كتب أكثر من ألف أغنية عاطفية ووطنية واجتماعية ودينية وظهرت علامات تفوقه مبكراً خاصة في اللغة العربية وبدأ رحلته الأدبية في أحد الأفلام السينمائية وشهد له موسيقار الأجيال بالنبوغ والعبقرية. * حسين السيد الشاعر الغنائي الكبير "1916 1983م". حسين بهاء الدين السيد عيسي العزب والده تاجر كبير. كان يعمل في توريد الأغذية للجيش والمستشفيات الحكومية. من مواليد اسطنبولتركيا في 15 مارس 1916 والدته تركية. توفي في 27 فبراير 1983. جاء إلي مصر وهو ابن عامين وأقامت أسرته عند خاله في طنطا وكان شيخاً لإحدي التكايا "كانت تسمي الخانقاه في العصر المملوكي وهي كلمة فارسية معناها بيت الحوفية". درس المرحلة الابتدائية في طنطا والتحق في القاهرة بمدرسة الفريد الفرنسية بحي الخرنفش وتفوق علي زملائه في اللغة العربية وكتب الشعر في المرحلة الثانوية وتنبأ له الدكاترة زكي مبارك بمستقبل كبير في عالم الشعر والأدب. حصل علي البكالوريا "الثانوية العامة" 1937 وتمني أن يلتحق بكلية الآداب ولكن حالت وفاة والده دون تحقيق حلمه بعد أن أصبح مسئولاً عن الأسرة وحل محل أبيه. قرأ إعلاناً في الصحف 1939 عن وجوه سينمائية جديدة لفيلم "يوم سعيد" ودفعته وسامته وموهبته للتقدم للعمل في السينما. علم من لجنة الامتحان ان الفيلم يحتاج إلي أغنية تناسب أحد المواقف وسهر طوال الليل بمنزله بالعباسية حتي كتبها وقدمها لعبدالوهاب ونالت إعجابه ونصحه بالتفرغ للشعر. لكنه شارك في ثلاثة أفلام منها "رسالة من امرأة مجهولة" لفريد الأطرش ولبني عبدالعزيز وإخراج صلاح أبو سيف. أما الأغنية التي أعجبت محمد عبدالوهاب فكانت "إجري إجري إجري" وكانت اللجنة مكونة من عبدالوهاب والمخرج محمد كريم والفنانين سليمان نجيب وعبدالوارث عسر. ومن لقطاته الشهيرة تلك التي قرأ فيها مقطوعة "انتي مسافرة" مع شويكار. من أغانيه الوطنية: "دقت ساعة العمل الثوري. عاش الجيل الصاعد. المارد العربي. صوت الجماهير". كتب للأطفال: "ذهب الليل وماما زمانها جايه" لمحمد فوزي ولصباح حبيبة أمها وأكلك منين يا بطة ولفايزة أحمد "ست الحبايب ويا غالي عليا يا حبيبي يا اخويا". ومن أغانيه الدينية: إله الكون لرياض السنباطي. كما كتب الصورة الغنائية وأشهرها "اللي يقدر علي قلبي" فيلم "عنبر" 1948 "ليلي مراد واسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وعزيز عثمان وإلياس مؤدب". وكتب لفريد الأطرش "يا أبو ضحكة جنان ويا ويلي من حبه". ولعبدالحليم حافظ "ظلموه. وفاتت جنبنا" ولوديع الصافي "دار يا دار. وعلي رمش عيونها". ولشادية "مين قالك تسكن في حارتنا. والخمسة في ستة". ولنجاة الصغيرة "شكل تاني. وأما غريبة". امتدت الصداقة بين حسين السيد ومحمد عبدالوهاب سنوات طويلة وكتب له عشرات الأغنيات. قال عنه موسيقار الأجيال بعد رحيله: كان حسين السيد هو الوحيد الذي يفهم مشاعري ويترجمها تماما كما أريد. تم تكريم حسين السيد في عيد العلم 1960 من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وفي سنة 1976 في عيد الفن من الرئيس الراحل أنور السادات. وافق شهر مارس 2016 الذكري المئوية لميلاد الشاعر الكبير حسين السيد وفي فبراير الماضي مرت 33 عاماً علي رحيله. كتب حسين السيد لجميع المطربين والمطربات تقريباً. لكنه لم يكتب لأم كلثوم بعد أن سمع انها تغير بعض الكلمات وقيل انه كتب لها أغنية "في يوم وليلة" وطلبت تغيير بعض الكلمات فكانت من نصيب وردة الجزائرية وكما كانت البداية مع عبدالوهاب. كانت النهاية أيضاً. توفي الشاعر الكبير في مكتبه وهو يكتب أغنية لفرقة الموسيقي العربية. تحية لموسيقار الأجيال في عيد ميلاده. امتدت رحلة حسين السيد 67 عاما قدم خلالها أجمل الكلمات التي تصاحبنا صباح مساء حتي اليوم. لا نسمعه فقط ولكن نراه أيضاً.