نقلا عن اليومى : تصادف ذكرى رحيل الشاعر الغنائى الكبير حسين السيد 27 من فبراير، وقد أنجب الشاعر ثلاثة أبناء هم الدكتورة حامدة، والدكتور حاكم، والدكتور حسام، وهو من مواليد مارس عام 1915، ورحل فى عام 1983، أى وعمره 68 عاما، وقد ولد فى طنطا من أب مصرى وأم تركية. ألف الشاعر الغنائى أحب الأغانى إلينا والتى مازلنا نستمع إليها، وغنى بأشعار أكبر المطربين فى ذلك الوقت، كما كانت معظم أغانى عبدالوهاب من تأليفه، إذ كانت بدايته أغنية «اجرى اجرى» فى فيلم «يوم سعيد/ 1940»، ثم اشترك فى فيلم ممنوع الحب، ولست ملاكا، ورصاصة فى القلب، وهو كتب «الدويتو» الغنائى لعبدالوهاب مع رجاء عبده فى «ممنوع الحب/ 1942» أو مع راقية إبراهيم فى «رصاصة فى القلب/ 1940». مع ليلى وحليم تقول ابنته الدكتورة حامدة: «لم يكتب أبى لعبدالوهاب فقط، ولكن أغلب ما لحن عبدالوهاب للآخرين تولى والدى تأليفه مثل ليلى مراد، فقد كتب لها العديد من الأعمال فى أفلامها الاستعراضية مثل أفلام خاتم سليمان، وعنبر، وحبيب الروح، وغزل البنات». وتشير الدكتورة حامدة إلى أن أول لقاء فنى يربط بين عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ كانت لكلمات حسين السيد فى أغنيتى «توبة» و«شغلونى» من فيلم أيام وليالى. كما كتب لعبدالحليم أغنيات «أهواك، وقولى حاجة، وعقبالك يوم ميلادك، وجبار، وفاتت جنبنا». مع نجاة وصباح ووردة لعلك تعلم أن معظم مطربى مصر ترنموا بكلماته مثل نجاة الصغيرة «ساكن قصادى/ شكل تانى/ آه لو تعرف/ الشوق والحب/ وعليادى». كما ألف عدة أغنيات لصباح «سلمولى على مصر/ أمورتى الحلوة/ وحبيبة أمها/ وكل حب وأنت طيب». كما غنى له فريد الأطرش «أبوضحكة جنان/ ويا ويلى من حبه/ وارحمنى وطمنى». وتعلق ابنته الدكتورة حامدة على موهبته قائلة: كان أبى شاعرًا متنوعًا كتب فى كل المجالات، فهو شاعر الأسرة لأنه كتب أغنيات ست الحبايب، وحمّال الأسية، وقدرت تهجر، وجيالك، وماما زمنها جاية، وحبيبة أمها، وذهب الليل طلع الفجر لمحمد فوزى، فكتب للابنة والأخ والأم. وكانت له أغانٍ وطنية كثيرة جدا مثل صوت الجماهير، والجيل الصاعد، ودقت ساعة العمل، ويا حبايب بالسلامة، والأرض الطيبة. كما أن له بصمة على الأغنية الشعبية مثل حارة السقايين لشريفة فاضل، وكعب الغزال لمحمد رشدى، وكايده العزال لعايدة الشاعر، وآخر حلاوة لمحمد العزبى. تميز الشاعر الراحل بحسه الفكاهى، حيث قام بكتابة فوازير رمضان لثلاثى أضواء المسرح لمدة 9 سنوات، والحس الفكاهى يتجلى كذلك فى بعض الأغانى مثل «عينى بترف لليلى مراد ونجيب الريحانى، وأبجد هوز لليلى مراد. ذكريات وحكايات تقول الدكتورة حامدة حسين السيد، وهى تتذكر أجمل ذكرياتها مع والدها، فقد تزوج من والدتى عام 1951 وكانت أستاذة بكلية الآداب اسمها «نعيمة عيد» كان الزواج عن حب لأنها كانت صديقة أخته وكتب عنها أغنية «الحبيب المجهول» وغناها عبدالوهاب ولما سافرت للحصول على الماجستير من الخارج كتب قصيدة عنها اسمها «إنت مسافرة». وكانت تستمع لكل أغانيه وكانت تبدى رأيها فى أشعاره وكان يعتبر أسرته جمهوره الأول الذى يأخذ رأينا فى أغنياته. وآخر أغنية ألفها كانت للفنانة وردة اسمها «بعمرى كله حبيتك» وأغنية أخرى لفايزة اسمها «لا يا روح قلبى أنا». وتحكى أنه فى بعض الأحيان يؤلف أشعاره بإيحاء من قصص الآخرين وحكاياتهم، فهو الوحيد الذى كتب الأغنية القصة مثل «ساكن قصادى/ فاتت جنبنا/ عاوز جواباتك/ فنجان شاى مع سيجارتين ما بين العصر والمغرب»، وكان يحب الأطفال جدا، وكان يحكى حكايات من خياله وكان يسعد بوجودنا حوله. وفى ذكرى رحيله نجتمع ونستعيد ذكرياته وذكراه على لساننا وذكرى الرحيل تكون على مستوى الناس وليس على مستوى الأهل لأن الأعمال الحلوة لا أحد ينساها. وتقول الدكتورة حامدة: أنا أخذت منه الموهبة واكتسبنا منه حب اللغة العربية والتذوق الفنى أو الشعرى. وكان والدى ساكنا فى العباسية، وبعد ذلك انتقلنا إلى حى العجوزة، كنا بجوار الفنان عبدالحليم حافظ والفنانة فاتن حمامة، كما كنا مرتبطين بعبدالحليم لأن أولاد أشقائه كانوا أصدقاءنا. من المعروف أن الشاعر حسين السيد حصل على عدة جوائز، أهمها وسام العلوم والفنون من الرئيس السادات، وكرمه عبدالناصر فى عيد العلم.