منذ بدء الحضارة المصرية القديمة وقبل نزول الرسالات والرسل والأنبياء والكتب السماوية بحث المصري القديم عن دليل لوجود إله قوي والتمعن في أدلة قوته والتقرب له بالقرابين؟؟ لذا فإن المصري بطبعه ديني ويحترم كل متدين وكل رجل دين.. فنري المسلم يقول للقس "أبونا" بكل توقير واحترام.. وعملاً بالحديث "إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان".. فإن المصريين كانوا وظلوا وسيبقون شعبا متدينا وسطيا في تعامله وتدينه. قصدت بالمقدمة السابقة وأهميتها للتدليل لزراع الفتن ومؤسسيها في مصر بالذات ألا يتعجبوا من ان هذا الشعب توأد فيه الفتن الدينية تلقائياً وهم لا يفهمون السبب؟؟ لكن منذ أن جاءت تعليمات الأصولية الدينية من أبوي الأعلي المودودي من الهند رغم اننا من نشرناه لمسلميهم هناك وغيرت سلوك الدين السمح في تعاملات فئات من البشر حملوا معهم تفسيرات للدين الإسلامي جاءت أيضاً من دول بشرق آسيا ذهب لهم الإسلام مع أمانة تجارنا وصدق كلمتهم وتعاملهم بسماحة هذا الدين؟؟ تفسيرات دموية للذبح والقتل!! تدين المصريين هو ما جعل هذا الشعب يضع ثقته في اختيار من وضعوا الدين شعارا ليختاروهم في النقابات وفي مجلس الشعب وفي الحكم؟؟ وحين فشلت ثقته حدثت هزة نفسية لكل مصر في ربطه الثقة والأمانة والسماحة والصدق في القول بالدين أو بمظاهره الواضحة من لحي وعمامة وكلمات ظاهرها الدين وفعلها لا علاقة له بأي دين؟؟ وأصبحت حالة من الشيزوفرينيا الدينية تسود بقوة بين الناس؟؟ فبائع السمك والفاكهة والخضر يربي ذقنه ويغش الناس فيما يعطيهم من سلع؟؟ والصانع أو الفني يغش لك صنعته لتأتي به ثانية ويقسم بأغلظ الأيمان انه فعل كل ما بوسعه والموظف المختص بقضاء مصالح الناس يضع لافئه أمامه وخلف مكتبه بها الآيات التي تحض علي الأمانة والصدق؟؟ ويفتح درج مكتبه لأخذ الرشوة كحق مكتسب!! صنع الغرب ومنظروه عناصر الفتن والتمزق بين المجتمعات العربية المتدنية بين الدين والآخر؟؟ وبين الدين الواحد ومذاهبه حتي تنتصر الماسونية العالمية وتسود ويضعف المتشبثون بأديانهم وينقسموا ويتمزقوا. أصبحت أجد في العمل من يحرص علي موعد الصلاة وينبه الناس لها ويمر علي مكاتبنا لأخذنا لمصلي القسم؟؟ وبعدها يجلس للنميمة والتدخل في شأن هذا وهذه وذلك وتلك دون حياء؟؟ والآخر مثال للتدين المتطرف وليس السمح كمسلمين ولا يحضر لأداء عمله إلا قبيل انتهاء الدوام بساعة؟؟ وتجد تلك الأستاذة لا تترك من مظاهر الدين شيئاً تلوم الآخرين حولها في نقصانه ولا نراها تأتي لعملها وتمارسه وتفيه حقه إلا أول الشهر فقط لتقاضي راتبها؟؟ وأخري تجلس لتوزع الوعظ وتشرح الأمثال وتطلب الرضا من عنده تعالي؟؟ وواحدة تحرم هذا وتقبح ذاك وتفتي في كل شئون الدين والدنيا بغير علم وحين يخالفها أو يختلف معها انسان تفرش له كما يقال بالعامية المصرية الملاية ولا تبالي بأي لفظ تنطق؟؟ وجاءني رجل ذو حيثية كبيرة قادماً من الخليج وطلب شراء أشياء بمبلغ كبير وتعلل انه بصدد الذهاب للبنك وارسال المبلغ لي.. واكتشفت بعد شهور انه سافر حيث يعمل وحين أرسلت له خجلاً أطلب ما استدانه أرسل لي وعظاً من عبدة الدرهم والدينار؟؟ والرويبضة؟؟ إلخ ما حفظه لوما لي علي طلبي ما بذمته؟؟ ما هذه الشيزوفرينيا التي نعيشها بمصر بين التظاهر بالدين والعمل بعكسه.. ما هذه الحالة التي أفقدتنا ثقتنا في كل ما حولنا من أفعال وأقوال وأشخاص؟؟ ان لم نفيق مما نحن فيه ونعود لسماحة ديننا وسماحة مجتمعاتنا؟؟ ويعود المصريون لطيبتهم وشهامتهم ونخوتهم وتعاطفهم والتفافهم حول كل ما هو حق؟؟ فعلينا وعلي الدنيا السلام ولن تقوم لنا قائمة ان استمرت حالة الانفصام الدينية فينا؟؟ وأن يعرف اللص الذي يقول استعنت بالله قبل أن يسرق؟؟ انه لص.. وأن يعرف الكذاب المخادع انه يكذب ويكف؟ وأن يعرف الغشاش الذي يغش انه يخالف كل دعاوي دينه وانه سيحاسب في دنياه وآخرته.. وأن ينتبه الموظف الذي لا يخشي الله في أداء عمله ان هناك قلة بركة فيما يتقاضاه من راتب وفي صحته أيضاً.. اللهم هل بلغت. اللهم فاشهد.