بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الأربعاء 8 مايو 2024    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    بعد احتلال معبر رفح الفلسطيني.. هل توافق أمريكا مبدئيًا على عملية رفح؟    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    القنوات الناقلة لمباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    تغير يكرهه المصريين، الأرصاد تحذر من طقس اليوم حتى يوم الجمعة 10 مايو    ياسمين عبد العزيز تكشف سبب خلافها مع أحمد حلمي    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    حسن الرداد: مش شرط اللي دمه خفيف يعرف يقدم كوميديا وشخصيتي أقرب لها|فيديو    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    وفاة شقيقين مصريين في حريق شقة بأبو حليفة الكويتية    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    عيار 21 يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    البيت الأبيض يعلق على السخرية من طالبة سوداء في تظاهرات دعم غزة    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 8 مايو.. «هدايا للثور والحب في طريق السرطان»    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    تليجراف: سحب لقاح أسترازينيكا لطرح منتجات محدثة تستهدف السلالات الجديدة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    نشرة التوك شو| تغيير نظام قطع الكهرباء.. وتفاصيل قانون التصالح على مخالفات البناء الجديد    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    شاهد.. ياسمين عبدالعزيز وإسعاد يونس تأكلان «فسيخ وبصل أخضر وحلة محشي»    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب الشيخ طنطاوى على نقاب المسلمات
نشر في الشعب يوم 11 - 10 - 2009

فوجئ الشيخ طنطاوي - وفقا لما نقلته بعض المصادر الصحفية - أثناء جولته التفقدية فى معهد فتيات الأزهر ( معهد أحمد الليبي بمدينة نصر ) ، بإحدى الطالبات في الصف الثاني الإعدادي ترتدي النقاب داخل الفصل، فانفعل بشدة – كأنه لم ير نقابا من قبل في بيوتنا العريقة الملتزمة والمتدينة - وطالبها بضرورة خلع نقابها قائلاً: «النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين الإسلامى من قريب أو بعيد !!، وبعدين إنت قاعدة مع زميلاتك البنات فى الفصل لابسة النقاب ليه؟».

نقل ذلك الصحفي الأستاذ أحمد البحيرى في جريدة المصري اليوم 592009 وفوجئ الشيخ طنطاوي مرة ثانية بعد أن خلعت الطالبة النقاب بأنها كما رآها فضيلته - بغير حق - ليس لها حظ من الجمال ، فقال لها في قسوة معنوية متجرئة ودون أن يرجع إلى اتهام عينيه اللتين لم يراع فيهما الأمر بغض البصر : «لما انت كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتى إيه؟».
أليس هذا خروجا منك يا شيخ طنطاوي على أمر الله في قوله تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30.. ) النور ، وما أظن أن النظرة الأولى كانت كافية منك لفحص جمال الفتاة
وأليست نظرتك هذه قد جاءت شهادة عفوية بحكمة النقاب التي كان من شأنها أن تحول بين عينيك وبين حرمة الفتاة وإنك لمسئول عن هذه الحرمة ثلاث مرات : مرة كرجل ، ومرة كمسلم ، ومرة كموظف ؟
وألم تكن عبارتك ممسوسة بالسخرية من أمر ليس للفتاة يد فيه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 11)الحجراتولئن كانت الطالبة قد خرجت بلبسها النقاب على تعليماتك لكنها فعلت أمرا جائزا شرعا – على الأقل - وقانونا ودستورا ألم تخرج أنت على أمر ربك إياك (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ 125) النحل (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ 159 آل عمران ) فاي " الخروجين " أدهى وأمر ؟

