حاتم النجيب يوضح أسباب انخفاض أسعار الفاكهة والخضروات    الأمم المتحدة: الوضع في غزة فشل للإنسانية    خبير اقتصادي يوضح أبعاد مشاركة مصر في مؤتمر "تيكاد 9" باليابان    أستاذ علاقات دولية: المجتمع الدولي عاجز عن مواجهة جرائم إسرائيل في ظل الدعم الأمريكي    ترامب يعلن موعد ومكان قرعة كأس العالم 2026    جمارك مطار القاهرة تحبط محاولات تهريب شهادات ثانوية عامة مزورة    من أدوات الكتابة إلى روائع المصاحف.. رحلة بين تحف ومقتنيات دار الكتب    فتح باب التظلمات للطلاب الغير ناجحين بإمتحانات القبول بمدارس التمريض بقنا    حفل أهداف بقيادة هاتريك هاري كين.. بايرن ميونخ يفتتح الدوري الألماني باكتساح لايبزيج    معلق مباراة برشلونة وليفانتي في الدوري الإسباني    تعرف على نتائج مباريات اليوم في افتتاح الجولة الأولى بدوري المحترفين    نتيجة تنسيق رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي الأزهر الشريف 2025 خلال ساعات.. «رابط مباشر»    ضبط 1954 مخالفة ورفع كفاءة طريق «أم جعفر – الحلافي» ورصف شارع الجيش بكفر الشيخ    القضاء يسدل الستار على قضية توربينى البحيرة.. تفاصيل حكم جنايات دمنهور بإعدام صاحب كشك بكفر الدوار بتهمة الاعتداء على 3 أطفال وتصويرهم بهدف الابتزاز.. رئيس المحكمة يطالب الأهالى برعاية أولادهم    وزارة النقل تحذر من اقتحام مزلقانات القطارات وتناشد المواطنين المشاركة فى التوعية    ترامب يعلن إقامة قرعة كأس العالم 2026 في الخامس من ديسمبر المقبل    مدحت صالح يفتتح حفله في مهرجان القلعة ب«زي ما هي حبها» وسط تفاعل جماهيري كبير.. صور    «الإخوات بيتخانقوا» و«مستحيل أرجعله».. كيف تحدث حسام حبيب وشيرين عن علاقتهما قبل عودتهما؟    مصدر أمني ينفي شائعات إخوانية بشأن وجود انتهاكات بمركز للإصلاح والتأهيل    السفير حسام زكي: التحركات الإسرائيلية في غزة مرفوضة وتعيدنا إلى ما قبل 2005    رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد وملاعب 7 مباريات في الدوري    منها الإقلاع عن التدخين.. 10 نصائح للحفاظ على صحة عينيك مع تقدمك فى العمر (تعرف عليها)    الخارجية الفلسطينية: استباحة الاحتلال والمستوطنين للضفة الغربية انتهاك صارخ وتكريس لمخططات التهويد والضم    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل    ترامب: الوضع الراهن في غزة يجب أن ينتهي    موعد إجازة المولد النبوي 2025 للقطاعين الحكومي والخاص (رسميًا)    مدرب توتنهام: لا مكان لمن لا يريد ارتداء شعارنا    الوادي الجديد تطلق منصة إلكترونية للترويج السياحي والحرف اليدوية    ليلى علوي تتألق بالوردي.. ما سر اللوك؟    صراع الخير والشر في عرض مدينة الأحلام بالمهرجان الختامي لشرائح ونوادي مسرح الطفل    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    خسارة سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    بادشاه لسعد القرش.. قصص فلسفية شاعرية تشتبك مع القضايا الكبرى    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    حماس: تصريحات كاتس «اعتراف بجرم يرقى للتطهير العرقي»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    نجاح عملية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ وقاع الجمجمة بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    لمرضى السكري - اعتاد على تناول زبدة الفول السوداني في هذا التوقيت    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    ضبط 400 قضية مخدرات وتنفيذ 83 ألف حكم قضائي خلال يوم    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    الاقتصاد المصرى يتعافى    الداخلية تكشف تفاصيل اقتحام منزل والتعدي على أسرة بالغربية    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء ممدوح قطب مدير المخابرات العامة سابقاً ل"الوفد":
