ابن السوداء. لقب أطلقه المؤرخون علي عبدالله بن سبأ صاحب الشخصية الخفية التي لم يعرف لها وصف أو أصل سوي انه يمني وأمه حبشية قيل انه أسلم في عصر الخليفة عثمان بن عفان يدعي بعض المؤرخين انحيازه إلي علي بن أبي طالب لينادي بعصمته بل يشتط في فكره وفي وصفه لسيدنا علي بالألوهية تبعه بعض الجهلاء فيضطر الخليفة الرابع إلي حرق كل من زعم ألوهيته حتي يعرف الناس انه لم يرض هذه الأكاذيب وأساليب الضلالة. اختلف المؤرخون حول حقيقة شخصيةعبدالله بن سبأ وهل يوجد حقيقة شخص يطلق عليه هذا الاسم الذي استطاع أن يفرق المسلمين ويشدهم إلي الافك والضلال وهم مازالوا قريبي عهد بالنبوة. هل يتسني لشخص مخبول التأثير النفسي القوي علي كثير من جموع المسلمين ومازال بينهم بعض الصحابة؟ كل نقيصة ورذيلة حدثت في عصر عثمان وعصر علي. نسبت نشأتها إلي عبدالله بن سبأ إلا ان الدكتور طه حسين في كتاب الفتنة الكبري نفي وجود هذه الشخصية قائلا انها شخصية وهمية إذ لا يتصور ان شخصا غير معروف الأصل والصفات يقوم بالتأثير النفسي والقوي علي عقول الجماهير ليصب في فكرهم وعقيدتهم ما يطيح بوحدة المسلمين ويثبت الأباطيل في معتقداتهم حتي يصل الأمر إلي وجود فرقة تدين بأفكاره وتحارب من أجلها هذه السنين الطويلة. كان ولابد من الوقوف علي حقيقة هذه الشخصية ودراسة نشأتها وتكوينها إلا ان كتب التاريخ خلت من ذلك لكن الكاتب أحمد أمين في كتاب فجر السلام اعتنق الرأي الذي يقول ان عبدالله بن سبأ شخصية حقيقية لها وجود واستطاع بوجوده أن يكون له اتباع كثيرون إلا ان الأمر لدينا هو ان المجتمعات لا تخلو من عبدالله بن سبأ ومن أفكار تقذف في آذان الناس وعقولهم تخرجهم أحيانا عما اعتقدوه وساروا عليه ذلك ان المفسدين في الأرض لا انقطاع لهم ولا غياب لأباطيلهم. أمام كل نجاح عدو يتخفي لنشر سمومه وحقده بين الناس يرجف بالأكاذيب يتجمع حوله الجوقة والدهماء وفاقدو الرأي ما أسهل علي الإنسان ان يؤمن برأي لا يحتاج فيه إلي تفكير أو اجتهاد وسرعان ما يرضخ لما يسمع ولا سيما إذا كان من أولئك الذين يفكرون بآذانهم ولا يستعملون عقولهم. عبدالله بن سبأ لا يوجد في الدين فقط أو في السياسة فقط إنما يوجد في فروع فكرية أخري.. يوجد في الفن ويوجد في الأدب ويوجد في الاجتماعيات. ما أسهل ان يبسط بعض الناس لسانه للخوض في أعراض بعض من البشر يزف إليهم المصائب والمكائد والصفات القبيحة مدعيا ان لديه من الأخبار والحكايات عن فلان أو فلانة مما يحطم معنوياتهم ويدمر شخصياتهم حتي بات أفاضل الناس يخشون علي أنفسهم من ألسنة المرجفين ويلملم نفسه عن مزالق ادعاءاتهم.. قد يكون دور عبدالله بن سبأ هو تعظيم السفهاء والاشادة بشخصياتهم العفنة واخلاقهم المتردية عبدالله بن سبأ قد يعظم مهرجا زاعما انه قدوة واضفاء الصفات العظيمة الهائلة علي الممسوخين والمهرجين الذين فسدوا كل جميل وجملوا كل قبيح واطلاق الاسماء الرنانة والفخمة والألقاب الجميلة علي من لم يعرف للفن الحقيقي طريقا.. وحين تبحث عمن اطلق كل هذا لا تقف علي كينونته أو وجوده لكنه عبدالله بن سبأ.