عندما بدأت الحديث عن أهمية تصنيف الفيفا في قرعة البطولات الكبري وعلي رأسها تصفيات كأس العالم منذ بضع سنوات لم يكن أحد بما في ذلك اتحاد الكرة نفسه وكل خبراء اللعبة يلتفتون إلي التصنيف حتي وقعت "الفأس في الرأس" في تصفيات مونديال 2014 ووضعتنا القرعة أمام النجوم السوداء غانا في الدور الأخير فخسرنا وتأهلت غانا وكان بالامكان الوقوع أمام منافس أسهل كثيرا لو كان تصنيفنا في المستوي الأول وقتها. وعندما تحدث المسئولون الآن عن التصنيف تحدثوا عن "جهل" مما يضع مصر الآن في مأزق التراجع إلي المستوي الثاني قبل قرعة الدور الأخير لتصفيات المونديال والتي تجري بناء علي تصنيف شهر يونيو القادم والذي يصدر يوم 2 يونيو أي قبل لقاء تنزانيا في تصفيات كأس الأمم والذي لن يدخل في حسابات التصنيف. والعجيب ان المسئولين عن جهل أيضا طالبوا بالغاء المباراة الودية أمام الكونغو باعتبار انها لن تساهم في زيادة نقاط مصر انها الانقاذ الوحيد لمنتخبنا للبقاء ضمن المستوي الأول. والحسبة ببساطة تكمن في ان مصر تحتل الآن المركز الخامس افريقيا برصيد 648 نقطة طبقا لتصنيف شهر مايو الجاري وهو مركز يضمن لمصر مع الجزائر الأول وكوت ديفوار الثاني وغانا الثالث والسنغال الرابع التواجد في المستوي الأول لتصفيات الدور الأخير للمونديال ومن ثم الابتعاد عن التواجد مع هذه المنتخبات العملاقة في نفس المجموعة ولكن هذا المركز الخامس لمصر مهدد إذا ألغيت ودية الكونغو. فحسابات التصنيف المعقدة تستند إلي حساب النتائج في آخر 4 سنوات وليس فقط استنادا إلي النتائج الحديثة وبحسبة عملية ستفقد مصر نقاط 3 مباريات لعبتها خلال شهر ابريل 2012 لأن التصنيف القادم سيبدأ الحسابات من مايو 2012 والمباريات الثلاث كلها ودية وفاز خلالها المنتخب علي نيجيريا 3/2 يوم 12 ابريل 2012 وعلي موريتانيا 3/1 يوم 15 ابريل ثم التعادل مع العراق صفر/صفر يوم 17 ابريل وبالتالي فان منتخب مصر سيفقد حتما نقاطا حتي لو فاز علي الكونغو وديا يوم 30 مايو الجاري ولكن في المقابل عدم لعب المباراة سيؤدي حتما إلي التراجع في التصنيف إلي المستوي الثاني. فالفوز علي الكونغو سيهبط بنقاط مصر من 638 نقطة إلي 636 ولكنه في المقابل سيحافظ علي المركز الخامس لأن تونس التي لن تلعب خلال مايو وديا سترفع رصيدها إلي 629 نقطة بدلا من 620 في مايو الجاري بينما سيتوقف رصيد الرأس الأخضر عند رصيدها الحالي وهو 620 نقطة وفي حالة عدم اللعب مع الكونغو وديا سيهبط رصيد مصر إلي 602 نقطة تقريبا بينما سيجعل التعادل مع الكونغو رصيد مصر 613 نقطة وفي الحالتين سيتراجع منتخب مصر إلي المركز السابع خلف تونس التي تقفز إلي المركز الخامس والرأس الأخضر التي تصبح سادسا. أما باقي منتخبات القمة فتبقي في مواقعها حيث ينتظر ان ترفع الجزائر نقاطها إلي 876 نقطة بدلا من 771 وتبقي الأول بينما تحافظ كوت ديفوار علي المركز الثاني حتي لو تعادلت أو خسرت وديا أمام المجر وكذلك غانا الثالث التي تلعب وديا مع غينيا حتي لو خسرت بينما تبقي السنغال رابعا أيا كانت نتيجتها أمام رواندا وديا حتي لو خسرت. الموضوع باختصار ان الجهل قد يطيح بنا من المستوي الأول إذا ألغيت مباراة الكونغو.. أو لم نحقق الفوز بها.