دعوة الحكومة للتقشف هي دعوة استفزازية بكل المقاييس فلمن تدعو الحكومة للتقشف للأغنياء الذين يعيشون في رفاهية مفرطة أم للفاسدين الذين لم يتم اتخاذ أي إجراءات ضدهم ومازالوا يتمتعون بفلوسنا المنهوبة ومازالوا في أماكنهم ووظائفهم الرفيعة.. أم هذه الدعوة للفقراء والغلابة ومحدودي الدخل المتقشفين بطبيعة حالهم فهم يحصلون علي قوت يومهم بالكاد بسبب الغلاء الفادح وانفلات الأسعار من حين لآخر. * فقد كان أولي من الحكومة أن تبدأ بنفسها حتي يسير الكل علي نهجها بأن تبدأ في مكافحة الفساد واستئصاله من جذوره وأن تمنع كل مظاهر الرفاهية التي ينعم بها الوزراء والمستشارون وأن تقلل من أسطول السيارات التي تسير وراء كل مسئول ذهاباً وإياباً وذلك من لزوم "العنتظة". * لأن الحكومة عندنا تمتلك أكبر أسطول بري لموظفيها علي نفقتها الخاصة يمكن أن تدخل به في المنافسات العالمية وسوف تفوز.. هذا بالإضافة إلي أفراد الحماية ورواتبهم الفخمة وغيرها من مظاهر الفخامة والرفاهية التي لا تعود علينا بالنفع في ظل الأزمة الاقتصادية. * مع أن بثمن الوقود ورواتب وحوافز أفراد الحماية يمكن أن تعيش مئات الأسر الفقيرة في القري وصعيد مصر الذين في أشد الحاجة للقمة العيش وعلبة الدواء.. ثم تأتي الحكومة وتدعوهم للتقشف.. كما أن هناك مئات الشباب من الموظفين ومن كبار السن بعد انتهاء مواعيد العمل نجدهم يجلسون في الطرقات وعلي جانبي الشوارع في القاهرة من أجل العمل في الفاعل نتيجة رواتبهم الضعيفة هذا بجانب زيادة عدد المتسولين الذين أصبحوا ظاهرة يصعب القضاء عليها في شوارعنا. * إن محدودي الدخل يا حكومة والفقراء يربطون علي بطونهم من قبل الدعوة للتقشف نتيجة لغلاء الأسعار.. لقد أصبحنا شعبا مطحونا بكل ما تحمله الكلمة من معني.. أصبحنا نخشي من المستقبل أصبحنا نخاف من فاتورة الكهرباء لقد امتنع الكثير من الناس من فتح التليفزيون أو تشغيل المروحة بعد أن اشتعلت الفاتورة رغم ان هذه الأشياء تعتبر الوسائل الترفيهية الوحيدة للكثير من الشعب المصري البسيط! * ان معظمنا الآن يعيش في تقشف حقيقي ليس بإرادتنا ولكن رغماً عنا نتيجة انفلات الأسعار الجنوني ومع ذلك نجد الحكومة وأعضاء البرلمان تتعالي أصواتهم وينادوننا بالتقشف.. فقد كان الأولي أن تبدأوا بأنفسكم أنتم وتخفضوا الرواتب والحوافز وتتنازلوا عن المكافآت التي تحصلون عليها كترفيه بدون تعب أو عناء.. ابدأوا برجال الأعمال الأثرياء أباطرة استيراد السلع والمنتجات الرديئة والتي لا حاجة لنا بها. * لابد أن تعلن الحكومة عن استعدادات وإجراءات التقشف التي سوف تتخدها حتي يطمئن المواطن ويسير علي نهجها لابد أن تقوم الحكومة بمكافحة الفساد والضرب بيد من حديد علي المفسدين ومعاقبتهم علناً حتي تعود أموالنا المنهوبة لخزانة الدولة من جديد. * لابد أن تتخلي الحكومة عن مظاهر البذخ التي تستفزنا جميعاً وتعلن عن خطر الترشيد التي ستنفذها في المرحلة القادمة من أجل الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية. كلمة أخيرة: الذي يريد ارتداء كل وقت قناعاً سوف يأتي يوم ويقع في أعمق قاع