حتي لا ننساهم:

فتحية أحمد "مطربة القطرين" أقرب صديقة لأم كلثوم والمنافسة الوحيدة لها

فتحية أحمد.. إحدي أشهر ثلاث مطربات في النصف الأول من القرن الماضي مع منيرة المهدية وأم كلثوم.. والملقبة بمطربة القطرين لإحيائها حفلات عديدة بين مصر والشام والعراق.. ورثت الغناء من والدها الشيخ أحمد الحمزاوي الذي كان منشداً ومبتهلاً دينياً والذي لمع في بداية القرن العشرين بصوته الرخيم.
ولدت فتحية أحمد عام 1898 بحي الخرنفش بالقاهرة وفارقت الحياة في 5 ديسمبر عام 1975 عن عمر 77 عاماً ليمضي علي رحيلها هذا الشهر 40 عاماً.. ومن أشهر أغانيها زوروني كل سنة مرة- طلعت يا محلا نورها- الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية- مظلومة وياك يا ابن عمي.
ثلاث شقيقات
فتحية أحمد هي إحدي ثلاث شقيقات احترفن الغناء.. وكانت هي الابنة الكبري وأكثرهن شهرة ونجومية عن أخواتها وأفضلهن صوتاً وأداءً وخبرة حيث تميز صوتها بالقوة والجمال. أما أختها الصغر" رتيبة أحمد فقد اشتهرت بديالوج "التليفونات" بينما الشقيقة الصغري مفيدة أحمد فكانت صحبة صوت جميل ولقبت بمطربة الاسكندرية الأولي.. وقد توقف والدهم عن الغناء بعدما كبرت بناته الثلاث وخضن عالم الموسيقي والغناء. وكانت خالتهن الراقصة الشهيرة بمبة كشر.
درست فتحية أحمد الغناء علي يد الشيخ أبوالعلا محمد ولحن لها خصيصاً قصيدة "كم بعثنا مع النسيم سلاماً" كما غنت لكبار الملحنين أمثال سيد درويش وداوود حسني وعبده الحامولي وكامل الخلعي ورياض السنباطي ومحمد عثمان كما لحن لها زكريا أحمد في آخر عرض مسرحي لها "يوم القيامة" الأغنية الشهيرة "يا حلاوة الدنيا" والتي لحنها لها خصيصاً لكي تغنيها في العرض المسرحي.
عملت في بداية شبابها مع المسرح الغنائي وتنقلت مع العديد من الفرق المسرحية مثل فرقة نجيب الريحاني بين مصر والشام لذلك أطلقت عليها لقب مطربة القطرين.
صديقة أم كلثوم
كانت فتحية أحمد هي أقرب صديقة لأم كلثوم لأكثر من 60 عاماً.. والمفارقة أنهما من مواليد عام ..1898 وتوفيا في عام واحد 1975. وكانت قمة غنائية مساوية لأم كلثوم صوتا وأداءً بل كان صوتها هو المنافس الوحيد لها ويضاهيها قوة وحلاوة.. وكانت تتفوق علي كوكب الشرق في غناء الموال. وكانت نجوميتها في النصف الأول من القرن الماضي أعلي منها ومن محمد عبدالوهاب. واستمرت تغني بنفس الكفاءة والقوة والتمكن حتي فترة الخمسينيات ثم اعتزلت بعد ذلك.
كانت فتحية أحمد أول من قامت بتعريف محمد عبدالوهاب عندما كان طفلاً بسيد درويش والذي أعجب بصوته حتي انه بعد سنوات أسند إليه بطولة أوبريت "شهرزاد" وعمره 17 عاماً واقترب عبدالوهاب منه وتعلم كثيراً.
ثلاثة أفلام
اشتركت فتحية أحمد في ثلاثة أفلام سينمائية فقط.. وكان البداية مع فيلم "عايدة" بطولة أم كلثوم.. واشتركت فيه بالغناء فقط كصوت للممثلة فردوس حسن في دور الأميرة أمينيوس ابنة الملك الفرعوني عام 1942 ومثلت وغنت في فيلم أحلام الشباب عام 1942 اخراج كمال سليم بطولة فريد الأطرش ومديحة يسري وعباس فارس وعبدالفتاح القصري.
ولعبت بطولة فيلم واحد هو "حنان" عام 1944 وهو آخر أفلامها أمام إبراهيم حمودة وبشارة واكيم وتحية كاريوكا إخراج كمال سليم وتأليف بديع خيري.. وقد شارك محمد الكحلاوي بالغناء فقط.
مفارقة
تأتي المفارقة أن فتحية أحمد غنت أعمالا وألحانا كثيرة لفنان الشعب سيد درويش إلا ان الجمهور لا يعلم ان أغاني مثل الحلوة دي- زوروني كل سنة- طلعت يا محلا نورها قد لحنها سيد درويش خصيصا لها ولكن تلك الأعمال نسبت لسيد درويش وضاع اسم مطربتها حيث أضافت تلك الأعمال لملحنها ولم تضف لمطربتها.