الدين للحياة

يقدمها : فريد إبراهيم

عبدالعزيز السيد
خلال أيام معدودة نستقبل شهر العبادات وموسم الطاعات. شهر الصيام والقيام والقرآن.. فعلينا أن نستعد لاسقبال هذا الشهر الكريم بالطاعة بعيداً عن الاسراف.
حث الدكتور محمد أبوليلة استاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر جموع المسلمين إلي استقبال رمضان بروح رجب وشعبان. فشهر رجب أحد الاشهر الحرم عظم الله فيه الطاعة وثوابها كما عظم فيه المعصية وعقابها.. وفيه وقع حدث الاسراء والمعراج الذي أطلع الله تعالي فيه نبيه ومصطفاه علي مستقبل الإسلام والدعوة الإسلامية.. ورحب كما سماه النبي صلي الله عليه وسلم هو شهر الله وشعبان هو شهر رسول الله صلي الله عليه وسلم - فيه تحولت القبلة وتأسست معالم الدولة والأمة الاسلامية وفيه ليلة النصف من شعبان بما فيها من غفران الذنوب وتجلي الرحمة الأهلية علي الخلق فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يستقبل شهر رمضان بمزيد من الصيام في شعبان حتي إنه لوحظ عليه أنه يكثر من الصيام فيه فلما سئل عن ذلك قال: ذاك شهر يقع بين رجب ورمضان ويغفل عنه الناس وفيه ترفع الاعمال إلي الله وأنا أحب أن يرفع عملي إلي الله وأنا صائم.
أضاف د. أبوليلة أنه كان من دعاء الصحابة رضوان الله عليهم اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان فكانوا يستعدون روحيا لاستقبال الشهر الكريم وهو شهر الأمة علي اتساعها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فكل المسلمين يصومونه ويحتفلون بمقدم شهر رمضان.
والمساجد في شهر رمضان تتزين لهذا الشهر الكريم في ليله ونهاره.. وهو شهر القرآن نزولا وعملا أو قولا تطبيقا فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يكثرون من قراءة القرآن في شهر الصيام وكان التابعون وسلف الامة الصالحون يكثرون من تلاوة القرآن حتي إنه ورد أن الإمام الشافعي كان يختم القرآن 60 ختمة في رمضان عدا ماكان يقرؤه في دروسه ومدارسته فشهر القرآن لابد أن نحتفل به نحن والملائكة معاً.
ودعا د. محمد أبوليلة المسلمين إلي الاحتفال بهذا الشهر علي مستوي الافراد فينبغي أن نتطهر روحياً وأخلاقيا وسلوكياً قبل الدخول في هذا الشهر الكريم.. فمن كانت عنده خصومة فليتخلص منها وليتخفف من أعباء الحقد والحسد والغل وكراهيته الآخرين وكلنا نشترك في صيام هذا الشهر الكريم وكلنا يرجو من الله الغفران والرضوان وثمرات شهر رمضان من أن تحصي وتعد.
وعلي الأسرة أن تجعل جو البيت كأنه مسجد وأن تنبه الاطفال علي عظمة رمضان وتربي فيهم العاطفة الدينية نحو رمضان والايمان والقرآن.. وعلي الأسر أن تتحكم في علاقتها بوسائل التواصل الاجتماعي وتجعل التواصل مباشرا من الأقارب والأهل والجيران بقدر الاستطاعة وأن تحدد علاقتها بالمسلسلات الرمضانية الكثيرة التي تكاد تبتلع روحانيات الشهر الكريم والحرص علي صلاة التراويح وتلاوة آيات الذكر والحكيم.. وقال كنت أتمني أن تكون للدولة يد في ترشيد ما يعرض في شهر رمضان خاصة من حيث المسلسلات والدراما التي تخدش الحياء وتعكر أجواء الصيام وتستعمل الفاظا للأسف تتعارض مع التربية.. وقال: أتمني أن تتزين المساجد والمآذن وأن يكون هناك برامج للدروس وتشجيع الافطار الجماعي في المساجد بطريقة منظمة وأن نحافظ علي موائد الرحمن لصالح الفقراء ولا يقل أهميته عن ذلك كله نظافة الجوامع والشوارع وكل الاماكن... وأن من دروس رمضان أول يوم صيام لو نظرنا إلي الشارع لا نجد أعقاب السجائر والعلب الفارغة ملقاه في عرض الشارع فلماذا لا تستثمر رمضان ونستمر علي هذا السلوك لأن نطافة وجمال الشارع والطريق العام يخفف من التوتر النفسي والارتباك الاجتماعي ويقلل من الضغط علي الاعصاب.