الضربة الجوية ردع ل"داعش" ومحرضيها
نشر في الوفد يوم 22 - 02 - 2015

من المؤكد أن يوم 16 فبراير 2015 سيظل فى ذاكرة المصريين رمزاً للكرامة والعزة والفخار خاصة بعد أن بات المصريون ليلتهم يوم الحادث فى حالة من الحزن واليأس والإحباط نتيجة لمقتل (21) مصرياً على يد العصابات الإرهابية «داعش» ولكنهم أفاقوا صباح يوم الثأر على فرحة
عارمة بعد أن قامت قواتهم المسلحة بالثأر لأرواح الشهداء من المصريين، وأكد اللواء ممدوح قطب، مدير المخابرات العامة السابق، أن مصر فى عهد الرئيس السيسى أصبحت نموذجاً ناجحاً فى إدارة الأزمات، مؤكداً أن الضربة الجوية المصرية لمعاقل تنظيم داعش الإرهابى هى نوع من أنواع الردع لها ولمن يساندها بالمال والسلاح وأنها رفعت الحالة المعنوية للشعب المصرى الذى أعلن التحدى على الإرهاب الذى يسعى لإسقاط الدولة المصرية من خلال جماعات إرهابية تسىء إلى الدين الإسلامى تحت مظلة جماعة الإخوان الكارهة لمصر وللمصريين.
ما تحليلك كرجل مخابرات للحادث الإرهابى البشع بقتل 21 مصرياً على أيدى تنظيم داعش؟
- هذا الحادث له أهداف كثيرة منها أنه يخفف الضغط على العناصر الإرهابية المتواجدة فى سيناء بعد أن أوقع الجيش المصرى بها خسائر كبيرة، فهم يحاولون فتح جبهة أخرى من الضغط على الجيش المصرى فى الغرب حتى يشتتوا قدرته وسيطرته على سيناء، ثم محاولة إحداث وقيعة بين عنصرى الأمة المسلمين والمسيحيين باستهداف الإخوة المسيحيين حتى يتساءل الداخل هل ستتدخل الدولة برد فعل قوى أم لا؟ وإذا تأخرت الدولة فى رد فعلها كانوا سيستثمرون هذا التأخر لزرع الفتن داخل المجتمع.
إذن هذا الحادث الإجرامى كان يحمل رسائل فما مضمونها؟
- التنظيم الإرهابى يريد أن يضغط على مصر قبل انعقاد المؤتمر الاقتصادى المهم ليظهر أن مصر تتعرض لتهديدات داخلياً وخارجياً وهذه التهديدات يمكن أن تؤثر فى الوضع الاقتصادى وبالتالى لا تشجع المستثمرين على القدوم لمصر، وتوجيه رسالة للداخل محاولين أن يقولوا إنهم فاعلون ومؤثرون لاستقطاب بعض العناصر فى مصر التى تأخذ موقفاً فكرياً شاذاً ومغلوطاً عن المسيحيين، ولكن الهدف الأكبر هو محاولة إسقاط الدولة المصرية بإنهاكها وبمنع أى عنصر يريد أن يساهم فى استقرارها وإصلاح اقتصادها، واستكمال خارطة الطريق التى تسعى لاستكمالها.
لكن زيارة الرئيس «السيسى» إلى الكاتدرائية بعد نجاح الضربة المصرية كان لها دلالتها؟
- طبعاً لأن مصر الآن أصبحت تتحرك بخطط ودراسات مسبقة، وزيارة الرئيس «السيسى» إلى الكاتدرائية وتقديم واجب العزاء إلى البابا تواضروس كان لها وضع ممتاز ورائع على إخواننا المسيحيين وفى الوقت نفسه على الشعب المصرى بالكامل، لأنها أظهرت وجود تكاتف بين طرفى الأمة، ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحى فى المواطنة، وهذه الزيارة ما هى إلا نتيجة لانعقاد مجلس الدفاع الوطنى لأنه أعطى احتمالات لكل شىء، ولذلك الدولة المصرية أصبحت تفكر حالياً فى الأبعاد المترتبة على الضربة، وما هى تداعياتها وكيفية التعامل مع هذه التداعيات؟ وهذه الزيارة رسالة طمأنة للمسلمين والمسيحيين عموماً وأن مصر قادرة على الردع كما قال بيان القوات المسلحة أن مصر لها درع وسيف.
