قالها الزعيم الراحل مصطفي كامل منذ أكثر من مائة عام وهي "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" قالها لإلهاب حماس المصريين ودعوتهم لمقاومة الاستعمار البريطاني في ذلك ورددها من بعده محمد فريد وسعد زغلول والذان عاشا زمانهما حتي رحل المحتلون وتحررت مصر من براثنهم وتعني المقولة خاصة النصف الثاني منها والذي أعنيه في مقالي هذا ان الموت في سبيل الوطن خير من العيش في اليأس والظلم والمهانة تحت تأثير الاحتلال البريطاني ورغم مرور قرن علي هذه المقولة إلا انني استعدتها ولساني لاكها بعدما تكررت حالات الغرق الجماعي بالمئات أثناء محاولات الهجرة غير الشرعية إلي جنة أوروبا وآخرها مركب رشيد قبل بضعة أيام وسألت نفسي هل آمن هؤلاء اليائسون بهذه المقولة الأمر الذي دفعهم للمخاطرة بحياتهم بعدما يئسوا من الحياة في ظل حكومات سابقة زادت حدتها في ظل الحكومة الحالية التي زادت من جرعة اليأس فآثروا الموت غرقا علي العيش في اليأس اللا محدود والاحباط اللا متناهي والذي أدي إلي اقدام الكثيرين علي الانتحار والتخلص من فلذات أكبادهم حتي لا يواجهوا نفس اليأس وشظف العيش والمهانة وقل ما شئت؟! اعتقد ذلك والدليل الاصرار علي الهجرة إلي الموت وكذلك ما جاء علي لسان بعض الناجين سواء من مركب رشيد أو مراكب الموت السابقة بأنهم سيعاودون الكره لأنهم لا يشعرون أصلا انهم احياء فهم كالموتي ولكن دون قبور خاصة الفقراء وما أكثرهم بالاضافة إلي احساسهم بالمرارة والغبن والاهانة والعجز فإذا دخل أحدهم مثلا مستشفي لحادث عارض أو لمرض لا يجد سوي الإهمال والمذلة وإذا ذهب إلي مصلحة حكومية قوبل بالاستخفاف والروتين و"فوت علينا بكره" إذا لم يدفع المعلوم وإذا دخل قسم شرطة لتحرير محضر لأخذ حقه من سوء معاملة جيرانه أو لتعرضه للسرقة لم يتم عمل المحضر إلا إذا وضع المعلوم وإذا تعرض لحادث في الطريق يترك مثل "كلاب السكك" ينزف حتي الموت أو إذا تم نقله فبعد ساعات ويتم ادخاله مستشفي خاص ربما بالاتفاق مع المعسف الذي هو علي علاقة ببعض هذه المستشفيات كي يدفع "دم قلبه" أو تحجز جثته حتي يتم دفع ما عليه أو إذا عمل في القطاع الخاص لم يجد من يحميه من قسوة صاحب العمل واجباره علي توقيع استمارة "6" قبل العمل وإذا فقد عمله تعسفيا لم يجد مسئولا يعطيه حقه.. وغيرها من النماذج الصارخة التي نعلمها جميعا وأدت إلي إيمانه بالنصف الثاني من مقولة مصطفي كامل التي قالها ضد الاستعمار وليس ضد الحكومة.. إذن ما العمل؟ العمل هو توفير حياة كريمة للجميع والمساواة في الحقوق والواجبات وتطبيق القانون دون استثناء فلا يعقل ان يترك البعض المعنيين بتطبيق القانون يرتع ويخالف ويسير بالطول والعرض ولا يتعرض له أحد لأنه "بيه".. فأغلب السيارات الخاصة بدون لوحات أو بأوراق مضروبة وأحيانا مسروقة ومهربة من ليبيا ولا أحد يوقفه وكذلك توفير العمل في وظائف مناسبة لمؤهله مع التفتيش الدوري علي القطاع الخاص الذي يعامل هؤلاء معاملة "العبد للسيد" والعمل أيضا علي سرعة خروج مشروع التأمين الصحي العام واخضاع المستشفيات الخاصة له وكذلك العيادات الخاصة كما هو حادث في أوروبا في حالات الطواريء والعمليات النادرة التخصص مع تحديد تسعيرة أجر الأطباء سواء في العيادة أو لإجراء عمليات جراحية والعمل أيضا علي تطبيق قانون معاشات البطالة لمن يتم طرده من عمله وكذلك تطبيق الحدين الأدني والأقصي في الأجور فهذا يوفر للدولة المليارات ووضع اليد علي الصناديق الخاصة التي هي بدون حارسوالأهم من ذلك تطبيق التسعيرة الجبرية ووضع سقف لهامش الربح مثل بقية دول العالم وغيرها من المطالب التي لو تحققت فلن يبرح أحد هذه الأرض المباركة والمحروسة بعناية الله والتي وصفها الله بالجنات في أكثر من آية "فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم" يقصد مصر. صراحة لدي هؤلاء المغامرين بأرواحهم العذر فهو لم ير الصدر الحنون في بلاده ولم يأخذ حقه حتي وصل حافة اليأس واليائس في الغالب يتخلص من حياته بالانتحار أو السفر إلي ليبيا رغم اهوالها واللجوء إلي الهجرة غير الشرعية وهو متأكد من غرقه وفي النهاية دم هؤلاء في رقبة مين؟! ..وأخيرا: * لولا تدخل الرئيس لتم ترك جثامين ضحايا الغرق لأسماك القرش بالمتوسط. * القوانين لم تحد من الهجرة غير الشرعية.. طالما لقمة العيش غير موجودة أو مغموسة بالهوان! * نادرا ما تفي الحكومة بوعودها والشواهد كثيرة.. آخرها معارض مستلزمات المدارس الفشنك! * وكذلك قائمة السلع التي لن يشملها قانون القيمة المضافة.. اخضعها التجار بالعافية! * بدأ العام الدراسي وزادت حرارة الدروس الخصوصية رغم أنف الوزير. * "قطيعة تقطع" كلينتون علي ترامب "أخدنا ايه من الأمريكان". * هل يعلم محافظ القاهرة الجديد بمعاناة أهالي صقر قريش بالمعادي الجديدة؟ أشك!