«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رد الشبهات عن سنة النقاب 2 الشيخ محمد فوزي عبد الحي

بعد أن تبين أن النقاب من الدين، وأنه ليس دخيلا على الإسلام، وليس مجرد عادة لا علاقة لها بالدين بل عادة أقرها النبي فصارت من السنة كما هو تعريف السنة عند العلماء، كما أنه أمر القرآن لنساء النبي وهن صفوة نساء الأمة، والاقتداء بهن من الفلاح والصلاح ولا ريب في ذلك.
ننتقل إلى الشبهة الثانية: النقاب قمع للمرأة وسجن لحريتها وتمييز ضدها.
والرد من وجوه:
الأول: دراسة الحال، فنقول: سلوا كل منتقبة هل فرض أحد عليها النقاب حتى يكون ذلك قمعا لها، وسجنا لحريتها..
فإن كان الجواب: نعم، قلنا لها اخلعي النقاب والتزمي ما فرض الله من الحجاب، وإن قالت: لا، قلنا لها: أنت في حل، تختاري ما تشائين مما أحل الله، ورضب به رسول الله، فإن رضيت لنفسك ما رضي الله ورسوله لأمهاتنا زوجات النبي فقد بؤت بالشرف الأسمى والقدوة الأعلى.
الثاني: لم يفرض النقاب أحد في مجتمعنا، بل عادت المسلمات الطاهرات طواعية بإرادتهن إلى ميراثهن الأصيل، وفاءت الأمة إلى نبعها الطهور، وتركت اللاهثين واللاهثات خلف تقاليد الأمم التي استعمرتنا وأهانت ديننا وقتلت أهلنا لشأنهم، إنه التحدي أيها السادة: هل نحن موجودون، شكلا وزيا وسلوكا وتدينا وحياة أم لا؟ فأين القمع والسجن!!
الثالث: دعونا نسأل: هل التمييز ضد المرأة يتم من خلال لباس بعينه؟ لو كان الأمر كذلك، فلما لا يكون القمع في الملابس الخليعة التي تحبس حركة المرأة وتجلب لها أنظار الناس، وتغرس الفتن في المجتمع؟ ولما لا يكون التمييز في براثن الأزياء القسرية المساة بالعصرية والتي يتفنن فيها المصممون المخنثون في إبراز جسد المرأة وعرضه فيها كما السلع الرخيصة، أليس ذلك تمييزا ضدها وتسليعا (جعلها سلعة) لها؟
رابعا: عندما يرفض المسئولون عن المدن الجامعية دخول المتقبة رغم موافقتها غير المشروطة على التحقق من شخصيتها، وعندما يرفض التلفزيون المصري - الذي يفترض حسب قوانين الانتخابات أن يمثل أغلبية الشعب - أن تكون مذيعاته محجبات ولا نقول منتقبات، وعندما يتم محاربة المرشحة المحجبة في مدينة نصر ألا يعد ذلك تمييزا ضد المنتقبات والمحجبات، من يميز ضد من؟؟
نسبة المحجبات تتعدى 80 % ونسبة المنتقبات تقارب 10% وهي في زيادة مطردة بفضل الله، فلماذا التمييز ضد هذه الفئات المحترمة التي ترفض التغرب والذوبان، هذه الفئات هي التي تلد من يدافعون عن تراب الوطن ومن يجتهدون لرفعة الوطن ومن يقضون أعمارهم في سبيل الأمة، وهم مع ذلك من يتم التمييز ضدهم حرمانا من حقوق المواطنة المشروعة ومن الوظائف والاستحقاقات التي يفترض أن الحجاب أو النقاب لا يمكن أن يكون مانعا منها.
ندعو الله ألا يصدر قانون يمنع المحجبات من حق التصويت!!!
الشبهة الثالثة: النقاب يمنع التواصل المباشر بين المنتقبة ومن يحادثها
هنا أسأل السادة التواصليين الوصوليين الكباااااار، أي نوع من التواصل تريدون؟ أنا بريء للغاية، وساذج وريفي ونيتي سليمة؟ فأي تواصل تريدون؟ هل التواصل الحلال الحق الضروري الذي ذكره الله فقال: وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب؟ أم هو تواصل من نوع آخر، على أية حال، إذا كان تواصلا من نوع آخر يحتاج لظهور الوجه والعيون وتفسير النظرات والابتسامات إلخخخخ، فهذا تواصل مقيت ما أقره شرع الله ولا ارتضاه الرجال، بل هو عادة المنافقين والمخنثين والفجرة.
وهنا يروق لي أن أسوق لكم قصة بديعة – لعل البعداء يستحيون - رواها الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي، قال:
حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين، وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا، فأنكر (أي أنكر الزوج).