خلية الأزمة
مصر كانت تعانى من منظومة لإدارة الأزمات كيف تمت إدارة هذه الأزمة على المستوى الاستراتيجى بالكامل وعلى المستوى التعبوى فى الداخل؟
- الحقيقة أن هذه الأزمة كانت نموذجاً يوضح لنا أن التوجه العام للإرادة المصرية الحالية فى عهد الرئيس السيسى عندما تم الإعلان عن خطف (21) مصرياً تم عمل ما يسمى بخلية الأزمة التى كان فيها ممثلون من جميع مؤسسات الدولة ذات الصلة بالأزمة من وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية والمخابرات العامة والحربية، ووزارة القوى العاملة، وتدارسوا أبعاد الأزمة ووضعوا سيناريوهات محتملة للتعامل معها، ولكن جاهزة فى أى وقت لأى موقف سبق دراسته.
إذن هذه الضربة كان معداً لها أحد هذه السيناريوهات؟
- بالطبع.. فهذه الضربة لم تكن وليدة اللحظة لأنه معنى أن تنجح الطائرات فى ضرب أهدافها لابد أن يكون لدينا معلومات مسبقة وجاهزين للضربة الجوية حتى تكون ضربة مؤثرة لتردع هؤلاء الإرهابيين، وربما لا يرتدعون إذن توجد سيناريوهات أخرى مع ردود أفعالهم ولكن ما شاهدناه هو نموذج ناجح لإدارة الأزمة، وهى لم تنته لأنه مازال لها تداعيات وبالتالى الدولة تضع فى اعتبارها احتمالات عودة المصريين أو حدوث أعمال انتقامية أو عمليات إرهابية يتم توجيهها خلال الفترة المقبلة.
بالفعل تنظيم داعش أعلن ثانى يوم للضربة الجوية على موقع التواصل الاجتماعى أنهم سيستهدفون المصريين فى ليبيا؟
- طبعاً هذه من الأعمال المتوقعة لأننا فى حالة حرب فى الداخل والخارج، وبالطبع يحدث فيها خسائر ويقع فيها ضحايا والأهم هل نحن كمصريين مستعدون لأن نتقبل دفع هذا الثمن أم لا؟.. وقد تم استطلاع رأى قام به أحد مراكز الأبحاث وأعلن أن 85٪ من المصريين موافقون على الضربة الجوية، وهذا معناه أن المصريين قبلوا التحدى وعلى استعداد لخوض هذه الحرب والانتصار فيها.

لكن فى المقابل هل حدث تغير فى المواقف بعد أن أعلن مجلس شورى مدينة «درنة» تعهده بحماية المصريين فى المدينة؟
- أنا لا أستطيع أن أعتمد أو أثق فى هيئات محلية موجودة فى ليبيا، لأن الوضع هناك معقد جداً، والحكومة فيه تواجه صعوبات شديدة فى السيطرة على الدولة، وهذا يعطينا مؤشراً لعبقرية القرار وكيف تم اتخاذه وتم تنفيذه فى التوقيت الحاسم بمنتهى السرعة والحسم فى مفاجأة لتنظيم داعش لأنهم توقعوا أن رد الفعل المصرى سيكون بطيئاً ومتأخراً أو ربما لا يحدث رد فعل نهائياً.
أفعال محسوبة
ربما خدعتهم كلمة الرئيس قبل توجيه الضربة الجوية؟
- نعم.. واليوم وضحت السياسة أن هناك ردود أفعال محسوبة.. ولذلك الرئيس قال فى كلمته إن مصر تحتفظ بحقها فى الرد بالطريقة والوقت المناسبين لنا، وهذه الجملة ربما أخذوها على أن مصر مازالت تدرس وتفكر فلن تفعل شيئاً، ولكن جاءتهم الطريقة والوقت على الفور، وفى خلال 5 ساعات ما بين اجتماع مجلس الدفاع الوطنى وبين تنفيذ العملية وعودة الطائرات، وهذا يظهر اتجاه القيادة الجديدة فى مصر ومدى حسمها وقدرتها على اتخاذ القرار.