ودعا د. أبوليلة الدول الاسلامية حكومات وشعوبا إلي الاعتصام بحبل الله تعالي والوحدة والالفة وأن يجتمعوا علي كلمة سواء وأن ينبذوا الفرقة وأن يوحدوا الصف ليكونوا قوة ضاربة أمام الآخر لتعلو كلمتهم وتكون كلمتهم هي العليا وأن يبتعدوا الجاهلية المقيتة ولا يسمحوا لمن يوقع بينهم من أجل الفرقة التي تفتت وحدتهم.
أكد الدكتور محمد شامة استاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر أن علي المسلم أن يستقبل شهر رمضان بالعمل وزيادة الإنتاج رداً علي الغرب الذين يصفون رمضان بالكسل وضعف الإنتاج.. ويرجع السبب في ذلك لسهر الليل أمام التلفاز بعيدا عن العبادة وقيام الليل مع أن المفروض أن يبدأ العمل في رمضان في كافة المؤسسات بعد صلاة الفجر.
وأضاف د. شامة أن ذهاب الصائمين إلي عملهم في العاشرة صباحا وساعتها يكونون قد وصلوا إلي مرحلة الجوع والعطش فلا عمل ولا إنتاج.. والنبي صلي الله عليه وسلم حث المسلمين علي العمل البكور وجعل فيه البركة وإن كان أصحاب الاعمال الشاقة من الفلاحين والعمال يعملون بحديث النبي صلي الله عليه وسلم ويبدأون يومهم عقب صلاتهم الفجر.
أضاف: يجب تصحيح هذه الافكار التي أخذها الغرب عنا وهي أن رمضان شهر الكسل وقلة الإنتاج مع أن رمضان شهر الامساك عن الطعام والشراب وكل المفطرات وهي إمساك اللسان والفرج وغض البصر والبعد عن الكذب وغير ذلك من هذه الخصال المشينة التي نهي الاسلام عنها والنبي صلي الله عليه وسلم قال: "لقيمات يقمن بها صلبه وإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".
دعا د. شامة المسلمين الذين يعملون أعمالا شاقة أن ينتهوا من صلاة القيام ثم يناموا ولا يستيقظون إلا قبل الفجر بوقت قصير للسحور ثم الصلاة ثم الذهاب إلي العمل وقصر الاعتكاف علي الشيوخ الذين لا عمل لهم لأن العمل عبادة والرسول صلي الله عليه وسلم قال للرجال الذي يجلس في المسجد للعبادة من يطعمك قال أخي فقال صلي الله عليه وسلم أخوك أعبد منك.
الإمام الأكبر في مؤتمر صحفي:إطلاق قناة الأزهر الفضائية.. وصفحات إنترنت وتطوير صوت الأزهر
استعرض الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الاستراتيجية الشاملة لتطوير الأزهر والتي تعد أكبر حركة تطوير ذاتي للأزهر الشريف. تنطلق من عالمية رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي القويم الذي عمل علي نشر ثقافة الوسطية والسلام والتعايش المشترك علي مدار مئات السنوات. ولكن هذه المرة عبر توظيف كافة قنوات الاتصال الحديثة وبخطط علمية مدروسة لتصحيح صورة الإسلام وإظهار قيمه الإنسانية التي يدعو إليها العالم أجمع.
قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس إن استراتيجية التطوير ترتكز علي انطلاقة قوية علي صفحات التواصل الاجتماعي تستهدف الملايين حول العالم. إضافة إلي إطلاق 3 برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأول مرة خلال شهر رمضان المقبل. كذلك إطلاق قناة الأزهر الشريف خلال العام الجاري لتكون صوت الأزهر الوسطي إلي العالم. ودعمها بمجموعة من شباب علماء الأزهر لنشر الوسطية والسلام ومواجهة الفكر المتطرف. وإنشاء مركز إعلامي عالمي يعمل علي مدار الساعة لمتابعة ما يحدث أولاً بأول. وتطوير جريدة صوت الأزهر لتكون لسان حال المصريين جميعاً وتوزيعها علي السفارات والمؤسسات في الداخل والخارج.
أضاف: إعددنا خطة لجولات داخلية وخارجية وقوافل للسلام بالاشتراك مع مجلس حكماء المسلمين إلي جميع أرجاء العالم لنشر صحيح الدين. إضافة إلي مقاطع دعوية بلغة العصر عبر مواقع الإنترنت. ولقاءات وندوات مكثفة مع الشباب في الحدائق والمقاهي ومراكز الشباب. بهدف توعية كافة فئات المجتمع - وبخاصة الشباب - بمخاطر الفكر المتطرف. وتضع حلولاً لمشكلاتهم. وترد علي الشبهات المثارة في أذهانهم وفقاً لمنهج الأزهر الوسطي القويم.
كما تمتد استراتيجية تطوير الأزهر لتشمل وضع أسس جديدة للقوافل الدعوية والبعثات الأزهرية التي يتم إرسالها للخارج لكي تعكس الروح الحقيقية للإسلام. وتؤدي الهدف المرجو منها علي أكمل وجه. وكذلك تطوير وتنقيح المناهج لتواكب تطورات العصر. وتعكس القيم الحقيقية للإسلام. إضافة إلي تعميم كتاب الثقافة الإسلامية لتصحيح المفاهيم لدي النشء. وعقد دورات تأهيل مكثفة للأئمة والوعاظ. وإنشاء مركز للرصد والفتوي الإلكترونية. وتطوير مرصد الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة بكافة اللغات لمخاطبة المسلمين وغير المسلمين حول العالم.
وتقوم استراتيجية التطوير ايضا علي إعطاء مساحة أكبر لشباب الدعاة لتطوير الخطاب الدعوي ومنحهم الثقة في مواجهة خطاب التطرف والإرهاب. وقد تم إشراك أكثر من "200" قيادة شابة بمختلف قطاعات الأزهر. وجاري العمل علي تأهيل أكثر من "500" آخرين للنهوض بمسيرة التطوير بالأزهر. إضافة إلي إطلاق حركة تطوير شاملة في أنظمة التعليم الجامعي وقبل الجامعي والاعتماد علي الأساليب التكنولوجية الحديثة. ونشر إصدارات ومطبوعات لنشر الثقافة الإسلامية السليمة ومكافحة الفتاوي التكفيرية التي تزرع الفرقة بين أبناء الأمة. وكذلك تطوير الشعبة الإسلامية ومعاهد البعوث للطلاب الوافدين وإنشاء مدينة متكاملة لطلاب الشعبة الإسلامية. وتطوير عشرات المعاهد علي مستوي الجمهورية بالإضافة إلي إنشاء معاهد للغات لتكوين جيل جديد من الدعاة قادرة علي حمل لواء الوسطية الذي يتسم به الأزهر الشريف علي مر الأزمان. إضافة إلي إطلاق نسخة جديدة من بوابة الأزهر الإلكترونية لتحقيق التواصل مع المسلمين في الداخل والخارج وبلغات مختلفة. وتدشين مكتبة الأزهر الإلكترونية والتي تعد من أهم مراكز الحفاظ علي التراث الإنساني في العالم. وغيرها من الأنشطة المختلفة التي من شأنها تحقيق التواصل الفعال مع كافة فئات المجتمع في مصر وخارجها. وبخاصة فئات الشباب المستفيد الأكبر من الاستراتيجية الأزهرية الجديدة.
