كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في افتتاح قمة مكافحة الإرهاب بنيويورك تحتاج إلي تفسير وتوضيح لأن فيها اشارات ودلالات تنبيء عن شيء قد يحدث في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة القادمة. قال الرئيس الأمريكي إن تغييرات كبيرة قد تحصل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديدا.. فماذا يقصد من هذه العبارة؟! وما طبيعة هذه التغييرات الكبيرة. بالنسبة لسوريا وما يجري فيها كان أوباما واضحا. حيث قال ان هزيمة "داعش" تحتاج إلي قيادة جديدة في هذا البلد. ولا يمكن هزيمة "داعش" بالأسلحة وحدها.. لأنه لابد من مواجهة المشكلات الاقتصادية التي استغلها "داعش" لتجنيد عناصرها. ومعروف ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تشجع المعارضة السورية التي انقلبت علي الرئيس السوري بشار الأسد وتمدها بالسلاح.. وقد رفضت الإدارة الأمريكية أن يكون لبشار أي دور في أي اتفاق سياسي يتم بشأن سوريا. وأكد الرئيس الأمريكي علي أن داعش تستهدف المجتمعات الإسلامية أيضا. مشيرا إلي أن الفقر وقمع الحريات من عوامل تغذية الإرهاب وأن هذا التنظيم يسعي إلي توسيع نطاقه. الشيء الذي يحتاج إلي تفسير وتوضيح في كلمة أوباما تركيزه علي أن دول شمال إفريقيا سوف تحدث فيها تغييرات كبيرة.. ومعروف أن هذه الدول تشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ومعهما مصر أيضا.. فما هي التغييرات التي ستحدث في هذه الدول؟ وما طبيعتها وكنهها؟! هل يقصد أوباما أن التغييرات ستتم بالنسبة لنظم الحكم فيها؟! ولو فرضنا ذلك فكيف تتم هذه التغييرات؟! أم أنه يقصد أن هذه الدول سوف تتاح فيها حريات أكبر.. هل ستطبق نظاما ديمقراطيا متكاملا؟! هل تختفي منها القوانين المقيدة للحريات.. وتفتح الباب لحرية زواج المثليين مثلا ويخرج علينا رجل مثل وزير العدل التونسي محمد صالح بن عيسي ينادي بحرية "اللواط والسحاق"؟! هل ستتيح حرية صحافة وإعلام أوسع وتجري فيها انتخابات نزيهة؟! ماذا يقصد بالضبط؟! الحقيقة أن كلمة أوباما فيها لغز كبير محير لأنه أطلق عبارات عامة عن التغييرات الكبيرة ولم يوضحها أو يفسرها.. لو كان قد قصد ليبيا بالذات التي تقاوم تنظيم "داعش" بكل قوة لكنا قد فهمنا انه سيحدث تغيير فيها وتفرض أمريكا ودول حلف الناتو عليها نظاما ترتضيه هذه الدول.. لكن الرجل سكت ولم يفسر!! هناك إشارة غامضة أيضا في كلمة الرئيس الأمريكي أمام قمة مكافحة الإرهاب وهي تأكيده: أن الولاياتالمتحدة ستتخذ إجراءات ضد داعمي "داعش" ماليا!! هذا يعني ان الولاياتالمتحدة تعرف الدول أو الجهات أو المنظمات التي تمد داعش ماليا. وهي التي تجعل هذا التنظيم متماسكا من خلال قدرته علي شراء أحدث أنواع الأسلحة والصرف علي المجندين المنضمين إليه وهم بالآلاف!! من هي هذه الدول؟! أو من هي هذه الجهات التي تمده ماليا والتي ستتخذ أمريكا إجراءات رادعة ضدها؟! معروف أن السلاح الذي تحارب به داعش هو سلاح أمريكي وهناك جهات معينة تعمل كوسيط لشراء السلاح وارساله إلي "داعش"!! نحن جميعا نعلم أن قطروتركيا هما الدولتان اللتان تمولان هذا التنظيم.. والدليل التسهيلات التي تقدمها تركيا كممر لوصول المنضمين إلي هذا التنظيم بالاضافة إلي أنها تستقبل جرحاهم لعلاجهم في مستشفياتها!! أما قطر فتهاجم داعش باللسان فقط.. لكنها من وراء حجاب هي المصدر الرئيسي لتمويله ماليا.. فهي كما يقول الشاعر: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب!! والدولتان تركياوقطر صديقتان مقربتان من أمريكا.. ويكفي أن قطر أعلنت خلال الأيام الماضية أنها ستضخ 35 مليار دولار للاستثمار في أمريكا خلال 5 سنوات. نريد أن يعلن أوباما من هي الجهات التي تمد داعش ماليا!! صحيفة "نيويورك تايمز" قالت ان كلمة أوباما لم تجد آذانا صاغية في المؤتمر.