في مواجهة المؤامرات الخارجية والفتن والتحديات المصيرية، يثبت المصريون دائما أنهم يد واحدة ضد من يحاول المساس بأرض الكنانة، وحائط صد قوي لكل ما يهدد الأمن القومي. لذلك ليس غريبا مانراه الآن علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، وحتي في الشوارع والمنتديات، من تلاحم كامل بين جميع فئات الشعب المصري دفاعا عن دولتهم في مواجهة المؤامرة التي تستهدف كسر إرادة هذا الشعب العظيم وإجباره علي العودة إلي مسار التبعية والتخلص من استقلالية القرار الوطني. وقد تكرر هذا المشهد في تاريخ مصر الحديث مرات كثيرة، ليس أولها عندما نجح محمد علي صانع نهضة مصر الحديثة في بناء جيش وطني قوي، فتكالبت قوي الشر والإرهاب من القوي الخارجية ومنها تركيا لإجهاض الإرادة المصرية وابرمت معاهدة لندن1840 التي التزمت فيها بتخفيض حجم الجيش المصري. لكن المصريين لم يستسلموا واستمرت مقاومة هذه المؤامرات بأشكال مختلفة حتي قامت الثورة العرابية التي كان مطلبها الأساسي هو زيادة عدد وقدرة الجيش المصري، وكالعادة تدخلت قوي الشر الخارجية وكانت هذه المرة بريطانيا التي لم تجد أمامها حلا سوي احتلال مصر بشكل مباشر. وعندما نجحت ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة جمال عبدالناصر في طرد الاستعمار البريطاني من مصر وتحقيق الجلاء، وبدأت في فرض الإرادة الوطنية للشعب المصري واستقلالية القرار السياسي باستعادة قناة السويس، قادت بريطانيا العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، وتصدي لها الشعب المصري بجيشه الوطني ومقاومته الباسلة واجهضوا المؤامرة. وتكررت تلك المشاهد كثيرا، وفي كل مرة يلتف الشعب المصري مثلما يحدث الآن حول قيادته الوطنية، ويثبت أنه يد واحدة في مواجهة المؤامرات، وأنه مستعد لأن يضحي بكل شيء لتحيا مصر حرة مستقلة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام