تصدينا للعدوان الثلاثى وللمؤامرة الكبرى عام 67 وحطمنا خط بارليف، الذى ظنه العدو «منيعا»، وخضنا معارك البناء وسط حرب ضروس من أعداء الدور الذى تضطلع به مصر العفية، وقد حققنا نجاحات واضحة فى كل معاركنا، لأننا خضناها بوحدتنا، تلك الوحدة التى قهرت إمبراطوريات وقوى عظمى، فشلت فى التسلل إلى النسيج الوطنى. كانت وحدتنا سدا منيعا فى وجه جميع المؤامرات والمخططات.. لذا كانت وحدتنا الوطنية هدفا لأعدائنا، الذين استخدموا أشد الأسلحة خسة وانحطاطا ولجؤوا إلى التنظيمات والحركات المتاجرة بالإسلام، لتمزيق النسيج الوطنى، بواسطة التنظيمات والحركات، المتدثرة بعباءة الدين الإسلامى الحنيف. انهالت الفتاوى المحرضة على الكراهية، وبث الفرقة، لدرجة تكفير المصريين الأقباط ومن ثم تحريم! ، ليس التعامل معهم فحسب، بل حتى مجرد تهنئتهم بأعيادهم.. الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أنقذ مصر الوطن من توزيع جغرافيته على الضالعين فى تنفيذ ما سمته الولاياتالمتحدة ب الشرق الوسط الكبير . وأيقن السيسى بحسه الوطنى الرفيع أن مصر التى يريدها قد الدنيا تحتاج، لبلوغ هذه الغاية قبل كل شىء، إلى استعادة وحدة شعبها والاغتسال، فالتطهر من أدران فتاوى الكراهية والتحريض وإثارة الفتن بين أبناء الشعب الواحد، وكان التركيز منصبا أساسا على العلاقة بين مسلمى مصر ومسيحييها. ولم يكتف الرئيس الذى يتمتع بشعبية كاسحة، بالكلام والمواعظ والمناشدات، والتمنى، بل قام بخطوة عملية، بالغة الدلالة ورفيعة الرمزية، بزيارة إلى الكاتدرائية، فاجأت الحضور ليلة عيد الميلاد، لكنها دقت أجراس الفرحة فى قلوب المصريين، أو لنقل، أغلبية الشعب، الذى أحبه وأولاه ثقة، لم يحظ بها رئيس منذ عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، ودوره معروف فى بناء الكاتدرائية الأرثوذكسية.. الرئيس السيسى لم يتوقف، لإعادة حساباته بعد خطابه الذى دعا فيه إلى تجديد الخطاب الدينى وتنقية الإسلام مما أُلحقت به من شوائب، عن عمد أو جهل، كثيرون وبكل أسف على مر القرون، بل واصل سلوكه التنويرى والمتسق مع صحيج الدين ومع وعيه العميق بأهمية وحدتنا الوطنية. تصور من دأبوا على تأجيج الفتنة الطائفية ومحاولاتهم المستميتة بإشعال نيرانها فى الوطن، حتى يهون ويصل إلى درجة العجز عن حماية حدوده، أن الرئيس سيتراجع عن مواقفه، أو أنه سينشد السلامة وينحنى للعاصفة المسمومة التى أطلقوها عقب مطالبته بضرورة تجديد الخطاب الدينى. وقام فى خطوة رائعة وحاسمة بإخراس هواجس التمييز بين المواطنين، وزار الكاتدرائية والفرحة فى عينيه، تعكس فرحة المصريين برئيس يضع مصر، الواحدة، فى نن العين ، وتوقف العالم أمام قائد واثق من مكانته لدى شعبه، ويؤمن يقينا بأن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى.. واستحضر المصريون أغنية، عبرت عن حقبة معروفة، تنطبق على واقعنا الآن.. وزعيمك خلاكى زعيمة.. فى طريق الخير والعمران .