مرا جائزا – على الأق – شرعا وجائزا وألم تكن فعلتك هذه خروجا على أصول التوجيه والتربية تستحق عليها ما تستحق بحسب لوائح الدراسة ؟

وألم تكن فعلتك تلك تحرشا عكسيا بالطالبة فبدلا من أن تقول لها أنت جميلة قلت لها أنت قبيحة وليس بك أثر من جمال وبمثل هذا يفعل المتحرشون ؟ ومن الناحية الإدارية البحتة : بأي وجه يتجاهل الشيخ كلمة إحدى المدرسات بالمعهد التي أفادته أن الفتاة لم تسدل النقاب على وجهها إلا بعد دخول الرجال ومنهم الشيخ ؟عندما ( ردت قائلة: «إن الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل». ) فما الدافع لتصعيد القضية أمنيا وتربويا وجامعيا وإداريا ودوليا ربما !! مع ظهور استجابة الفتاة للمطلوب - من رفع النقاب عند اللزوم - مقدما
وما مدى صلاحية الشيخ لأن يأمرها بألا تلبس النقاب مرة أخرى طوال حياتها ، تحت أي صلاحية يأمرها الشيخ بهذا الأمر المتعسف ( ... طوال حياتها ) وأين ولي أمرها في الموضوع بعد أن تخرج من أسوار مدرسة الشيخ المحترم أم أصبح الشيخ " بابا " ينزل العقاب و يمنح الغفران ؟ فاي كهنوت رسمه ؟ و نرجع إلى قول الشيخ للطالبة : ( أنا أفهم فى الدين أكتر منك ومن اللى خلفوكى ) .لنتساءل : بأي حق يتحرش الشيخ أيضا باللي خلفوها ؟ إن أي ولي أمر تلتزم ابنته بالنقاب ويقرأ هذا التعليق الصادر من الشيخ يحس أن الطعنة موجهة إليه شخصيا ، وهم من يستحقون الاحترام والتقدير بدلا من هذه العبارة النابية
يفهم أكثر من الطالبة ؟ ماشي ، لكن أكثر من اللي خلفوها ؟ كيف عرف ؟ وكيف حكم ؟ كيف جرؤ ؟ وماذا سيصنع الشيخ مع اللي خلفوها وقد أحسوا بالإهانة من التعبير في حد ذاته ، وبخاصة بعد أن نبين تاليا عدم صحة معلوماته في هذا الموضوع .
وما ذا يصنع الشيخ لو أن الطالبة تمسكت بحقها الشرعي وحقها العلماني ( الحرية الشخصية حرية التحشم مقابل حرية التبرج والتعري والإباحية ) ورفضت أمره واستدعت من يدافع عنها أمام الإدارة فإذا لم تسعفها الإدارة لجأت إلى الشرطة فإذا لم تسعفها الشرطة لجأت إلى العرف فإذا لم يسعفها العرف لجأت إلى الدستور ما ذا لو لجأت الطالبة إلى اتهام شيخنا بالخروج على القانون واستندت إلى ما حكمت به المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة في سابقة مماثلة ؟ (... في قضية الطالبة الأزهرية إيمان طه الزيني التي منعهتا الجامعة الأمريكية من دخول مكتبتها: أنه لا يجوز لمديري التعليم والمدارس حرمان الطالبة المتنقبة من دخول المدرسة والانتظام في الدراسة، حيث إن قرار حظر دخول الطالبات المتنقبات المدرسة أو مكان العمل يعد مخالفا للشرع والدستور والقانون الذي كفل الحرية الشخصية هذا ما انتهت إليه المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة...) ثم شرحت المحكمة بالتفصيل كيف أن هذا المنع مخالف للقانون وكيف أنه مخالف للعرف وكيف أنه مخالف للشرع وكيف أنه مخالف للدستور : كما بين الشيخ محمد فوزي عبد الحي في مقاله الممتاز ب المصريون5102009 ونرجع إلى العبارة التي تنسب إلى الشيخ طنطاوي وقد جاءت عنوانا لكتاب وزارة الأوقاف : (إن النقاب لا علاقة له بالإسلام من قريب او بعيد وهو عادة وليس عبادة ) وأصارح الشيخ القول : أنني لا أتصور أن تنطق بها مهما تكن منزلتك ، إذ هي عبارة ساقطة بالرغم من كونها عنوانا لكتاب صادر عن الأوقاف ، وبالرغم من تداولها في الزوايا والقهاوي والنوادي وأعمدة الصحف وأعمدة الشوارع ، و هي قبل ذلك تنطوي على تدليس متعمد ، بقدر ما تنضح بالجهل ، و تخدم العلمانية بقدر ما تشي بالتزوير لقد سقطت هذه العبارة القصيرة في وادي الترهات مرتين :
