مساء أمس الأول طيرت وكالات الأنباء ما كشف عنه "علي أكبر ولايتي" وزير خارجية إيران الأسبق وكبير مستشاري المرشد الأعلى "علي خامنئي" للشؤون الدولية من أن الخميني قال " لا يوجد أفضل من شعبنا ولا حتى شعب رسول الله في صدر الإسلام" وكان ذلك بمناسبة الحصول على مدينة (المحمرة) من القوات العراقية، تلك المدينة الواقعة عند مصب نهر كارون في شط العرب، وعاصمة الأحواز ومقر العرب الثقافي والحضاري فيها. تفضيل الخميني لشعب إيران على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر أثناء الحرب الإيرانية العراقية، وبالتالي فهو بعد تولي الخميني للحكم. وهذا التصريح ينسف عريضة دفاع المحامي المصري الدكتور محمد سليم العوا عن الخميني من جذورها، ففي أعقاب الحكم على خلية حزب الله أعادت فضائية دريم بث حوار من أربعة أجزاء مع المحامي المصري العوا والذي دافع فيه عن الخميني بطريقة شديدة الغرابة، حيث ألقى بمسئولية سب الصحابة رضوان الله عليهم على أهل السنة، وادعى أن الشيعة قد أخذوا السب عنهم، ثم قال بعد ذلك " توجد مرحلتان في حياة آية الله الخميني، لابد من التمييز بينهما، مرحلة كونه مدرساً في الحوزة العلمية، والتي كان يدّرس فيها المذهب الشيعي كما تركه الأسلاف من غير تجديد أو تفكير، وفى هذه المرحلة نجد كتب الفتاوى وكتباً مختلفة تضمنت سب الصحابة عن العلماء السابقين وانتقادات لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفى المرحلة الثانية وهي مرحلة الخميني السياسي لا تجد للخمينى كلمة فيها ازدراء للصحابة أو انتقاص لهم أو طعن على أحد منهم، فهذا غير موجود بعدما أصبح الخميني زعيماً سياسياً، ولو أن الخميني السياسي طال به الزمن لكتب، فيما أظن، ما يخالف هذه الكتب، ولأعلن نقدها وتبرأ منها". وهنا تساؤلات أوجهها للمحامي المصري العوا بعد دفاعه الشديد عن الخميني: أولاً... في ظل طعن الخميني لجيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي كشف عنه على أكبر ولايتي، والذي صدر من الخميني السياسي في مرحلته الثانية، إن كانت هناك مراحل عند الخميني، كيف سيبرر هنا المحامي المصري تصريحات هذا الخميني الفارسي؟. ثانياً... هذا الخميني الذي يدافع عنه المحامي المصري يقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كتابه كشف الأسرار (إن النبي محمد لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر به الله، وبذل المساعي في هذا المجال، لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه)، والإمامة عند الخميني كما هو معلوم هي عمود كتاب "الحكومة الإسلامية للخميني" والذي بين المحامي المصري في ذات الحوار أنه بمثابة خلاصة فكر الخميني السياسي في مرحلته الثانية، فهل يستطيع المحامي المصري أن يحرق هذه العبارة من تاريخ الخميني في مرحلتيه؟. ثالثاً... هذا الخميني يقول عن كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم" في كتاب كشف الأسرار( إن مثل هؤلاء الأفراد الجهّال الحمقى والأفاقون والجائرون.. غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر)- أستغفر الله- أقول: هل يجرؤ المحامي المصري محمد سليم العوا الذي يدافع عن الخميني بكل جوارحه أن يحرق على الملأ كتاب كشف الأسرار للخميني؟ أو حتى يحرق الصفحات التي جاء بها السب المباشر للصحابة؟ وهل يستطيع أن يحرق باقي كتب وصفحات الخميني الممتلئة بالسب والطعن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم؟ أو حتى يطالب أصدقائه في طهران وقم بحرق تلك الكتابات التي يدعي أن الخميني بممارساته السياسية قد رجع عنها؟. ليعلم كل آيات إيران ومحاميهم ووكلائهم في منطقتنا السنية أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم أفضل شعب على وجه الأرض، رباهم الرسول بنفسه، ورضي الله عنهم ورضوا عنه، وأطفأ الله بهم نيران كسرى، ونشر الله بهم الإسلام في بلاد فارس.