فقدت مصر الكاتب الكبير جمال الغيطاني. الذي توفي أمس عن عمر يناهز 70عاماً بعد مضاعفات في الجهاز التنفسي داخل مستشفي الجلاء العسكري.. وبرحيله يخسر الأدب المصري والعربي روائياً فريداً. صنع عالماً من القصص التي استهلكت التراث المصري. وجالت في معمار القاهرة. التي كان أحد عشاقها العظام. وليست مصادفة أن تحمل المجموعة القصصية الأولي لجمال الغيطاني اسم ¢أوراق شاب عاش منذ ألف عام¢ فالمبدع ابن الصعيد الذي وقع في غرام القاهرة الفاطمية. ومزج دراسته لفنون النسيج بعشقه بفنون العمارة الإسلامية والمصرية القديمة. بإخلاصه لفن الرواية علي طريقه استاذه نجيب محفوظ.. يبدع كمن عاش عشرة آلاف عام . جمال أحمد الغيطاني من مواليد الرابع من مايو 1945 لأسرة فقيرة بقرية جهينة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر. نشأ الغيطاني في القاهرة حيث التحق في العام 1959 بمدرسة ¢الصنائع¢. وفي العام نفسه بدأت أولي محاولاته القصصية عندما كتب قصة عنوانها ¢نهاية السكير¢. ثمّ نشر كثيراً من القصص واختار خمساً منها عام 1969 في مجموعته القصصية الأولي ¢أوراق شاب عاش منذ ألف عام¢. التحق الغيطاني بمؤسسة ¢أخبار اليوم¢ بدعم من المفكّر المصري الراحل محمود أمين العالم رئيس مجلس إدارتها آنذاك. وأصبح الغيطاني في العام 1969 مراسلاً حربياً في منطقة قناة السويس. أصدر الغيطاني أكثر من 50 عملاً في القصة القصيرة والرواية والسيرة الذاتية وأدب الرحلات والمحاورات والمقال الصحافي. كما صدر له في بغداد عام 1975 كتاب ¢حراس البوابة الشرقية¢ عن الجيش العراقي. ومن أبرز روايات الغيطاني ¢رسالة في الصبابة والوجد¢ و¢شطح المدينة¢ و¢هاتف المغيب¢ و¢حكايات المؤسسة¢ و¢الرفاعي¢ و¢وقائع حارة الزعفراني¢ التي أنتجها التلفزيون المصري في العام 2001 في مسلسل ¢حارة الطبلاوي¢ الذي أخرجه محمد عبد العزيز. وأنتجت السينما المصرية من أعماله فيلمي ¢أيام الرعب¢ الذي أخرجه سعيد مرزوق في العام 1988 بطولة محمود ياسين وميرفت أمين. و¢كلام الليل¢ الذي أخرجته إيناس الدغيدي في العام 1999 وقامت ببطولته يسرا. وحوّل التلفزيون المصري في العام 1992. رواية الغيطاني ¢حكايات الغريب¢ إلي فيلم بالعنوان نفسه أخرجته إنعام محمد علي وقام ببطولته المطرب محمد منير ويتناول جوانب من أحوال مدينة السويس بين حربي 1967 و1973. وخلال مسيرته الأدبية. نال الأديب المصري العديد من الجوائز. منها: وسام الاستحقاق الفرنسي من رتبة فارس في العام 1987. وجائزة الدولة التشجيعية للرواية في العام 1980. جائزة سلطان بن علي العويس من الإمارات في العام 1997. بالإضافة إلي جائزة ¢لورباتليون¢ لأفضل عمل أدبي مترجم إلي الفرنسية عن روايته ¢التجليّات¢ في العام 2005. والدولة التقديرية في مصر في العام 2007. كما حصل في العام 2009 علي جائزة الشيخ زايد للكتاب عن كتابه ¢رن¢ وهو الدفتر السادس مما أطلق عليه ¢دفاتر التدوين¢. وفي يونيو 2015.فاز بجائزة النيل في الآداب وهي أرفع جائزة تُمنح في البلاد. ترجمت بعض أعماله إلي عدة لغات. منها الفرنسية والألمانية والإيطالية.