الفريق أول محمد زكى: قادرون على مجابهة أى تحديات تفرض علينا    بعد تثبيت الفائدة.. أول تعليق من البنك المركزي عن الأسعار في مصر    مدبولى: توجيهات رئاسية بسرعة الانتهاء من الأعمال لافتتاح المشروع قريباً    البورصات الأوروبية تغلق على ارتفاع.. وأسهم التكنولوجيا تصعد 1%    توقع عقد تشغيل مصنع تدوير ومعالجة المخلفات بالمحلة    "مانشيت" فى جولة بالقطار الكهربائى وأتوبيس وتاكسى العاصمة الإدارية    بعد قرار كولومبيا.. مرصد الأزهر يدعو دول العالم الحر للاستماع إلى صوت العقل    واشنطن تدعو الصين «بقوّة» إلى ضبط النفس في ظل المناورات حول تايوان    مسلسل إسرائيلي يثير الجدل والتساؤلات حول مقتل الرئيس الإيراني    روسيا تقر مرسوما يتيح مصادرة الأصول الأميركية    تعادل إيجابي بين الزمالك ومودرن فيوتشر في الشوط الأول    روديجر: نريد إنهاء الموسم على القمة.. وركلة السيتي اللحظة الأفضل لي    ضربة أمنية لمافيا الكيف| ضبط نصف طن كوكايين داخل حاوية بميناء بورسعيد    حماية «الخيالة» من تعاطى المخدرات    السيسى ومجلس أمناء مكتبة الإسكندرية    انفجار مسيرتين مفخختين قرب كريات شمونة فى الجليل الأعلى شمال إسرائيل    «الصحة»: استراتيجية للصحة النفسية للأطفال والمراهقين وتطبيقها في مصر    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    الكشف رسميًا عن كيا EV3 رباعية الدفع الكهربائية الجديدة.. صور    ضبط المتهمين في واقعة ال«تعذيب لكلب» في منطقة عابدين    ما هو منتج كرة القدم الصحفى؟!    تحذير للأهلي .. ما هو الوقت المفضل للاعبي الترجي بتسجيل الأهداف؟    تقارير: محرز يرفض الانضمام لمنتخب الجزائر.. واتجاه لاستبعاده نهائيا    الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخاصة ولن تحول دون تحقيق أهدافها    الحوثيون: استهدفنا 119 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية منذ نوفمبر    متى وكم؟ فضول المصريين يتصاعد لمعرفة موعد إجازة عيد الأضحى 2024 وعدد الأيام    شباب المصريين بالخارج: قضية الهجرة غير الشرعية حظيت باهتمام غير مسبوق من السيسي    خاص.. الأهلي يدعو أسرة علي معلول لحضور نهائي دوري أبطال إفريقيا    في ذكرى رحيله...ومضات في حياة إبسن أبو المسرح الحديث    هكذا علق مصطفى خاطر بعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    بالفيديو.. خالد الجندي: عقد مؤتمر عن السنة يُفوت الفرصة على المزايدين    المنشاوي يستعرض تقريراً حول إنجازات جامعة أسيوط البحثية ونشاطها الدولي    بعد تصدرها التريند.. كل ما تريد معرفته عن فيلم "روكي الغلابة"    أجمل عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024 قصيرة وأروع الرسائل للاصدقاء    أحمد الفيشاوي في مرمى الانتقادات من جديد.. ماذا فعل في عرض «بنقدر ظروفك»؟    بمناسبة أعياد ميلاد مواليد برج الجوزاء.. 6 أفكار لهداياهم المفضلة (تعرف عليها)    وزير الري: نبذل جهودا كبيرة لخدمة ودعم الدول الإفريقية    من الجمعة للثلاثاء | برنامج جديد للإعلامي إبراهيم فايق    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    محافظ كفر الشيخ يتفقد السوق الدائم بغرب العاصمة    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    هل هي مراوغة جديدة؟!    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل    آخر موعد لتلقي طلبات وظائف الكهرباء 2024    الأزهر للفتوى يوضح فضل حج بيت الله الحرام    ننشر حيثيات تغريم شيرين عبد الوهاب 5 آلاف جنيه بتهمة سب المنتج محمد الشاعر    رئيس وزراء أيرلندا: أوروبا تقف على الجانب الخطأ لاخفاقها فى وقف إراقة الدماء بغزة    تعاون بين الجايكا اليابانية وجهاز تنمية المشروعات لتطوير المشروعات الصناعية فى مصر    الكشف على 1021 حالة مجانًا في قافلة طبية بنجع حمادي    أخبار مصر.. التعليم نافية تسريب امتحان دراسات إعدادية الجيزة: جروبات الغش تبتز الطلاب    تاج الدين: مصر لديها مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    المراكز التكنولوجية بالشرقية تستقبل 9215 طلب تصالح على مخالفات البناء    أمين الفتوى يوضح ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    «مش عيب والله يا كابتن».. شوبير يوجه رسالة لحسام حسن بشأن محمد صلاح    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين يجنوب سيناء طبقا للمعايير القومية المعترف بها دوليا    الداخلية تضبط 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1356 رخصة خلال 24 ساعة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رد الشبهات عن سنة النقاب 2 الشيخ محمد فوزي عبد الحي

بعد أن تبين أن النقاب من الدين، وأنه ليس دخيلا على الإسلام، وليس مجرد عادة لا علاقة لها بالدين بل عادة أقرها النبي فصارت من السنة كما هو تعريف السنة عند العلماء، كما أنه أمر القرآن لنساء النبي وهن صفوة نساء الأمة، والاقتداء بهن من الفلاح والصلاح ولا ريب في ذلك.
ننتقل إلى الشبهة الثانية: النقاب قمع للمرأة وسجن لحريتها وتمييز ضدها.
والرد من وجوه:
الأول: دراسة الحال، فنقول: سلوا كل منتقبة هل فرض أحد عليها النقاب حتى يكون ذلك قمعا لها، وسجنا لحريتها..
فإن كان الجواب: نعم، قلنا لها اخلعي النقاب والتزمي ما فرض الله من الحجاب، وإن قالت: لا، قلنا لها: أنت في حل، تختاري ما تشائين مما أحل الله، ورضب به رسول الله، فإن رضيت لنفسك ما رضي الله ورسوله لأمهاتنا زوجات النبي فقد بؤت بالشرف الأسمى والقدوة الأعلى.
الثاني: لم يفرض النقاب أحد في مجتمعنا، بل عادت المسلمات الطاهرات طواعية بإرادتهن إلى ميراثهن الأصيل، وفاءت الأمة إلى نبعها الطهور، وتركت اللاهثين واللاهثات خلف تقاليد الأمم التي استعمرتنا وأهانت ديننا وقتلت أهلنا لشأنهم، إنه التحدي أيها السادة: هل نحن موجودون، شكلا وزيا وسلوكا وتدينا وحياة أم لا؟ فأين القمع والسجن!!
الثالث: دعونا نسأل: هل التمييز ضد المرأة يتم من خلال لباس بعينه؟ لو كان الأمر كذلك، فلما لا يكون القمع في الملابس الخليعة التي تحبس حركة المرأة وتجلب لها أنظار الناس، وتغرس الفتن في المجتمع؟ ولما لا يكون التمييز في براثن الأزياء القسرية المساة بالعصرية والتي يتفنن فيها المصممون المخنثون في إبراز جسد المرأة وعرضه فيها كما السلع الرخيصة، أليس ذلك تمييزا ضدها وتسليعا (جعلها سلعة) لها؟
رابعا: عندما يرفض المسئولون عن المدن الجامعية دخول المتقبة رغم موافقتها غير المشروطة على التحقق من شخصيتها، وعندما يرفض التلفزيون المصري - الذي يفترض حسب قوانين الانتخابات أن يمثل أغلبية الشعب - أن تكون مذيعاته محجبات ولا نقول منتقبات، وعندما يتم محاربة المرشحة المحجبة في مدينة نصر ألا يعد ذلك تمييزا ضد المنتقبات والمحجبات، من يميز ضد من؟؟
نسبة المحجبات تتعدى 80 % ونسبة المنتقبات تقارب 10% وهي في زيادة مطردة بفضل الله، فلماذا التمييز ضد هذه الفئات المحترمة التي ترفض التغرب والذوبان، هذه الفئات هي التي تلد من يدافعون عن تراب الوطن ومن يجتهدون لرفعة الوطن ومن يقضون أعمارهم في سبيل الأمة، وهم مع ذلك من يتم التمييز ضدهم حرمانا من حقوق المواطنة المشروعة ومن الوظائف والاستحقاقات التي يفترض أن الحجاب أو النقاب لا يمكن أن يكون مانعا منها.
