الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    البورصة المصرية تستهل جلسة التعاملات بمؤشرات خضراء    بورصة الذهب تعاود التداول في اتجاه لتكبد المزيد من الخسائر    البنك المركزى: 29.4 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج خلال 10 أشهر    وزير الري يتابع حالة المنظومة المائية بمحافظتى بني سويف والمنيا خلال فترة أقصى الاحتياجات المائية    إسرائيل: هجوم إيراني ب15 صاروخا يتسبب بانقطاع الكهرباء في عدة مناطق    سر زيارة وزير خارجية إيران لروسيا.. هل تتدخل موسكو في الوقت الحرج؟    استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة    ديانج: جاهزون لمباراة بورتو ولتحقيق نتيجة إيجابية    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة بورتو بكأس العالم للأندية    الزمالك: الإعلان عن المدير الفني الجديد خلال الأسبوع الجارى    تحرير 551 مخالفة مرورية بسبب عدم ارتداء الخوذة    235 درجة توقعات القبول بتنسيق الثانوية العامة بالقاهرة 2025    المتهم بالتعدى على الطفل ياسين يصل للمحكمة لنظر جلسة الاستئناف على الحكم    ماجدة الرومي على موعد مع جمهورها بمهرجان موازين.. السبت المقبل    ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: مرض السرطان تحديًا صحيًا عالميًا جسيمًا    علاج 1632 مواطنا بقافلة طبية بقرية بالشرقية.. مجانا    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    نائب وزير الخارجية الإيراني: سنواصل تخصيب اليورانيوم    رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    رئيس جامعة قناة السويس يشهد مؤتمر جمعية أبحاث الجهاز الهضمي بالإسماعيلية    ما هو موقف كوريا الشمالية من الهجوم الأمريكي على إيران    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الاثنين 23-6-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    الحبس والحرمان، عقوبة استخدام الطلبة اشتراك المترو بعد انتهاء العام الدراسي    حادث مروري مروع بأطفيح ينجو منه برلماني.. ومصرع السائق    أسعار النفط تقفز مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    في القاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    رغم تذبذب مستوي محمد هاني .. لماذا يرفض الأهلي تدعيم الجبهة اليمنى بالميركاتو الصيفي؟ اعرف السبب    وزير خارجية أمريكا: سعي إيران لإغلاق مضيق هرمز انتحارًا اقتصاديًا    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    عقوبة الهاكر.. الحبس وغرامة 50 ألف جنيه وفقًا لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية    روبي بعد تصدر "ليه بيداري" الترند مجددًا: الجمهور بيحبها كأنها لسه نازلة امبارح!    «متقللش منه».. مشادة على الهواء بين جمال عبدالحميد وأحمد بلال بسبب ميدو (فيديو)    دونجا: أداء الأهلي في كأس العالم للأندية سيئ.. والفريق يلعب بطريقة غير واضحة مع ريبيرو    أحمد بلال: الزمالك تعاقد مع مدير رياضي لم يلعب كرة القدم من الأساس    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    فاتورة التصعيد الإسرائيلى- الإيرانى.. اشتعال أسعار الطاقة وارتباك الأسواق واهتزاز استقرار الاقتصاد العربى.. توقعات بزيادة التضخم مجددا فى الأسواق الناشئة وإضراب في سلاسل الإمداد    عصام السقا وسط الخيول العربية معلقا: سبحان من خلق    حقيقة تحديد 4 نوفمبر المقبل موعدا لافتتاح المتحف المصري الكبير    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    أمريكا تُحذر من مظاهرات مناهضة للولايات المتحدة في الخارج    بيلينجهام: من الصعب لعب كرة القدم في تلك الحرارة.. وأخضع لعملية جراحية بعد المونديال    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود باسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يجيب    الدكتور علي جمعة: المواطنة هي الصيغة الأكثر عدلًا في مجتمع متعدد العقائد    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    مأساة في البحيرة.. طفلان خرجا للهروب من حرارة الصيف فعادا جثتين هامدتين    ما هي ردود فعل الدول العربية على الهجمات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية؟    