فقال القاضي: شهودك؟ (أحضر البينة بإحضار شهودك على أداء المهر)
قال: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته.
فقام الشاهد.
وقال للمرأة قومي!
فقال الزوج: تفعلون ماذا؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة (كاشفة الوجه) لتصح عندهم معرفتها.
فقال الزوج: وإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها، فرُدت المرأة وأُخبرت بما كان من زوجها فقالت المرأة: فإني أشهد القاضي أني قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة.
عندما احتاج القاضي للإسفار عن وجه المرأة لتصح شهادة الشهود أقر الزوج بالمهر الذي كان ينكره، لأنه كره أن يراها أجنبي عنها ولو كان ذلك سبيلا لإسقاط المهر عنه.
لقد كانت للعربي نخوة عمل الغربي على سلخه منها وسلخها منه حتى نزع الحجب وتسامح في الاختلاط ثم حدث ما لا يحمده مسلم يخاف الله، وأي مواطن عادي يفتح صفحة الحوادث يرى الجرائم البشعة، ويقول استغفر الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن لا ينظر إلى العمق القريب: كيف حدثت هذه الجرائم؟ كيف تمت ههذ الخيانات التي قادت للقتل والسجن والعداوة العائلية وإيقاد الفتن الطائفية والقبلية، وهدم البيوت وشيوع اللقطاء، حتى إنك لتجد في الشارع الواحد دارين للأيتام وهذه هي التسمية التجميلية لكلمة اللقطاء في مصرنا المعاصرة.
أما لو كان القصد إلى التواصل الطيب الصالح النافع في حلقات العلم، حيث الأدب والاحتشام ورحم الدين والفضل والتقى، فمعروف أن مبنى هذا التواصل على المعلومة المرسلة [محتوى الرسالة]، وكم من أستاذ/تلميذ كفيف وأستاذة/تلميذة كفيفة أنار الله لهم البصيرة فنفذوا إلى قلوب من يستمع إليهم أو استوعبوا من العلم ما لم يدركه المبصرون، رغم أنه لا تواصل حقيقي لانعدام البصر كلية في المرسل أو المستقبل للرسالة، ولكن الأهم هو المحتوى وطريقة الاتصال الصحيحة باختيار السياق والمدخل وشرح المعلومة وجمال العرض وليس روعة التبرج والنظرات الخائنة.
الشبهة الرابعة: النقاب عدو التقدم والتحضر وانظروا أين نحن من أوربا؟ (صحيح ناس ما تختشيش)
وهذه الشبهة "أخيب" شبههم جميعا، لأنهم نسوا أننا في الخامس من حزيران/يونيو 1967 كنا عراة في التلفزيون وعلى الشواطيء وفي الأفلام والمسلسلات وكان عبده والست عاملينها سداح مداح في الحب والعشق والليل والآهات واللوعات والحرقات والقبلات وفن السباحة تحت الماء، وكانت أزياء الميني جيب والميكرو .. هي التي تسود مدننا بل إن الفتيات الريفيات كن يذهبن إلى المدارس حاسرات سافرات، وللأسف الشديد لم يمنع عنا كل ذلك سهام الهزيمة، ولم يحصن وطننا، ثم أخبروني يا بقية البقية المتبقية من حثالة الحثالة المستنورة: كيف ساد العرب الدنيا بهذه الجلابيب واللحى والنساء الحاجبات الساترات، وكيف أسقطوا عروش كسرى وقيصر، ودانت لهم الدنيا.. ثم أخبروني ماذا قدمتم لمصر والعروبة والإسلام على مدار قرن من الزمان سوى هدم مصر والمتاجرة بقضايا العرب ومعاداة الإسلام.
في ظل نواياكم الخبيثة وجهودكم العارية، وتجارتكم الخاسرة دنيا وآخرة، فقدنا فلسطين، وفقدنا العراق، وفقدنا الصومال، وفقدنا جنوب السودان، وفقدنا الكرامة، وبات العرب يعادي بعضهم بعضا. ألا تنظرون إلى الخريطة المحترقة المتحرقة على الحجاب، بين المغرب والجزائر، والداخل المغربي، واليمن والسعودية، والكويت والعراق والداخل العراقي، والإمارات وإيران، ومصر والسودان، والداخل السواداني وغيرها من المشكلات الرمادية المتوقدة تحت رماد الضغينة من الفتن الطائفية، والحركات الانفصالية، وإحياء القوميات الغابرة، ثم الأمازيغية والكردية والكنعانية وعندنا النوبية والقبطية، وقريبا الصعيدية والبحراوية والباقية تأتي!!!
