أجمع الشارع المصري انه منذ قيام ثورة يناير والمصريون لا يعملون وتحول كل مواطن الي ناقد ومحلل سياسي واصبحت المصالح الحكومية ساحات للتناحر والخلاف السياسي علي حساب المواطن البسيط الذي اصبح الخاسر الأكبر في هذه اللعبة حيث لعبت اطراف كثيرة من اصحاب المصالح علي احزانه وهمومه ودخل دون ان يشعر في الدوامة بتوقف عجلة الانتاج حتي اصبحنا دولة تعيش علي الودائع الخارجية لحل أزمتها الاقتصادية. يقول أحمد موسي - مندوب مبيعات - الشعب منذ سنوات يتكلم فقط بدون عمل مما ادي الي تدهور الوضع الاقتصادي للبلد كلها مشيراً الي ضرورة ان يعمل الجميع علي حد سواء ويجتهد في عمله للمرور من الأزمة. ويضيف أحمد محمود - مشرف إنتاج - شركات القطاع الخاص بعد الثورة استغنت عن عدد كبير من العمالة مما ادي الي زيادة نسبة البطالة بشكل كبير واصطر الكثيرون لقبول وظائف بسيطة بأجور زهيدة ومتدنية ليجد لقمة العيش ولكنها لا تكفي اي شيء. يتفق معه أحمد علي - عامل - مضيفا كل مواطن يسهر أمام شاشات الفضائيات يتابع البرامج الحوارية حتي تحولوا جميعاً الي محللين سياسيين واصبح من لا يتحدث في السياسة ليبحث عن لقمة العيش شخص غير وطني. ويؤكد أشرف سعيد - تاجر - هناك حالة ركود كبيرة اصابت مصر منذ سنوات والبطالة حولت الشباب الي تجار مخدرات وكل من لا يجد عمل يقف علي ناصية حارة يبيع برشام وبانجو. يشاركه الرأي سامح عبده - موظف - قائلاً الرواتب الضعيفة لم تعد ترضي الشباب أو تكفيهم لتحمل نفقات اسرة وأولاد واصبحت البلطجة وتجارة المخدرات والوقوف في المظاهرات هي الطريق الأسهل للحصول علي المال. "مفيش ضمير" هكذا بدأ علي أحمد - موظف - حديثه مضيفا الكل يريد اموال بدون عمل أو جهد خاصة الشباب الذي تعود علي التسيب وعدم الالتزام مضيفاً ان اصبح من الضروري العودة الي ما أمرنا به الله ورسوله من تقديس للعمل وفضل العامل علي العابد. يتفق معه عادل إسماعيل - موظف - غياب الثواب والعقاب في السنوات الأخيرة هو ما أوصلنا الي ما نحن فغيه الآن مؤكداً ان من يعمل في هذا الوقت يكون بوازع من ضميره فقط فلم يعد هناك من يحاسب او يراقب. ويري أحمد علي - موظف - الكسل اصبح سمة من سمات الشباب ويرمي الحمل علي الحكومة ويطالبها بوجود حلول دون ان يحاول ان يفعل ما عليه أولا واختفت مقولة "اعمل ما تحب حتي تحب ما تعمل" من قاموس المصريين. ويضيف محمد عبود - بائع - "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم". علينا ان نبدأ بأنفسنا في التغيير للأحسن بالفعل والعمل ليس بالكلام فقط ولا نلقي اللوم علي الدولة في توفير فرص عمل للشباب فالرسول أوصانا بالعمل الشريف واي عمل حلال مهما صغر أفضل من التحدث في السياسة لإثارة البلبلة. ويشير أيمن إبراهيم - مهندس - البسطاء هم الخاسرون دائماً حيث يلعب الإعلاميون والنشطاء واصحاب القنوات بهمومهم واحلامهم لتحقيق مكاسب طائلة ومجد إعلامي ولا يحدث اي تغيير حقيقي يخدم المواطن البسيط. ويضيف انس دبور - سائق - المواطن الذي يحصل علي قوت يومه هو فقط من يعمل في البلد حتي يستطيع توفير احتياجات اسرته وليس لديه وقت للحديث في السياسة او مشاهدة برامج تزيد من الضغط عليه. محمد شعبان - سائق توك توك - يعترض قائلاً كل صاحب عمل يريد استعباد العاملين وتشغيلهم ما يفوق 12 ساعة مقابل راتب زهيد لا يتعدي 1200 جنيه تنفق في المواصلات والانتقالاتت للذهاب مؤكداً ان دخله كسائق يزيد عن 4000 الاف شهريا معلقا "وانا سلطان زماني". ويعلق عبدالباسط عبداللطيف - مدير موقع - ان سبب زيادة الأزمة قيام عدد كبير من الشركات الخاصة بتصفية العاملين بها واصبح الموظف في "عز شبابه" لا يجد قوت يومه والمعاش زهيد واصبحت البرامج هي "الكبسولة" أو المسكن الذي يعبر عن همومه. أما صفاء علي - بائعة مناديل - كلن لها رأي آخر حيث أكدت انه زمن النساء قائلة المرأة اصبحت هي العائل للأسرة بعد انتشار البطالة بين الرجال والمرأة لا تتحمل جوع ابنائها وتضطر للعمل في اي مهنة او حرفة حتي ان كانت لا تناسبها من أجل لقمة العيش. وفي الميدان وجدنا سيدة مسنة تتسول تدعي ان سيد وتحدثنا معها فقالت ابني طرد من عمله بعد الثورة وزوجته تركت 4 ابناء وطلبت الطلاق لضيق العيش واصيب بحالة نفسية وهجر المنزل واصبح اولاده الأربعة في رقبتي وليس لنا اي مصدر دخل أو معاش وطرقت جميع الأبواب بلا فائدة. أما علي حفني - بالمعاش - فيؤكد ان الدولة اصيبت ب"فيروس" سياسي إجتماعي وديني لا دخل لنا فيه بل هو مخطط خارجي لذا لابد من توعية الجميع بأن العمل والعمل فقط هو الحل للخروج من الأزمة وعودة عجلة الانتاج من جديد لأننا اصبحنا دواة تعتمد علي الودائع والديون في حل الأزمات. يضيف أحمد علي - موظف - انا مثل غيري من العاملين بالحكومة اذهب الي العمل لأوقع بدفتر الحضور والانصراف ولكن لا أقوم بأي عمل طوال اليوم فالبلد مخدرة وتحتاج الي صحوة ضمير. ويوضح أمير رضا - بائع كتب - حاصل علي بكالوريوس سياحة وفنادق ومنذ تخرجي لم أجد فرصة عمل مناسبة والمشكلة تكمن في اعتماد الدولة علي المستثمر الاجنبي لعمل مشروعات اقتصادية والأنسب ان تقوم بمشروعات قومية لتشغيل أكبر عدد من الشباب في اعمال تناسبهم وتستغل طاقاتهم وتعود بالخير علي الدولة.