الحديث عن فوضي الغاء أو ترشيد أو تقنين الدعم يقودنا حتما إلي خطايا الكهرباء وجرائم مرفق المياه التي لا أظن أن لها مثيلا في أي مكان علي وجه الأرض.. وقبل أن نصل إلي المهازل المائية نواصل رحلتنا مع مغالطات وزارة الكهرباء واستفزازاتها. في شهر يوليو من العام 2014.. زف الينا معالي وزير الكهرباء الحالي بشري ما أطلق عليه هيكلة فواتير الكهرباء حتي عام 2019.. وهو المسمي الكهربائي لرفع الفواتير والالغاء شبه الكامل للدعم خلال خمس سنوات.. وقتها كان سعر البترول حوالي 120 دولارا للبرميل.. والان اصبح سعره في المتوسط أقل من 25 دولارا.. وهو ما يعني انخفاض أحد أهم عناصر التكلفة إلي أقل من الخمس. وزير الكهرباء ووزارته وخبراؤه تناسوا مجموعة من الحقائق التي تؤكد ان المشكلة في الوزارة واجهزتها التنفيذية وليس في المستهلك الغلبان الذي لم يعد قادرا علي ملاحقة جنون ارتفاع أسعار كل شيء رغم أنف الوعود الوزارية. تعالوا نستمع معا إلي شهادة المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء والتي اكد فيها خلال لقائه مع نواب البحيرة ان هناك ثلاثة ملايين و500 الف وحدة سكنية تستهلك كهرباء ومياه دون ان تسدد اي مبالغ لخزينة الدولة.. يعني بالبلدي بتسرق الكهرباء. وتعالوا نطالع شهادة أخري من داخل قطاع الكهرباء نفسه.. ففي بيانات نشرت ولم يتم تكذيبها وهي منسوبة لمسئولين في الشركة القابضة لكهرباء مصر فإن الجهات الحكومية مدينة للشركة بأكثر من 24 مليار جنيه وان الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وحدها مدينة بخمسة مليارات جنيه. وتصريح ثالث.. مسئول بمحافظة الجيزة أعلن عن وجود 700 الف مشترك في الجيزة وحدها ليس لديهم عدادات.. أي تتم محاسبتهم بنظام المبلغ المقطوع وهو يساوي في التكلفة بين من لديه عشرين جهازا كهربائيا وبين من لا يستخدم سوي جهازين..ملايين الشقق تسرق الكهرباء.. الحكومة مدينة للكهرباء بعشرات المليارات.. ملايين الشقق متعاقدة بنظام المبلغ المقطوع الذي لا يغطي خمس الاستهلاك الفعلي.. وزارة الكهرباء تركت كل هذا الهدر والفساد والإهمال.. ولجأت الي الحل السهل.. رفع الاسعار علي الشريحة الضئيلة الملتزمة بسداد حق الدولة..أنا مع الغاء الدعم عن الكهرباء تماما.. أنا مع أن تصل فاتورة الكهرباء في بيت عادي به خمسة أبناء يتعلمون وأجهزة كمبيوتر وشواحن موبايل وغيرها من الموبقات إلي التكلفة الفعلية ولكن بشرط اظنه مشروعا وهو ان يحصل المصري البسيط العادي علي راتب آدمي يمكنه من الوفاء بذلك والعيش بكرامة.