ليس شرفاً أن يحصل أي شخص علي تأشيرة دخول لإسرائيل.. بل هي نقيصة أو خطأ يصل إلي حد الإهانة - خاصة لأي عربي - أن يتضمن جواز سفره الأختام الإسرائيلية فيه.. ولا أحد لديه نخوة أو غيرة أو وطنية أو نزعة قومية يقبل ذلك أو يوافق عليه.. لأن الكيان الصهيوني.. يعيث في الأرض فساداً.. يحتل الأرض ويهتك العرض.. مستغلا انشاغل الدول العربية والإسلامية بقضاياها الداخلية والنزاعات العرقية والمذهبية والتفكك.. وكذلك المؤامرات التي تحاك لها من الغرب. كل يوم يسقط شهداء من الفلسطينيين في ظل موت الضمير العالمي.. الذي يستيقظ من أجل الحيوانات وحقوقها.. بينما يختفي عند أي حدث ضدنا.. يتحدث بلغات عدة.. كلها تحيز والكيل بمائة مكيال.. ولا مجيب ولا مستمع للإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون. وقد أثارت زيارة البابا تواضروس للقدس من أجل العزاء والصلاة علي الأنبا إبراهم مطران القدس والشرق الأدني. الكثير من الجدل والحوارات والاختلافات.. رغم أنها لهذا الهدف وليست زيارة رسمية ولم يتم "ختم" جواز سفره بالاختام الإسرائيلية. البعض يرون أنها عادية ولا شيء فيها.. والبعض الآخر يري أنها مخالفة لموقف الكنيسة والموقف المصري العام برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.. لكن البابا وبكلمات مختصرة عبر عن موقفه الرافض للتطبيع وأكد أنه لن يزور القدس إلا ويده في يد شيخ الأزهر. وهنا تجب الإشارة إلي أن هناك فرقاً بين تلك الزيارات والتطبيع. ويجب أن نتذكر مواقف الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي كان يرفض تماماً زيارة إسرائيل.. وكلما سئل متي تزور إسرائيل.. أو ما الذي يحدث كي تزور إسرائيل.. كان يجيب.. عندما تحل القضية الفلسطينية.. بينما عندما تم اغتيال إسحق رابين.. توجه لتقديم واجب العزاء فيه ولم تكن الزيارة رسمية ولا تطبيعاً.. وبالقياس فإن زيارة البابا بنفس الشكل.. ليست رسمية ولا تطبيعا.. وبصراحة فإنني من خلال متابعتي للاختلافات بين المؤيدين والمعارضين للزيارة استشعرت أن كلا يغني علي ليلاه والأهداف شخصية.. ولا علاقة للخلافات بقضية فلسطين.. لا من هؤلاء ولا هؤلاء. القدس عربية تحتوي علي مقدسات إسلامية ومسيحية.. وأعرف أن الفلسطينيين يرحبون بزيارتها.. تحت أي مسمي وأنهم يشعرن بالمساندة من خلال تلك الزيارات.. وأري أننا يجب أن نفرق بين التطبيع مع الكيان الصهيوني وبين زيارة القدس.. فالتطبيع مرفوض من الجميع وبأي شكل من الأشكال بينما الزيارات للقدس - في يقيني - أنها تأكيد لهويتها العربية.. ويجب ألا نحرم أنفسنا وإخواننا الفلسطينيين من التواصل والتلاقي فيها.. كما أنني علي يقين لو أن ذلك حدث بكثافة لقامت إسرائيل بوضع العراقيل أمام الزوار حتي لا يتحقق هدف تأكيد الهوية العربية للقدس وهي تحاول طمس معالمها وبتهجير أبنائها قسراً. علينا أن نراجع أنفسنا.. دون أن يفرض أحد رأيه علي الآخر - وبلا تعنت.. وانني مع الجانب الذي يرفض كل أشكال التطبيع.. وأوافق علي زيارة القدس.. وأقول لكم زوروها لأنها بلادنا.. عربية خالصة.. وستعود حتماً كما وعد ربنا.. ولا يخلف الله وعده.. وحتي اليهود أنفسهم علي يقين من ذلك.. "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا".. ونتمني أن يكون ذلك قريباً.