تاريخ طويل من النضال، خاضته المرأة المصرية، من أجل الدفاع عن حقوقها ونيل مستحقاتها الأجتماعية والسياسية من تعليم لعمل لمشاركة سياسية. وهناك العديد من الشخصيات النسائية التي خاضت صراعًا مع المجتمع والأنظمة من أجل تغيير فكرة أو نيل حق، وذاكرة التاريخ مليئة بالرائدات في مجال التعليم والمحاماه والصحافة والنضال الثوري. وقد يظن البعض أن حصول المرأة علي حقها السياسي في التصويت والترشح للانتخابات جاء كنتيجة لثورة 1952 أو منحه من عبد الناصر في دستور 1956، بل جاءت نتيجة تاريخ طويل من النضال، كفاحت من أجله جنود ظل من النساء لم يكن يتوقعن يومًا الأحتفاء بهن في اليوم العالمي للمرأة 8 مارس، نذكر منهن علي استحياء بعض النماذج الرنانه علي سبيل المثال لا الحصر. منيرة ثابت.. أدخلت المرأة البرلمان من شرفة الزوار منيرة ثابت فتاة مصرية فى مقتبل الشباب اشتهرت بمطالبتها بحقوق المرأة السياسية والدستورية، وهي أول فتاة مصرية تحصل على ليسانس الحقوق من باريس، وقيدت أيامها في جدول المحامين أمام المحاكم المختلطة كأول محامية عربية، مارست الكتابة الصحافية عندما كانت طالبة وهاجمت الحكومة والاستعمار معاً، واستطاعت مع صغرها أن تثير بمقالاتها الشرسة التي كانت تنشرها في جريدتي أبي الهول والصباح قلق الحكومة. كانت منيرة منذ بدايتها بالصحافة تركز على قضايا المرأة وحقوقها السياسية، فكانت ترى أن المرأة لا بد وأن تكون لها دور بارز في قضايا وطنها، وأن دورها لا يقل عن دور الرجل. وكانت منيرة قد طالبت قبل فتح البرلمان المصري بقليل في 1924 بأن يكون فيه مكان مخصص للمرأة حتى تشارك في هذا الاحتفال، وكان لها ذلك، فقد خصص مكان للسيدات في شرفة الزوار في البرلمان. في أواخر سنة 1925 استطاعت منيرة ثابت أن تحصل من اسماعيل صدقي وزير الداخلية على ترخيص بإصدار صحيفتين سياسيتين في وقت واحد أحداهما يومية بالفرنسية اسمها الأمل والأخرى عربية أسبوعية بنفس الاسم، وأطلق عليها لقب (عميدة الصحفيات). وكانت الصحيفتان تطالبان بحقوق مصر في الحرية والاستقلال، وقد صدر العدد الأول من صحيفة الأمل العربية وكانت تحمل في صدرها كلمة تؤكد أنها صحيفة الدفاع عن حقوق المرأة وكان العدد الأول كما وصفه مصطفى أمين قنبلة فقد تضمن هجوماً على الإنكليز وعلى الملك فؤاد، لذلك كانت صحيفتها أوسع انتشاراً، ولم تكتف منيرة بهذا النجاح إنما تابعت بنشر أفكارها بصحيفتها الفرنسية حتى أزاحت بها جميع الصحف الأجنبية التي كانت تصدر في مصر، وتفوقت عليهم في التوزيع. وأهم ما ناقشت صحفها قضايا المرأة، مثل: الدفاع عن المدرسات واستمرارهن في العمل بعد الزواج. أماني فريد..مؤلفة أول كتاب عن المرأة والبرلمان حصلت على الثانوية العامة (البكالوريا) من مدرسة السنية الثانوية عام 1937، ثم التحقت بالمعهد العالى للتربية بالزمالك، وتخرجت فى عام 1940 وعملت مدرسة للغة العربية وأسست مجلة بنت الشرق لدعم جهود المرأة. كانت عضوا فى نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب وجمعية هدى شعراوى وكان لها حضورها الثقافى والأدبى والاجتماعى واعتصمت مع درية شفيق 1954 للمطالبة بحقوق المرأة السياسية، وكان لها صالون أدبى نسائى، وعلى صداقة مع على محمود طه وروحية القلينى وجميلة العلايلى وتعد صافيناز كاظم إحدى تلميذاتها. وقد ألفت كتاب المرأة المصرية والبرلمان شنت فيه هجوما ضاريا على دستور 1923 ثم دستور 1930، وعلى الذين عكفوا على إعدادهما لأنهم حرموا المرأة من حقها فى التمثيل تحت القبة، لأن المرأة هى الأجدر والأفضل للدفاع عن حقوق المرأة، وكل ما يخصها. أستعرضت فيه تاريخ كفاح المرأة حتى استطاعت الحصول على حق التمثيل البرلمانى والتصويت فى الدول الأجنبية وعقدت مقارنة بين حقوق المرأة فى الشرق والغرب، ثم تعرضت لكفاح المرأة العربية والمصرية، وان الإسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة، وأن الآيات القرآنية قد خصت المرأة بكثير من المزايا التى كانت محرومة منها. ظل بكتابتها تدافع عن الحقوق السياسية للمرأة حتي صدور دستور 1956 الذي أعطي المرأة حق الترشح والتصويت في الانتخابات، وتحقق لها ما أرادت بعد عشر سنوات من إعدادها هذا الكتاب عندما دخلت المرأة مجلس الأمة فى عام 1957 لأول مرة بعد ثورة يوليو 1952 درية شفيق.. اقتحمت البرلمان مع 1500 سيدة لعرض مطالبهن من رواد حركة تحرير المرأة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين وينسب لها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر 1956. درست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، تم ارسالها ضمن أول فوج طالبات من قبل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة. لدى عودتها من فرنسا برفقة زوجها، رفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في الجامعة كونها امرأة ، عرضت عليها الأميرة شويكار منصب رئاسة مجلة المرأة الجديدة التي تصدرها، لكنها لم تستمر في منصبها طويلا فأصدرت مجلة بنت النيل والتي كانت أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية وموجهة لتعليم وتثقيف المرأة المصري. في فبراير1951 قادت مظاهرة برفقة 1500 امرأة اقتحمت بها مقر مجلس النواب المصري، حيث كانت تهدف بأن ينظر المجلس ورئيسه بجدية في قضايا ومطالب المرأة المصرية، ويعتبر الكثيرون هذه اللحظة لحظة تاريخية بالنسبة للحركة النسائية. بعد أسبوع من المظاهرة عرض على المجلس قانون ينص على منح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشيح للبرلمان. ويذخر التاريخ المصري بالسير الذاتية الرنانه لكاتبات ومناضلات ومتطوعات وبرلمانيات واستاذة جامعة ساهموا في تحرر المرأة وحصولها علي حقوقها السياسية والأجتماعية.