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    السبكي: الأورام السرطانية "صداع في رأس" أي نظام صحي.. ومصر تعاملت معها بذكاء    «الشيوخ» ينتقد أوضاع كليات التربية.. ووزير التعليم العالى: لسنا بعيدين عن الموجود بالخارج    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    إصابة 13 شخصًا في انقلاب سيارة ميكروباص داخل أرض زراعية بمركز الصف    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    18 يوليو.. هاني شاكر يلتقي جمهوره على مسرح البالون في حفل غنائي جديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء ممدوح قطب مدير المخابرات العامة سابقاً ل"الوفد":
الضربة الجوية ردع ل"داعش" ومحرضيها
نشر في الوفد يوم 22 - 02 - 2015

من المؤكد أن يوم 16 فبراير 2015 سيظل فى ذاكرة المصريين رمزاً للكرامة والعزة والفخار خاصة بعد أن بات المصريون ليلتهم يوم الحادث فى حالة من الحزن واليأس والإحباط نتيجة لمقتل (21) مصرياً على يد العصابات الإرهابية «داعش» ولكنهم أفاقوا صباح يوم الثأر على فرحة
عارمة بعد أن قامت قواتهم المسلحة بالثأر لأرواح الشهداء من المصريين، وأكد اللواء ممدوح قطب، مدير المخابرات العامة السابق، أن مصر فى عهد الرئيس السيسى أصبحت نموذجاً ناجحاً فى إدارة الأزمات، مؤكداً أن الضربة الجوية المصرية لمعاقل تنظيم داعش الإرهابى هى نوع من أنواع الردع لها ولمن يساندها بالمال والسلاح وأنها رفعت الحالة المعنوية للشعب المصرى الذى أعلن التحدى على الإرهاب الذى يسعى لإسقاط الدولة المصرية من خلال جماعات إرهابية تسىء إلى الدين الإسلامى تحت مظلة جماعة الإخوان الكارهة لمصر وللمصريين.
ما تحليلك كرجل مخابرات للحادث الإرهابى البشع بقتل 21 مصرياً على أيدى تنظيم داعش؟
- هذا الحادث له أهداف كثيرة منها أنه يخفف الضغط على العناصر الإرهابية المتواجدة فى سيناء بعد أن أوقع الجيش المصرى بها خسائر كبيرة، فهم يحاولون فتح جبهة أخرى من الضغط على الجيش المصرى فى الغرب حتى يشتتوا قدرته وسيطرته على سيناء، ثم محاولة إحداث وقيعة بين عنصرى الأمة المسلمين والمسيحيين باستهداف الإخوة المسيحيين حتى يتساءل الداخل هل ستتدخل الدولة برد فعل قوى أم لا؟ وإذا تأخرت الدولة فى رد فعلها كانوا سيستثمرون هذا التأخر لزرع الفتن داخل المجتمع.
إذن هذا الحادث الإجرامى كان يحمل رسائل فما مضمونها؟
- التنظيم الإرهابى يريد أن يضغط على مصر قبل انعقاد المؤتمر الاقتصادى المهم ليظهر أن مصر تتعرض لتهديدات داخلياً وخارجياً وهذه التهديدات يمكن أن تؤثر فى الوضع الاقتصادى وبالتالى لا تشجع المستثمرين على القدوم لمصر، وتوجيه رسالة للداخل محاولين أن يقولوا إنهم فاعلون ومؤثرون لاستقطاب بعض العناصر فى مصر التى تأخذ موقفاً فكرياً شاذاً ومغلوطاً عن المسيحيين، ولكن الهدف الأكبر هو محاولة إسقاط الدولة المصرية بإنهاكها وبمنع أى عنصر يريد أن يساهم فى استقرارها وإصلاح اقتصادها، واستكمال خارطة الطريق التى تسعى لاستكمالها.
لكن زيارة الرئيس «السيسى» إلى الكاتدرائية بعد نجاح الضربة المصرية كان لها دلالتها؟
- طبعاً لأن مصر الآن أصبحت تتحرك بخطط ودراسات مسبقة، وزيارة الرئيس «السيسى» إلى الكاتدرائية وتقديم واجب العزاء إلى البابا تواضروس كان لها وضع ممتاز ورائع على إخواننا المسيحيين وفى الوقت نفسه على الشعب المصرى بالكامل، لأنها أظهرت وجود تكاتف بين طرفى الأمة، ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحى فى المواطنة، وهذه الزيارة ما هى إلا نتيجة لانعقاد مجلس الدفاع الوطنى لأنه أعطى احتمالات لكل شىء، ولذلك الدولة المصرية أصبحت تفكر حالياً فى الأبعاد المترتبة على الضربة، وما هى تداعياتها وكيفية التعامل مع هذه التداعيات؟ وهذه الزيارة رسالة طمأنة للمسلمين والمسيحيين عموماً وأن مصر قادرة على الردع كما قال بيان القوات المسلحة أن مصر لها درع وسيف.
