القرار الذي أصدرته وزارة الرياضة بعدم التعاقد مع مدربين أجانب في الوقت الحالي علي مستوي جميع الاتحادات وفي مختلف كل اللعبات بسبب أزمة العملة الصعبة التي تعاني منها الدولة.. قرار محترم وصدر متأخراً.. لاسيما أن بعض الاتحادات التي تتعاقد مع مدربين أجانب لتولي مهمة إعداد المنتخبات والإشراف عليها من الناحية الفنية لا تحقق أي نتائج في أي بطولات فما البال لو كانت دورات أولمبية؟! أعتقد لو رجعنا للوراء وقدمت تلك الاتحادات كشف حساب المدربين الخواجات وما استنزفوه من رواتب بلغت الملايين بالعملة الصعبة دون أن يحققوا الهدف المنشود وهو تحقيق مراكز أو الفوز بالبطولات بل لم يحققوا شيئاً علي الإطلاق حتي بالنسبة لرفع مستوي اللعبة أو إعداد اللاعبين من كافة النواحي الفنية. بالطبع مصر تعاني من أزمة في توفير الأخضر والأزرق بل وفي كل ألوان العملات الصعبة علي مختلف أنواعها وألوانها.. وهذا ليس وليد اليوم أو أمس حتي لا يظن البعض الظنون.. ولكنه منذ عقود.. والأزمات التي تواجهنا حالياً في توفير بعض السلع أزمات تعودنا عليها واختفاء بعض السلع شأنه شأن الدولار لزيادة أسعارها.. ولا أريد أن أقول التاريخ يعيد نفسه لأننا في الستينيات حدثت أزمات في سلع كثيرة منها السكر وأتذكر لونه في ذلك الوقت كان يميل إلي السواد مثل رمال بلطيم أو جمصة ومع ذلك اختفي تماماً من الأسواق وكان الناس يشربون الشاي ويضعون ملعقة عسل نحل لتحليته!! بل لمن عاش تلك الفترة ونسي.. تم منع استيراد كافة أنواع الياميش في رمضان لتوفير العملة الصعبة وتم تصنيع سلع بديلة من المنتجات المصرية.. لم يكن هناك استيراد لأي أنواع ملابس.. ومع ذلك كانت وسط البلد شوارع فؤاد وقصر النيل وطلعت حرب والأوبرا والتوفيقية بها أرقي محلات الملابس والأزياء وكلها صناعة مصرية.. كنا نواجه أزماتنا بحلول ذاتية.. اليوم أصبحنا نستورد أيضاً الحلول لأزماتنا.. ويزيد منها الشائعات التي تملأ شوارعنا.. بالأمس كنت مع أحد الأصدقاء وشكي لي عن الظروف والأحوال وأنه وقف في محطة بنزين أكثر من ساعتين حتي يحصل بالأمر علي عشرين لتراً فقط.. وعند عودتي في المساء خشيت من نفاد البنزين.. وتوقفت عند أول محطة لم أجد أكثر من ثلاث سيارات وعندما جاء العامل ترددت أن أقول له فوول التانك.. وصمت وسألني بنفسه أفوول؟! والدهشة ألزمتني الصمت!! وعرفت أن ما يزيد من أوجاعنا وأزماتنا هو الطابور الخامس الذي يعيش فينا وحولنا ووسطنا ويروج للشائعات التي تمثل بالفعل أكبر خطورة علي مجتمعنا!! قرار منع استيراد المدربين ممتاز وعقبال منع استيراد الحكام أو اللاعبين!! ولابد من الإشادة بهذا القرار الذي صدر في هذا التوقيت لتقليل بعض الآلاف من الأخضر التي يلهفها الخبراء الأجانب ونحن محلك سر في معظم اللعبات الرياضية وارجعوا إلي نتائجنا الأولمبية!!