في إطار الاحتفال بثورة يوليو1952 وعلى الرغم من مرور 59 عاما على قيامها إلا أن معظم المحللين السياسيين قد أجمعوا على أنها فتحت الباب للمرأة المصرية لمباشرة حقوقها السياسية والاجتماعية وإضافة العديد من الانجازات، فى مختلف المجالات، إلى تاريخ المرأة الرائد على مر العصور. حيث أحدثت الثورة حراكا سياسيا واجتماعيا تضامن معه الشعب وأضفى عليه الشرعية. وقد حصلت المرأة المصرية على العديد من الحقوق في ظل ثورة 23 يوليو من أهمها حق الانتخاب وحق الترشح وإن كان قيدها فى الجداول الانتخابية فى هذه الفترة إختياريا وبناء على طلبها وليس إجباريا وتلقائيا مثل الرجل، بالإضافة لفتح المجال أمامها لاقتحام الوظائف والمناصب العامة. - فى 17 نوفمبر 1962 أوصى القانون الخاص بتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومى للقوى الشعبية بأن تمثل المرأة بنسبة 5% بين أعضاء المؤتمر البالغ عددهم 1500 عضو. - وفى مايو 1971 حصلت 1309 سيدات على عضوية الوحدات الأساسية للاتحاد الاشتراكى (الذى كان يمثل التنظيم السياسى الوحيد فى ذلك الوقت) عن طريق الانتخاب. - وفى 7 سبتمبر 1975 صدر قرار تكوين التنظيم النسائى للاتحاد الاشتراكى، وضمت لجانه البالغ عددها 242 لجنة، عدد 249862 عضوة على مستوى الجمهورية . - وفي عام 1979 صدر قانون 41 الذي أقر بجعل قيد المرأة المصرية في جداول الانتخابات إجبارياً كما هو إجباريا للرجل، وفي نفس العام صدر قانون 21 والذي نص على تخصيص 30 مقعداً للمرأة في مجلس الشعب. كما كان من أبرز السياسات الإيجابية التى أفرزتها ثورة يوليو تشجيع تعليم البنات من كافة طبقات المجتمع المصري، وتشجيع خروج المرأة للعمل خاصة في المدينة من بين بنات الطبقة المتوسطة. ثم جاء قرار تكوين التنظيم النسائي للاتحاد الاشتراكي بهدف رفع قدرة المرأة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً . أيضا فتحت ثورة يوليو 1952 الباب أمام القيادات النسائية لتُظهر إبداعاتها فى شتى المجالات، وعلى المستوى السياسي برزت عدة أسماء من أهمها: درية شفيق " بنت النيل " وهى رائدة من رائدات حركة تحرير المرأة في مصر، حصلت على درجة الدكتوراة في الفلسفة عام 1940، وبعد قيام ثورة 23 يوليو طلبت من الحكومة تحويل اتحاد بنت النيل إلى حزب سياسي فتم الأمر ليصير حزب اتحاد بنت النيل أول حزب نسائي سياسي في مصر. ينسب إليها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح من خلال دستور مصر عام 1956، فأثناء إعداد لجنة مشكلة من قبل حكومة الثورة لدستور مصري جديد في عام 1954، احتجت درية شفيق لعدم وجود امرأة واحدة بين أعضاء اللجنة، وقامت برفقة نساء أخريات بعمل إضراب عن الطعام لمدة 10 أيام، فقدم لها الرئيس محمد نجيب في رسالة نقلها إليها محافظ القاهرة وقتها وعد بأن الدستور المصري الجديد "سيكفل للمرأة حقها السياسي"، وهو ماتحقق بمنح المرأة المصرية حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث. حكمت أبو زيد.. أول وزيرة أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر.. حيث أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتعيينها وزيرة للدولة للشئون الاجتماعية لتصبح ثاني سيدة في العالم العربي تتولي منصب وزير بعد نزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية. فتحت من خلال موقعها المجال للمرأة العربية بتولي المناصب القيادية. وهى التى تزعمت، أثناء دراستها الثانوية، ثورة الطالبات ضد الانجليز والقصر مما آثار غضب السلطة ففُصلت من المدرسة واضطرت لاستكمال تعليمها بمدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية. وفي عام 1962 أُختيرت عضوا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي ومن خلال ذلك دارت مناقشاتها حول بعض فقرات الميثاق الوطني مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت تميل إلي الخلاف في الرأي مع الزعيم الراحل حول مفهوم المراهقة الفكرية ودعم العمل الثوري مما آثار إعجابه الشديد بأفكارها . راوية عطية.. أم المقاتلين بعد معركة شرسة استطاعت المرأة المصرية الدخول إلى البرلمان، وكان الرابع عشر من يوليو عام 1957 تاريخ دخول أول امرأة مصرية إلى البرلمان عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حق المرأة في الانتخاب والترشيح في دستور عام 1956، حيث تقدمت للترشح السيدة راوية عطية وحصلت على 110807 أصوات واقتحمت مجال العمل السياسي والبرلماني فأصبحت أول نائبة مصرية فى البرلمان بعد الثورة. لُقبت راوية عطية ب " أم المقاتلين الشهداء "، حيث أنشأت جمعية نسائية لرعاية أسر المقاتلين والشهداء. وقال عبدالناصر عنها في ذلك الوقت " لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية من كفاح السيدة راوية عطية " صفية المهندس..أم الإذاعيين وعلى مستوى العمل الاعلامي كانت صفية المهندس التى حصلت على ليسانس آداب عام 1945 قسم اللغة الانجليزية؛ بدأت عملها الإذاعي عام 1947؛ وهى من مؤسسى الإذاعة المصرية ومن أوائل الأصوات النسائية، وهى أول سيدة ترأس الإذاعة المصرية وتقلدت خلال مشوارها العديد من المناصب داخل الاذاعة المصرية منها مشرفة على برنامج المرأة عام 1965، ومديرة عامة لإذاعة البرنامج العام عام 1967، ثم نائبة رئيس الإذاعة، ثم رئيسة للإذاعة فى الفترة من عام 1975 حتى عام 1982. إيناس حقي..أول سباحة وعلى المستوى الرياضي كانت ايناس حقي هي أول سباحة مصرية؛ وأول فتاة تفوز بلقب بطولة العالم الأولى في سباحة المسافات الطويلة للفتيات عام 1955 بفرنسا، كرمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمنحها وسام الدولة من الطبقة الأولى؛ التحقت بكلية الحقوق لكنها فضلت ممارسة الرياضة وهى التى فتحت الباب بعد ذلك للكثيرات لخوض مثل هذا المجال حتى يومنا هذا.