من جانبه. صرح فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. بأن استراتيجية تطوير الأزهر تكتسب أهمية مضاعفة. نظراً لحساسية التوقيت الذي يتم إطلاقها فيه. والذي انتشرت فيه صورة شوهاء عن الإسلام. تطمس تعاليمه السمحة. وتروج علي أنه دين عنف يشجع علي الإرهاب. مما يمثل ظلماً بيناً لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم يمثلون ثاني أكثر الديانات انتشاراً علي وجه الأرض.
أضاف الإمام الأكبر أن طرح الأزهر لاستراتيجيته يأتي من منطلق تحمل مسئولياته باعتباره المرجعية الأولي للإسلام في العالم. وحامل لواء الدفاع عن الإسلام علي مدي قرون متطاولة. تعرض فيها الإسلام لأخطار عديدة ونجح الأزهر في التصدي لها. إلا أن الأزمة الحالية تعتبر هي الأخطر علي الإطلاق. فهي تمثل طعناً في الأسس السمحة التي يقوم عليها الإسلام وتنفر العالم منه وتصوره كما لو كان الوجه الآخر للإرهاب.
أوضح شيخ الأزهر أن خطة تطوير الأزهر تخاطب المسلمين وغير المسلمين. داخل مصر وخارجها فنحن نسعي لتوعية المسلمين بحقيقة دينهم وتعاليمه السمحة التي نفخر بها. كما نستهدف غير المسلمين عبر كافة قنوات الاتصال الحديثة وبخطط مدروسة لتصحيح صورة الإسلام. وإظهار قيمه الإنسانية التي يدعو إليها العالم أجمع.
يذكر أن خطة تطوير الأزهر تأتي في إطار رؤية الأزهر للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية ومواجهة الفكر المتشدد التي يربطه البعض - عن جهل - بالدين الإسلامي. ومكافحة الفتاوي التكفيرية التي تزرع الفرقة بين أبناء الأمة. وتخلق العداوات مع أتباع الديانات الأخري. وتشوه الصورة الحقيقية للإسلام.
الأوقاف مازالت تنتظر نتائج التحقيقات
سرقة نذور الأحمدي.. أثارت فتنة توزيع الأنصبة
كانت سرقة صناديق النذور بالمسجد الأحمدي بطنطا مفاجأة. حيث جاءت عقب وضع نظام جديد لفتح الصناديق بقرار وزاري هدفه القضاء علي السرقة.. كما جاءت عقب مناشدات طالت من الطرق الصوفية لزيادة نسبتها من الموارد الخاصة بها.. وجاءت أيضاً وسط مناسبات دينية تحتاج الي أموال هذه الصناديق وأهمها استقبال شهر رمضان المعظم في الأيام القليلة القادمة.
سألت الطرق الصوفية عن رأيهم في النظام الجديد للحفاظ علي أموال النذور وهل يوجد أي تقصير وكيف يمكن تقويمه؟ وسألت عن الرأي الشرعي في وضع النذور بمساجد الأضرحة والمصارف المخصصة لهذه الأموال وهل هذا يتفق مع الشرع أم لا؟
الدكتور محمود أبو الفيض أستاذ مقارنة الأديان ورئيس الطريقة الصوفية الفيضية يقول إن نسبة الطرق الصوفية من هذه الصناديق تساوي 10% فقط علماً بأنه لا يوجد أحد من الطرق الصوفية في لجنة فتح صناديق النذور أي أننا نقبل أي مبلغ يرسل إلينا من الأوقاف دون مناقشة.. وقد طالبنا مراراً بزيادة هذه النسبة دون جدوي.
أضاف أن معظم من يودعون أموالهم في صناديق النذور بمساجد الأضرحة إما أنهم صوفيون تابعون للطرق الصوفية وإما أنهم لا يتبعون أي طريقة ولكنهم متعاطفون مع الطرق الصوفية.. فلن نجد سلفياً مثلاً يضع أمواله في صناديق النذور لأنه ضد المبدأ أصلاً.. ومع ذلك فإن نسبة الطرق الصوفية من أموال هذه الصناديق ضئيلة لا تكفي اطلاقاً الأنشطة الدينية والفعاليات والندوات التي تقوم بها الطرق الصوفية سواء داخل المساجد أو داخل الطرق.
