واهم من يعتقد أنه يستطيع إعادة عجلة الزمن إلي الخلف.. والجنون بعينه من يظن ان لديه القدرة علي استدعاء مشاهد من الماضي القريب فالمعطيات الآن مختلفة.. والوعي والإدراك لدي المصريين أصبح في ذروة النضج مستوعباً أبعاد ما حدث وخطورة ما قد يحدث من مغامرات ليس لها أدني ما يبررها علي الإطلاق. حقائق ما جري وما حدث في ثورة 25 يناير 2011 أصبحت متاحة للجميع يعرفها الصغير قبل الكبير والبسيط الأمي قبل النخبوي المثقف.. فقد كانت الثورة بين فريقين.. الأول له دوافع مشروعة ومنطقية حيثياتها تتلخص في معاناة اجتماعية واقتصادية بسبب إخفاقات النظام آنذاك في توزيع ثروات البلاد بشكل عادل يحقق الاكتفاء للجميع ناهيك عن استشراء الفساد.. ولم يخرج هؤلاء للإطاحة بنظام بقدر ما توصيل رسالة محددة ان الظلم لابد ان ينتهي وتحل مكانه العدالة. .. والفريق الثاني قادته مجموعة من المشبوهين والمرتزقة الذين تربوا علي أجندات وتعليمات ومشروعات شيطانية والأسماء أصبحت معروفة للجميع ولا داعي لسردها.. وهذا الفريق نجح باقتدار في خداع مجموعات الأبرياء الأنقياء من أنصاف الشعب المصري واصطيادهم لخدمة مشروع أمريكي إقليمي لم يكن يهدف للإطاحة بنظام مبارك بقدر ما كان يخطط لإسقاط الدولة المصرية لولا عناية الله ووطنية وبسالة الجيش المصري. إدراك ووعي المصريين أساسه ومضمونه تجربة ذاتية عاشتها مصر علي مدار 18 يوما كادت البلاد تذهب خلالها إلي غياهب المجهول.. ثانيها أن تجارب الآخرين في ليبيا وسوريا واليمن والعراق درس عظيم وخطير لا يمكن أن تغيب عن نظر أي مواطن مصري بسيط وما آلت إليه الأمور في هذه البلدان من خراب ودمار وتلاشي لملامح الدولة ومؤسساتها فأصبحت الفوضي والقتل والدماء هي التي تحكم. إدراك ووعي المصريين أيضا الذي يقف حائلا دون وقوع مغامرات مدفوعة من الخارج أو محاولات خداع باتت بضاعة فاسدة. ان مصر بصدد مشروع وطني عملاق سيضعها خلال سنوات قليلة في مصاف الدول القوية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.. اضافة إلي نظام يحكم يتميز بالوضوح والشفافية والمصارحة ليس له مصلحة أو سعي نحو تحقيق طموحات شخصية علي حساب الوطن.. همه وشغله الشاغل أن يري مصر في الوضع والمكانة التي يحلم بها شعبها.. هذا النظام الذي يحاول جاهداً استنهاض همة المصريين نحو الصبر والعمل والتلاحم والاصطفاف لمواجهة ما يحاك لبلدهم من مخططات ومؤامرات.. الرهان الحقيقي في إجهاضها وإفسادها هو وحدتهم وأن يكونوا علي قلب راجل واحد. ليس نفاقا ولا تذلفا.. ان أقول ان أهم ما يميز النظام السياسي وعلي رأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي هو قربه من المصريين ومخاطبة ضميرهم الوطني ويعترف انه ليس بحاكم أو رئيس أو صاحب سلطة بقدر ما هو مواطن أوكلت إليه مهمة انقاذ وطن ويري انه له يستطيع ان يحقق ذلك وحيدا منفردا ولكن بمشاركة المصريين وجهدهم وكفاحهم. ومع هذه المعطيات.. هناك تحركات مشبوهة علي الأرض لا تدعونا للقلق ولكن تجعلنا أكثر حذرا ولا يجب أن تبعدنا عن صحيح أهدافنا. ويرتبط بهذه التحركات المشبوهة بعض السلوكيات والتصرفات التي رصدتها علي مدار الأيام القليلة الماضية أبرزها. * التشكيك في البرلمان القادم ومحاولة تشويه الإنجاز باكتمال مؤسسات الدولة وانتهاء بنود خارطة المستقبل بحجة الاعتراض علي الذين نجحوا.. رغم ان الدولة لم تتدخل في العملية الانتخابية من قريب أو بعيد سوي بالتنظيم والتأمين ولم تنحاز لطرف علي حساب آخر والنتائج كانت تذاع علي الهواء مباشرة وفي حضور الجميع ومن يتهم ويشوه لا يلوم إلا نفسه.. فإما لم يجرؤ علي الترشح أو لم يبادر علي الذهاب إلي الصناديق والإدلاء برأيه.. اذن ما هو العيب فيمن نجح انه اختيار وإرادة من ذهب وأعطي صوته لمن يستحقه من وجهة نظره وهذه قمة احترام إرادة الشعوب والمواطنين. * هناك محاولات لضرب جهاز الشرطة الوطني.. فإذا كانت هناك بعض التجاوزات التي ترفضها وزارة الداخلية وأعلنت ذلك علي لسان وزيرها وقادتها لا يعني ذلك ان الجهاز سييء أو يمارس عملاً ممنهجاً فالأخطاء تحدث في كل بلدان