سعىد إسماعىل كان عبدالله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء في اليمن.. وقد أظهر إسلامه في زمن عثمان بن عفان.. وأخذ يتنقل في بلاد المسلمين لنشر الضلالة بينهم السبت: يقول أهل السنة إن التشيع لعلي بن أبي طالب بدأ بمقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.. وأن الذي تولي غرس بذرة التشيع هو »عبدالله بن سبأ« اليهودي الذي بدأ حركته في أواخر عهد عثمان.. ويقول ابن تيمية في المجلد الرابع، إن أول من ابتدع القول بأحقية علي بن أبي طالب بخلافة الرسول، هو رأس المنافقين عبدالله بن سبأ، الذي كان يهوديا فأظهر الإسلام لإفساد الدين من الداخل.. وأكدت ذلك طائفة كبيرة من الباحثين القدماء والمعاصرين باجماعهم علي أن »عبدالله بن سبأ هو الذي وضع الحجر الأول في بناء الفكر الشيعي.. وقد جاء ذلك في كتب السنة والشيعة علي السواء.. ويقول العالم الشيعي »الكشي« في كتابه المعروف ب»رجال الكشي«، وهو أقدم كتب الشيعة المعتمدة.. إن »عبدالله بن سبأ« كان يهوديا فأظهر الإسلام، ووالي عليا بن أبي طالب، رضي الله عنه، وأنه كان أول من أشهر القول بإمامة عليّ، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وكفرَّهم.. وهو عندما كان يروج بين المسلمين أن أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، رضي الله عنهم، قد اغتصبوا الخلافة من علي بن أبي طالب، كان يسعي لاشعال الفتنة، وقد نجح في ذلك.. وهو يعتبر أول من نادي بالغلو في أهل بيت الرسول، صلي الله عليه وسلم، ولذلك تنتسب إليه كل طوائف الشيعة.. وجاء في »تاريخ« الطبري، و»الكامل« لابن الأثير، و»تاريخ دمشق« لابن عساكر، و»البداية والنهاية« لابن كثير، وغيرها من كتب التاريخ، أن »عبدالله بن سبأ« كان يهوديا من أهل صنعاء في اليمن، وقد أظهر إسلامه في زمن عثمان بن عفان.. وأخذ يتنقل في بلاد المسلمين لنشر الضلالة بينهم.. فبدأ بالحجاز، ثم ذهب إلي البصرة ومنها إلي الكوفة في العراق، ثم انتقل إلي بلاد الشام، ورحل بعد ذلك إلي مصر ليستقر بين قبائل البدو، وينشر بينهم أفكاره، وكون له منهم أنصارا بعد أن استهواهم بآرائه الفاسدة.. وعندما وجد آذانا صاغية بين أهالي هذه البلدان دعا إلي ولاية عليّ، ثم إلي ألوهيته.. ثم تمادي بعد ذلك وقال إن عليا لم يمت وإنما صعد إلي السماء، وأن الرعد صوته، والبرق سوطه.. وأنه سيرجع من السماء ويمتلك الأرض.. وقد اتخذ ابن سبأ من اليهودية وبعض الديانات الخرافية أسسا جعل منها عقيدة له ولاتباعه.. ومازالت طوائف الشيعة رغم تفاوتهم يؤمنون بهذه العقيدة.. تكفير صحابة الرسول! ان النيل من أصحاب رسول الله، صلي الله عليه وسلم، والتشهير بهم، والإساءة إليهم، لن يلحق الأذي بهم، أو بمن يحبهم ويواليهم.. وإنما كان الهدف منه هدم الاسلام الذي كان هؤلاء يمثلونه خير تمثيل في أول مراحله.. فقد كانوا مشاعل الأمة الذين يهتدي بهديهم.. علي مر الأزمان.. ولعل ما جاء في كتب الخميني وآرائه التي أذيعت من راديو إيران يغنينا عن الرجوع إلي ما حفلت به كتب التاريخ التي أوردت الكثير من أقوال مؤرخي الشيعة، وما أكثرهم.. ونحن لا نريد أن تناقش الخميني في آرائه في صحابة رسول الله، رضي الله عنهم، فذلك مطلب عزيز المنال.. ولكننا نعرض هذه الآراء، كما جاءت علي لسانه، لعل من يقرأها يتصور أي دولة إسلامية تلك التي أرسي معالمها الخميني، الذي كان الأجدر به إذا كان حقا يريد أن يحمل مسئولية الدولة الإسلامية، أن يعمل علي جمع صفوف المسلمين علي كتاب الله وسنة نبيه محمد صلي الله عليه وسلم، كي يتلاقوا علي عقيدة واحدة