يحتفل ملايين المسلمين حول العالم اليوم بعيد الأضحي المبارك وسط عادات وتقاليد تختلف من بلد إلي آخر لكن يجمعها جميعاً قاسم مشترك وهو صيغة التكافل الإسلامية الرفيعة المتمثلة في "الأضحية" رمز هذا العيد.. إضافة إلي أن قلوب أكثر من مليار ونصف المليون مسلم تتابع اليوم أول أيام العيد ضيوف الرحمن بعد أن وقفوا أمس في يوم الحج الأعظم بعرفات رافعين شعارنا الخالد "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك لا شريك لك لبيك".. "الجمهورية" طافت إلي عدد من دول العالم الإسلامي لتكشف بعض من هذه الاحتفالات وطقوسها.. ففي مصر اللحمة والفتة وفي الخليج يجتمعون بعد الصلاة علي مائدة العيد المكونة من لحم الأضاحي وكذلك اليمن حيث تنتشر الموائد في الساحات ومعها الخنجر اليمني المميز. في ليبيا يسمونه "العيد الكبير" وكذلك في بلدان المغرب العربي.. ويبدأ الاحتفال بذبح الأضاحي وفي المغرب العربي يهتمون بوضع الحناء علي رأس خروف العيد كتعبير عن الفرحة.. وتكحيل عين الخروف في ليبيا عادة ليبية قديمة باعتباره هدية إلي الله.. وتقوم السيدات ليلة العيد بإشعال المباخر ووضع البخور في أركان المنزل ابتهاجاً بالعيد. عيد الحجاج في العراق يسمونه عيد الحجاج ويقوم العراقيون بالتعبير عن فرحتهم بطقوس بحسب منطقة البصرة أو النجف والكوتة أو بغداد والموصل وكركوك ومنطقة السليمانية وأربيل وغيرها من مناطق بلاد الرافدين ويجمعهم قاسم مشترك توارثوه منذ أجدادهم وهو الإفطار الجماعي "المطبك" مع الأرز واللحم في موائد جماعية ولقاءات عائلية واسعة.. والعراقيون دأبوا علي زيارة المقابر في العيد. باكستان تزيين "الخروف" أما باكستان فتتميز طقوس عيد الأضحي المبارك عن كثير من بلدان العالم الإسلامي حيث يتم تزيين "خروف العيد" قبل موعد العيد بنحو شهر مع صيام العشر أيام الأولي من شهر ذي الحجة.. ومن زار منطقة البنجاب أو كراتش أو إسلام آباد أو بيتشاور علي الحدود المشتركة بين باكستان وأفغانستان يقف بإعجاب أمام "زينة الخروف" الذي يطلقون عليه "الكبش" ويعتبرونه كالعروس في ليلة العرس بالزينة التي يهتمون بها له وبعد الصلاة يتباري السيدات في إعداد مائدة العيد بعد ذبح الأضحية وتوزيعها لتناول "لحم النحر" كعادة لا يمكن أن يتركها منزل باكستاني حيث إن طبق النحر أهم أطباق أيام العيد وعلي مدار أيام العيد حيث إن الباكستانيين لا يفضلون تناول الحلوي في عيد الأضحي لكن المهم طبق النحر. كبده الأضاحي في المغرب تبدأ بصلاة العيد وبعدها يتجهون لذبح الأضاحي ويكون الطبق الصبحي ليوم العيد الأشهر هو طبق الكبده المشوي مع الشاي المغربي ذي النكهة المميزة. وفي أندونيسيا يحتفلون بعد الصلاة وذبح الأضاحي وغالباً في ساحات المساجد أو بالقرب منها وتبدأ فرق الدفوف والطبول بالاحتفالات طوال أيام العيد. في سلطنة عمان يحتفلون بالعيد بعد الصلاة بذبح الأضحي ثم أول أيام العيد تجمع الأسرة علي وجبة "العرسية" التي تتكون عادة من الأرز ولحم الأغنام مع الزبيب وينثر عليها قطع من كبد الخروف أو الأغنام.. ويلتف العمانيون حول وجبة العرسية التي تعتبر موروثاً قديماً توارثوه عن الأجداد ويحرصون عليه في كل عيد أضحي. الصين.. لعبة "خطف الخروف" الصين والتي تضم نحو 40 مليون مسلم موزعين علي عدة أماكن في الويفور والقازاق والقرقيز والاوزيك والطاجيك وباوان وغيرها يحتفل المسلمون بعيد الأضحي بطقوس توارثوها وكانوا لا يمارسونها بشكل واضح في السبعينيات لكن المنتشر حالياً في المقاطعات الإسلامية والأحياء الإسلامية أنهم بعد صلاة العيد يمارسون لعبة مشهورة وهي خطف الخروف وهي عبارة عن ركوب