بدأ اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية لقاءه بالصحفيين أمس قائلا: اقسم بالله اننا في حالة حرب لا تقل عن الحروب التي خضناها.. وان الاستهداف الخارجي لمصر أكثر من الداخلي. تحدث الوزير عن عدد من القضايا المهمة المطروحة علي الساحة الآن وكان في مقدمتها ما أثير لدي الرأي العام عن تجاوزات وقعت بحق عدد من المواطنين من قبل الشرطة وكذلك الاستعداد للاحتفال بثورة 25 يناير وآخر المستجدات في المواجهات الإرهابية وما توصلت إليه أجهزة الأمن في حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ. قال وزير الداخلية ان أي تجاوزات من قبل هيئة الشرطة تجاه أي مواطن مرفوضة شكلا وموضوعا مشددا علي ان استراتيجية العمل بكافة القطاعات داخل الوزارة تعلي من قيمة حقوق الإنسان والحفاظ علي أواصر الثقة التي ارستها ثورتا 25 يناير و30 يونيو بين المواطن ورجل الشرطة. وقال ان هناك محاولة لتضخيم الأحداث واظهار ان تجاوزات الشرطة علي انها تتم بشكل ممنهج وجماعي وهو ما يتنافي مع الحقيقة تماما مؤكدا ان سياسة وزارة الداخلية تقوم علي محاسبة المخطيء وعدم التستر عليه. أكد انه ضد أي تجاوز أو توجيه أي اهانة لأي مواطن لأن كرامة المواطن من كرامة وزارة الداخلية بل والدولة مشيرا إلي أن خطأ أو تجاوز ضابط أو فرد أو أكثر لا يعبر عن منهج العمل داخل وزارة الداخلية لافتا في الوقت نفسه إلي أنه يقوم يوميا بمحاسبة ضباط وتحويلهم إلي النيابة العامة إذا قاموا بتجاوزات أو تقصير. واستنكر وزير الداخلية ما يتردد حاليا بوسائل الاعلام حول اتجاه وزارة الداخلية للاعتماد علي سياسة التعذيب والتنكيل في العمل الأمني مشيرا إلي أن التجاوزات الأخيرة لا تعبر عن منظومة العمل داخل كافة قطاعات الوزارة وكذلك لا تتماشي حجم التشحصيات التي يبذلها رجال الشرطة لتحقيق الأمن والاستقرار في الشارع. وأضاف قائلا: التجاوزات داخل جهاز الشرطة تحدث من قلة قليلة لا تعد علي أصابع اليد الواحدة وبالتالي لما نجد من هذه التجاوزات أزمة فهناك مبالغة ومحاولة متعمدة لاسقاط جهاز الشرطة فإذا اخطأ 10 أو 15 ضابطا ما ذنب ال 40 ألفا الباقين.. أنا بقول كرامة المواطن علي دماغي ودماغ الوزارة.. احنا لا نترك أي تجاوز دون التعامل معه ومحاسبة من يقف وراءه. وأكد عبدالغفار ان رجال الشرطة سواء ضباط أو أفراد يعملون علي مدار ال 24 ساعة لتحقيق أمن واستقرار الوطن ولكننا نفاجأ بتسليط الضوء علي التجاوزات المحدودة للضباط دون تسليط الضوء علي بطولاتهم وتضحياتهم في سبيل تحقيق الأمن لافتا إلي أن خبر حبس معاون مباحث قسم شرطة الاسماعيلية المتهم بالتعدي علي الطبيب البيطري تصدر الصحف أمس في حين ان جنازة شهداء حادث الهجوم علي كمين المنوات لم يتم ابرازها مشيرا إلي أن جميع الضباط والأفراد بكافة قطاعات وزارة الداخلية اعربوا عن استيائهم تجاه تلك التجاوزات المحدودة وذلك نظر لوعيهم بخطورة تلك الأمور وتأثيرها علي علاقتهم بالمواطنين. واضاف قائلا: اننا مقبلون علي حجم كبير من التحديات فهناك تهديدات كثيرة من الداخل والخارج تستهدف الوطن ويجب ان نقف جميعا في خندق واحد لمواجهة تلك التحديات.. نحن لا نتغاضي عن أي خطأ وأي ضابط يخضع للمحاسبة داخل الوزارة أياً كانت رتبته ويتم معاقبة المخطيء أو المتجاوز بشكل حاسم. تابع الوزير ان القاعدة العريضة من الضباط داخل وزارة الداخلية محترمة وتعي حجم التحديات التي يتعرضون لها وبالتالي فإذا اخطأ أحد أو قلة منهم فهذا لا ينال منهم أو من مجهودهم أو تضحياتهم علي الاطلاق. وشدد وزير الداخلية علي ان الدولة تخوض الآن حربا حقيقية ضد الإرهاب الذي يحاول اسقاط الدولة سواء من خلال الطابور الخامس لتنظيم الاخوان الارهابي أو من خلال محاولة اسقاط جهاز الشرطة في تلك المرحلة الدقيقة من عمر الوطن. وردا علي ما تردد حل وجود حالات للاختفاء القسري في مصر أكد اللواء مجدي عبدالغفار عدم وجود أي حالة للاختفاء القسري في مصر ضاربا المثل بالإرهابيين اللذين نفذا الهجوم علي فندق القضاة بالعريش مشيرا إلي أنهما تركا منزليهما منذ ستة اشهر وانضما للعناصر الارهابية ولم يختفيا قسريا كما تردد. وردا علي سؤال حول ضعف الإجراءات العقابية التي تتخذها الوزارة تجاه بعض التجاوزات الصادرة من عدد محدود من الضباط قال وزير الداخلية: هذا الكلام غير صحيح فجميع الاجراءات العقابية التي تتخذ ضد أي ضابط أو فرد تجاوز أو اخطأ تجاه أي مواطن تكون رادعة وحاسمة ولكننا لابد أولا من انتظار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة معه أما فيما يتعلق مع الضباط أو الفرد المخطيء الذي لا يخضع للتحقيق مع النيابة العامة فيكون التعامل معه بسرعة من قبل الوزارة وهناك بالفعل الكثير ممن تم محاسبتهم بشكل فورا بدءا من النقل ووصولا إلي الاحالة إلي الاحتياط. أكد اللواء مجدي عبدالغفار ان منظومة العمل داخل وزارة الداخلية تعتمد بالاساس علي الانضباط والالتزام مشيرا إلي أن منظومة التأديب والمحاسبة بالوزارة ضخمة وتعد الأكبر علي مستوي جميع وزارات الدولة. وأضاف قائلا: نحن نحاسب ضباطنا أولا بأول علي أي خطأ أو تجاوز.. بل والأكثر من كده اننا بنحاسبهم علي حاجات لا يحاسب عليها المواطن وده باعتبارهم واجهة لجهاز الأمن في مصر وقال وزير الداخلية ان الأجهزة الأمنية رصدت مخططا لتصعيد العمليات الارهابية في البلاد خلال الفترة المقبلة وان الشرطة لديها استعدادات لإحباط المخطط.. وقال ان العمليات الانتحارية تزايدت في الشهور الأخيرة وقال الوزير ان الجيش والشرطة يقودان معركة في سيناء تشبه المعركة العسكرية.