قوامها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وحب النبي وآل بيته، وتعظيم الخلفاء الراشدين جميعا، وغيرهم من أصحاب النبي وأزواجه.. لقد قامت الدعوة الإسلامية علي جهاد رسول الله، وصحابته من المهاجرين والأنصار، الذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل دعوة الدين الجديد، وحمل الرسالة الاسلامية، ونشرها بين الناس، فأصبحوا يستحقون اعتزاز المسلمين بهم علي مر العصور.. ويقول محمد عبدالحليم عبدالفتاح في مؤلفه القيّم »أصل الشيعة«، إن أفضل العصور في الإسلام، وأكثرها نقاء هو عصر الرسول صلي الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم أجمعين.. ففي عهودهم أرسيت قواعد الإسلام، وانتشرت الرسالة الإسلامية في بقاع الأرض.. وهدي الله الناس إلي الدين القويم، فدخلوا فيه أفواجا، بعد القضاء علي الامبراطورية الفارسية المجوسية، وسيطرتها البغيضة، ونشر العدل والخير في ربوع الأرض، وإقامة الدولة الاسلامية العربية الموحدة القوية.. وكان من الطبيعي بعد ذلك أن تعمد الحركات السياسية المعادية للعروبة والإسلام، إلي محاولة هدم هذا الصرح الشامخ، وتقويض دعائمه بشتي الوسائل.. وقد قام الفرس المجوس باغتيال الفاروق عمر بن الخطاب، الذي قوض امبراطوريتهم، ومزقها.. ولايزال الفرس »الإيرانيون« يحتفلون بيوم مقتله، ويعتبرونه عيدا من أعيادهم القومية حتي الآن!! والخومينية واحدة من الحركات السياسية الفارسية التي تتستر بثوب الدين الحنيف، كي تتمكن من تحقيق أهدافها الخبيثة في ضرب العروبة وهدم الإسلام، وترويج المفتريات عن قادته الذين حملوا رسالته.. ولم يخف مؤسسها روح الله الخوميني حقيقة حقده علي صحابة الرسول، وتكفيرهم.. وهو لا يختلف في ذلك عن أئمة الشعوبية والزندقة، الذين تظاهروا كذبا بالاسلام، و ادعوا تقديسهم لأهل البيت ليكسبوا ثقة الناس لما لآل البيت من منزلة رفيعة في نفوسهم.. ثم لا يلبثون يلفون بعد ذلك ويدورون حتي يتحدثوا عن المهدي المنتظر فيفضلونه علي الأنبياء والمرسلين جميعا، ثم يتهجمون علي الصحابة!! في كتابه »كشف الأسرار«، كتب آية الله روح الله الخوميني، فصلين كاملين كفر فيهما أبابكر الصديق، وعمر بن الخطاب، بعد ان زعم أنهما خالفا نصوص القرآن الكريم.. وأورد في هذين الفصلين من الكذب والافتراء والحقد الدفين علي العروبة والإسلام ما يتماشي مع مايؤمن به من أنهما قد حطما الامبراطورية الفارسية المجوسية التي ينتمي إليها، ويدين لها بالولاء. ويقول في خلاصة كلامه عن مخالفة الخليفتين الراشدين للقرآن ومتابعة المسلمين لهما ما نصه: »ان مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند الناس شيئا مهما جدا، لأن المسلمين، في ذلك الوقت إما كانوا داخلين في حزب الشيخين ومؤيدين لهما، وإما كانوا ضدهما ولا يستطيعون الكلام.. وحتي إذا قال أحدهم شيئا فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به«. وعن عنجهية الخوميني الفارسية، وغروره، وحقده الدفين علي العروبة والإسلام والصحابة، أنه كان دائم التصريح بما يقلل من شأنهم، ويطعن فيهم.. وقد ذكر في خطاب له لمناسبة عيد النيروز عام 2891، وهو عيد فارسي لا يمت إلي الاسلام بصلة، بالحرف الواحد: »أقول صراحة، أنه لا يوجد شعب كشعب إيران، ولا مجلس كمجلس إيران، ولا قضاء كقضاء إيران، ولا شرطة كشرطة إيران، منذ صدر تاريخ العالم و حتي يومنا هذا«.. ويقول في خطاب آخر له: »ان حماسة وشوق الإيرانيين للتوجه إلي جبهات القتال، والإندفاع نحو الشهادة لم يكن له نظير حتي في عهد رسول الله، وأمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه«. وللحديث بقية