العالم ولا يمكن ان نذبح الداخلية لمجرد ان 20 أو 30 أو 50 ضابطاً أو شرطياً ارتكبوا أخطاء نتيجة صغر السن أو عدم الوعي. محاولات تشويه وزارة الداخلية والشرطة المصرية مكشوفة ومفضوحة وتسعي إلي صنع "أيقونة" مزعومة علي غرار تجربة خالد سعيد في الإسكندرية قبل يناير 2011 اعتقادا من هؤلاء الضالين انها ستشعل النار في البلاد وتتيح لهم الفرصة في خداع البسطاء علي غرار ما حدث. بعض أصوات "اليوم" التي نعقت في يناير 2011 عادت تطالبنا بأشياء غريبة وشاذة لا يرضاها مواطن مصري بسيط.. فالأخ يسري فوده يخبرنا بأهمية إعادة الإخوان إلي النسيج الوطني وعبدالمنعم أبوالفتوح عراب الإخوان وابن المشروع الأمريكي يطالبنا بأشياء هي مجرد تخاريف وأحلام يقظة وتنم عن حقد وكراهية بغيضة وتكشف حقيقة القيادي الإخواني الذي تلقي تعليمات الأسياد. ترتدي الأفعي والذئب ثياب الزاهدين وتدعو حركة 6 أبريل المشبوهة إلي حوار ممجوج ومرفوض من كل أطياف الشعب المصري بعد أن كشف الحركة وحقيقة نواياها. * لم يكتف سعد الدين إبراهيم بالفرجة والمشاهدة ولكنه نادي بما يعتبره المصريون مثل الكفر بعد أن طالب باستفتاء علي إعادة جماعة الإخوان الإرهابية. * اللافت للنظر ان بعض الكتاب والنخب تدعي الحيادية والمهنية مع ان الحياد في هذا التوقيت خيانة للوطن الذي يتعرض لهجمة إرهابية ومؤامرات وحصار ومعركة حياة أو موت.. فإمساك العصا من المنتصف وترك الباب مواربا جريمة في حق مصر.. فالغريب ان النخب المزعومة تصرخ وتصب اللعنات علي كل تقصير أو إهمال وعندما تواجه الدولة الإرهاب والفساد تنتقد وتبدأ حملات التنظير والفلسفة وادعاء العلم والمعرفة حتي نشعر ان العقول الفضائية الفارغة من أي مضمون أو محتوي خبراء في كل شيء هذه النماذج لم ولن تتغير مهما فعلنا لها.. والحديث عن احتوائها والحوار معها لا فائدة منه وستظل علي نفس الأداء.. تنفذ ما يطلبه الخارج.. وتدير ظهرها لكل معاناة الداخل.. فلم نجد أحدا من هذه النخبة الفاسدة يترحم علي شهيد أو يدعم مصر ويساندها في مواجهة حملات وموجات الإرهاب ولم يبك علي دموع الأمهات والأرامل والأبناء الذين فقدوا الابن والزوج والأب دفاعا عن وطن عظيم. التركيز مع هذه الفئات الضالة أو الاهتمام بما يقولون عبث ومقامرة غير محسوبة.. فالدولة لابد أن تكون أنشف من ذلك ولا أجد تفسيرا من محاولات تقريب بعض الإعلاميين الذين يحضرون المنسابات ثم يسهرون في برامجهم المسمومة يمسحون عقول الناس ويحولون حياتهم إلي سواد. ** حتي لا ننسي المشير طنطاوي لا يمكن ان ننسي ما فعله المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق والذي قاد مصر في مرحلة حرجة واستثنائية وقادها وسط أمواج المؤامرات والمخططات ومحاولات الإسقاط إلي بر الأمان مع رجال القوات المسلحة البواسل وقادتها العظام الذين يضربون كل يوم المثل والقدوة في الوطنية والتجرد وانكار الذات وهم العمود والعصب الرئيسي والدماء التي تجري في عروق مصر. اللواء محمد إبراهيم يوسف محاولات المشبوهين لضرب الشرطة المصرية.. ذكرتني علي الفور بشموخ وكبرياء وشجاعة اللواء محمد إبراهيم يوسف وزير الداخلية الأسبق الذي وقف بالمرصاد وبصدر مفتوح لكل محاولات الإخوان ورئيسهم المعزول محمد مرسي إلي هيكلة وزارة الداخلية وتنفيذ تعليمات مكتب الإرشاد ورفضه الإطاحة بقيادات شرطية ذات كفاءة عالية.. ومنع دخول الضباط الملتحين رغم ضغوط رئيس الجماعة الإرهابية مرسي وتصدي لفتنة خطيرة ولم يرضخ لهم وظل علي موقفه وانتصر في النهاية لانه آمن برسالة الشرطة الأمنية وبقيمة مؤسسة وطنية في حجم الشرطة المصرية. اللواء محمد إبراهيم يوسف أيضا تصدي أيضا لدعاوي الهيكلة المشبوهة التي حاول من خلالها الإخوان ومجموعات النشطاء العميلة اختراق وزارة الداخلية ونجح يوسف في إعادة ترتيب الجهاز الشرطي وأيضا استعادة ثقة المصريين في شرطتهم ونزل إلي الشارع يطمئن علي الحالة الأمنية بنفسه في معظم المحافظات وتصدي أيضا لمحاولات جديدة لإسقاط الداخلية.. تحية لكل وطني مخلص يخدم بلده دون انتظار المقابل.. تحية لجيش وشرطة مصر.. تحيا مصر.