ندعو الله ألا يصدر قانون يمنع المحجبات من حق التصويت!!!
الشبهة الثالثة: النقاب يمنع التواصل المباشر بين المنتقبة ومن يحادثها
هنا أسأل السادة التواصليين الوصوليين الكباااااار، أي نوع من التواصل تريدون؟ أنا بريء للغاية، وساذج وريفي ونيتي سليمة؟ فأي تواصل تريدون؟ هل التواصل الحلال الحق الضروري الذي ذكره الله فقال: وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب؟ أم هو تواصل من نوع آخر، على أية حال، إذا كان تواصلا من نوع آخر يحتاج لظهور الوجه والعيون وتفسير النظرات والابتسامات إلخخخخ، فهذا تواصل مقيت ما أقره شرع الله ولا ارتضاه الرجال، بل هو عادة المنافقين والمخنثين والفجرة.
وهنا يروق لي أن أسوق لكم قصة بديعة – لعل البعداء يستحيون - رواها الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي، قال:
حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين، وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا، فأنكر (أي أنكر الزوج).
فقال القاضي: شهودك؟ (أحضر البينة بإحضار شهودك على أداء المهر)
قال: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته.
فقام الشاهد.
وقال للمرأة قومي!
فقال الزوج: تفعلون ماذا؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة (كاشفة الوجه) لتصح عندهم معرفتها.
فقال الزوج: وإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها، فرُدت المرأة وأُخبرت بما كان من زوجها فقالت المرأة: فإني أشهد القاضي أني قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة.
عندما احتاج القاضي للإسفار عن وجه المرأة لتصح شهادة الشهود أقر الزوج بالمهر الذي كان ينكره، لأنه كره أن يراها أجنبي عنها ولو كان ذلك سبيلا لإسقاط المهر عنه.
لقد كانت للعربي نخوة عمل الغربي على سلخه منها وسلخها منه حتى نزع الحجب وتسامح في الاختلاط ثم حدث ما لا يحمده مسلم يخاف الله، وأي مواطن عادي يفتح صفحة الحوادث يرى الجرائم البشعة، ويقول استغفر الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن لا ينظر إلى العمق القريب: كيف حدثت هذه الجرائم؟ كيف تمت ههذ الخيانات التي قادت للقتل والسجن والعداوة العائلية وإيقاد الفتن الطائفية والقبلية، وهدم البيوت وشيوع اللقطاء، حتى إنك لتجد في الشارع الواحد دارين للأيتام وهذه هي التسمية التجميلية لكلمة اللقطاء في مصرنا المعاصرة.
أما لو كان القصد إلى التواصل الطيب الصالح النافع في حلقات العلم، حيث الأدب والاحتشام ورحم الدين والفضل والتقى، فمعروف أن مبنى هذا التواصل على المعلومة المرسلة [محتوى الرسالة]، وكم من أستاذ/تلميذ كفيف وأستاذة/تلميذة كفيفة أنار الله لهم البصيرة فنفذوا إلى قلوب من يستمع إليهم أو استوعبوا من العلم ما لم يدركه المبصرون، رغم أنه لا تواصل حقيقي لانعدام البصر كلية في المرسل أو المستقبل للرسالة، ولكن الأهم هو المحتوى وطريقة الاتصال الصحيحة باختيار السياق والمدخل وشرح المعلومة وجمال العرض وليس روعة التبرج والنظرات الخائنة.