معنى هذا أنه أصبحت فى مصر استراتيجية لمواجهة الإرهاب فى الخارج؟
- هذه الاستراتيجية موجودة منذ فترة ولذلك من ضمن قرارات الرئيس أنه عين مستشاراً للإرهاب، ومستشاراً للأمن القومى، وهذا فى إطار استكمال منظومة المؤسسات التى تتعامل مع الأزمات، وأيضاً مجلس الدفاع الوطنى وفروعه تعمل فى هذا الاتجاه، لأن سياسة التعامل مع الأزمات لا تنتظر حدوث الأزمة ولكنها تضع تصور الأزمات التى يمكن أن تحدث فى شتى المجالات، ووضع حلول للتعامل مع الأزمات من خلال الحلول الجاهزة للتعامل مع الأزمة ولا ننتظر التحرك بعد رد الفعل.
القوة المحسوبة
ماذا عن الرسائل التى حملتها الضربة الجوية للخارج؟
- الرسالة هى أن مصر لن تصمت على مثل هذه الأفعال وستتحرك بمنتهى القوة ودون تردد لأن الضربة كانت مركزة على 8 مواقع محددة سلفاً من قبل فى توقيت مفاجئ لعناصر داعش وإحداث خسائر كبيرة، وقد يظن أن هذه الخسائر غير مؤثرة، لكنها هى نوع من الردع ليعرفوا أن الأمور ليست متروكة دون حساب ولا يعتقدون طالما مصر صمتت من قبل ستستمر فى هذا الصمت، إذن الرسالة موجهة لعناصر داعش فى المقام الأول ولمن يقف وراء داعش لأننا نعرف أن هناك أيدى تعبث سواء فى قطر وتركيا وأجهزة مخابرات من خارج المنطقة ولا يريدون الاستقرار لمصر، وهذه الرسالة تؤكد أن مصر لديها الكثير من الطرق والوسائل التى تستطيع أن تصيبهم فى عقر دارهم.
هل مصر هيأت المسرح السياسى الدولى لهذه الضربة لأن أوباما قال: إن مصر قامت بدك مواقع داعش دون التنسيق معهم؟
- تصريح أوباما يحمل أكثر من وجه وهو أن مصر قامت دون التنسيق مع أمريكا وهذا معناه أن مصر لا تنتظر أن تحصل على موافقة أحد فى حماية أمنها القومى، ثانياً تؤكد أننا فى مصر أصبحت قراراتنا مستقلة، وهذا يظهر تخاذل الإدارة الأمريكية وارتباكها وأنها بدون عمق فى إدارة المشاكل التى تحدث ومصر أصبحت لا تعتمد على أمريكا، وهذا رد فعل يفضحه بكلماته، ثم إن الأمن القومى المصرى لا يحتاج التنسيق مع أحد، ولكن مصر نسقت مع الجهة المختصة وهى الحكومة الليبية الشرعية هناك.
ما أهمية التنسيق مع الجيش الليبى فى توجيه هذه الضربة حتى لا توجد شكوى لمجلس الأمن؟
- التنسيق مع الجيش الليبى ليس وليد اللحظة وهناك علاقات تنسيق قديمة، وهذه اللحظات ازداد عمق التنسيق لأن الهدف واحد، فالجيش الليبى من أهدافه حماية الأمن القومى الليبى، وهذه الجماعة بالطبع تؤثر على الأمن القومى الليبى، ومصر من أهدافها حماية الأمن القومى المصرى، إذن هناك هدف مشترك وهو القضاء على هذه الجماعات الإرهابية ولهذا كانت زيارات واجتماعات ومشاورات عن كيفية التعامل مع الخطر، وكيفية تدريب عناصر من الجيش الليبى ومساعدتهم فى مجال الأسلحة والذخائر لأنه يوجد حظر دولى على إرسال الأسلحة إلى ليبيا.
