عندما سألني الأستاذ أيمن عطية من إذاعة صوت العرب عن موقف ألمانيا وبعض الدول الأوروبية من مسألة استضافة وايواء اللاجئين السوريين. وكانت بعض حكومات. ومؤسسات مجتمع. ودول وشعوب أوروبية قد اتخذت مواقف إيجابية تفاعلاً مع قضية اللاجئين السوريين. تذكرت قصة الرسول صلي الله عليه وسلم. حينما جاء إلي المدينة مهاجرا. ووجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. فلما سأل عن سبب صيامهم هذا اليوم. أخبروه أنهم يفعلون ذلك. لأن في مثل هذا اليوم. أنجي الله موسي عليه السلام. وأغرق فرعون. فقال الرسول صلي الله عليه وسلم. قوله المعروف في هذه المناسبةپ"نحن أولي بموسي منهم" ثم أردف قائلاً: "لئن عشت إلي القابل. لأصومن التاسع والعاشر" ومن يومها صار صوم يوم عاشوراء سنة مؤكدة. ونخالف فيها صنيع اليهود بأن نصوم اليوم الذي قبله. أو بعده. أو نصومهما معا. ففي الوقت الذي وقفت فيه أكثر الدول العربية والإسلامية القادرة. موقف المتفرج من إخواننا السوريين الذين شردتهم حرب الفتنة والتآمر والخيانة. والارتزاق. نشط آخرون. ومن منطلق الإنسانية فقط. لنجدة اخواننا اللاجئين السوريين. وبينما تتعرض نساؤهم. وفتياتهم لمضايقات وسخافات. من بعض مواطني أمتنا وشعوبها الذين يتفقون معهم في العروبة والإسلام. فإن الذين لا يجمع بينهم. وبين هؤلاء اللاجئين شئ. يعاملونهم باحترام وتقدير. ونحمد الله ان بلدنا يأتي ضمن الدول التي يعيش فيها السوريون معززون مكرمون. وسجلت الإحصائيات أن السودان ومصر والأردن تأتي علي رأس قائمة الدول التي تكرم وفادة السوريين. ولقد عايشت هذا الواقع في مصر. وأعيشه الآن في السودان. صحيح أن الحكومة في هذين البلدين فتحت أبواب بلادها للاجئين من سوريا. ولكن الشعب كان قد سبق الحكومات. وفتح قلوبه. وأبواب دوره لأشقائه السوريين. وأعرف أسرا سودانية. فعلت مع اللاجئين السوريين ذات ما فعله الأنصار مع المهاجرين في طيبة مدينة الرسول الطيبة. بأهلها وناسها. ثم زادها الله كرما علي كرم. بان جعلها مقاماً. ومرقدا لاطيب الخلق كلهم. له أفضل الصلوات. وأزكي التسليمات. فتقاسم بعض السودانيين مع السوريين. السكن والطعام والفراش. واستحلوا بعض نسائهم بسنة الله ورسوله. فكفوهم شروراً عدة. إن الدول العربية والإسلامية التي حباها الله بثروات عظيمة. تعظم مسئولياتها في التصدي لقضايا اشقائهم من سوريا. وعليهم أن يستصحبوا معهم سنة نبيهم الكريم. وما سار عليه السلف رضوان الله عليهم. ابتغاء لوجهه تعالي. وليكسروا القوانين العقيمة. التي تعيق دخول هؤلاء الأشقاء المنكوبين. إلي دول اخوانهم الذين من الله عليهم.وزادهم بسطة في المال والرزق. وانزل عليهم أمنه وسكينته. فعار أن يسبقنا للخيرات الذين تحركهم المعاني الإنسانية فقط. ولا تفعل فينا ذلك. عري الإسلام. ووشائج القربي.