الشبهة الرابعة: النقاب عدو التقدم والتحضر وانظروا أين نحن من أوربا؟ (صحيح ناس ما تختشيش)
وهذه الشبهة "أخيب" شبههم جميعا، لأنهم نسوا أننا في الخامس من حزيران/يونيو 1967 كنا عراة في التلفزيون وعلى الشواطيء وفي الأفلام والمسلسلات وكان عبده والست عاملينها سداح مداح في الحب والعشق والليل والآهات واللوعات والحرقات والقبلات وفن السباحة تحت الماء، وكانت أزياء الميني جيب والميكرو .. هي التي تسود مدننا بل إن الفتيات الريفيات كن يذهبن إلى المدارس حاسرات سافرات، وللأسف الشديد لم يمنع عنا كل ذلك سهام الهزيمة، ولم يحصن وطننا، ثم أخبروني يا بقية البقية المتبقية من حثالة الحثالة المستنورة: كيف ساد العرب الدنيا بهذه الجلابيب واللحى والنساء الحاجبات الساترات، وكيف أسقطوا عروش كسرى وقيصر، ودانت لهم الدنيا.. ثم أخبروني ماذا قدمتم لمصر والعروبة والإسلام على مدار قرن من الزمان سوى هدم مصر والمتاجرة بقضايا العرب ومعاداة الإسلام.
في ظل نواياكم الخبيثة وجهودكم العارية، وتجارتكم الخاسرة دنيا وآخرة، فقدنا فلسطين، وفقدنا العراق، وفقدنا الصومال، وفقدنا جنوب السودان، وفقدنا الكرامة، وبات العرب يعادي بعضهم بعضا. ألا تنظرون إلى الخريطة المحترقة المتحرقة على الحجاب، بين المغرب والجزائر، والداخل المغربي، واليمن والسعودية، والكويت والعراق والداخل العراقي، والإمارات وإيران، ومصر والسودان، والداخل السواداني وغيرها من المشكلات الرمادية المتوقدة تحت رماد الضغينة من الفتن الطائفية، والحركات الانفصالية، وإحياء القوميات الغابرة، ثم الأمازيغية والكردية والكنعانية وعندنا النوبية والقبطية، وقريبا الصعيدية والبحراوية والباقية تأتي!!!
إن التقدم المعرفي والعلمي لا يعرف لباسا ولا يلتزم بعرق، ولا يعترف بالتاريخ الماضي، ولا ينتسب إلى سلالة بعينها، ولا يتولد في جغرافيا خاصة، ولا يدين بدين خاص، ومشاهد التقدم الموزعة على جغرافيا العالم تقر كل ذلك، فمن اليابان وكوريا الجنوبية مرورا بماليزيا والصين وحتى أوربا وأمريكا، ومن الصاروخ الكوري الشمالي إلى الإيراني والإسرائيلي وحتى الأمريكي لا يدين الصاروخ بدين ولا يلتصق بزي، وهذه بيئات تتنوع تاريخا وثقافة ودينا وسلوكا ولباسا ولكن يجمعها جميعا العمل والإتقان والكفاءة وتقديم الأصلح وليس أهل ولاء وكوسة..
ولنتذكر جميعا أن ألمانيا لم تكن منتقبة عندما خسرت الحرب العالمية، وأن أمريكا هزمت في فيتنام وهي عارية، ولنتذكر أن الحضارة اليونانية القديمة سقطت قديما بعد أن هوت في درك الجنس والعري والشذوذ. اللباس لا يمكن أن يكون عدوا للتقدم ولكنه السلوك العقلي والمزاج الحضاري للأمة هو الذي يصنع التقدم أو يعاديه، وعندما تضيع قيم الكفاءة ويتساوى العامل والمهمل، ويفقد المجتهد حقه في نيل ثمرة اجتهاده يبدأ المجتمع في التخلف وهذا واقع الأمة اليوم، والحجاب والنقاب بريء من كل ذلك.
