لا أعرف سببا واضحا لحملة الإقالات التي يشنها الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل لقيادات الهيئات والشركات التابعة للوزارة. فالوزير والذي تربطني به علاقة طيبة جداً منذ تكليفه المفاجئ برئاسة هيئة الطرق والكباري في مارس 2013 في عهد الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل الأسبق ليس هو وزير النقل الحالي كأني أمام شخصيتين متناقضتين. فالجيوشي وبعد أدائه اليمين الدستورية في 19 سبتمبر الماضي بدقائق توجه لمقر محطة قطارات القاهرة برمسيس ليقيل رئيس شركة الخدمات التابعة لهيئة السكة الحديد المهندس مصطفي قناوي قبل خروجه للمعاش بأيام قليلة وتتوالي الإقالات بعدها لتصل إلي 50 قيادة في مختلف القطاعات في سابقة لم تحدث من قبل في أي وزارة وهي بمثابة تجريف للمسئولين منهم 4 نواب لرئيس هيئة السكة الحديد ورؤساء 4 شركات في الوقت الذي قام بالتجديد لرئيس الهيئة في منصبه عاما آخر وهو الذي هبط بالبراشوت علي كرسيه لأول مرة من خارج أبناء السكة الحديد ذات التاريخ العريق مما يطرح تساؤلات عديدة لماذا؟ كما قام الجيوشي بإعادة تشكيل هيئة الطرق والكباري واستبعاد قيادات منها والضغط علي آخرين لتقديم استقالاتهم أو الحصول علي إجازات لعدة شهور مما خلق حالة من الإحباط والتوجس من المجهول لدي الكثير من العاملين. مطلوب من الوزير التريث وإعادة النظر في قراراته. فالإقالات ليست حلاً للمشاكل والأمراض المزمنة التي تعاني منها وزارة النقل منذ عقود في السكة الحديد والمترو والطرق والنقل البحري والنهري والتي لن تعالج في يوم وليلة وقد عانيت شخصياً إبان رئاستك للهيئة من ذلك ولم تستطع تنفيذ رؤيتك لتطوير منظومة شبكة الطرق القومية حينئذ. حنانيك يا دكتور سعد.. فالجميع يخشي مواجهتك وأصبح اجتماع هيئة المكتب الذي تعقده في الثامنة صباح كل يوم بمقر الوزارة عقابا للمسئولين حتي ان أحد رؤساء الهيئات قال: "بعضنا يحضر ويخشي المساءلة وكأننا معملناش الواجب بتاع المدرسة".