عند سماع كلمة ¢بورما¢ أو ¢ميانمار¢ في الفترة الأخيرة. لا يتبادر إلي الذهن سوي إشارات بالاضطهاد والتميز العنصري والتهجير والإبادة والمجازر ضد المسلمين. وبورما هي إحدي دول جنوب شرق آسيا. انفصلت عن حكومة الهند البريطانية في أبريل 1937. لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة. حيث كانت تابعة لولايات الهند البريطانية تتألف من اتحاد عدة ولايات هي ¢بورما. وكارن. وكابا.وشان. وكاشين. وشن¢. وقد نالت استقلالها عام 1948م وانفصلت عن الاستعمار البريطاني. أصل الروهينجا عرف مسلمو البورما في الفترات الأخيرة باسم روهينجا. وهناك خلاف بين المؤرخين حول أصل هذه الكلمة فبينما يرجعها البعض لتحريف كلمة الرحمة. والتي نطق بها رحالة عرب تحطمت سفينتهم علي الشاطئ وأمر ملك البلاد آنذاك بقتلهم. فصاحوا ¢الرحمة.. الرحمة¢ فسماهم الناس ¢راهام¢ والتي تم تحريفها لكلمة ¢الروهينجا¢ الحالية. ويرجعها آخرون إلي أن أسلاف الروهينجا هم من الروها في أفغانستان. في المقابل يقول البعض إن أصل الكلمة هو المملكة الأركانية القديمة ¢مروهاونج¢. بينما لا يعترف المؤرخون البورميون بقدم الكلمة. حيث يقولون إنها ظهرت في 1950. إلا أن ذلك يتناقض مع ورود الكلمة في تقرير نشره البريطاني فرانسيس بوكانان هاملتون أواخر القرن الثامن عشر عن ¢المفردات المقارنة لبعض اللغات الناطقة في مملكة بورما¢. ويري المحللون ان الروهينجا هم أقلية عرقية مسلمة في دولة ميانمار ذات الأغلبية البوذية. بينما يزعم البوذيون أن الروهينجا ينحدرون من أصل بنغالي ووجودهم داخل ميانمار ما هو إلا نتاج لحركة الهجرة غير الشرعية. أما الروهينجا أنفسهم فيؤكدون أنهم من سكان ما قبل الاستعمار في ولاية راخين "آراكان" بميانمار. وكان دخول الإسلام في بورما عن طريق اقليم ¢اراكان¢ بواسطه التجار العرب في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد. وبحسب التقديرات الرسمية لسنة 2012 يوجد 800000 روهينجي يقدر عددهم حاليًا بنحو 1.1 مليون شخص يعيشون في ظل ظروف تمييز عنصري. تاريخ من الاضطهاد وقع اول اضطهاد ديني ضد الروهنجا في عهد الملك باينوانغ 1550 1589 م. حيث منع المسلمين من الذبح الحلال للحيوانات خاصة البقر. واجبارهم علي تغيير دينهم بالقوة. ومنع أيضا عيد الأضحي وذبح الأضاحي من الماشية. وفي عهد الملك بوداوبايا 1782 1819 قبض علي أربعة أشهر أئمة ميانمار المسلمين في مييدو وقتلهم في العاصمة أفا بعد رفضهم أكل لحم الخنزير. ووفقا لأقوال مسلمي مييدو وبورما فقد مرت علي البلاد سبعة أيام مظلمة بعد إعدام الأئمة ما أجبر الملك علي الاعتذار واصدر مرسوما باعتبارهم أولياء صالحين. وبعد انقلاب الجنرال ني وين عام 1962. فقد طردوا من الجيش وتعرضت تلك الأقلية للتهميش والإقصاء. ووصفت الأغلبية البوذية المسلمين بأنهم ¢قاتلو بقر¢ واستخدموا ضدهم كلمة كالا وهي كلمة عنصرية مهينة تعني الأسود. ووزعت اتهامات بالإرهاب ضد المنظمات الإسلامية مثل اتحاد مسلمي بورما. عدم الاعتراف بلغت ذروة الاضهاد الرسمي لمسلمي بورما بسن قانون الجنسية لسنة 1982 والذي لم يعترف بالروهينجا كإحدي القوميات المعترف بها في بورما. ومن ثم فإنه يتم التعامل معهم باعتبارهم بلا جنسية. بل واتهامهم بأنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش. الأمر الذي يسلبهم كل حقوقهم ويجعلهم عرضة لكثير من الانتهاكات. وفي عام 1997. سرت شائعة أن رجلًا مسلمًا اغتصب فتاة بوذية. الأمر الذي أقام موجة من أعمال الشغب ضد المسلمين. فقد قاد كهنة بوذيون جماعات شغب تقدر بحاولي 1500 فرد ضد المساجد في البداية ثم المحلات وممتلكات المسلمين. بالرغم من أنه قد تم إثبات أن الشائعة لم تكن صحيحة. شهادة حق عرض المصور الصحفي الأمريكي. جيمس ناشتوي. تقريرًا مصورًا في مجلة ¢تايم الأمريكية. عن المأساة التي تعيشها أقلية ¢الروهينجا¢ المسلمة في ميانمار. حيث تتعرض لاضطهاد. يصل إلي حد التطهير العرقي. من قبل الأغلبية البوذية وتشير الاحصائيات الموثقة إلي ان مجازر التطهير العرقي قضت علي 20 الف مسلم بورمي. ولفت ناشتوي إلي معاناة الروهينجا المسلمة بقوله إن نحو 140 ألفاً منهم يعيشون معزولين في مخيمات وراء نقاط التفتيش. بعد طردهم من منازلهم. وأضاف: ¢الأمراض تتفاقم في هذه المخيمات غير المجهزة¢. وتقدر الأممالمتحدة أن 86 ألف شخص. معظمهم من الروهينجا. فروا علي متن قوارب خلال عامين. بعد اندلاع الاشتباكات بين الأغلبية البوذية والسكان المسلمين. عثرت السلطات الماليزية. علي بقايا جثامين تم تعذيبها في مخيمات المهربين المهجورة. إضافة إلي اكتشاف أقفاص خشبية وسلاسل معدنية بالقرب من المقابر. ووفقا لصحيفة ¢ديلي ميل¢ البريطانية. التي أوضحت أن مخيمات الغابة التي استخدمها تجار البشر تحتوي علي 139 مقبرة في 28 موقعًا منفصلًا. فضلًا عن أسلاك شائكة تستخدم لسجن مسلمي الروهينجا من بورما والمهاجرين من بنجلاديش. والتحرك الايجابي المحدود جاء من جانب منظمة التعاون الإسلامي التي ارسلت وفودا لمتابعة احوالهم وقامت بإنشاء المركز العالمي للروهينجا بهدف نشر الوعي إعلاميا بقضيتهم والمساهمة في تسييسها. ومازالت قضية الروهنجيا التي أثارت غضب الضمير العالمي في بعض الأوقات. عالقة دون حل. وتعاني الأقلية المسلمة يومًا عن الآخر. ويثير الصمت العالمي بشكل عام تجاه هذه القضية عددا من التساؤلات حول فحوي المصالح السياسية الكامنة خلف هذا الصمت. وهو ما يدفع بالتالي إلي التساؤل حول كيفية التعامل مع هذه القضية من منظور مختلف.