الاخبار: 5/11/07 ألا من نهاية لهذه المآسي المتكررة التي تتعرض لها فئة من شبابنا الذين يغامرون بحياتهم سعيا إلي الهجرة غير المشروعة والتي اصبح طابعها الغالب الموت غرقا علي سواحل اليونان أو إيطاليا. ما ذنب عائلات هؤلاء الشباب ان يواجهوا ويعيشوا الحزن والحسرة علي فلذات اكبادهم الذين لا يتعظون بمصير من سبقهم عندما يجرون وراء هذا الوهم القاتل. لقد حان الوقت لاتخاذ كل الاجراءات التي توقف هذا السيل من اعمال النصب والقتل التي تقوم بها عصابات احترفت الاجرام تتفنن في تسويق الموت بين جموع الشباب الذين يتطلعون إلي سراب الهجرة غير المشروعة. من المؤكد ان هناك ثغرات في نظام الرقابة علي نشاط هذه العصابات وعلي اصحاب السفن والمراكب الذين يتم التعاقد معهم علي تسيير رحلات الموت. ان ما تعرض له المركبان اللتان غرقتا امام السواحل الايطالية وعليه 184 شابا وقاصرا مصريا وفقا لبيان الخارجية المصرية هو كارثة بكل المقاييس لابد ان تهتز لها الافئدة وكل الاجهزة المنوط بها التعامل مع هذه الممارسات المنافية لمباديء حقوق الانسان وقوانين حماية حدودنا ومياهنا الاقليمية وامننا القومي، كم ارجو ان يكون من بين الناجين من الحادثين بعض هؤلاء المجرمين سواء من عصابات التهريب أو فاقدي الضمير من اصحاب المركبين الغارقتين ليتم محاكمتهما وتوقيع اقصي عقوبة عليهم حتي الاعدام، ليكونوا عبرة لغيرهم. في نفس الوقت ورغم الحملة الاذاعية الناجحة لتحذير الشباب من الوقوع ضحية لاغراءات الهجرة غير المشروعة قانه يبدو ان تعاظم الخطر اصبح اكبر من تأثيرها.. من هذا المنطلق فان تداعيات هذه القضية تطالبنا بجدية البحث في كل ما يتعلق بأبعادها وظروفها من كل الجوانب. لابد من هيئة قومية تضم ممثلين فاعلين من كل الاجهزة الحكومية والحزبية والشعبية ومنظمات رجال الاعمال والمجتمع ا لمدني تكون مهمتها تبصير وتوعية وتثقيف المواطنين في كل انحاء مصر خاصة الريف الذي تخرج منه افواج الشباب ساعية للموت، مسئولية هذه الهيئة التي يجب ان تتوافر لها الامكانيات ومد جسور التعاون مع الاتحاد الاوروبي المعني بهذه القضية.. العمل علي نزع الشعور باليأس والاحباط لدي هؤلاء الشباب وبعث الامل فيهم ومساعدتهم علي ايجاد فرص عمل مناسبة توفر لهم العيش الكريم. لا جدال انها فرصة امام الحزب الوطني الحاكم كي يكون هذا التحرك ضمن اهتماماته وبرامجه. لقد جاء الاعلان عن قيام احمد ابوالغيط وزير الخارجية خلال زيارته لايطاليا ببحث مشاكل الهجرة غير الشرعية علي ضوء حادث الغرق المأساوي لعشرات من الشباب المصري تعبيرا عن المسئولية والسعي الجدي من اجل ايجاد حل لهذا السيل الذي لا يتوقف من الكوارث الانسانية. ليس من تفسير للتفاقم الذي اصبحت عليه هذه الظاهرة سوي ان الربح الحرام الذي يحصل عليه مرتكبو هذه الجرائم.. اصبح يعادل في اغراءاته عمليات تهريب وتجارة المخدرات.