يكفي الرئيس عبدالفتاح السيسي من إنجازات كثيرة نجاحه في الحفاظ علي كيان الدولة المصرية عقب 30 يونيه والحيلولة دون انفراط عقدها وسقوطها علي غرار دول أخري.. وسيذكر التاريخ للرئيس هذا الدور العظيم بحروف من نور. فقدر الرجل الذي أحبه واحترمه شعبه ليس فقط في الحفاظ علي كيان الدولة ولكن أيضا وضع مصر علي الطريق الصحيح واستعادة مكانتها التي تليق بها كدولة تمثل قلب العالم.. وأحد الركائز الأساسية في المنطقة فسقوط مصر لا قدر الله كان سيؤدي إلي سقوط المنطقة وإحداث فوضي عارمة كما كانت تخطط واشنطن وخدامها. وحتي نكون أمناء مع النفس ونعطي الحق لأصحابه فإن القوات المسلحة المصرية بعراقتها وتاريخها ووطنيتها حالت أيضا منذ 25 يناير 2011 دون سقوط الدولة المصرية خاصة بعد انهيار كافة مؤسساتها بعد 28 يناير 2011 وأبرزها المؤسسة الشرطية أو الأمنية فلم يكن في مصر في هذه اللحظة التاريخية والفارقة في تاريخ الوطن سوي الجيش المصري الذي دافع ببسالة وشجاعة عن بقاء الدولة المصرية وضمن وجودها وبطبيعة الحال كان الرئيس عبدالفتاح السيسي واحدا من قادة ورجال المؤسسة العسكرية وساهم بقدر كبير في هذا الدور آنذاك ما نتحدث عنه ونريد أن نقوله إن الرئيس عبدالفتاح السيسي واجه عقب 30 يونيو طوفانا من التحديات والمؤامرات والتهديدات كادت تعصف بوجود الدولة المصرية سواء في الداخل من جماعات العنف والإرهاب وأيضا من قوي خارجية وأجهزة مخابراتية تتبني نشاطات وإجرام هذه الجماعات وتدعمها بكل قوة سواء بالتخطيط أو الدعم المادي سواء بالسلاح أو المال. الرجل واجه أيضا موجات عاتية من التهديدات التي سعت للنيل من أركان الدولة المصرية واستهداف مؤسساتها منذ اعتصام رابعة الإرهابي المسلح وما حواه من مخططات لشل أجهزة الدولة وكسرها لتصبح مصر أمام خيارين إما التسليم لمخططات الإرهاب وتسليم البلاد لجماعات متآمرة ومرتبطة مع الخارج بمشروعات مشبوهة والخيار الثاني أن تعلن الدولة المصرية عن وجودها وقوتها ورفضها كل محاولات الإسقاط والتآمر ومواجهة حاسمة مع هذه التهديدات وهذا ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية الذي أعاد الدولة المصرية إلي الحياة من جديد. الحفاظ علي كيان الدولة المصرية مر بفترات ومراحل مهمة للغاية تختلف في محاور متعددة نسوقها في السطور القادمة تكشف عن قدرة ورؤية الرئيس السيسي ونجاحه في استعادة الدولة المصرية لتؤدي دورها أمام شعبها وأيضا علي الصعيدين الإقليمي والدولي حتي أصبحت الآن هي حجر الزاوية واللاعب الرئيسي في إيجاد حلول لمشاكل وقضايا المنطقة وتتهافت عليها القوي الدولية للتعاون معها وتنجح مصر في إجبار القوي العالمية علي التراجع عن مواقفها المعادية لمصر بعد أن وجدت في القاهرة صلابة في الإرادة والمضي في الطريق الذي اختاره الشعب. أولا.. حرص الرئيس السيسي علي التأكيد علي لُحمة المصريين وتكاتفهم ووحدتهم وأن يكونوا علي قلب رجل واحد وحقق نجاحا كبيرا في توحيد صف الشعب واصطفافهم لإيمانه أن ذلك هو حائط الصد القوي الذي يواجه سيل التحديات والمؤامرات والحجر الذي تنكسر عليه كل الأطماع والمخططات. توحيد المصريين لم تكن مهمة سهلة.. وسر نجاحها لم يكن في "كاريزما" الرئيس فقط ولكن أيضاً استشعار المصريين إخلاص السيسي ووطنيته وعشقه لبلده وتجرده وأنه بلا أطماع أو مصالح شخصية وصدق كلماته ومخاوفه المشروعة علي مصر وأيضا إدراكه لمشروعية مطالب الشعب في حياة بلا إرهاب أو استبداد أو