بعد أن أطل علينا إسلام بحيري بآرائه الساعية لهدم ثوابت الدين الإسلامي ونال جزاءه القانوني بالسجن. بدأت الماسونية في استخدام كادر آخر من كوادرها المدربة ليواصل نفس المهمة ولكن من زاوية أخري. فأطل علينا أديب تم تلميعه طوال السنوات العشر الماضية. حتي أصبح له مريدون ودراويش يؤمنون علي أقواله دون تفكير أو تدبر.. وحين وصل لهذه المرحلة بدأ في مهمته التشكيكية المحددة له ولكن من الزاوية التاريخية هذه المرة. ففي لقاء تليفزيوني أطلق قذيفته المدوية والمقصود منها إثارة بلبلة جديدة حين انكر المعراج وأعلن أن الإسراء له معني آخر غير الذي نعرفه. يعرفه هو ولكنه لم يخبرنا عنه. فقامت الدنيا لهذا الإنكار.. وهو المطلوب. والحقيقة أن الأمر لو اقتصر علي إنكاره للمعراج لكن الرد عليه سهلا هيناً. فقد حسمت سورة النجم هذا الأمر بوضوح حين تحدثت عن لقاءين حدثا بين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام. المرة الأولي حين رآه رسول الله صلي الله عليه وسلم في السماء بحجمه الحقيقي الضخم "علمه شديد القوي. ذو مرة فاستوي. وهو بالأفق الأعلي. ثم دنا فتدلي. فكان قاب قوسين أو أدني" سورة النجم.ثم صورت نفس السورة اللقاء الثاني "ولقد رآه نزلة أخري. عند سدرة المنتهي. عندها جنة المأوي. إذ يغشي السدرة ما يغشي. ما زاغ البصر وما طغي. لقد رأي من آيات ربه الكبري" سورة النجم.أي أن اللقاء الثاني كان في السماء.. وهو المعراج. ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في كم المغالطات التاريخية المتتالية التي أحدثها في ست دقائق لا غير من حديثه والذي يوضح منهجه العام في البلبلة. ولأننا مسلمون ومؤمنون فنحن نطبق أمر الله لنا في مثل هذه الأحوال "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" والفاسق هو الخارج عن الإجماع في أمر دنيوي أو النهي. قال يوسف زيدان أنه ليس هناك قدس في المسيحية. بمعني أن القدس ليست مدينة مسيحية ولا صلة لها بالديانة المسيحية. متناسيا أن أورشليم أو القدس هي مهد المسيح عليه السلام ومركز دعوته وانتشارها. والدليل أن واقعة العشاء الأخير وما استتبعها كانت في أورشليم وبيت المقدس في أورشليم. وإلا لماذا تحجج الأوروبيون بها لشن الحروب الصليبية؟ القدس أو أورشليم في كل المراجع التاريخية والدينية هي مهد المسيحية الأول. فكيف ينكر علاقة المسيحية بالقدس؟!! هذا بالاضافة للمغالطة المعرفية في ربط الأديان بالاماكن والتي استغلها في الإدعاء بأن القدس عبرانية أي يهودية وهذه هي المغالطة الثانية فالقدس أو أورشليم ليست مدينة يهودية. يرجع تاريخ مدينة القدس إلي أكثر من خمسة آلاف سنة. وهي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم وتدل الاسماء الكثيرة التي أطلقت عليها علي عمق هذا التاريخ وقد اطلقت عليها الشعوب والأمم التي استوطنتها اسماء مختلفة. فالكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها "أورساليم" وتعني مدينة السلام