انتقدت القوى الاسلامية والثورية زيارة الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، للقدس، أمس (الأربعاء)، مؤكدين رفضَهم التام لأى مظاهر من مظاهر التطبيع، مستنكرين تلك الزيارة فى ظل تعرض غزةوالقدس للحصار وكأنه اعتراف رسمى بالاحتلال. استنكر الدكتور جمال نصار، مدير المركز الحضارى للدراسات تلك الزيارة التى تُحسب على الشيخ على جمعة، مشيرًا إلى أن معنى الزيارة أنه حصل على التأشيرة من قِبَل السلطات الإسرائيلية، وهو الأمر الذى يثير علامات استفهام عديدة. وأكد ياسر عبد التواب، المسؤل الاعلامى لحزب "النور" السلفى أن الزيارة تبدو مفاجئة للجميع فى ظل المقاطعة الرسمية والرفض الشعبى لزيارة القدس، مؤكدًا أن الزيارة إذا كانت بشكل غير رسمى فقد يكون وراءها مبادرات أو أمور يعلمها الدكتور على جمعه نفسه، أما إذا كانت الزيارة رسمية فستكون أمرًا صعبًا للغاية. وقال الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن ذَهاب المفتى أو أى فصيل إلى القدس يجب أن يكون بالتنسيق مع القوى الفلسطينية حتى يصب ذلك فى مصلحة القوى الفلسطينية، وأشار دربالة إلى أن زيارة على جمعة للقدس إذا كانت بالتنسيق مع القوى الفلسطينية، فإنها تؤكد حق المسلمين والعرب فى القدس والمسجد الأقصى ورسالة إليهم أن يتمسكوا بحقهم فيها. وأضاف دربالة وإذا تم الذهاب دون تنسيق مع الفلسطينيين وبغير موافقتهم عليه فإن ذلك يعتبر نوعًا من التطبيع مع الكيان الصهيونى، وإهدارًا لقضية القدس والمسجد الأقصى وليس خدمة لها، مؤكدًا أنه إذا دُعيت الجماعة من قِبَل الجانب الفلسطينى لزيارة القدس فسوف تلبى الدعوة على الفور. ومن جانبه قال أحمد عبد الجواد، عضو ائتلاف شباب الثورة، إنه لا يرى ضرورة لهذه الزيارة ولا أسباب لها، لافتًا إلى أنها ستفتح ملفات وتساؤلات كثيرة حول حصول المفتى على التأشيرة الإسرائيلية وجدوى الزيارة فى الوقت الحالى، مشيرًا بالثناء فى نفس الوقت على موقف البابا الراحل من رفضه زيارة القدس فى ظل الاحتلال الإسرائيلى. فيما قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى إنه يشعر بمدى الاستياء من جرَّاء الزيارة التى قام بها المفتى واصفًا أسبابها بالوهمية، مضيفًا أنها تأتى فى وقت أحوج ما يكون لرفض أحكام الحصار على الشعب الفلسطينى. واعتبر شعبان أن الزيارة جاءت بمحاولة من المفتى لكسر التطبيع بين "إسرائيل" والجماعة الوطنية، والذى استمر نحو أكثر من 30 عامًا بعد اتفاقية كامب ديفيد، وقال إننا كنا نربأ بالدكتور جمعة أن لا يظل موقفه مثل موقف البابا شنودة الراحل بإصراره على عدم زيارة القدس والصلاة بها تحت وطأة الاحتلال الصهيونى. وشدد على أن المفتى كان يجب أن يراعى المصلحة الوطنية للأمة العربية بأسرها، وأنه لم يكن يصح لشخصية بوزن على جمعة لها ثقلها الدينى والسياسى، حتى وإن اعترف بغير ذلك، أن يزور الأراضى الفلسطينية على هذا النحو.