وحرى بمن يشغلون أنفسهم بالنقاب ومعاداته أن يساعدوا الشباب على إيجاد عمل وفتح بيت وتكوين أسرة وأولى بهم أن ينصحوا المحتكرين وشلة رجال الأعمال ليعيدوا بعضا من حقوق هذا الشعب إليه حتى يمكننا أن نرى طريقا للتقدم.
الشبهة الخامسة: اللصوص والمجرمون يتخفون في النقاب.
إذن، علينا منع من يرتدون البزات ورابطة العنق وهم أميون جهلة، لأن هذا انتحال، وعلينا منع الضباط من لباس الشرطة لأن المجرمين يسرقون به الناس على الطرقات ويقتحمون به البيوت ويروعون به الآمنين. فإذا كان منع ذلك من الحماقة، فمنع النقاب منها كذلك.
ثم إن عدد الجرائم من نوعية التخفي في النقاب عدد لا يذكر، وماذا سيسرق المغلوب المتخفي في النقاب، ولما لا تسألون من امتلكوا آلاف الأفدنة والعقارات عشرات الشركات كيف وصلوا لذلك دون نقاب، أم أن النقاب هو وسيلة السطو الأولى في عرفكم. ولقد ضحكتُ عندما قال لي صديقي المهندس المحترم الفقير المغلوب: لو قلنا لرجال الأعمال سيروا في أرض مصر وامشوا في مناكبها وأمسكوا بالمتر وقيسوا من أرضها وما قستموه ووضعتم عليه الحدود فهو لكم لما امتلكوا في مصر مثل ما امتلكوا خلال العقدين المشئومين الأخيرين، أكانوا يرتدون النقاب وهم يسرقون شعبا ويفقرون أمة ويحكمون بالموت والقهر والجهل والفقر على أجيال من البراء لا ذنب لهم سوى أنهم مصريون؟؟؟
الشبهة السادسة: النقاب ليس دليلا على التدين.
صحيح، ولكن هل التعري علامة على التدين؟ وهل بروز جسد المرأة أمام الناس وتبادل السلامات والابتسامات والجلسات والضحكات هو التدين؟ ثم لماذا تدعون على المنتقبة شيئا لم تدعيه هي، وهل قالت إنها متدينة وإنكم فسقة، ثم إن الإسلام لا ينص على أن مرتدية النقاب معصومة، ولا أن الملتحي معصوم، فإذا كنتم تعتبرون الملتحي متدينا والمنتقبة معصومين فهذا شأنكم وجهلكم فلا تحاسبونا عليه، وإذا كان النقاب وغيره من شعائر الإسلام من رموز حضارتنا ومعالمها فأنتم مدعون إلى حضارتنا التي هي حضارتكم، هذا إن لم تكونوا غيرتم جنسيتكم وربما دينكم واعتنقتم دين ساركوزي وأشباهه، وحينئذ فلا تلومونا على ديننا، فلكم دينكم ولنا ديننا.
الشبهة السابعة: النقاب يعطي انطباعا سيئا عن المرأة المسلمة في الغرب
النقاب شعيرة دينية، وسنة نبوية شريفة، ونحن نعلم أن غير المسلم ربما يتهكم من سجود المسلم على الأرض، ومن عدم استحلاله الربا وهو مكسب معقول للمال مقابل انتفاع المقترض، وربما يسخر من صومنا شهرا كاملا وإمساكنا عن لذة الطعام والشراب والجماع طوال النهار، وكثير هم من يتهمون الإسلام بالوثنية لعدم فهمهم بعض شعائر الحج؛ ما رأي السادة الانطباعيين أن نترك الإسلام حتى نلغي الانطباعات السيئة، أليست هذه حماقة حمقاء عرفنا أولها وإن كنا لا نجهل آخرها.