أضاف إن معلوماتي أن صناديق النذور عليها رقابة شديدة بنظام جديد وضعه الوزير يستخدم فيه الكاميرات والأقفال لاحكام الرقابة علي الصناديق حتي لا تتم سرقتها.. ولا أعرف كيف تمت سرقة صندوق النذور في المسجد الأحمدي ولكن تحقيقات النيابة أعتقد أنها ستكشف حقائق هذا الموضوع.
سألته إذا كانت الطرق الصوفية تحصل علي 10% فأين تذهب بقية حصيلة صناديق النذور؟
أجاب 90% الباقية تذهب الي الأوقاف أما بالنسبة لنا فإن النسبة التي نحصل عليها توزع علي جميع الطرق الصوفية للانفاق علي مصروفات ورواتب المشيخة ثم الأنشطة الدينية وخاصة وأن الطرق الصوفية تقوم بنشاط يومي في رمضان عن طريق السرادق المقام في الحسين بالإضافة الي أنشطة حفظ القرآن بالمساجد والانفاق علي المساجد الكبيرة التي ليس فيها أضرحة علماً بأنه يوجد لدينا 76 طريقة صوفية توزع عليها هذه النسبة.
أضاف الدكتور محمود أبو الفيض إننا لا نشكك في أوجه الصرف التي تقوم بها اللجنة المسئولة عن صناديق النذور ولكن يجب اعادة تشكيل هذه اللجان بحيث لا تقتصر علي وزارة الأوقاف فقط بل يكون فيها عضو من الطرق الصوفية وآخر من المحافظة بالإضافة الي الأوقاف وأن تراقب أوجه مصارف صناديق النذور وتقدم تقريراً بذلك للجهات المعنية المسئولة بالإضافة الي مراقبة الجهاز المركزي للمحاسبات.. وهذا سيؤدي الي طمأنة الجمهور والمتبرعين ومحبي أولياء الله الصالحين بالإضافة الي احداث نوع من الشفافية في أوجه الصرف الشرعية وهذا لن يضير أحداً.
الشيخ عبداللطيف الحسيني أبو الحسن شيخ الطريقة الجوهرية بالدقهلية يشكو أيضاً من قلة النسبة المخصصصة للطرق الصوفية في صناديق النذور والتي لاتكفي الأنشطة التي تقدمها أي طريقة سواء في الاحتفالات الدينية كالموالد وغيرها وطالب بزيادتها حتي لا تتقلص الأنشطة والندوات الدينية للطرق الصوفية لأن هذا يمكن أن يأخذ الشباب الي طريق آخر.. ويمكن مراقبة هذه الأنشطة وأوجه الانفاق بالطريقة التي تريدها الدولة.. أما أنك تعطيني الفتات وتطالبني بالمزيد.. كيف؟
غير أن الشيخ خليفة الصغير وكيل وزارة الأوقاف بالغربية يقول إن الطرق الصوفية ليست ذات صفة حتي يتم تمثيلها في اللجنة المشكلة لفتح الصناديق. كما أن النسبة التي تحصل عليها يتم وفقاً للقانون دون تدخل من وزارة الأوقاف في تحديد هذه النسبة.. إضافة الي ذلك فإن النظام الذي وضعته الوزارة للمحافظة علي الصناديق مازال سارياً ولكن المشكلة كانت في بعض الأحراز ولكن أموال الصناديق مصانة تماماً.. وهذه الأحراز تحتوي علي بعض الجرامات الذهبية القليلة التي كانت مؤجلة لحين تقويمها في محلات الذهب وما حدث في المسجد الأحمدي المسئول عنه عمال المبيت وهم الذين يتم التحقيق معهم في النيابة الإدارية ولم يتم اخطار الوزارة بنتيجة التحقيقات حتي الآن.