إن التقدم المعرفي والعلمي لا يعرف لباسا ولا يلتزم بعرق، ولا يعترف بالتاريخ الماضي، ولا ينتسب إلى سلالة بعينها، ولا يتولد في جغرافيا خاصة، ولا يدين بدين خاص، ومشاهد التقدم الموزعة على جغرافيا العالم تقر كل ذلك، فمن اليابان وكوريا الجنوبية مرورا بماليزيا والصين وحتى أوربا وأمريكا، ومن الصاروخ الكوري الشمالي إلى الإيراني والإسرائيلي وحتى الأمريكي لا يدين الصاروخ بدين ولا يلتصق بزي، وهذه بيئات تتنوع تاريخا وثقافة ودينا وسلوكا ولباسا ولكن يجمعها جميعا العمل والإتقان والكفاءة وتقديم الأصلح وليس أهل ولاء وكوسة..
ولنتذكر جميعا أن ألمانيا لم تكن منتقبة عندما خسرت الحرب العالمية، وأن أمريكا هزمت في فيتنام وهي عارية، ولنتذكر أن الحضارة اليونانية القديمة سقطت قديما بعد أن هوت في درك الجنس والعري والشذوذ. اللباس لا يمكن أن يكون عدوا للتقدم ولكنه السلوك العقلي والمزاج الحضاري للأمة هو الذي يصنع التقدم أو يعاديه، وعندما تضيع قيم الكفاءة ويتساوى العامل والمهمل، ويفقد المجتهد حقه في نيل ثمرة اجتهاده يبدأ المجتمع في التخلف وهذا واقع الأمة اليوم، والحجاب والنقاب بريء من كل ذلك.
وحرى بمن يشغلون أنفسهم بالنقاب ومعاداته أن يساعدوا الشباب على إيجاد عمل وفتح بيت وتكوين أسرة وأولى بهم أن ينصحوا المحتكرين وشلة رجال الأعمال ليعيدوا بعضا من حقوق هذا الشعب إليه حتى يمكننا أن نرى طريقا للتقدم.
الشبهة الخامسة: اللصوص والمجرمون يتخفون في النقاب.
إذن، علينا منع من يرتدون البزات ورابطة العنق وهم أميون جهلة، لأن هذا انتحال، وعلينا منع الضباط من لباس الشرطة لأن المجرمين يسرقون به الناس على الطرقات ويقتحمون به البيوت ويروعون به الآمنين. فإذا كان منع ذلك من الحماقة، فمنع النقاب منها كذلك.
ثم إن عدد الجرائم من نوعية التخفي في النقاب عدد لا يذكر، وماذا سيسرق المغلوب المتخفي في النقاب، ولما لا تسألون من امتلكوا آلاف الأفدنة والعقارات عشرات الشركات كيف وصلوا لذلك دون نقاب، أم أن النقاب هو وسيلة السطو الأولى في عرفكم. ولقد ضحكتُ عندما قال لي صديقي المهندس المحترم الفقير المغلوب: لو قلنا لرجال الأعمال سيروا في أرض مصر وامشوا في مناكبها وأمسكوا بالمتر وقيسوا من أرضها وما قستموه ووضعتم عليه الحدود فهو لكم لما امتلكوا في مصر مثل ما امتلكوا خلال العقدين المشئومين الأخيرين، أكانوا يرتدون النقاب وهم يسرقون شعبا ويفقرون أمة ويحكمون بالموت والقهر والجهل والفقر على أجيال من البراء لا ذنب لهم سوى أنهم مصريون؟؟؟
الشبهة السادسة: النقاب ليس دليلا على التدين.
صحيح، ولكن هل التعري علامة على التدين؟ وهل بروز جسد المرأة أمام الناس وتبادل السلامات والابتسامات والجلسات والضحكات هو التدين؟ ثم لماذا تدعون على المنتقبة شيئا لم تدعيه هي، وهل قالت إنها متدينة وإنكم فسقة، ثم إن الإسلام لا ينص على أن مرتدية النقاب معصومة، ولا أن الملتحي معصوم، فإذا كنتم تعتبرون الملتحي متدينا والمنتقبة معصومين فهذا شأنكم وجهلكم فلا تحاسبونا عليه، وإذا كان النقاب وغيره من شعائر الإسلام من رموز حضارتنا ومعالمها فأنتم مدعون إلى حضارتنا التي هي حضارتكم، هذا إن لم تكونوا غيرتم جنسيتكم وربما دينكم واعتنقتم دين ساركوزي وأشباهه، وحينئذ فلا تلومونا على ديننا، فلكم دينكم ولنا ديننا.
