قد لا تبدو كلمة "نهائي" دقيقة دقة كاملة لوصف الحل المرتقب للمسألة السودانية. لكنني لم أجد كلمة أدق منها في الوصف. فقد لا ترضي الحلول كل أطراف المسألة السودانية. ولكن لا يوجد حل يرضي الناس جميعا. ولكن قد بدأ واضحاً منذ فترة ليست بالقصيرة أن مسار القضية السودانية يتجه نحو الحل الذي يمكن أن يكون شاملاً. وظهر ذلك منذ مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير التي أطلقها في مطلع العام 204م. في خطابه المشهور الذي ألقاه في الاحتفال بذكري الاستقلال المجيد. والذي صار يعرف بخطابات الوثبة. وبرغم أن الخطاب أعقبته أحداث وتداعيات وصفت حينها بغير الحميدة. لكنها لم تفسد المسار. رغم أنها قد أبطأت به. ثلاثة عوامل مهمة كانت وراء الحل. جدية الحكومة ممثلة في السيد رئيس الجمهورية. وامتلاكه الإدارة والرغبة في الوصول إلي حلول مرضية وعادلة. وثانيهم امتلاك الأطراف الرئيسية في المعارضة ذات إرادة الرئيس للوصول إلي سلام شامل. وأهم هؤلاء زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي. وقادة الحركات المسلحة مالك عقار رئيس الحركة الشعبية. والدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة. ومني أركو مناوي رئيس حركة التحرير الدافورية. وثالثهم الضغط الإقليمي والدولي. وصبر ومثابرة الآلية الأفريقية رفيعة المستوي التي يقودها الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثامبو أمبيكي. وتعتبر الخطوة الأخيرة التي تمثلت في توقيع أطراف المعارضة الرئيسية علي خارطة الطريق هي المرحلة الأهم. والتي طال انتظارها. ثم أعقبها الدخول في حوار مباشر بين الحكومة والمعارضة في مساري دارفور. ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وهو حوار مهما تطاول لن يطول أمده. والراجح أن يبلغ مداه ويكتمل قبل الموعد المضروب لمؤتمر الحوار الوطني بالداخل في العاشر من أكتوبر المقبل. ولكن حتي إن تجاوز هذا الأجل فليس في ذلك حرج كبير. فهذا الموعد ليس ملزماً للمعارضة التي لم تشارك في تحديده. وحتما سيأتي يوم قريب يعود فيه كل المعارضين في الخارج. ويلتئم شمل كل القوي الوطنية في العاصمة السودانية الخرطوم. ويحدد السودانيون خارطة طريق حكم بلدهم.