في القول بأن النقاب عادة وفي القول بأن النقاب ليس عبادة 1- أما الجملة الأولى فذلك لأن كل عادة لها أصل نبعت منه ، ولها حقيقة ، ولها وظيفة تبين هدفها ، وهي من ثم تفتقر شرعا إلى بيان الحكم الشرعي ، ولا يعفي المفتي من هذا الحكم – وقد تعرض لطالبة في معهد أزهري - أن ترسل هكذا كما يرددها العوام في الصحف والعناوين هذا من ناحية
ومن ناحية ثانية فلنعلم كما علم الشيخ محمد فوزي عبد الحي في مقاله الممتاز بالمصريون 5102009 أن كثيرا من شعائر الإسلام ومطلوبات الشريعة قد كانت عادة من قبل ، كما قال لا فض فوه : (.. النقاب وإن كان من عادات الحياة في الجاهلية، فليس كل عادات الجاهلية (ما قبل الإسلام) محرما أو مكروها، فالمحظور منها ما حظره الرسول النبي صلى الله عليه وسلم، أما ما أقره فهو مشروع أو مندوب أو واجب، .... ، وليس النقاب فريدا في ذلك فقد أقر النبي صوم عاشوراء وصامه وندب إليه ، وكان من عادات اليهود، وأقر القسامة في الدماء، وأقر غسل الجنابة وفرَضه، .... ، وأقر عقود البيوع والشركات والصرف والمقايضة والمزارعة والقراض والإجارة والسلم والقرض والوكالة، وغيرها من عادات العرب الجاهليين فهل هذه العقود محرمة لأنها كانت منتشرة بين العرب قديما وتعامل بها أهل الجاهلية قبل الإسلام، هذا ما لا يقول به عاقل. وفي المقابل حرم الإسلام الربا والتبرج ووأد البنات ونكاح الشغار ونكاح الخدن والزنا والدعارة والاحتكار وأكل أموال اليتامي وعضل النساء وأكل إرثهن وإرغامهن على النكاح وغيرها من عادات الجاهلية. وهذا يعني أن الفيصل ليس النسبة الزمنية ، ولكن الحكم الشرعي فكم من عادات مدنية حديثة هي أسوأ من أرذل عادات الجاهلية، وهل السحاق والشذوذ وشواطيء العراة ومسلسلات الفضيحة وأفلام الجسد وكتابات العورة وحجرات النوم إلا وجوه قبيحة لعادات العالم المتحضر )؟. إن عبارة : ( النقاب عادة وليس عبادة ) هي بالرغم من كونها راجت قبل ظهور كتاب وزارة الأوقاف بهذا العنوان يوحي إلى العامة وأنصاف العلماء أن الحكم بها يستند إلى بحث فقهي يرتقي إلى مستوى الوزارة التي أصدرت الكتاب ، وبالرغم من ذلك فإن الكتاب بريء منها إذ فحوى الكتاب – كما بين الباحث الشيخ محمد فوزي - يتعارض مع عنوانه بل هو بعكس عنوانه !!مما يعنى أن أصحاب القضية وقد عجزوا عن الاستدلال عليها استعملوا العبارة في عنوان الكتاب ( النقاب عادة وليس عبادة ) للإيحاء بصحتها بطريق التزوير
يقول الباحث : (إن ما ورد بكتاب النقاب لوزارة الأوقاف لا يؤيد عنوان الكتاب بل يناقضه . ) ثم يذكر الباحث مقاطع من الكتاب تبين ذلك ويمكن للقاريء مراجعة النص الأصلي للتأكد من ذلك وهنا نطرح السؤال : ما قيمة معلومات من قال : (إن النقاب لا علاقة له بالإسلام وهو مجرد عادة) ؟ نقول له ألا يكفيك للإقلاع عن ذلك الرجوع إلى ما ذكره الإمام ابن رشد في " بداية المجتهد " ؟ وهو يفيد أن النقاب وإن كان عادة فقد صار فضيلة باستمساك كبار الصحابيات وفضليات نساء المسلمين به في الصدر الأول إلى حد أنه تم استثناؤه من شروط الإحرام ومنها كشف الوجه – للنساء في بعض الظروف – : ففي بداية المجتهد لابن رشد أنه مما اتفق عليه العلماء ( أنه لا بأس للمرأة بلبس القميص والدرع والسراويل والخفاف والخمر ) وأنهم (أجمعوا على أن إحرام المرأة في وجهها ) أي كشفه لكن ( لها أن تسدل ثوبها على وجهها من فوق رأسها سدلا خفيفا تستتر به عن نظر الرجال إليها كنحو ما روي عن عائشة أنها قالت " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن محرمون فإذا مر بنا ركب سدلنا على وجوهنا الثوب من قبل رءوسنا ، وإذا جاوز الركب رفعناه " ولم يأت تغطية وجوههن إلا ما رواه مالك عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت " كنا نخمر وجونا ونحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر الصديق " ) بداية المجتهد ص 327 ط دار المعرفة بلبنان ج 1 ط و( عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق )الراوي: فاطمة بنت المنذر المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل خلاصة الدرجة: إسناده صحيح وإنصافا للشيخ نستشهد به عليه !! إذ نروي هنا معلومات الشيخ في كتابه التفسير الوسيط - نقلا من مقال الكاتب الصحفي جمال سلطان في المصريون بتاريخ 7102009 - تفيد أن الشيخ لم يكن يجهل أن النقاب جزء من ستر المسلمة جسدها حسب الشريعة الإسلامية ، حيث يقول في تفسير قول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } يقول ما نصه : (والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب يستر جميع البدن ، تلبسه المرأة فوق ثيابها . والمعنى : يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك ، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك ، وقل لنساء المؤمنين كافة ، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن ، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن ، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن ؛ زيادة في التستر والاحتشام ، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها )) اه . ( التفسير الوسيط ) ( 11 / 245 ) طبعة دار المعارف1993م 2- أما القول بأنه – أي النقاب ( ... ليس عبادة ) فتلك عبارة تأتي في إطلاقها هكذا من مسرح الدعايات العلمانية التي تستهدف ضرب النقاب أولا والحجاب ثانيا ، وهي خطأ أبلج لا يقع فيه مثل الشيخ ، ذلك أنه من المقرر أن كل عمل يأتيه المسلم - مالم يكن معصية - يصير عبادة بنية التوجه به إلى الله والمقياس الكاشف لهذا كله واضح في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو إلى امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح -
وفيما روي الامام مسلم - بسنده - عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان بكل تسبيحة صدقة. وكل تكبيرة صدقة. وكل تحميدة صدقة. وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة. وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر. فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر

وهو واضح أيضا فيما رواه الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال فما عملت فيها ؟ قال قاتلت فيك ، حتى استشهدت ، قال : كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه ، وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ،قال : فما عملت فيها ؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال هو جواد ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ) . من هذا القبيل أيضا رجل صعد إلى منصب مرموق ، ومنه كذلك أعمال الشيخ في يومه وليله ، وموقفه من الطالبة . ويشرح الإمام الغزالي هذا المقياس فيقول :" الأشياء ثلاثة أقسام : منها ما لا يتصور أن يكون لله ،وهو المعاصي والمحظورات ، وأنواع التنعم - بقصد التلذذ - في المباحات . ومنها ما تكون صورته لله ويمكن - بالقصد - أن يجعل لغير الله ، مثل الفكر والذكر والكف عن الشهوات ،فإن هذه الأمور : إن كان الغرض منها مجرد حفظ المال والبدن والاشتهار بالتقوى ، فقد صار هذا من الدنيا بالمعنى ، وإن كانت صورته أنه لله . وإذا جرت سرا أو لم يكن عليها باعث سوى الله واليوم الآخر فهي لله ، وليست من الدنيا . ومنها ما تكون صورته لحظ النفس ، ويمكن أن يكون معناه لله ، وذلك كالأكل والنكاح ، فإن كان القصد حظ النفس فهو من الدنيا ، وإن كان القصد الاستعانة به على التقوى والحصول على رضا الله ، فهو لله ، وإن كانت صورته الدنيا ".