خلية الأزمة
مصر كانت تعانى من منظومة لإدارة الأزمات كيف تمت إدارة هذه الأزمة على المستوى الاستراتيجى بالكامل وعلى المستوى التعبوى فى الداخل؟
- الحقيقة أن هذه الأزمة كانت نموذجاً يوضح لنا أن التوجه العام للإرادة المصرية الحالية فى عهد الرئيس السيسى عندما تم الإعلان عن خطف (21) مصرياً تم عمل ما يسمى بخلية الأزمة التى كان فيها ممثلون من جميع مؤسسات الدولة ذات الصلة بالأزمة من وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية والمخابرات العامة والحربية، ووزارة القوى العاملة، وتدارسوا أبعاد الأزمة ووضعوا سيناريوهات محتملة للتعامل معها، ولكن جاهزة فى أى وقت لأى موقف سبق دراسته.
إذن هذه الضربة كان معداً لها أحد هذه السيناريوهات؟
- بالطبع.. فهذه الضربة لم تكن وليدة اللحظة لأنه معنى أن تنجح الطائرات فى ضرب أهدافها لابد أن يكون لدينا معلومات مسبقة وجاهزين للضربة الجوية حتى تكون ضربة مؤثرة لتردع هؤلاء الإرهابيين، وربما لا يرتدعون إذن توجد سيناريوهات أخرى مع ردود أفعالهم ولكن ما شاهدناه هو نموذج ناجح لإدارة الأزمة، وهى لم تنته لأنه مازال لها تداعيات وبالتالى الدولة تضع فى اعتبارها احتمالات عودة المصريين أو حدوث أعمال انتقامية أو عمليات إرهابية يتم توجيهها خلال الفترة المقبلة.
بالفعل تنظيم داعش أعلن ثانى يوم للضربة الجوية على موقع التواصل الاجتماعى أنهم سيستهدفون المصريين فى ليبيا؟
- طبعاً هذه من الأعمال المتوقعة لأننا فى حالة حرب فى الداخل والخارج، وبالطبع يحدث فيها خسائر ويقع فيها ضحايا والأهم هل نحن كمصريين مستعدون لأن نتقبل دفع هذا الثمن أم لا؟.. وقد تم استطلاع رأى قام به أحد مراكز الأبحاث وأعلن أن 85٪ من المصريين موافقون على الضربة الجوية، وهذا معناه أن المصريين قبلوا التحدى وعلى استعداد لخوض هذه الحرب والانتصار فيها.

لكن فى المقابل هل حدث تغير فى المواقف بعد أن أعلن مجلس شورى مدينة «درنة» تعهده بحماية المصريين فى المدينة؟
- أنا لا أستطيع أن أعتمد أو أثق فى هيئات محلية موجودة فى ليبيا، لأن الوضع هناك معقد جداً، والحكومة فيه تواجه صعوبات شديدة فى السيطرة على الدولة، وهذا يعطينا مؤشراً لعبقرية القرار وكيف تم اتخاذه وتم تنفيذه فى التوقيت الحاسم بمنتهى السرعة والحسم فى مفاجأة لتنظيم داعش لأنهم توقعوا أن رد الفعل المصرى سيكون بطيئاً ومتأخراً أو ربما لا يحدث رد فعل نهائياً.
أفعال محسوبة
ربما خدعتهم كلمة الرئيس قبل توجيه الضربة الجوية؟
- نعم.. واليوم وضحت السياسة أن هناك ردود أفعال محسوبة.. ولذلك الرئيس قال فى كلمته إن مصر تحتفظ بحقها فى الرد بالطريقة والوقت المناسبين لنا، وهذه الجملة ربما أخذوها على أن مصر مازالت تدرس وتفكر فلن تفعل شيئاً، ولكن جاءتهم الطريقة والوقت على الفور، وفى خلال 5 ساعات ما بين اجتماع مجلس الدفاع الوطنى وبين تنفيذ العملية وعودة الطائرات، وهذا يظهر اتجاه القيادة الجديدة فى مصر ومدى حسمها وقدرتها على اتخاذ القرار.