وهل مصر ستطرح أزمة حظر الأسلحة فى ليبيا عن طريق سامح شكرى وزير الخارجية أثناء زيارته الحالية للأمم المتحدة؟
- نعم.. مصر من خلال اجتماعات مجلس الأمن ستطالب برفع هذا الحظر الذى هو موجود رسمياً ولكن فعلياً هناك أسلحة تهرب إلى ليبيا عن طريق البحر والجو وعناصر داعش وصلتها أسلحة كثيرة عن طريق قطر وتركيا وهناك إجراءات ستتخذ فى الوضع الليبى طبقاً لمقررات مجلس الأمن، والبند السابع فى ميثاق الأمم المتحدة للتعامل مع هذه الظروف.
وماذا عن أهمية زيارة الوفد الليبى رفيع المستوى إلى مصر بعد نجاح الضربة الجوية لمواقع داعش؟
- هذه الزيارة هى لزيادة التنسيق والبحث عن مواقف مشتركة أكثر لمواجهة هذا الخطر المشترك، ولذلك هذا الوفد مكون من عناصر مسئولة وتمثل الجهات السيادية والأمنية والمخابراتية فى الجانب الليبى وهذه المشاورات قديمة ومستمرة وإن شاء سيفعل ويزداد ويقوى.
تدخل سافر
هل يمكن القيام بضربة استباقية لتنظيمات حماس؟
- هذه الأمور فيها حساسية شديدة جداً وفى منتهى التعقيد لأن مهما كان ما تفعله العناصر الإرهابية الموجودة فى غزة فمصر مازالت تحمل هم القضية الفلسطينية، فمن الصعوبة أن تقوم بمثل هذا الإجراء، وأعتقد أنها لن تلجأ إليه إلا إذا زادت الأمور تعقيداً وأصبح هناك تدخل سافر كما حدث مع داعش.
وأين دور الجامعة العربية فى تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك حتى يكون لها دور فاعل فى هذه الأحداث؟
- هذا من ضمن الأمور التى يتم التجهيز لها الآن وينتظر مناقشتها فى القمة العربية التى ستعقد فى مارس المقبل، وهناك نوع من التنسيق والعمل المشترك لمواجهة هذه التهديدات.
إلى متى ستظل الإدارة المصرية صامتة تجاه التدخلات السافرة والمستفزة من قطر وتركيا فى الشئون المصرية؟
- هذا ليس صمتاً ولكن نقول لهما اتقيا شر الحليم إذا غضب ولا أعتقد أن الأمور ستطول كثيراً.
هل قطر تحتمى فى القاعدتين الأمريكيتين المتواجدتين على أراضيها؟
- أسلوب التعامل كيف سيكون شكله وطريقته أمر يختلف ولا نقول إننا سنضرب قطر أو نهاجمها، لكن هناك أساليب أخرى كثيرة توجعها وتعكر صفوها، وتجعلها لا تتدخل فى الشئون المصرية، وأيضاً هذا الأمر ينطبق على تركيا فالسياسة لها أساليب كثيرة نستطيع الرد بها.
لاعب محورى
ما حقيقة تنظيم داعش ودوره فى العالم العربى؟
- تنظيم داعش هو صنيعة لأجهزة مخابرات أجنبية وعربية، وهذا التنظيم حتى ينشأ ويتمدد ويصبح بهذه الصورة التى عليه بأن يكون له وضع مؤثر وفعال فى العراق وسوريا ثم ليبيا، هذا يؤكد أنه لا يعمل منفرداً وإنما يوجد دعم من أجهزة المخابرات لهذا التنظيم، دعم بالسلاح والمال ودعم بتطوير البنية الأساسية للهيكل التنظيمى له، لأن هذا التنظيم أقام إدارات فاعلة فى العراق وسوريا بل ويمارس الحياة اليومية السيادية للدول بفرض الضرائب وبيع البترول وهذه الأجهزة تمد عناصر داعش بخبرتها فى إدارة هذه المناطق، ونحن نعلم أن البترول يباع عن طريق تركيا وأن المصابين والجرحى من داعش يتم علاجهم فى مستشفيات تركيا لأنها مستفيدة من هذا الوضع، ونرى أن داعش يحد من الخطر الذى يمثله الأكراد عليها، وهناك طبعاً دولة مثل قطر التى تمول تنظيم داعش بالأموال متصورة أن داعش يمكن أن تؤدى دوراً يجعل من قطر لاعباً محورياً فى المنطقة.