ثم يقول : " فانظر كيف اختلف ذلك بالقصد ، فإذن : الدنيا حظ نفسك العاجل الذي لا حاجة إليه لأمر الآخرة ، ويعبر عنه بالهوى . وإليه الإشارة بقوله تعالى ( ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )
ومجامع الهوى خمسة أمور ، وهي ما جمعه الله تعالى في قوله تعالى ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ، كمثل غيث أعجب الكفار نباته ، ثم يهيج فتراه مصفرا ، ثم يكون حطاما ، وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) 20 الحديد
والأمور العينية التي تتحقق منها سبعة يجمعها قوله تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء ، والبنين ، والقناطير المقنطرة من الذهب ، والفضة ، والخيل المسومة ، والأنعام والحرث ، ذلك متاع الحياة الدنيا ، والله عنده حسن المآب ، قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ؟ للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها ، وأزواج مطهرة ، ورضوان من الله ، والله بصير بالعباد ، الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) 14 - 17 آل عمران اه وعلى الذهب والفضة يقاس اليوم : الدولار ، وما شابه ذلك .
وعلى الخيل المسومة يقاس اليوم : المناصب القيادية والسيارات ، والطائرات ، واليخوت ، وما شابه ذلك.
وعلى الأنعام والحرث يقاس اليوم : المصانع ، والمرافق ، والمنشآت الاقتصادية ، وما شابه ذلك .
ويقول الإمام الغزالي : ( فقد عرفت أن كل ما هو لله ، فليس من الدنيا ، وقدر ضرورة القوت والمسكن والملبس إن قصد به وجه الله تعالى فهو لله .) [1]

والخلاصة أن هذه العبارة التي نسبت للشيخ وبعض كتاب الوزارة أن ( هذا – النقاب مثلا – عادة وليس عبادة ) خطأ لا يليق بمشايخ الأزهر أن ينطقوا به أو يرددوه أو يتاجروا به مع أعداء المنهج الإسلامي أو الجهلة من هنا ومن هناك
إنها عبارة أقل ما يقال فيها : إنها تنضح بالجهل وتخدم العلمنة وتفضح التزوير
إنها عبارة أقل ما يقال فيها إنها عبارة ساقطة ، سقطت كما سقطت قبلها عبارات ترجع إليها العلمانية كلما جالت في وادي الترهات هذا وقد أثار إجبار الشيخ طنطاوي الفتاة الأزهرية على خلع نقابها ...، موجة من الاستنكار الشديد من المواقع الإسلامية بالرغم من تأييد نقيق بعض ضفادع العلمانيين وبعض ذيولهم ففي جريدة دنيا الوطن غزة- (.........يقول الأستاذ عاطف محمد عبده مدير معهد القرآن الكريم الأزهري بالقاهرة: .... يجب أن ننظر إلى النقاب على أنه حرية شخصية، فضلا عن كونه فضيلة ).... .بتاريخ 6102009) وفي موقع المصريون بتاريخ 6102009 ووفقا لما كتب الأستاذ محمد رشيد وسامي بلتاجي وهشام سلطان (المصريون): : بتاريخ 5 - 10 - 2009 أنه قد ( أثار تصرف الشيخ...