معنى هذا أنه أصبحت فى مصر استراتيجية لمواجهة الإرهاب فى الخارج؟
- هذه الاستراتيجية موجودة منذ فترة ولذلك من ضمن قرارات الرئيس أنه عين مستشاراً للإرهاب، ومستشاراً للأمن القومى، وهذا فى إطار استكمال منظومة المؤسسات التى تتعامل مع الأزمات، وأيضاً مجلس الدفاع الوطنى وفروعه تعمل فى هذا الاتجاه، لأن سياسة التعامل مع الأزمات لا تنتظر حدوث الأزمة ولكنها تضع تصور الأزمات التى يمكن أن تحدث فى شتى المجالات، ووضع حلول للتعامل مع الأزمات من خلال الحلول الجاهزة للتعامل مع الأزمة ولا ننتظر التحرك بعد رد الفعل.
القوة المحسوبة
ماذا عن الرسائل التى حملتها الضربة الجوية للخارج؟
- الرسالة هى أن مصر لن تصمت على مثل هذه الأفعال وستتحرك بمنتهى القوة ودون تردد لأن الضربة كانت مركزة على 8 مواقع محددة سلفاً من قبل فى توقيت مفاجئ لعناصر داعش وإحداث خسائر كبيرة، وقد يظن أن هذه الخسائر غير مؤثرة، لكنها هى نوع من الردع ليعرفوا أن الأمور ليست متروكة دون حساب ولا يعتقدون طالما مصر صمتت من قبل ستستمر فى هذا الصمت، إذن الرسالة موجهة لعناصر داعش فى المقام الأول ولمن يقف وراء داعش لأننا نعرف أن هناك أيدى تعبث سواء فى قطر وتركيا وأجهزة مخابرات من خارج المنطقة ولا يريدون الاستقرار لمصر، وهذه الرسالة تؤكد أن مصر لديها الكثير من الطرق والوسائل التى تستطيع أن تصيبهم فى عقر دارهم.
هل مصر هيأت المسرح السياسى الدولى لهذه الضربة لأن أوباما قال: إن مصر قامت بدك مواقع داعش دون التنسيق معهم؟
- تصريح أوباما يحمل أكثر من وجه وهو أن مصر قامت دون التنسيق مع أمريكا وهذا معناه أن مصر لا تنتظر أن تحصل على موافقة أحد فى حماية أمنها القومى، ثانياً تؤكد أننا فى مصر أصبحت قراراتنا مستقلة، وهذا يظهر تخاذل الإدارة الأمريكية وارتباكها وأنها بدون عمق فى إدارة المشاكل التى تحدث ومصر أصبحت لا تعتمد على أمريكا، وهذا رد فعل يفضحه بكلماته، ثم إن الأمن القومى المصرى لا يحتاج التنسيق مع أحد، ولكن مصر نسقت مع الجهة المختصة وهى الحكومة الليبية الشرعية هناك.
ما أهمية التنسيق مع الجيش الليبى فى توجيه هذه الضربة حتى لا توجد شكوى لمجلس الأمن؟
- التنسيق مع الجيش الليبى ليس وليد اللحظة وهناك علاقات تنسيق قديمة، وهذه اللحظات ازداد عمق التنسيق لأن الهدف واحد، فالجيش الليبى من أهدافه حماية الأمن القومى الليبى، وهذه الجماعة بالطبع تؤثر على الأمن القومى الليبى، ومصر من أهدافها حماية الأمن القومى المصرى، إذن هناك هدف مشترك وهو القضاء على هذه الجماعات الإرهابية ولهذا كانت زيارات واجتماعات ومشاورات عن كيفية التعامل مع الخطر، وكيفية تدريب عناصر من الجيش الليبى ومساعدتهم فى مجال الأسلحة والذخائر لأنه يوجد حظر دولى على إرسال الأسلحة إلى ليبيا.