فساد ورغبتهم العارمة في وضع بلادهم في المكانة اللائقة كل ذلك أدي إلي نجاح الرئيس في توحيد صف المصريين وهو الأمر الذي حافظ علي كيان الدولة المصرية بامتياز ولعل كلمات الرئيس المتكررة في أحاديثه "محدش يقدر يغلب المصريين". "المهم يكون المصريين علي قلب رجب واحد" هذا إدراك حقيقي لأهمية هذا البعد الفارق في الحفاظ علي مصر. الأمر الثاني.. تقريب أواصر المحبة والاحترام والوطنية بين الشعب ومؤسساته خاصة القوات المسلحة والشرطة بالتأكيد أن هذه المؤسسات الوطنية هي ملك للمصريين وتعمل علي خدمتهم وحماية وطنهم.. وأيضا نجح بذكاء في تعظيم هذه الصلة قولا وفعلا. الأمر الثالث.. تحويط الرئيس علي مصر واحتضانها وحمايتها من الأخطار خاصة تلك الموجودة علي الحدود.. فقد شهدت حدودنا الشرقية مع غزة حيث توجد جماعات الإرهاب وعلي رأسها حماس وأغلق هذا المنفذ بالضبة والمفتاح بإخلاء الشريط الحدودي وأيضا تدمير أنفاق الإرهاب.. وتحديد بعد حادثة كرم القواديس أصبحت سيناء أشبه بمصيدة الفئران وتم إغلاقها تماما علي الإرهابيين سواء من الجنوب والوسط من خلال قوات الجيش الثالث لمنع الدعم اللوجيستي أو الفرار إلي مناطق أخري مثل الدلتا ثم نجاحاً الجيش الثاني وقوات الصاعقة والمخابرات والقوات الجوية في حصار عناصر الإرهاب حتي أوشكت سيناء أن تصبح طاهرة متوضئة من الإرهاب وأذنابه بخطة محكمة. ولا أحد ينكر خطورة حدودنا الغربية.. حيث سقطت الدولة الليبية وتعج أراضيها الآن بجماعات الإرهاب وعلي طول حدودنا مع ليبيا التي تبلغ 1200 كيلومتر.. نجح الجيش المصري في إحكام السيطرة عليها بإعادة انتشار عبقرية حالت دون تسلل عناصر الإرهاب وتهريب السلاح التي تهدد أمننا القومي ولا تقل خطورة الحدود الجنوبية أيضا عن الحالة الليبية لأنها كانت تمثل طرق تهريب السلاح والإرهابيين والهاربين من مصر إلي السودان وحققت القوات المسلحة نجاحات كبيرة في إغلاق منافذ الشيطان والإرهاب بالإضافة إلي تأمين وحماية السواحل والمياه الإقليمية المصرية وسط كل هذه التحديات والتهديدات كان هناك محور رابع.. فمنذ تفويض الرئيس عبدالفتاح السيسي لمواجهة الإرهاب المحتمل وحققت مصر نجاحات كبيرة ورغم قوة العمليات الإرهابية في بداية ما بعد 30 يونيه إلا أننا الآن نحصد إنجازات ونجاح في انحسار الإرهاب وإحباط مخططات والقبض علي شبكات وخلايا إرهابية وتدمير البنية الإرهابية وتجفيف منابع المواد الرئيسية التي تدخل في صناعة المتفجرات حتي باتت بدائية محلية الصنع وأصبحت قليلة وعاجزة عن استهداف المؤسسات الحيوية وما يحدث ما هو إلا عمليات أقرب لواقع بلطجة يقوم بها الصغار وهذا يعبر عن نجاح أجهزة الدولة السيادية والأمنية في توجيه ضربات موجعة للخارج والداخل. المسار الخامس الذي نجح الرئيس السيسي من خلاله في الحفاظ علي كيان الدولة المصرية.. هو المحور الاقتصادي والتنمية وقد سعي الرئيس من خلال هذا المحور إلي أمرين تحسين الاقتصاد وبيئة الاستثمار من خلال مشروعات قومية عملاقة تم تدشينها وحتي أصبحت مصر الآن خلية عمل في جميع أنحائها ومجالاتها من طرق ومواصلات وصحة وتعليم وإسكان ومشروعات استراتيجية مثل قناة السويس والمدن الجديدة والمركز اللوجيستي العالمي والمثلث الذهبي واستصلاح وزراعة 4 ملايين فدان ومليون وحدة سكنية والمزارع ؟؟؟ تم تلبية مطالب فقراء الشعب ومحدودي الدخل من خلال مظلة اجتماعية ترعي البسطاء وذوي الاحتياجات الخاصة قدر المستطاع وسيتم تنفيذ هذا البعد مرحليا مع تحقيق النمو الاقتصادي ونجاحات في مجالات التنمية لسد العوز وعلاج الفقر الذي تفشي في مناطق كثيرة في بر مصر وبالتالي هذا البعد يحمي الدولة المصرية من خلال محاولات الداخل والخارج تأليب البسطاء والفقراء علي الدولة المصرية. المحور السادس.. يحرص الرئيس السيسي علي لقاء كافة أطياف وفئات الشعب المصري سواء الشباب أو المثقفون والمبدعون والكتاب والصحفيون والإعلاميون والباحثون هذا الأمر يوضح ويفسر الكثير من المغالطات ويرسخ علي مبدأ التواصل بين القيادة السياسية وكافة أطياف الشعب لتوضيح الرؤي وما تسعي إليه مصر وما حققته وأيضا المشاكل والتحديات التي تواجهها وهذا مبدأ جديد علي الرئاسة المصرية رسخه الرئيس السيسي منذ توليه دفة الحكم في البلاد وحقق نتائج هائلة فالرئيس دائما لا يختلف علي وطن ولكن نختلف من أجل الوطن.. وأيضا نختلف في الفكر والاعتقاد ولا يمكن أن نختلف علي مصلحة مصر.. وهنا الرئيس يحرص علي وجود قناة مباشرة مع المصريين للتواصل وشرح الروي والموقف الراهن وأبعاد المستقبل وما يواجه مصر من تهديدات وتحديات. سابعا.. التحرك الرشيق والعبقري والواعي للرئيس السيسي علي المستوي الخارجي علي كافة الدوائر سواء الدائرة الأفريقية.. ومصر الآن تعود بقوة لأحضان القارة السمراء في الدائرة العربية وتشكل تقارباً غير مسبوق خاصة مع دول الخليج وعلي رأسها السعودية والإمارات والكويت والأردن والأيام القادمة تحمل مصالحة مع الجانب القطري ثم استعادة حيوية العلاقات مع الجزائر وفي الطريق تونس عقب رحيل الإخوان ونجاح الرئيس السبسي ثم الدائرة الدولي علي صعيد العلاقات القوية والاستراتيجية مع روسيا والصين وأيضا الدائرة الأوروبية بزيارة ناجحة لفرنسا وإيطاليا وهناك أرضية ومصالح مشتركة معها وأيضا إيجاد شكل توافقي للعلاقات مع واشنطن يحفظ المصالح المشتركة للدولتين علي أساس الاحترام المتبادل والندية وعدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام إرادة الشعب المصري. هنا أيضا تعود مصر لأداء دورها تجاه منطقة الشرق الأوسط وفي قلبها القضية الفلسطينية والمساهمة في إيجاد حلول للأزمة الليبية بالانحياز لمؤسسات الدولة هناك بالإضافة إلي المساهمة في حلول للإشكالية اليمنية والعراقية وبالتالي تعود القاهرة لقيادة العمل العربي والإقليمي وهذا يؤكد تعافي الدولة المصرية وتمتع رئيسها ومؤسساتها برؤية ثاقبة نجحت في استعادة دفة القيادة للدولة المصرية العريقة بعد عقود من الغياب ثم الضعف عقب ثورة 25 يناير. ثامنا.. تحرك الدولة المصرية لمحاربة الإرهاب لم يقتصر علي إجراءات الداخل ولكن أيضا هناك تحرك خارجي أتي ثماره بمحاصرة جماعة الإخوان وأعوانها وباتت مصر ودورها لا غني عنه في مواجهة حملة الإرهاب العالمية في شتي بقاع الأرض.. فقطر تتجه إلي طرد الإخوان من أراضيها وتركيا تسعي الآن لإصلاح علاقاتها مع مصر وتونس ولم يصبح لدي الجماعة أرض تكسيها وتلفظها الآن معظم الدول الحاضنة لها وأمامهم طريقين لا ثالث لهما العودة لمصر ودفع الثمن علي الأخطاء والجرائم التي ارتكبت في حقها أو سكن الكهوف والجبال في أفغانستان واليمن والسودان ويعودون مرة أخري إلي الجحور والعمل السري وهذا الفضل يعود لمصر في المقام الأول التي واجهت الحملة الإرهابية بشجاعة ونجاح وتحملت التكلفة الباهظة من أرواح أبنائها الشرفاء في الجيش والشرطة والشعب ناهيك عن الخسائر المادية لكن جاءت هذه التضحيات والدماء ل "تحيا مصر".