لا يتدبرون القرآن، فعلى قلوبهم أقفالها. لا سامحهم الله، ولا غفر لهم سفحهم للدم باسم دينه، ونثرهم للحزن والفجيعة باسم نبيه الكريم، وفضهم الناس فضاً عن الإسلام، برايات سوداء تغطيها عبارة الشهادتين يرسمون مشاهد الكراهية والتنفير والظلم، بلحى كاذبة يفرشون اللون الأحمر على رمال الظُلم والظلام والإرهاب. كل هذا الدم لنصرة الإسلام، وكل هذا الفزع والترويع لدحر أعدائه، كأنهم يصرون علي أن يلطخوا سماحة الإسلام ببقع سوداء من الجهل والغدر والكراهية، كأنهم يشطبون دعوة النبى محمد العظيمة بأقلام من ضلال، كأنهم ينفذون مخططات أعداء الدين والوطن حرفاً حرفاً، وكل هذا الظلام والإظلام من أجل أن تكون كلمة الله هى العليا؟.. أى علو لكلمة الله والقتل والتعذيب يتحول إلى آلة فى أيدى من ينتسبون زوراً للدين الحنيف، فاللهم اكفينهم وانصر دينك العظيم. يفتخرون بالغدر ويسمون ترويع الآمنين عملاً بطولياً ويحتسبون مرتكبيه شهداء، هل هناك «شيزوفرينيا» أكثر من ذلك؟ هم الأشر والأقبح والأعدى، ساموا الإسلام سهام التشويه والتنفير، وظلموا دعوة النبى مُحمد عليه الصلاة والسلام، من عبدالرحمن بن ملجم قاتل الإمام على إلى سيد قطب فيلسوف التكفير وهم يدعون إلى الدم، ويوزعون الموت، ويرضون الشيطان فى سخط الله. فى بنى غازى الشقيقة سلبوا أرواح 7 مصريين لأنهم أقباط، وهم مسيحيون فقراء لا حيلة لهم، إذا لم يدفع الفقراء والشعراء الثمن فمن الذى يدفعه؟.. هكذا يتساءل الشاعر محمد الماغوط فى حزن مرير، نصارى أوصانا بهم رسول الله، فما حفظنا الوصية، مصريون مثلنا تماماً لهم أبناء وزوجات وأهالى وأحباب، دفعوا ثمن الفقر خروجاً من الوطن والعمل فى الغربة بوحشتها وكآبتها، ثم دفعوا ثمن دينهم خروجاً من الحياة، من مخادعهم جُلبوا، وسُحبوا سحباً بعد أن عاين القتلة صلبانهم الموشومة على سواعدهم ثم رصوا فى سيارة نقلتهم إلى حيث حتفهم بلا جريرة، رصاصة كافرة أنهت عمر كل منهم لتروى دماؤه رمال الكراهية. ماذا ربح الإسلام؟.. ماذا كسب الذين يلتحفون أردية التأسلم؟.. ما الذى جناة مثل هؤلاء من سفح دماء مغتربين فقراء يعبدون الله بتعاليم المسيحية؟.. أى دين يحمله هؤلاء الظلمة؟.. أى أخلاق لهم؟.. لو كان لدى أحدهم عقل، لو حمل أى منهم قلباً، لو سرى فى شرايينهم ذرات خير ما قتلوا الأبرياء العُزل بدم بارد، ما صلبوا السماحة، واغتالوا الرحمة التى جاء بها النبى محمد للبشرية، لو كان سفكهم الدماء وبث الفزع وإشاعة الفساد والإرهاب، واستهداف الآخرين لا لشىء سوى أنهم آخرون، ولهم دين جديد، فاللهم اشهد أننا به كافرون.. والله أعلم.