، موجة من الجدل حيال التصرف الذي اعتبره عدد من علماء الأزهر يتنافى مع الحرية الشخصية، بغض النظر حول ما إذا كان النقاب فريضة أو سنة، مؤكدين أن محاربة السفور والانحراف أولى من محاربة الاحتشام والعفاف. وقال الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة والأخلاق الإسلامية : لماذا لا يعتبر الشيخ طنطاوي والنظام ارتداء النقاب حرية شخصية للمرأة مثلما أصبح السفور وكشف الرأس والصدر من باب الحرية الشخصية في ذلك النظام العلماني؟. أما فضيلة الشيخ عبد الله مجاور الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر فاعتبر أن موقف الشيخ طنطاوي ضد النقاب هو تدخل سافر في شئون المرأة المسلمة، مشيرا إلى أن إجبار المرأة المسلمة على خلع النقاب قد يكون لإجراءات أمنية عند الدخول للتعرف على هويتها، بشرط أن يتولى هذا الأمر امرأة مثلها وليس رجلا ، وأوضح أنه لا يجوز إصدار قرارات بمنع دخول الفتيات المتنقبات المعاهد الأزهرية أو المدارس و قال فضيلة الأستاذ الشيخ الدكتور محمد عبد المنعم البري المراقب العام ل "جبهة علماء الأزهر" إنه حتى لو لم يكن النقاب فريضة أو لا علاقة له بالدين، فإنه لا يجوز منعه أو محاربته لأنه يعني مزيدا من الأدب والاحتشام والعفاف وقد يوقظ الضمائر. وقال فضيلته : من الأولى محاربة الانحراف وليس الالتزام والاحتشام .... من جهته، أبدى فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر اعتراضه علي عزم الشيخ طنطاوي إصدار أمر بمنع ارتداء طالبات المعاهد الأزهرية النقاب داخل فصولهن.
وقال: لسنا مع الشيخ طنطاوي في منع النقاب عمن تريد أن تتنقب فهي لها الحرية في ذلك دون حرج، وذلك في أي مرحلة من مراحل عمرها ولو كانت دون سن العاشرة لأنها تكون بذلك لديها الرغبة في أن تتحوط لنفسها بأن تزيد من التستر كما لا يجوز أيضا أجبار فتياتنا علي النقاب إذا لم تكن لديهن الرغبة في ذلك وأوضح أن جمهور العلماء ذهب إلى أن النقاب لا يجب إلا في حالة واحدة فقط وهي إذا كانت الفتاه أو المرأة بارعة الجمال ويُخشى منها الفتنة، وفي هذه الحالة يجب عليها الانتقاب وما عدا هذه الحالة يكون للمرأة حرية الاختيار، من جانبه توجه النائب حمدي حسن عضو مجلس الشعب بسؤال برلماني إلى رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف بصفته وزير شئون الأزهر طالب فيه بعزل الشيخ طنطاوي لمنعه المعلمات المنقبات أو الطالبات من دخول المعاهد الأزهرية، فيما اعتبره يسيء إلى الحكومة وللمؤسسة الدينية التي ينتمي إليها، مشيرا إلى أن الشيخ طنطاوي لا يدرى أن مدارس مصر ومعاهدها وجامعاتها كلها منتقبة الآن طلابا ومدرسين رجالا ونساء وفقا لما نراه في الصور بكمامات للوقاية من أنفلونزا الخنازير.

وقال النائب حمدي حسن في إشارة إلى واقعة قيام الشيخ طنطاوي بإجبار الطالبة الأزهرية على خلع النقاب : إنه تسبب في إحراجها وطعنها في أعز ما تفخر وتعتز به فتاة في بداية العمر ولا ندرى أية صدمات نفسية أو جروح داخلية سببتها لها تلك الكلمات الغادرة والغير مسئولة متجاهلا أو جاهلا بأن الجمال شيء نسبى وأن جمال الروح أبقى من جمال الجسد، فضلا عن حقيقة أن ما يراه فضيلته جميلا ويفعله تراه الأمة كلها قبيحا وترفضه.

