تستعد مصر الآن لإنهاء الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق وهو البرلمان وفي الدستور الذي وافق عليه جموع الشعب التأكيد علي حق المرأة في نقاط عديدة ومنها المشاركة السياسية ولكن البرلمان يحتاج إلي سمات خاصة يجب أن تدركها المرشحات من جيل الرواد اللاتي كافحن لدخولهن المجلس ولكن تبقي الرائدة الأولي راوية عطية صاحبة السبق الأول فهي أول سيدة تدخل البرلمان سنة 1957 بدستور 1956 الذي أعطي المرأة حق الترشح والانتخاب وكان رئيس "مجلس الأمة" في هذه الآونة عبداللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة وكان عمرها 31 عاما وهي ابنة شمس الدين عطية سكرتير حزب الوفد عن محافظة الغربية وصديق النحاس باشا وسعد زغلول. نشأت راوية في بيت محب للسياسة ويعمل بها لدرجة أن والدها سجن أيام الملك فاروق لأنه يناهض الإنجليز وللنشأة دائما تبعات فقد كانت تشترك في مظاهرات المدارس ضد الإنجليز بمدرسة الأميرة فوزية أصيبت في إحدي المظاهرات وقامت بحملها وعلاجها "هدي شعراوي" في هذا الوقت. كللت طموحها السياسي بالتعليم لأنها تدرك أن التعليم أساس النهوض بالمجتمع. التحقت بكلية الآداب قسم تاريخ ثم حصلت علي دبلومة في التربية وعلم النفس 1949. دبلومة في الصحافة 1956. دبلومة في الدراسات الإسلامية.. لقبت راوية عطية ب "أم الشهداء" لإنشائها جمعية نسائية لرعاية أسر المقاتلين أثناء العدوان الثلاثي ذهبت إلي السويس لعلاج الجرحي من المقاتلين قامت بتدريب أربع آلاف 4000 سيدة علي الإسعافات الأولية في الحرب. قال عنها عبدالناصر "آمنت بكفاح المرأة المصرية" "من كفاح راوية عطية" قامت بدور بارز للجنود المصريين في معركة "حفر الباطن بالكويت" وكانت همزة الوصل بين الجنود وأسرهم.. حصلت علي تكريمات عديدة من الجيش المصري أولها وسام الجيش الثالث الميداني. تم اختيارها الأم المثالية 1976. حصلت علي نوط الامتياز من الطبقة الأولي لخدمة الجرحي من الرئيس السادات أثناء حرب أكتوبر ورغم كل ما سبق خسرت راوية عطية في انتخابات 1959 لم تنهار أو تتراجع ولكنها قالت "وإيه المشكلة ما تشرشل هزم في الحرب العالمية" شبهت نفسها بالزعيم تشرشل وعادت مرة أخري إلي البرلمان وفي انتخابات 1984 اكتسحت دائرة الدقي بعدد 110807 أصوات. عملت راوية في جهات عديدة منها الصحافة 6 أعوام مع مصطفي وعلي أمين. تقلدت العديد من المناصب وكان آخرها رئيس المجلس القومي للأسرة والسكان 1993. ناقشت تحت قبة البرلمان العديد من القضايا التي تهم المجتمع والمرأة فكانت أول من نادي بضرورة وجود مكاتب لتسوية العلاقات الأسرية التي أنشئت حاليا في محاكم الأسرة. ناقشت وقدمت اقتراحات وقوانين لتنظيم الأسرة. قدمت مشروع قانون لتطوير لوائح العمل بالجامعات قدمت مشروع قانون مع وزارة الشئون الاجتماعية في ذلك الوقت بإنشاء لجنة من الوزارة تنظر إلي العادات والتقاليد السيئة التي تسيء إلي مصر في الداخل والخارج.. توفيت 1997 عن 71 عاما سجل حافل بالكفاح فهل تستطيع المرشحات الحاليات حذو أم الشهداء والمقاتلين الفارس الأول من النساء لاقتحام قبة البرلمان أتمني ذلك.