وهل مصر ستطرح أزمة حظر الأسلحة فى ليبيا عن طريق سامح شكرى وزير الخارجية أثناء زيارته الحالية للأمم المتحدة؟
- نعم.. مصر من خلال اجتماعات مجلس الأمن ستطالب برفع هذا الحظر الذى هو موجود رسمياً ولكن فعلياً هناك أسلحة تهرب إلى ليبيا عن طريق البحر والجو وعناصر داعش وصلتها أسلحة كثيرة عن طريق قطر وتركيا وهناك إجراءات ستتخذ فى الوضع الليبى طبقاً لمقررات مجلس الأمن، والبند السابع فى ميثاق الأمم المتحدة للتعامل مع هذه الظروف.
وماذا عن أهمية زيارة الوفد الليبى رفيع المستوى إلى مصر بعد نجاح الضربة الجوية لمواقع داعش؟
- هذه الزيارة هى لزيادة التنسيق والبحث عن مواقف مشتركة أكثر لمواجهة هذا الخطر المشترك، ولذلك هذا الوفد مكون من عناصر مسئولة وتمثل الجهات السيادية والأمنية والمخابراتية فى الجانب الليبى وهذه المشاورات قديمة ومستمرة وإن شاء سيفعل ويزداد ويقوى.
تدخل سافر
هل يمكن القيام بضربة استباقية لتنظيمات حماس؟
- هذه الأمور فيها حساسية شديدة جداً وفى منتهى التعقيد لأن مهما كان ما تفعله العناصر الإرهابية الموجودة فى غزة فمصر مازالت تحمل هم القضية الفلسطينية، فمن الصعوبة أن تقوم بمثل هذا الإجراء، وأعتقد أنها لن تلجأ إليه إلا إذا زادت الأمور تعقيداً وأصبح هناك تدخل سافر كما حدث مع داعش.
وأين دور الجامعة العربية فى تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك حتى يكون لها دور فاعل فى هذه الأحداث؟
- هذا من ضمن الأمور التى يتم التجهيز لها الآن وينتظر مناقشتها فى القمة العربية التى ستعقد فى مارس المقبل، وهناك نوع من التنسيق والعمل المشترك لمواجهة هذه التهديدات.
إلى متى ستظل الإدارة المصرية صامتة تجاه التدخلات السافرة والمستفزة من قطر وتركيا فى الشئون المصرية؟
- هذا ليس صمتاً ولكن نقول لهما اتقيا شر الحليم إذا غضب ولا أعتقد أن الأمور ستطول كثيراً.
هل قطر تحتمى فى القاعدتين الأمريكيتين المتواجدتين على أراضيها؟
- أسلوب التعامل كيف سيكون شكله وطريقته أمر يختلف ولا نقول إننا سنضرب قطر أو نهاجمها، لكن هناك أساليب أخرى كثيرة توجعها وتعكر صفوها، وتجعلها لا تتدخل فى الشئون المصرية، وأيضاً هذا الأمر ينطبق على تركيا فالسياسة لها أساليب كثيرة نستطيع الرد بها.
لاعب محورى
ما حقيقة تنظيم داعش ودوره فى العالم العربى؟
- تنظيم داعش هو صنيعة لأجهزة مخابرات أجنبية وعربية، وهذا التنظيم حتى ينشأ ويتمدد ويصبح بهذه الصورة التى عليه بأن يكون له وضع مؤثر وفعال فى العراق وسوريا ثم ليبيا، هذا يؤكد أنه لا يعمل منفرداً وإنما يوجد دعم من أجهزة المخابرات لهذا التنظيم، دعم بالسلاح والمال ودعم بتطوير البنية الأساسية للهيكل التنظيمى له، لأن هذا التنظيم أقام إدارات فاعلة فى العراق وسوريا بل ويمارس الحياة اليومية السيادية للدول بفرض الضرائب وبيع البترول وهذه الأجهزة تمد عناصر داعش بخبرتها فى إدارة هذه المناطق، ونحن نعلم أن البترول يباع عن طريق تركيا وأن المصابين والجرحى من داعش يتم علاجهم فى مستشفيات تركيا لأنها مستفيدة من هذا الوضع، ونرى أن داعش يحد من الخطر الذى يمثله الأكراد عليها، وهناك طبعاً دولة مثل قطر التى تمول تنظيم داعش بالأموال متصورة أن داعش يمكن أن تؤدى دوراً يجعل من قطر لاعباً محورياً فى المنطقة.