ونختم بمسك التعليقات ففي موقع المصريون بتاريخ 7102009 كتبت نائبة رئيس هيئة النيابة الإدارية المستشارة الفاضلة د. نهى الزيني تصف (، ما صدر من الشيخ طنطاوي سيد طنطاوي ب"الجريمة الكاملة" وقالت :" لا أظن الحديث إلى مثل هذا الرجل الفظ غليظ القلب بذي جدوى".. ) وعلقت على وصف التلميذة بالقبح بقولها (...إن " القبيح حقاً هو من تلفظ بتلك العبارات القبيحة التي كشفت عن مكنون الإناء الذي نضح بها " ، وأضافت : ولكني أقول لها بصدق أنها هي جميلة الجميلات لأنها أرادت التشبه بأجمل نساء الأرض وأطهرهن" ...وقالت د نهى الزيني : بقي سؤال واحد أوجهه إلى ذلك الوفد الأزهري المبجل الذي رافق الشيخ في جولته البائسة والذي وقف أعضاؤه صامتين أمام تلك الجريمة الشنعاء ، أقول لهم : يا قوم أليس منكم رجل رشيد) وجدد نواب إسلاميون مطالبتهم بإقالة الشيخ طنطاوي بعد واقعة إجباره طالبةً أزهرية على خلع النقاب وتوبيخها وإعلان عزمه إصدار قرار بمنع دخول المنتقبات المعاهد الأزهرية، بينما أكّد حقوقيون مخالفة هذا القرار للقانون والدستور المصريين وتقدم النائبان الإخوانيّان؛ حمدي حسن وإبراهيم أبو عوف بطلبٍ لرئيس الوزراء– بوصفه وزير شؤون الأزهر- طالبَا فيه بعزل طنطاوي ومنعه من التحدث في الإذاعة والتلفاز والصحف، وقالا: إنه "في كل مرة يتحدث فيها يتسبب في إهانة المؤسسة الدينية التي ينتمي إليها". وإذ تداعت جهات رسمية بجامعة القاهرة وغيرها من بعض دور التعليم للاقتداء بموقف الشيخ طنطاوي المشين كما هو المتوقع .... أدانت "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية " ووفقا لما كتب أحمد حسن بكر (المصريون): : بتاريخ 5 - 10 - 2009"- (... تصريحات الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي، التي أكد فيها أنه لن يسمح للطالبات المنتقبات من دخول المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة . . وأدان مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز، إجبار الشيخ طنطاوي طالبة على خلع نقابها. واتهم المركز فى بيان أصدره أمس الدكتور محمد سيد طنطاوى باضطهاد المنتقبات، واستنكر قرار جامعة القاهرة بمنع قبول المنتقبات فى المدينة الجامعية، وتخصيص أماكنهن كغرف عزل لإصابات أنفلونزا الخنازير. ووصف المركز تصرف الشيخ طنطاوي، وقرار جامعة القاهرة بأنه تدخل سافر فى حياة الآخرين، بالمخالفة للقانون والدستور والمواثيق الدولية. وطالب المركز، فى ختام بيانه، الشيخ طنطاوي بالاعتذار للطالبة التى أجبرها على خلع نقابها، وعدم التدخل مجددا فى الحريات الخاصة. وفى الكويت، انتقد النائب السلفى محمد هايف أمس بشدة تصريحات الشيخ طنطاوي عن النقاب، معتبرا أنها «أمر مخجل»، وقال هايف للصحفيين إن تصريحات الشيخ طنطاوى «أمر مخجل يخرج على آداب العلماء وروح الأتقياء». ويبدو ان الحملات الموجهة ضد المادة الثانية من الدستور قد تفرع عنها موقف الشيخ طنطاوي من النقاب ، ومقالات الهجوم على التدين المغشوش ، وبرامج الجريئة في رمضان المبارك ، وفتاوى أدعياء " الاجتهاد " المبتدئين .. وهي لم تكن غير طابور لبدايات ممجوجة لموجة استئصال المتدينن والمتدينات ، من المدارس والمعاهد والجامعات ، حتى من الاجتماع على الصلوات ، كما يدل على ذلك أخبار المصريون ليوم 