قطر هى الطرف العربى وتركيا هى الطرف الإقليمى فمن هو الطرف الدولى؟
- الطرف الدولى هو الولايات المتحدة الأمريكية التى ساهمت فى إنشاء هذا التنظيم وفى تفعيل إجراءاته، ولكنه حالياً خرج عن السيطرة الأمريكية وتعاملها المتخاذل مع هذا التنظيم يعطى مؤشرات أن أمريكا مستفيدة من وجود داعش، واليوم وجود داعش أصبح يهدد الدول العربية فى المنطقة، ولهذا تتوقع أمريكا أن هذه الدول سوف تنسق مععها وتتحالف معها وسيزيد الطلب على شراء الأسلحة الأمريكية لمواجهة هذا التنظيم، ثم إن القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية بحجة القضاء على داعش هو قرار بالضربات الجوية فقط ولا أحد يعرف ماذا بعد هذه الضربات؟ فالمعروف عسكرياً أن من يسيطر على الأرض هو الفائز، وأن الضربات الجوية دائماً تكون تمهيدية لدخول القوات البرية، فهل أمريكا لديها استعداد لدخول قوات برية للقضاء على داعش أم لا.
وما هى علاقة داعش بتنظيمات الحركات الإسلامية فى العالم العربى؟
- لابد أن نذكر شيئاً مهماً اعترف به أيمن الظواهرى بأن أسامة بن لادن كان عضواً فى جماعة الإخوان، وأصبح ثابتاً ومعلوماً أن جماعة الإخوان هى التنظيم الأم لجميع التنظيمات التى تتبع الإسلام السياسى، ولكن حدث بينها خلافات عقائدية، وتنازع على مناطق النفوذ فحدثت انشقاقات وأصبحت لدينا جبهة النصرة، فى سوريا، وداعش فى العراق وسوريا وليبيا، وأنصار بيت المقدس فى سيناء، وفجر ليبيا وهكذا وبعدما أعلن أبوبكر البغدادى أنه خليفة للمسلمين، وبدأ يمد هذه المجموعات والعناصر بالأموال والأسلحة، فأعلنوا مبايعته، فتأكد أن جميع التنظيمات ما هى إلا مجرد مسميات ولكنها عبارة عن فروع لجماعة الإخوان.
كيف تقرأ خريطة الإرهاب فى مصر؟
- خارطة الإرهاب تشير إلى أنها تنقسم إلى قسمين رئيسيين قسم غير منظم وهم من يطلق عليهم الذئاب المنفردة ويتعاملوا معه عن طريق النت فى كيفية تصنيع القنابل واستهداف رجال الأمن يومياً، وقسم آخر منظم من بقايا الإخوان الذين يحاولون الخروج فى مظاهرات ويعتدون على أقسام الشرطة، والجزء التابع لهم فى أنصار بيت المقدس الذين يحاولون التأثير على الدولة بتنفيذ عمليات نوعية بقدر كبير من الخسائر البشرية والمادية والنفسية، وهذان هما العنصران المهددان داخلياً، وهناك أجهزة مخابرات سواء التركية أو القطرية أو الإسرائيلية تسهل وتمد هذه العناصر بوسائل تكفل لها الاستمرار فى العمل لإسقاط الدولة المصرية.
العمليات الإرهابية
ماذا عن قوة تنظيم جماعة الإخوان على أرض الواقع بعد الضربات الأمنية التى وجهت له؟
- حالياً أعمال الحشد الذى يقوم بها تضاءلت بدرجة كبيرة جداً ومع هذا يصرون عليها حتى يظهروا للعالم أنهم يقومون بمظاهرات سلمية وأنهم يتعرضون فيها لقمع وضرب من البوليس واستخدام عنيف مع أن منهجهم سلمى ويحاولون الخروج بمظاهرات سلمية ومن ضمن الحشود يحاولون جذب أنصار جدد له لأن كوادرهم فى السجون نتيجة اشتراكهم فى عمليات إرهابية، وجزءاً آخر ابتعد عن التنظيم نتيجة أنه رأى عدم جدوى الاستمرار فى هذا النهج، وأيضاً يحاولون استغلال الأحداث السلبية مثل انقطاع الكهرباء بل يحاولون زيادة الأزمة باستهدافهم لمحولات وأبراج الكهرباء من خلال عملياتهم الإرهابية، وأيضاً استغلال حادث شيماء الصباغ وترويجها بالكذب والضلال وأيضاً حادثة الوايت نايتس فى الدفاع الجوى وهذا على مستوى الحشد وتوجد عناصر أخرى تحاول اغتيال عناصر من رجال الشرطة واستهداف رجال القضاء وإحراق المصالح الحكومية، وقطع خطوط السكك الحديدية ولكنهم لا يعلنون أن هذه العناصر تتبع تنظيم جماعة الإخوان، أو العناصر الإرهابية المتواجدة فى سيناء باسم تنظيم بيت المقدس الذى يقوم بعملياته ضد الجيش المصرى ويتبعون جماعة الإخوان.