الفارس جواده ويجر بجوار الخروف بأقصي سرعة ليلتقطه من علي الأرض وبعدها يتم الاحتفال بالأضحية بعد تكرار اللعبة عدة مرات وهي منتشرة بين مسلمو شيبجيانج بغرب الصين ويتم الذبح بحضور إمام المسجد وتوزيعه ويحرص الصينيون علي ارتداء الملابس الجديدة وتبادل الزيارات بين الأهل والأحباب ويعتبرونه مناسبة مهمة لهم حيث يتمتعون أيضاً بالاجازة خلال العيد. الهند الهند التي يشكل المسلمين نحو 15% من سكانها البالغين 1.4 مليار نسمة يحتفل المسلمون في الهند بعيد الأضحي بالاستعداد المبكر لشراء الأضاحي من مراكز مخصصة لها وعادة تكون بالقرب من المسجد الكبير في كل منطقة وكما هو معلوم الهند ممنوع فيها ذبح الأبقار فالجميع يهتم بأسواق الماعز والأغنام ويتم تزيينها بألوان متعددة قبل ذبحها يوم العيد في كرنفال الأضاحي.. والمعروف أن حفلة العيد الرئيسية في الهند تكون علي وجبة الماعز في البهارات الهندية تجتمع الأسر صباح العيد بعد الصلاة. العبنولو في الصومال في الصومال تتنوع مظاهر الاحتفال بعيد الأضحي المبارك في هذا البلد العربي الأفريقي الذي يعيش وصفاً استثنائياً منذ أكثر من عقدين وبعد الصلاة يتم ذبح الأضاحي ولايزال يحتفظ أبناء الصومال بعادات منتشرة في كل أرجاء الدولة وهي أكل البر وإعداد حباته المقلية بزيت المسلم ويؤكل "بالعبنولو" التي هي عبارة عن ذرة مخلوط بالفول وتقدم كوجبة مميزة في العيد.. كما يتميز العيد بحلقات المديح النبوي وتحمل صيغة التهنئة باللغة العربية عيد مبارك وبالصومالية "عيدوناغسن". مهرجان التضحية بماليزيا في ماليزيا يطلقون علي عيد الأضحي مهرجان الأضحية نسبة إلي ذبح الأضاحي ويطلقون عليه "هاري رايا حاجي" ويرتدون الملابس الجديدة بألوانها ورسومها الزاهية بزيهم التقليدي مع شروق شمس يوم العيد ويهتمون مبكراً باختيار الأضحية من الغنم والأبقار ويسمونها "قربان" والمعروف أن ماليزيا لديها مؤسسة "تابونج حج" وهي لحج الماليزيين عبر حسابات توفير بالمساعدة أبناء الدولة علي أداء الفريضة كما أن ماليزيا تعد الدولة الإسلامية الوحيدة التي تنظم معسكر تدريبي للحجاج كي تعرفهم بالطرق الشرعية للمناسك. والأضحية أو القرابين كما يسمونها عقد أبرز مظاهر العيد الكبير وفيه يذهبون إلي القري والتواجد في مقار العائلات لذبح الأضاحي التي غالباً ما تكون من البقر.. ويجتمع الماليزيون علي مائدة الأضيحة بزيهم التقليدي المسمي "بياجوملايو" مع الطاقية الملايوية "السكونكو" في مظهر لا يتكرر إلا في ماليزيا. الفرسان في نيجيريا في نيجيريا حيث يدين نصف السكان بالإسلام في هذا البلد الأفريقي خاصة في جزئه الشمالي يحرص أبناء نيجيريا علي ارتداء الملابس الجديدة ويزحفون لأداء الصلاة في الهواء الطلق.. وتقام مهرجانات والتي يميزها الاحتفال بالخيول بالفرسان ثم تذبح الأضاحي في تقليد يسمي "دربار" وهو من التقاليد الباقية منذ عصور ويحتفلون به في العيد ويعتبر مشاهد العيد فرحة يحرص عليها أبناء نيجيريا ويستمر مهرجان الخيول 3 أيام. أندونيسيا.. الذبح في ساحات المساجد فقط أندونيسيا أكبر دولة إسلامية يتم تجميع الأضاحي في كل منطقة وذبحها في ساحة المسجد وتوزيعها علي المحتاجين وسط احتفالات جماعية وهي عادة من البقر والماعز ويتحول العيد إلي كرنفال شعبي في ساحات المساجد احتفالاً بذبح الأضاحي.. ولا يغيب عن الاحتفال في الشوارع المختلفة أصوات المداحين تتعالي في الوقت الذي تدق فيه الطبول والدفوف في كل مكان بجررها المختلفة بما فيها جزيرة بالي المنتجع السياحي الأشهر في آسيا والذي يشهد زواراً من كل أنحاء العالم يذهبون إليه للسياحة وقضاء شهر العسل.