8102009 حيث نقلت أنه (تحدثت مصادر برلمانية للمصريون عن وجود توجيهات مشددة من قبل قيادات في لجنة السياسات .. لتركيز الأضواء حول مشكلة النقاب ، وذلك من خلال ضغوط جامعية وإدارية وحملات إعلامية ، معتبرة أن واقعة الشيخ طنطاوي مع الفتاة الأزهرية الصغيرة كانت مجرد شرارة لإطلاق الحملة التي من المتوقع أن يشارك فيها التليفزيون الرسمي وبعض الصحف القومية ، وعلى الصعيد نفسه بدأت بعض الجامعات أمس الأربعاء 7 أكتوبر في التطبيق الصارم لقرار منع الطالبات المنتقبات من دخول الحرم الجامعي، مما أدى إلى إجبار عدد من الطالبات على خلع النقاب أمام أبواب الحرم الجامعي كشرط أساسي للدخول. ولم تقف الحرب المعلنة على النقاب على الحرم الجامعي، حيث شهدت المدن الجامعية للطالبات حربا أشد شراسة، حيث تم منع جميع الطالبات المنتقبات من السكن في المدينة الجامعية حتى ولو كانت الطالبة حاصلة على تقدير جيد جدا أو حتى امتياز في الدراسة.
علمت "المصريون" أنه تم تعميم منشور على إدارات المدن الجامعية بالجامعات المصرية بمنع تسكين أي طالبة منتقبة، وطرد أي طالبة يكتشف أنها لجأت للتحايل على قرار منع النقاب بخلعه عند الدخول ثم ارتدائه مرة أخرى، كما شملت التعليمات الواردة في المنشور بمنع الطالبات من إقامة الصلاة جماعة في أي وقت من الأوقات، وإلزام أي طالبة تريد الصلاة بأن تؤديها في حجرتها. وقامت المشرفات على المدن الجامعية بالتنبيه على الطالبات وتحذيرهن من أنه سيتم طردهن من السكن في المدينة إذا قمن بإقامة الصلاة في جماعة، بحجة حظر التجمعات بأي شكل من الأشكال حتى لو كان الغرض من هذا التجمع هو الصلاة.
كما تم التنبيه على الطالبات بعدم تكرار ما كان يحدث في الأعوام من عقد حلقات ودروس فقهية أو لقراءة القرآن، كما شملت التحذيرات أيضا حظر أية أنشطة أو فعاليات للتنديد بالمخطط الصهيوني لاقتحام المسجد الأقصى أو التضامن مع الشعب الفلسطيني) فهنيئا ثم هنيئا للرائد صاحب النفرة الأولى!! وفي المقابل، كان لافتا مسارعة عدد من نشطاء حقوق الإنسان الأقباط إلى تأييد قرار الشيخ طنطاوي بعزمه منع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، واعتبروه بطلا !! ليبراليا !!
وعلق نجيب جبرائيل مستشار الكنيسة ورئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، قائلا: آن الأوان أن يحتذي كثير من علماء الأزهر بالعالم الجليل محمد سيد طنطاوي على اجتهاده في صحيح الدين، ( هكذا )
في حين قال ممدوح نخلة رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان: ليس لدينا كلام في الناحية الدينية أكثر مما قاله العالم الجليل الشيخ طنطاوي، ... ) مرحى ، أفلم يكن حبل الشيخ في هذا الموقف متصلا بموقف ساركوزي من قبل الذي صرح في يونيو الماضي بقوله : "البرقع ليس رمزا دينيا وإنما رمز استعباد للمرأة، وأريد أن أؤكد علنا أن البرقع غير مرحب به في أراضي الجمهورية الفرنسية"،؟ كذلك فهو غير مرحب به في أرض الشيخ طنطاوي !! أفلا يحق لنا أن نستشهد هنا بشعر لجيم بن مصعب :
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذامولست أدري من تكون حذام هنا ؟ أهي الشيخ طنطاوي ؟ أم نجيب جبرائيل ؟ أم ساركوزي ؟وعلى الدنيا وعلى حذام السلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.