الشبهة السابعة: النقاب يعطي انطباعا سيئا عن المرأة المسلمة في الغرب
النقاب شعيرة دينية، وسنة نبوية شريفة، ونحن نعلم أن غير المسلم ربما يتهكم من سجود المسلم على الأرض، ومن عدم استحلاله الربا وهو مكسب معقول للمال مقابل انتفاع المقترض، وربما يسخر من صومنا شهرا كاملا وإمساكنا عن لذة الطعام والشراب والجماع طوال النهار، وكثير هم من يتهمون الإسلام بالوثنية لعدم فهمهم بعض شعائر الحج؛ ما رأي السادة الانطباعيين أن نترك الإسلام حتى نلغي الانطباعات السيئة، أليست هذه حماقة حمقاء عرفنا أولها وإن كنا لا نجهل آخرها.
ولكن دعونا نسأل ببراءة، ألا يلبس اليهود على رأسهم اليامكة اليهودية، ألا يطبع النصارى الصليب على أيديهم كما في مصر وفي هذا أذى للبدن وإيلام له، أليست الصورة المتخيلة لمريم العذراء ترتدي فيها ما يشبه الحجاب الإسلامي حيث تستر رأسها، ألا تنتشر صور الأم تريزا عبر العالم وهي أقرب إلى مسلمة فقيرة ترتدي الحجاب، لماذا لا يأخذ العالم انطباعات سيئة عن كل هؤلاء؟؟
آلاف الملايين يعبدون الحجارة، وملايين أخرى تعبد الحيونات، وملايين لا تدين بدين رغم ما أظهره الله من صدق رسالة النبي وإعجاز القرآن وما ظهر من الآيات الدالة على أن القرآن كلمة الله الخاتمة، ومع كل ذلك يهاجم كثير من المسلمين الإسلام لا لشيء سوى أن يظلوا مع قافلة المجهول، من المجهول للمجهول تقذفنا الرياح فمتى نفيء إلى الله؟ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟
أليس الأحرى بفقهاء العصر الملهمين أن يفتونا عن جهودهم في محاربة الإباحية، وحماية الشباب من الفتنة، ومحاصرة بؤر الرذيلة، أين جهود الموتورين في تيسير الزواج؟ وأين جهودهم في خدمة الأكفاء والموهوبين، أين هم من هذا الوطن الحزين؟؟ أين هم من آلاف الأسر بلا سكن، وملايين االمسلمين بلا زوج/زوجة، ومئات الألاف من الأطفال بلا عائل، وملايين العاطلين والمتبطلين، أين هم من المسئول العبقري الذي يتقاضى مئات الآلاف ومئات الآلاف من المواطنين الذين يتقاضون ملاليم كل شهر؟ أين هم من الفساد والتزوير والوصاية؟
حقيقة، ليست المشكلة في برقع الوجه ولكن مشكلتنا فيمن لا يستحون وهم يرتدون جلابيب النفاق وبراقع الوطنية ومايوهات الأمانة، بينما هم يخونون الأمة ويبيعون الوطن لقاء ثمن بخس، ويأخذون بنا جميعا إلى الهاوية.
إنني أرسل برسالة إلى كل مسلمة ومسلم، إننا في حرب على الوجود الفكري والحضاري والعقدي، وعلى كل فرد من الأمة أن يثبت سلوكا وفكرا ومظهرا أنه موجود وأن الأمة موجودة، إن مظاهر مثل المآذن، ورفع الآذان، واللحى المحمدية، والحجاب، والسواك، هي رموز إسلامية يجب الحرص عليها لنحي حقنا في الحياة ولنخرج بها إلى فضاء الإسلام الأوسع نحو آفاق العلم والمعرفة والريادة.
إنني أدعو كل سافرة بل وأدعو كل مسيحية أن تتحدى إن لم يكن من باب الالتزام الديني فمن باب العصبية القومية واللحمة العربية أن تتحدى النموذج الغريب الوافد، لأن أصحابه ما قدموا لنا إلا الاستعمار، والدمار، والانحلال، والفتن، وعندما رحلوا بجيوشهم أصروا على نشر الاستبداد والعري والخلاعة ومساندة اللصوص والأقزام والانهزاميين والمفسدين في أوطاننا.
عودي أيتها الحبيبة إلى رحاب حضارتك واحرصي على زي المسلمة والعربية، أيتها المسلمة احرصي على نموذج فاطمة وعائشة وصفية رضي الله عنهن، أيتها المسيحية احرصي على لباس مريم - عليها السلام - وحشمتها وعفافها وأسوتها الطاهرة.. لنعلن معا أننا هنا وإلى الأبد!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.