تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم صباح اليوم. اجتماعات وزراء الخارجية والمياه بدول النيل الشرقي "مصر والسودان وأثيوبيا" علي مدار يومين. وهو أول اجتماع سداسي يعقد بين الدول الثلاث. بهدف حل أزمة الخلافات الفنية بين أعضاء اللجنة الوطنية الثلاثية للسد الأثيوبي والمكتبين الاستشاريين الدوليين "الفرنسي والهولندي" وذلك بناء علي طلب القاهرة. وفي اطار متابعة تنفيذ اتفاق المبادئ التي وقعها رؤساء الدول الثلاثة مارس الماضي بالخرطوم. من أجل معالجة الآثار السلبية لسد النهضة الأثيوبي. عقدت الجهات المعنية بالملف أمس بالقاهرة اجتماعاً مغلقاً وبحضور أعضاء الوفد المشارك في الاجتماع السداسي للجولة العاشرة لمفاوضات سد النهضة لصياغة الموقف النهائي للسيناريوهات المتوقعة لسير الاجتماع. والذي وصفه مصدر مطلع بالملف ب "الحاسم" لافتة إلي أن المفاوضات الفنية تتوقف علي نتائج هذا الاجتماع السداسي وما يتم الاتفاق عليه في ختامه. والذي قد يتضمن طلب القاهرة باجراء جديد حاسم من أجل حل المسائل الفنية العالقة دون انتظار نتائج الدراسات الفنية التي يجري التفاوض حولها قبل أكثر من عامين دون نتيجة واضحة. أشارت مصادر معنية بالملف إلي أن مصر سوف تصر علي موقفها الرافض لقيام مكتب واحد بإجراء الدراسات الفنية منفرداً لأنه سيؤدي إلي الخروج بنتائج غير دقيقة. وستكون غير متوازنة لما يمثله ذلك من تعارض للشروط المرجعية لاختيار المكاتب التي وضعتها اللجنة الوطنية الثلاثية. فضلاً عن اهدار المزيد من الوقت في اختيار مكتب من ضمن ثلاثة مكاتب دولية. أوضحت المصادر أنه من المتوقع أن تصر القاهرة علي التفاوض الفني المباشر بين خبراء الدول الثلاث حول آليات تنفيذ البند الخامس من إعلان المبادئ. والذي ينص علي عدم الإضرار والتعاون والاتفاق بين الدول الثلاث علي قواعد الملء الأول والتشغيل السنوي. وآلية تنفيذ ذلك قبل الشروع في الملء الأول. وبرعاية سياسية من قادة الدول الثلاث. وذلك خلال فترة زمنية محددة مع الاتفاق علي ايقاف أعمال الانشاء التي تتم حالياً بجسم السد الأثيوبي لحين الانتهاء من التفاوض المباشر. أكدت المصادر أن السودان سوف تحاول خلال الاجتماع السداسي التوفيق بين وجهتي النظر المصرية والأثيوبية فيما يتعلق بالمرحلة القادمة من التفاوض والوصول إلي نتائج ايجابية تسمح باستمرار العلاقات المتوازنة التي تحاول الخرطوم الحفاظ عليها مع القاهرة وأديس أبابا. ومن ناحية أخري أوضح السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت في تصريحات صحفية أمس علي هامش الاستعداد لعقد الاجتماع السداسي أن المشروع الاستراتيجي المصري السوداني لانتاج اللحوم بولاية النيل الأبيض. يعد من المشروعات المتكاملة. ويقع علي مساحة 30 ألف فدان. وسيغطي هذا المشروع كافة مراحل الانتاج لتحقيق القيمة المضافة ليس فقط في مراحل التربية والتسمين. ولكنه يمتد لانتاج كافة منتجات اللحوم المصنعة والألبان. مؤكداً أن مصر تستورد سنوياً من السودان بنحو 200 مليون دولار لحوم حية. ونأمل مضاعفة تلك الكمية إلي معدلات أكبر من ذلك خلال الفترة المقبلة. اضاف أن حجم الاستثمارات المصرية بالسودان يبلغ نحو 11 مليار دولار. لافتاً إلي أنها استثمارات تراكمية منذ عام 2000 وحتي الآن. مشيراً إلي أن المنفذ فعلياً علي أرض الواقع من تلك الاستثمارات يبلغ نحو 2 مليار دولار فقط. مشيراً إلي أن مصر تحتل المرتبة الرابعة من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية بالسودان. وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية. أكد السفير أن افتتاح وتشغيل المعابر الحدودية بين مصر والسودان. والتي بدأت بمنفذ "قسطل أشكيت" حقق نجاحاً ملحوظاً في نمو حركة التجارة والسفر بين البلدين. حيث تجاوز حجم التبادل التجاري خلاله 10 ملايين دولار شهرياً. من السلع والمنتجات المصرية والسودانية. ومشيراً إلي أنه يتم حالياً الاستعداد لافتتاح معبر "أرجين" غرب النيل عقب الانتهاء من التجهيزات اللازمة للتشغيل. ومن المتوقع افتتاحه في الربع الأول من العام المقبل. وسيربط هذا المعبر الطريق البري الممتد من مدينة الإسكندرية. وحتي كيب تاون بجنوب أفريقيا. كما سيساهم بشكل كبير في زيادة حركة التجارة. والاستثمار. نظراً لعدم وجود عائق مائي بمعبر أرجين. موضحاً أن الشاحنات ستعبر مباشرة في الطريق البري. أضاف أن المعبرين البريين سيساهمان في زيادة حركة تجارة التزانزيت في اطار اتفاقية "الكوميسا". والتجمعات الأفريقية الثلاثة. فضلاً عن المساهمة الايجابية في زيادة حجم التجارة البينية بين الدول الأفريقية. من جانبه كشف الدكتور عاصم فتح الرحمن الحاج الخبير في الشئون الأفريقية ودول حوض النيل في تصريحات صحفية بالخرطوم عن انتهاء الحكومة الأثيوبية من مد شبكة الكهرباء من موقع سد النهضة بإقليم "بني شنقول" في أثيوبيا مروراً بمنطقة "المتمة" في الأراضي الأثيوبية حتي منطقة القلابات في الأراضي السودانية. وذلك من خلال شركة فرنسية لافتاً إلي أنه تم تنفيذ عدة احتفالات بالمنطقة بهدف توفير الدعم المادي لانشاء السد بهدف المشاركة الشعبية في تمويل السد. وكشف فتح الرحمن عن وجود مخطط اثيوبي لتحقيق نهضة اقتصادية قائمة علي الشراكة الاستراتيجية بين السودان وأثيوبيا بزراعة اراض شاسعة في المناطق المتآخمة لمنطقة سد النهضة شرق السودان. في اشارة منه لمنطقة الغضارف لتكون نواة للتنمية تخدم شعوب البلدين. لافتاً إلي امكانية مشاركة مصر بخبراتها الزراعية ليصبح المشروع الزراعي هو الأكبر في أفريقيا.