي وعمرو القاضي وباسم علي. طلب المخرج علي إدريس من الحضور بالوقوف دقيقة حدادا علي روح الفنان محمود عبدالعزيز الذي رحل منذ أيام عن عالمنا ثم بدأ مناقشة الفيلم قالت مؤلفة الفيلم زينب عزيز فكرة الفيلم جاءتها من فترة كبيرة عقب حوادث الغرف للهجرة غير الشرعية التي حدثت منذ عام 2009 وما تناولته الصحف في هذه الفترة وأشارت إلي انها ذهبت لقرية "بساط سيدي كريم" التي هاجر منها الكثير من الشباب ووجدت معاناتهم وبؤسهم وتفكيرهم في الهجرة باستمرار ولا سيما وانني سألت أحد الشباب الذين سبق له هجرة غير شرعية ولكنه قبض عليه هل ستكررها ثانية فقال لي "لازم أسافر تاني أحسن من اللي أنا فيه". المخرج علي إدريس قال: عندما قررت أنا وزوجتي المؤلفة زينب عزيز كتابة الفيلم كنا لا نعرف انه سينتج نظراً للتكلفة العالية خاصة وانه ليس فيلما تجاريا وبالفعل تم عرضه علي أكثر من جهة منتجة وتم رفضه للتكلفة العالية ولاصراري علي أن يكون أبطال الفيلم من الوجوه الشبابة وليس النجوم ثم عرضه علي الفنان محمد علي ووجدت انه رحب به وعلي الرغم من ذلك قمت بتحذيره لانتاج الفيلم نظراً للتكلفة العالية. أما بطل ومنتج الفيلم الممثل محمد علي أكد انه تحمس لإنتاج الفيلم بمجرد انه قرأ السيناريو الذي عرضه عليه المخرج علي إدريس قلت له أريد أن انتج هذا الفيلم ولكن إدريس حذرني وطلب مني إنتاج فيلم أول وثاني قبل خوض هذه التجربة لان ميزانية الفيلم ضخمة خاصة انه سيكون العمل الأول لي انتاجياً حيث إن ميزانية الفيلم تخطت ال25 مليون جنيه وعندما طلبت منه ان أشارك بالتمثيل في الفيلم رفض إدريس في البداية ولكنه وافق بعدما شاهد دوري في فيلم "المعدية" واقتنع بي. حول ما أثير حول تعمد بطل ومنتج الفيلم محمد علي بالاستحواذ علي الأفيش ومعظم الملصقات التي تم توزيعها للفيلم رد محمد علي قائلاً: ليس شرطاً ان يكون الافيش لنجم فمن الممكن ان يكون لوجه حديد وكان هدفنا استفزاز المشاهد ولكن الفيلم بطولة جماعية. وردا علي سؤال من أنت محمد علي لكي تنتج عملاً ضخماً في أولي تجاربك وهل أنت لديك مشاريع أخري إلي جانب التمثيل رد قائلاً: مواطن مصري ان لم يكن العمل محترماً ويشرف المصريين لكنت تركه ولم أنتجه فضلاً عن انني وجدت قضية هادفة وان أصور "70" من مشاهد الفيلم في البحر كنوع من التغيير ولم أفكر في الربح المادي فضلا عن أن مشاركة فيلمي في المسابقة الرسمية بالمهرجان وأن أمثل مصر وأسير علي الريد كاربت "السجادة الحمراء" اعتبرها أحسن جائزة في الدنيا. عن توقف تصوير الفيلم لأكثر من مرة قال علي: يرجع ذلك بسبب القرار بعدم التصوير داخل البحر في وقت كان المناخ متوترا في الشارع المصري فضلاً عن تأخر تصريحات التصوير الليلي وكان أيضاً من أسباب تأجيل التصوير وهو استخراج تأشيرات لباقي أبطال العمل لاستكمال التصوير باسبانيا ولكن وزيرة الهجرة ساعدتنا في استخراجها. استكمل عبدالقادر عزيز الحديث عن الجزء الخاص بالإنتاج باسبانيا قائلا كنا حريصين علي التصوير في أسبانيا بمركب تشبه نفس المركب التي تم تصويرها بالإسكندرية المتهالكة مع التنسيق مع طاقمم المؤثرات الخاصة والبصرية عن الاستعانة ببعض مشاهد الغرق "بدبليرات" وهذا استغرق أكثر من أربعة شهور لتصوير مشاهد الغرق. عن سبب تصويره لمشهد غرق السفينة في أسبانيا رد المخرج علي إدريس: ان استوديوهات السينما قديماً كانت تنافس فيما بينها علي أظهار السينما بأفضل شكل ولكن مع استوديوهات الدولة الحالية كانت صعبة لانها أصبحت أسوأ ولم يوجد بها هذه التقنيات في الاستديوهات بمصر مشيراً إلي أن رسالة الفيلم هي ان الوطن لابد ان يحتمل مهما كانت مشاكل البلد وليس هدفنا ان نرهب الناس ويجب ان يوجد في الدولة استثمارات كي لا يضطر هؤلاء الشباب ان يهاجروا "البر التاني" مطالباً بدعم الدولة المتمثلة في وزارة الهجرة ووزارة الثقافة وجهات العالم بدعم في النوعية من الأعمال. بينما وجهت الفنانة عفاف شعيب الشكر التي تشارك ضمن أبطال الفيلم الشكر والتحية لكل القائمين علي الفيلم كما أشادت بمدير التصوير أحمد عبدالعزيز الذي أبهرها مؤكدة علي سعادتها لردود الأفعال التي تلقيها عن الفيلم وعن الشباب الذي كانت تجمعهم بها في كواليس العمل حالة حب وود.. مشيرة إلي أنه حقاً فيلم عالمي متكامل. أما الفنان عبدالعزيز مخيون قال: وصلتني متعة شديدة من حالة الصدق المكتوبة بالسيناريو من خلال التطرق إلي قضية يعاني منها الجنوب والشمال وتساءل مخيون: لا أعرف لماذا لا يدعم الاتحاد الأوروبي والدولة التي تناقش قضايا هامة مثل فيلم "البر التاني".