ولكن دعونا نسأل ببراءة، ألا يلبس اليهود على رأسهم اليامكة اليهودية، ألا يطبع النصارى الصليب على أيديهم كما في مصر وفي هذا أذى للبدن وإيلام له، أليست الصورة المتخيلة لمريم العذراء ترتدي فيها ما يشبه الحجاب الإسلامي حيث تستر رأسها، ألا تنتشر صور الأم تريزا عبر العالم وهي أقرب إلى مسلمة فقيرة ترتدي الحجاب، لماذا لا يأخذ العالم انطباعات سيئة عن كل هؤلاء؟؟
آلاف الملايين يعبدون الحجارة، وملايين أخرى تعبد الحيونات، وملايين لا تدين بدين رغم ما أظهره الله من صدق رسالة النبي وإعجاز القرآن وما ظهر من الآيات الدالة على أن القرآن كلمة الله الخاتمة، ومع كل ذلك يهاجم كثير من المسلمين الإسلام لا لشيء سوى أن يظلوا مع قافلة المجهول، من المجهول للمجهول تقذفنا الرياح فمتى نفيء إلى الله؟ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟
أليس الأحرى بفقهاء العصر الملهمين أن يفتونا عن جهودهم في محاربة الإباحية، وحماية الشباب من الفتنة، ومحاصرة بؤر الرذيلة، أين جهود الموتورين في تيسير الزواج؟ وأين جهودهم في خدمة الأكفاء والموهوبين، أين هم من هذا الوطن الحزين؟؟ أين هم من آلاف الأسر بلا سكن، وملايين االمسلمين بلا زوج/زوجة، ومئات الألاف من الأطفال بلا عائل، وملايين العاطلين والمتبطلين، أين هم من المسئول العبقري الذي يتقاضى مئات الآلاف ومئات الآلاف من المواطنين الذين يتقاضون ملاليم كل شهر؟ أين هم من الفساد والتزوير والوصاية؟
حقيقة، ليست المشكلة في برقع الوجه ولكن مشكلتنا فيمن لا يستحون وهم يرتدون جلابيب النفاق وبراقع الوطنية ومايوهات الأمانة، بينما هم يخونون الأمة ويبيعون الوطن لقاء ثمن بخس، ويأخذون بنا جميعا إلى الهاوية.
إنني أرسل برسالة إلى كل مسلمة ومسلم، إننا في حرب على الوجود الفكري والحضاري والعقدي، وعلى كل فرد من الأمة أن يثبت سلوكا وفكرا ومظهرا أنه موجود وأن الأمة موجودة، إن مظاهر مثل المآذن، ورفع الآذان، واللحى المحمدية، والحجاب، والسواك، هي رموز إسلامية يجب الحرص عليها لنحي حقنا في الحياة ولنخرج بها إلى فضاء الإسلام الأوسع نحو آفاق العلم والمعرفة والريادة.
إنني أدعو كل سافرة بل وأدعو كل مسيحية أن تتحدى إن لم يكن من باب الالتزام الديني فمن باب العصبية القومية واللحمة العربية أن تتحدى النموذج الغريب الوافد، لأن أصحابه ما قدموا لنا إلا الاستعمار، والدمار، والانحلال، والفتن، وعندما رحلوا بجيوشهم أصروا على نشر الاستبداد والعري والخلاعة ومساندة اللصوص والأقزام والانهزاميين والمفسدين في أوطاننا.
عودي أيتها الحبيبة إلى رحاب حضارتك واحرصي على زي المسلمة والعربية، أيتها المسلمة احرصي على نموذج فاطمة وعائشة وصفية رضي الله عنهن، أيتها المسيحية احرصي على لباس مريم - عليها السلام - وحشمتها وعفافها وأسوتها الطاهرة.. لنعلن معا أننا هنا وإلى الأبد!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.