لم يكتف المربون والصيادون بطرح أسماك قاتلة عاشت في البرك والمستنقعات وتغذت علي المعارف السامة والحيوانات والدواجن النافقة وربما القطط والكلاب الضالة ولكن بدأوا في عمليات اعدام جماعي لاحياء البحر من أسماك نادرة ودلافين وزريعة أملا في الحصول علي الرزق الوفير فأستخدموا الديناميت والكهرباء والغاز والشباك الضيق التي أهدرت الثروة السمكية وتسببت في خسارة مصر ما يقرب من 40% من انتاجها. يقول محمد شعبان "صياد" يلجأ بعض الصيادون معدومي الضمير في استخدام أصابع الديناميت في الصيد وابتكروا أحدث وسيلة جديدة الصيد بغاز البوتاجاز حيث يسلط الغاز في تجمع السمك فينحدر ويطفو علي سطح المياه ويسقط في الشباك بما يحتويه من سموم قاتلة دون ان يتعرف المستهلكون علي خطورته. يضيف سيد إبراهيم "صياد" يوجد "معلمين" في البحار ولكل واحد منهم 10 قوارب يعمل عليها صيادون يقومون بالقاء الديناميت في المياه مما يساعد علي موت السمك ويطفو فوق سطح البحر ويقومون بجمعه وبيعه من أجل المكسب السريع.. ولكن تلك الممارسات السيئة لا تتم في النيل لوجود رقابة مشددة من شرطة المسطحات. يضيف هاني سيد "صياد" أن الاعتداءات المستمرة علي المسطح المائي وقيام المصانع بتفريغ مخلفاتها من المواد الكيماوية في نهر النيل يصيب الأسماك بالتسمم ويقتله مما يجعله يطفو علي سطح المياه ويقوم بعض معدومي الضمير ببيعه بالأسواق وهو ما يؤثر علي صحة الانسان فور تناوله. يؤكد بكري أبوالحسن شيخ ونقيب الصيادين بالسويس ورئيس شعبة الثروة السمكية لصيادي مصر بالنقابة العامة لعمال الزراعة والصيد وعضو مجلس ادارة هيئة الثروة السمكية ان التلوث آفة قطاع الصيد سواد في الخليج السويس أو البحر الأبيض علاوة علي قيام الشركات بالقاء مخلفاتها والنفايات في النيل مما يؤدي إلي قتل أسماك "الزريعة" والأمهات المحملة بالبيض ويتم استخدام معدات مخالفة للقوانين منها الصيد باستخدام الكهرباء عن طريق توصيل أسلاك كهربائية من أقرب عمود كهربائي علي شط البحر وتوصيله يمين وشمال الشط في مساحة محدودة ويحدث التيار الكهربائي اصابة الأسماك بصدمة تؤدي إلي وفاتهم ونفوقهم أعلي سطح المياه.. وهناك نوع الصيد بالتفجير بالقاء أصابع الديناميت ويعد أحد أنواع الصيد غير المشروع ويمارس باستخدام متفجرات لقتل مجموعة من الأسماك بالاضافة إلي الصيد بشباك ضيقة "بالماجا" فكلما ضاقت عيون الشبكة يتم اصطياد الأسماك الصغيرة والذي يفقد مصر 40% من انتاجها السمكي موضحا انه في حالة تعرض السمكة للصيد الجاذر تجد ألوانها تغيرت وعيونها غائرة وجسمها هزيل ويجب عدم أكلها حتي لا تصيب جسم الانسان بالتسمم. مطالبا بتفعيل قرارات منع الصيد وعمل حملات تفتيش مستمرة علي أجهزة الصيد ومعاقبة الصيادين المدمرون للثروة السمكية في حالة تورطهم في أعمال الصيد الجائر سواء بالكهرباء أو بالمبيدات أو بالغاز والتسمم الناتج عنه وتشديد الرقابة كما يحدث في دولة موريتانيا والتي تنتج 80 مليون طن سنويا بعد حفاظها علي مسطحاتها المائية. يؤكد محمد عبدالواحد شيخ الصيادين بالقناطر الخيرية أن التلوث الناجم من قيام المصانع بتوصيل مواسير الصرف في مياه النيل تسبب اصابة الأسماك ونفوقها فورا.. وكان يحدث الصيد الجائر في السبعينات للحصول علي المكسب السريع ولكنه اختفي حاليا والمشكلة الحقيقية الآن هي قيام وزارة الري بوضع الحفارات في المياه لازالة الحشائش والنباتات التي تربي فيها سمك الزريعة وتقوم بالقائها في الطين واعدامها وتعدم الزريعة ايضا تباع بأسعار مرتفعة. من جانبه يؤكد المهندس محمد طه رئيس الادارة المركزية للانتاج والتشغيل سابقا بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ان هناك عدة أساليب للصيد الجائر يستخدمها معدومي الضمير من أجل المكسب السريع من خلال الصيد بالديناميت بمياه البحار.. ولكن الشائع حاليا الصيد بالكهرباء عن طريق خراطيم وأسلاك كهربائية وتوصيلها بالمياه وقد يتعرض الصياد الي الموت نتيجة صعق التيار الكهربائي.. وهناك نوع آخر من الصيد في بحيرة البرلس يقوم الصيادون برمي الشباك في القاع لاخراج الأسماك الصغيرة والمشهورة "بالبراغيت" ونشرها في الشمس في عملية معروفة "بالمناشر" وبعدها تبدأ تعبئتها في أجولة لبيعها إلي مصانع أعلاف السمك وهو ما يعد مخالفة للقانون رقم 124 لسنة 83 بشأن صيد الأسماك والاحياء المائية وتنظيم المزارع السمكية ولكن للأسف الشديد العقوبة غير رادعة حيث لا تتجاوز ال 200 جنيه.. مطالبا المشرع بتغليظ العقوبة. يؤكد الدكتور محمود عمرو مؤسس المركز القومي للسموم بكلية طب القصر العيني أن التسمم الغذائي يرجع إلي تلوث المياه نتيجة تفريغ المواد الكيماوية للمصانع والصرف الزراعي.. وفي حالة القاء المبيدات في المياه ويتناولها السمك فيموت وينفق علي سطح المياه ويصح له تأييدها علي الجهاز الهضمي والكبد والجهاز التنفسي فور تناوله وجبة الأسماك.. أما اذاكان الصيد باستخدام غاز البوتاجاز الذي يصيب الأسماك بالتسمم حيث يؤدي غاز "الميثين" و"التروبين" إلي التسمم الكيماوي بطريقة مختلفة ويؤثر مباشرة علي الكبد والكلي والجهاز الهمضي للانسان.. أما في حالة تفجير الديناميت بالمياه ووصل المواد الكيماوية الي الدورة الدموية في جسم الانسان يتسبب في الالتهابات الكبدية حادة نتيجة الاسكام المعرضة للتفجير لا تطفو سطح المياه في نفس اليوم وبالتالي تصبح كتلة من المادة السامة فضلا عن تعرضها لبكتيريا المياه والمعروفة باسم "السلامونيلا" وتساعد علي انهيار التركيب الجزئي للسمك وحدوث تسمم بكتيري وتظهر أعراضه سريعا من اسهال وقئ مستمر أما الأطفال تحت سن 6 سنوات فيتعرضون للوفاة والحوامل في الشهور الأولي يتعرض للوفاة أو في حالة بقاء الحمل تحدث تشوهات جينية.