حفار القبور.. اسم لفيلم تراجيدي من نوع الكوميديا السوداء لدانتي بطله رجل كان يعمل في الحفر في حديقة الحاكم ولما نجح في اكتشاف واخراج بعض الكنوز من باطن الأرض وثق فيه وقدمه للرعية علي انه المنقذ لحالاتهم المعيشية الضنك وبؤاه منصبا رفيعا لم يكن يحلم به ففرحت به الرعية أيما فرحة إلا انه خذلهم وبدلا من أن يحفر بأسنانه لايجاد فرص العمل لطوابير العاطلين وبدلا من أن يمسح الدمعة من عيون الغلابة راح يحفر لهم قبورهم تاركا لهم إما الرضوخ للجباية التي فرضها عليهم أو دفنهم أحياء إذا لم يلتزموا الصمت ويرضوا بالواقع المرير لأنهم فقراء ويمثلوا عبئا وبالتالي لا يستحقون الحياة ممنيا إياهم بالصبر ومصيرهم الجنة فالفقراء أول من يدخلون الجنة وان متاع الآخرة خير وأبقي من جنة الأغنياء في الدنيا. ولما يئست الرعية من سلطوية الحفار لجأوا إلي مجلس اللوردات الذي انتخبوه عل وعسي يحاسبونه إلا ان الأغلبية المسيطرة جاملته وسارت علي نهجه ومررت ما أراد من إجراءات التقشف علي حساب الغلابة الذين ضاقت بهم السبل ولم يجدوا اليد الحانية التي تربت علي ظهورهم أو حتي تطيب خواطرهم بحجة انها إصلاحات وشراب كالعقلم يجب أن يتجرعوه وعندما ذهبوا إلي قاضي القضاة وجدوه يطلب زيادة مصاريف التقاضي ويأخذ موافقة المجلس علي تحصيل مصاريف علاج القضاة وانتهت أحداث الفيلم عند مشهد الذهاب إلي الحاكم زرافات يطلبون منه تخليصهم من الحفار الذي فاق المحتسب البرديسي أيام حكم العثمانيين وكان وراء المثل القائل "اش تاخد من تفليسي يا برديسي" لأنه ضرب المثل في الجباية وخنق الرعية وحملها أخطاء السابقين دون ذنب جنوه فهل يستجيب لهم الحاكم؟! ولأن هذا الحفار ضرب الرقم القياسي في التاريخ باستحداث ضرائب جديدة وزيادات في كل مشرب ومأكل أضعف ظهور الفقراء ودقت أعناقهم فقد رشحته الرعية الصابرة المغلوبة علي أمرها للأولمبياد القادم بعد اخفاق البعثة التي قادها أحد رجالاته المسئول عن الرياضة وخروجها خالية الوفاض رغم ان عدد ابطالها بلغ 120 لاعبا كلفوا الخزينة عشرات الملايين من الدولارات ولم يحصد سوي 3 فقط برونزية وجاء المسئول يتمطي ويبرر شأن رجال الحفار في الوقت الذي ضرب فيه رئيس زيمبابوي الغيور علي سمعة بلاده باعتقال بعثة بلاده عقب وصول أفرادها المطار وقدم الجميع للمحاكمة لعدم حصول أحدها علي أي ميدالية وسبقته في ذلك كوت ديفوار عام 2000 عندما امر قائد المجلس العسكري باعتقال منتخب بلاده لكرة القدم عقب خروجه من كأس الأمم الافريقية حيث اخذتهم شاحنات إلي قاعدة عسكرية بعد مصادرة هواتفهم المحمولة وبعد 3 أيام وتحت ضغط خارجي تم الافراج عنهم فهل يحدث ذلك عندنا؟ اعتقد لا.. لأننا اعتدنا علي الطبطبة ومقولة "معلش" و"خيرها في غيرها" وشغل المصاطب الذي ليس في الرياضة وإنما في كل شيء حتي مع الهباشين والمحتكرين. الأمر الذي ساعد في تفشي السرقات والنهب وفضيحة القمح ليست ببعيدة وساعد ايضا في تحكم المستشفيات الخاصة في المرضي قبل دخولهم ضاربين بقرارات الحكومة عرض الحائط وشجع التجار علي فرض التسعيرة وفق الاهواء بحجة الدولار والضريبة المضافة التي للأسف أقرها البرلمان بنسبة 13% علي أن تكون 14% العام رغم علم النواب ان ذلك سيكون خرابا للبلاد ومواتا للفقراء الذين تنتظرهم القبور التي حفرها الحفار ورجاله فإكرام الميت دفنه وربنا علي الظالم والمفتري وحسبي الله ونعم الوكيل. ** وأخيرا: * ارحمينا يا حكومة.. العيشة بقت نار ومرار بجد! * العشرة في المائة بتاعة علاج الضاة شجعت وزير البيئة علي طلب زيادة رسوم النظافة إلي 10 جنيهات.. ناقصة. * الحكومة تطلب التقشف.. "طب لما تتقشفي الأول"! * نفسي أعرف رواتب الوزراء بالبدلات واللي تحت التربيزة.. بالضبط * ونفسي نسير علي نهج الرئيس الذي تنازل عن نصف راتبه الذي بعد الأدني علي مستوي رؤساء دول العالم.. وتبرع بنصف ميراثه.. ألا تخجل. * وياريت تلاقي "واحد" يعمل دون أجر لوجه الله كشيخ الأزهر. * بصراحة.. ياريس.. لازم حكومة الحفار أو الجباية ترحل دلوقتي قبل بكرة.. وقبل ما "نقلع هدومنا".. وتطبيق نظام "من أين لك هذا" بعد فضيحة وزير سميراميس. * انتهت أزمة الأرز وبدأت مشكلة السكر.. ربنا يستر!