قطر هى الطرف العربى وتركيا هى الطرف الإقليمى فمن هو الطرف الدولى؟
- الطرف الدولى هو الولايات المتحدة الأمريكية التى ساهمت فى إنشاء هذا التنظيم وفى تفعيل إجراءاته، ولكنه حالياً خرج عن السيطرة الأمريكية وتعاملها المتخاذل مع هذا التنظيم يعطى مؤشرات أن أمريكا مستفيدة من وجود داعش، واليوم وجود داعش أصبح يهدد الدول العربية فى المنطقة، ولهذا تتوقع أمريكا أن هذه الدول سوف تنسق مععها وتتحالف معها وسيزيد الطلب على شراء الأسلحة الأمريكية لمواجهة هذا التنظيم، ثم إن القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية بحجة القضاء على داعش هو قرار بالضربات الجوية فقط ولا أحد يعرف ماذا بعد هذه الضربات؟ فالمعروف عسكرياً أن من يسيطر على الأرض هو الفائز، وأن الضربات الجوية دائماً تكون تمهيدية لدخول القوات البرية، فهل أمريكا لديها استعداد لدخول قوات برية للقضاء على داعش أم لا.
وما هى علاقة داعش بتنظيمات الحركات الإسلامية فى العالم العربى؟
- لابد أن نذكر شيئاً مهماً اعترف به أيمن الظواهرى بأن أسامة بن لادن كان عضواً فى جماعة الإخوان، وأصبح ثابتاً ومعلوماً أن جماعة الإخوان هى التنظيم الأم لجميع التنظيمات التى تتبع الإسلام السياسى، ولكن حدث بينها خلافات عقائدية، وتنازع على مناطق النفوذ فحدثت انشقاقات وأصبحت لدينا جبهة النصرة، فى سوريا، وداعش فى العراق وسوريا وليبيا، وأنصار بيت المقدس فى سيناء، وفجر ليبيا وهكذا وبعدما أعلن أبوبكر البغدادى أنه خليفة للمسلمين، وبدأ يمد هذه المجموعات والعناصر بالأموال والأسلحة، فأعلنوا مبايعته، فتأكد أن جميع التنظيمات ما هى إلا مجرد مسميات ولكنها عبارة عن فروع لجماعة الإخوان.
كيف تقرأ خريطة الإرهاب فى مصر؟
- خارطة الإرهاب تشير إلى أنها تنقسم إلى قسمين رئيسيين قسم غير منظم وهم من يطلق عليهم الذئاب المنفردة ويتعاملوا معه عن طريق النت فى كيفية تصنيع القنابل واستهداف رجال الأمن يومياً، وقسم آخر منظم من بقايا الإخوان الذين يحاولون الخروج فى مظاهرات ويعتدون على أقسام الشرطة، والجزء التابع لهم فى أنصار بيت المقدس الذين يحاولون التأثير على الدولة بتنفيذ عمليات نوعية بقدر كبير من الخسائر البشرية والمادية والنفسية، وهذان هما العنصران المهددان داخلياً، وهناك أجهزة مخابرات سواء التركية أو القطرية أو الإسرائيلية تسهل وتمد هذه العناصر بوسائل تكفل لها الاستمرار فى العمل لإسقاط الدولة المصرية.
العمليات الإرهابية
ماذا عن قوة تنظيم جماعة الإخوان على أرض الواقع بعد الضربات الأمنية التى وجهت له؟
- حالياً أعمال الحشد الذى يقوم بها تضاءلت بدرجة كبيرة جداً ومع هذا يصرون عليها حتى يظهروا للعالم أنهم يقومون بمظاهرات سلمية وأنهم يتعرضون فيها لقمع وضرب من البوليس واستخدام عنيف مع أن منهجهم سلمى ويحاولون الخروج بمظاهرات سلمية ومن ضمن الحشود يحاولون جذب أنصار جدد له لأن كوادرهم فى السجون نتيجة اشتراكهم فى عمليات إرهابية، وجزءاً آخر ابتعد عن التنظيم نتيجة أنه رأى عدم جدوى الاستمرار فى هذا النهج، وأيضاً يحاولون استغلال الأحداث السلبية مثل انقطاع الكهرباء بل يحاولون زيادة الأزمة باستهدافهم لمحولات وأبراج الكهرباء من خلال عملياتهم الإرهابية، وأيضاً استغلال حادث شيماء الصباغ وترويجها بالكذب والضلال وأيضاً حادثة الوايت نايتس فى الدفاع الجوى وهذا على مستوى الحشد وتوجد عناصر أخرى تحاول اغتيال عناصر من رجال الشرطة واستهداف رجال القضاء وإحراق المصالح الحكومية، وقطع خطوط السكك الحديدية ولكنهم لا يعلنون أن هذه العناصر تتبع تنظيم جماعة الإخوان، أو العناصر الإرهابية المتواجدة فى سيناء باسم تنظيم بيت المقدس الذى يقوم بعملياته ضد الجيش المصرى ويتبعون جماعة الإخوان.