ماذا حصدت الحركة الإسلامية من سياسات جماعة الإخوان بعد وصولها إلى السلطة؟
- لم يحصدوا غير الخسائر المتتالية لأنهم لم يحققوا أى نجاح لأن تنظيم الإخوان انكشف للناس ومهما كانوا يتصورون عن الإخوان إلا أنهم لم يكونوا يتصورون أنهم بهذا السوء بما قضى على حالة التعاطف لدى الشعب مع هذه الجماعة لأن السنة التى حكموا فيها كشفتهم تماماً وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى لأن الناس لم يروا كوادر سياسية ولا إدارية ولا قدرة على اتخاذ القرار بل ما رأوه إقصاء وتعامل بنوع من الاستعلاء والاستكبار مع الآخرين، فظهر الوجه الحقيقى للإخوان.
وماذا بعد خروجهم من السلطة؟
- الجزء الثانى ظهر بعد سقوطهم فى 30 يونية لأنهم تحولوا إلى عناصر كارهة لمصر وللمصريين، وزمان كان شعارهم يقول نحن «نحمل الخير لمصر»، فأى خير هذا الذى يحملونه؟ حتى الشعار الذى يرفعونه بأربع أصابع أفسره بطريقة أخرى لأنها الأربع صفات للمنافقين وهى الأولى إذا حدث كذب والثانية إذا اؤتمن خان والثالثة إذا خاصم فجر والرابعة إذا وعد أخلف.. وهذه الصفات تنطبق على جماعة الإخوان، وللأسف هم شوهوا صورة الإسلام، وقسموا وفرقوا البلد والشعب الواحد، وجعلوا شباباً كثيرين يعانون من الإحباط وبعض الشباب يفكر فى الإلحاد ويقتنع به الآن لأنه حدثت له صدمة نفسية من سلوك هؤلاء الناس الذين يدعون الإسلام.
إذن جماعة الإخوان خرجت من المشهد المصرى؟
- على المدى القريب والمتوسط نعم خرجوا من المشهد لكن على المدى البعيد الله أعلم.
فيما تتمثل أزمة الإسلام السياسى والحركات الإسلامية فى تعاملها مع المجتمع المدنى؟
- أزمة الإسلام السياسى أنهم يعيشون فى قوالب جامدة ويحاولون تطبيقها دون أن يفهموا المعنى الحقيقى للإسلام والثمرة التى يحاول الإسلام أن يغرزها فى نفوس المسلمين وغير المسلمين، معتقدين أن الإسلام هو التشدد والتنطع، وأنهم هم الفئة الناجية والباقون هم الفئة الخاسرة، وأنهم الذين يفهمون وغيرهم لا يفهمون، وهذه النظرة الاستعلائية والفوقية لباقى المجتمع هى التى جعلتهم يفشلون فى السلطة ولكن أخذتهم العزة بالإثم ورفضوا الاعتراف بهذا الفشل.. وكأن قول الله تعالى لإبليس ينطبق عليهم عندما قال له «أستكبرت أم كنت من العالين» والإخوان لديهم هذا الكبر ويتصورون أن خبرتهم المحدودة والضئيلة تمكنهم من إدارة دولة وإقامة نظام إسلامى، مع أنهم لم يطبقوا الدين الذى قال: «واسألوا أهل الذكر» وهم لم يفعلوا ذلك ويستعينون بأحد غيرهم بل أقصوا الجميع معتقدين أنهم الفاهمون والعارفون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.