* ارتفعت أسعار كل شيء في مصر.. إلا الإنسان وهو الشيء الوحيد الرخيص الذي لا يرتفع ثمنه. بل أصبح معروضاً في التنزيلات لأقل سعر!! .. ونحن في مصر شعب غريب يتحدث عن المحبة لكن كل تصرفاته تنم عن حقد دفين!! نجيد فن سرقة بعضنا البعض تحت مسميات مقننة وأساليب لولبية مثل تحليل الرشوة التي حورناها وسميناها إكرامية وما من تاجر أو بائع أو شركة إلا وتستغل الاهتزاز الاقتصادي وارتفاع الدولار لترفع هي الأخري الأسعار بمبدأ "الكل بيرفع.. وأنا لازم أرفع"!! .. تلك الحالة الاقتصادية أثرت علي الرياضة بشكل كبير فلدينا مدربون أجانب ولاعبون وخبراء في الرياضة يقبضون بالعملة الصعبة ولدينا معسكرات وبطولات خارجية تحتاج للملايين من الدولارات وها هي اللجنة الأولمبية احتارت للحصول علي بدلات سفر اللاعبين للدورة الأولمبية وتدخل الوزير لدي مجلس الوزراء لتوفير تلك المبالغ!! .. طيب وماذا بعد في الفترة القادمة؟! الدولار في ارتفاع مستمر.. باله طويل وخطوته سريعة وينطلق بسرعة الصاروخ ويلتهم الجنيه المصري الذي أصبح ولا مؤاخذة بقرش صاغ فقط لا أكثر!! نحن لدينا في مصر ما يفوق ربعمائة رحلة رياضية كل عام ما بين معسكرات خارجية وبطولات عربية وافريقية ودولية وعالمية وأولمبية.. فمن أين ستوفر المبالغ اللازمة لتلك المهمات؟! قد نستثني تلك الرحلات لأنها لا غني عنها.. ولكن ماذا عن المدربين الأجانب واللاعبين الذين يكلفون الدولة الملايين من العملة الصعبة سنوياً؟! وما ضرورة وجودهم؟! سأضرب بعض الأمثلة التي تحير العقل وتشتت التفكير ولا أجد لها مبرراً!!! مرتب مدرب أجنبي واحد مثل مارتن يول في الشهر الواحد يصرف علي بعثة منتخب مصر في رحلة خارجية لمدة اسبوع!! وما يحصل عليه المدرب في عام كامل يوازي ما يصرف علي تعاقدات اللاعبين خلال الموسم!! قد نوافق علي مبدأ وجود المدرب الأجنبي عندما يكون له المردود الإيجابي الذي ينعكس علي أداء الكرة المصرية مثلاً!! لكن ماذا يقدم لنا المدربون الأجانب أكثر مما يقدمه المدرب المصري؟!! لدينا في مصر مدربون أجانب بالعشرات يقبضون بالعملة الصعبة التي لا نجدها.. ولدينا من اللاعبين الأجانب العشرات في الدوري الكروي يقبضون بالدولار من الأندية التي تصرخ وتولول وتطلب المساعدة من وزير الشباب والرياضة!! وأتعجب والله كيف لأندية لا تملك دخلاً من الجماهير والتذاكر أن تتعاقد مع لاعبين أجانب وتصرف لهم بالدولار؟!! المنظومة مقلوبة يا رجالة!!! نحن نصرف في الرياضة أكثر من ربع مليار دولار سنوياً ما بين معسكرات وبطولات خارجية ورحلات وبدلات ومرتبات مدربين ولاعبين أجانب وعمولات وسمسرة لوكلاء اللاعبين.. وبعد ذلك تصرخ الأندية وتقول لله يا محسنين؟! .. مطلوب من وزير الرياضة سرعة التدخل وتنظيم عملية التعاقد مع مدربين أجانب ولاعبين في الأندية إلا بشروط مسبقة.. فالنادي الذي يتعاقد مع لاعبين أجانب يتم حرمانه من أية مساعدة أو معونة مادام يملك العملة الصعبة ويصرفها ويبعثرها في وقت لا تجد فيه الدولة ما تشتري به القمح لوضعه في المطاحن والشون قبل سرقته وخلطه بالتراب!! لك الله يا مصر وما أكثر دولاراتك يا محروسة!! علي الجانب الآخر.. لماذا نحن في الرياضة نستورد المدربين واللاعبين والخبراء الأجانب؟! ولماذا لا نتحول إلي مصدرين للحصول علي العملة الصعبة كما فعل الأهلي ببيع رمضان صبحي وإيفونا؟! ومتي نطور هذا الفكر الاستثماري لتكون الرياضة مصدر دخل عالمي للعملة الصعبة مثل قناة السويس ومثلما تفعل البرازيل التي تعتمد في دخلها القومي علي تصدير النجوم الكرويين في العالم كله؟!! سيادة وزير الشباب والرياضة أعرف انك واسع الأفق وتفكيرك متطور.. ليتك تبحث القضية فربما تكون سبباً في زيادة الدخل القومي من العملة الصعبة!!