ماذا حصدت الحركة الإسلامية من سياسات جماعة الإخوان بعد وصولها إلى السلطة؟
- لم يحصدوا غير الخسائر المتتالية لأنهم لم يحققوا أى نجاح لأن تنظيم الإخوان انكشف للناس ومهما كانوا يتصورون عن الإخوان إلا أنهم لم يكونوا يتصورون أنهم بهذا السوء بما قضى على حالة التعاطف لدى الشعب مع هذه الجماعة لأن السنة التى حكموا فيها كشفتهم تماماً وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى لأن الناس لم يروا كوادر سياسية ولا إدارية ولا قدرة على اتخاذ القرار بل ما رأوه إقصاء وتعامل بنوع من الاستعلاء والاستكبار مع الآخرين، فظهر الوجه الحقيقى للإخوان.
وماذا بعد خروجهم من السلطة؟
- الجزء الثانى ظهر بعد سقوطهم فى 30 يونية لأنهم تحولوا إلى عناصر كارهة لمصر وللمصريين، وزمان كان شعارهم يقول نحن «نحمل الخير لمصر»، فأى خير هذا الذى يحملونه؟ حتى الشعار الذى يرفعونه بأربع أصابع أفسره بطريقة أخرى لأنها الأربع صفات للمنافقين وهى الأولى إذا حدث كذب والثانية إذا اؤتمن خان والثالثة إذا خاصم فجر والرابعة إذا وعد أخلف.. وهذه الصفات تنطبق على جماعة الإخوان، وللأسف هم شوهوا صورة الإسلام، وقسموا وفرقوا البلد والشعب الواحد، وجعلوا شباباً كثيرين يعانون من الإحباط وبعض الشباب يفكر فى الإلحاد ويقتنع به الآن لأنه حدثت له صدمة نفسية من سلوك هؤلاء الناس الذين يدعون الإسلام.
إذن جماعة الإخوان خرجت من المشهد المصرى؟
- على المدى القريب والمتوسط نعم خرجوا من المشهد لكن على المدى البعيد الله أعلم.
فيما تتمثل أزمة الإسلام السياسى والحركات الإسلامية فى تعاملها مع المجتمع المدنى؟
- أزمة الإسلام السياسى أنهم يعيشون فى قوالب جامدة ويحاولون تطبيقها دون أن يفهموا المعنى الحقيقى للإسلام والثمرة التى يحاول الإسلام أن يغرزها فى نفوس المسلمين وغير المسلمين، معتقدين أن الإسلام هو التشدد والتنطع، وأنهم هم الفئة الناجية والباقون هم الفئة الخاسرة، وأنهم الذين يفهمون وغيرهم لا يفهمون، وهذه النظرة الاستعلائية والفوقية لباقى المجتمع هى التى جعلتهم يفشلون فى السلطة ولكن أخذتهم العزة بالإثم ورفضوا الاعتراف بهذا الفشل.. وكأن قول الله تعالى لإبليس ينطبق عليهم عندما قال له «أستكبرت أم كنت من العالين» والإخوان لديهم هذا الكبر ويتصورون أن خبرتهم المحدودة والضئيلة تمكنهم من إدارة دولة وإقامة نظام إسلامى، مع أنهم لم يطبقوا الدين الذى قال: «واسألوا أهل الذكر» وهم لم يفعلوا ذلك ويستعينون بأحد غيرهم بل أقصوا الجميع معتقدين أنهم الفاهمون والعارفون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.