عادت سيناء لمصر منذ 34 عاما ليس بالمبادرات السلمية أو المفاوضات المكوكية بل بالمعارك البطولية التي خاضها الشعب المصري وفي المقدمة أبناؤه البواسل في القوات المسلحة منذ وطأت أقدام الاحتلال أرض سيناء في أيام كئيبة من يونيو 67 بعدما تكالبت علي مصر قوي الشر والاستعمار ودعمت العدو الاسرائيلي بالسلاح الحديث والخداع والتضليل متوهمة قدرتها علي قهر إرادة الشعب بتحطيم جيشه الوطني. استطاع الشعب بقيادته الوطنية وإدراكه أبعاد المؤامرة ضد مصر رائدة الأمة العربية وتضحياته الجسيمة بكل ما يملك من أرواح ودماء وموارد قهر العدوان وتحرير الأرض وحقق انتصار أكتوبر 73 بعدما تمكن خلال 6 سنوات فقط من إعادة بناء القوات المسلحة وتزويدها بالثقة والاصرار قبل السلاح لتعود حصنا منيعا يصد العدوان ويردع قوي الاستعمار. نحتفل بعيد تحرير سيناء ونحن ندرك ان المؤامرة لم تنته فصولها بعد وشواهدها تلوح في الأفق منطلقة من جرائم الإرهاب في الداخل والضغوط السياسية والاقتصادية من الخارج مستهدفة اضعاف الدولة المصرية التي تأسست بثورتي 25 يناير و30 يونيو وتفريق الظهير الشعبي الكاسح الذي عبرت الثورتان عن أهدافه وهي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في دولة مدنية حديثة وقوية لها مكانتها المستحقة في العالم. إن شعبنا الصامد في وجه كل هذه المؤامرات مطالب بمزيد من الوحدة والتضامن علي قاعدة شفافة من المصارحة والمكاشفة بكل التحديات حتي لا تتوه الحقائق في ضباب الشائعات المغرضة.