سألته عن تشكيل اللجنة قال إنها تشكل من مندوب من الداخلية بالإضافة الي إمام المسجد ومندوب وزارة الأوقاف والمديرية ويتم اتخاذ كافة وسائل الأمان للمحافظة علي أموال صناديق هذه النذور.
حسين حبيب إمام مسجد السادات بالمنوفية يقول إن صناديق النذور ارتفعت حصيلتها في عهد الوزارة الحالي وزاد انضباطها بسبب التشريعات التي تمت ونتج عنها ضبط التفتيش والمتابعة.. أما بالنسبة للرأي الشرعي في وضع الأموال في هذه الصناديق فإن النذر لا يكون إلا لله "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له" أما النذور لغير الله فهو نوع من الشرك.
كما أن النذر ينقسم الي مطلق أي غير معلق علي أي شرط والنذر المعلق وهو واجب الوفاء ويأثم من لم يوف به أما من تعذر عليه الاستمرار فيه فإنه يتحلل منه بكفارة يمين وهي اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أو كسوتهم.. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
غير أن الدكتور نوبي جاد الكريم أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر يؤكد أن النذور في مساجد الأضرحة جائزة لأن النذر يقدم لوجه الله وليس لوجه الولي أو الشيخ والذي يقوم بوضع هذه الأموال في الصناديق لديه ثقة تامة بأنه يجري صرفها علي المصارف التي حددها الشرع مثل من يضع أمواله في مشيخة الأزهر التي توزع الصدقة علي الفقراء. ومثل من يدفع ثمن الهدي في الحج لدي الجهة المخصصة لذلك فكأنه أعطاها توكيلاً بالذبح نيابة عنه فكل هذا حلال ومشروع ومقبول واختيار الجهة التي نضع فيها النذر إنما هو مجرد اجتهاد لصاحب النذر.
مرصد الإفتاء يشيد بدعوة قس ألماني تدريس الإسلام
أشاد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بتصريحات القس هنريك بيدفورد ستروهم - رئيس الكنيسة البروتستانتية الألمانية - والتي طالب فيها بتدريس الدين الإسلامي في جميع المدن الألمانية لمنع الشباب المسلمين من الانخراط في الراديكالية والاتجاه نحو الإرهاب. خاصة أن من بين كل ست عشرة ولاية ألمانية توجد سبع ولايات فقط تسمح بتدريس الدين الإسلامي للمسلمين في المدارس.
أكد المرصد أن تدريس الدين الإسلامي في جميع المدن الألمانية يقضي علي الصورة المغلوطة والمشوهة عن الإسلام والمسلمين. والتي يسهم في نشرها كل من الجماعات والتنظيمات الإرهابية. وكذلك التنظيمات والأحزاب اليمنية المتطرفة المعادية للأجانب بشكل عام. وللإسلام والمسلمين بشكل خاص. حيث يمكن للألمان من غير المسلمين التعرف علي حقيقة الدين الإسلامي بشكل موضوعي وبعيداً عن الدعاية السلبية التي يروج لها البعض هناك.
من جانب آخر يمكن أن يسهم تدريس الإسلام في المدن الألمانية تحصين الشباب المسلم ضد التطرف. ويعزز من شعورهم الوطني واندماجهم في مجتمعهم بعد أن يشعر المسلمون الألمان أن الدين الإسلامي جزء من ثقافة الشعب الألماني. ومرحب بتدريسه في جميع المدن. خاصة أن الكثير من التيارات المتطرفة والإرهابية نجح في جذب الشباب الغربي عبر التركيز علي أوروبا التي تعادي الإسلام وترفض المسلمين.
دعا المرصد كافة المؤسسات التعليمية والتثقيفية الغربية تبني هذا المقترح. وتدريس الدين الإسلامي للقضاء علي موجات التطرف والعنف التي تهدد أوروبا. والتعاون مع المؤسسات الإسلامية الكبري والمعتدلة في إعداد وتدريس الإسلام وتعاليمه السمحة التي تدعو إلي التعايش والحوار.