تشهد مدارس التعليم الفني ومراكز التدريب حالة من البلبلة منذ تقديم حكومة المهندس إبراهيم محلب استقالتها ووجود اتجاه جديد لضم التعليم الفني إلي التربية والتعليم بعد انفصالها منذ أقل 8 شهور. "الجمهورية" رصدت ردود فعل معلمي التعليم الفني التي تراوحت بين المعارضة الشديدة لهذا الاتجاه وبين ردود أفعال تدعو إلي التركيز عن المخرج النهائي بغض النظر عن المظلة الوزارة التعليمية بينما أشار البعض إلي عدم اهتمامه لعدم شعوره بوجود فرق. في البداية أكدت فاطمة تبارك - مدير مدرسة رقي المعارف الصناعية بنات بمحافظة القاهرة - أن عودة وزارة التعليم الفني للتربية والتعليم يعد عودة للخلف وتكراراً لسياسة التخبط في العملية التعليمية ونموذجاً لأزمة للصفين الخامس والسادس الابتدائي التي تم إلغاؤهما ثم عودتهما. وأشارت أن وجود وزارة مستقلة للتعليم الفني يحقق أهداف الدولة المصرية في الارتقاء بالتعليم الفني وتوفير عمالة فنية مدربة قادرة علي تحقيق نهضة صناعية تقود مصر لمصاف الدولة الاقتصادية العظمي.. موضحا أن طبيعة العمل بمدارس التعليم الفني تختلف عن التعليم العام لأن مدارس التعليم الفني مدارس منتجة بينما مدارس التعليم العام هي مدارس خدمية. اتفق معها صالح النجدي - مدرس أول بالتعليم الفني في محافظة البحيرة - الذي اعتبر أن عودة التعليم الفني لوزارة التعليم مرة أخري يعد بمثابة القضاء علي أحد مكتسبات التعليم لأن التعليم الفني عاني خلال العقود الماضية من الإهمال نتيجة اختلاف الدراسة فيه عن التعليم العام حيث إنه يضم تخصصات مختلفة بالصناعة والزراعة والتجارة والفندقة.. كما أن الوزارة وليدة ولا يمكن السماح بإلغاء تلك التجربة خاصة أن العاملين في التعليم الفني بدأوا في جني ثمارها. وقال عماد الشيخ - مدرس بتعليم الفني في مدرسة الجيزة الثانوية الصناعية: إنه ضد ضم وزارة التعليم الفني مع التعليم العام مشيرا إلي أن مشاكل التعليم العام لن يجدي معالجتها بدون وجود وزارة متخصصة للتعليم الفني والتدريب.. مشيرا إلي أن الواقع خلال العقود الماضية يؤكد أن التعليم العام يأخذ كل جهود المسئولين في التعليم.. مضيفا أن التعليم الفني في حاجة لإرادة مستقلة قادرة علي علاج سلبياته وتطوير إمكانياته وعمل إدارة ذاتية لموارده المالية. وأوضح هشام المصري - معلم فني في مدينة برج بالإسكندرية - أنه لا يري مشكلة سواء في عودة التعليم الفني للتربية أو التعليم أو انفصالها مشيرا إلي أهم شيء هو الاهتمام بالمنتج والقضاء علي سياسة الجزر المنعزلة بحيث يكون لدي الطلاب منذ المرحلة الإعدادية رؤية شاملة علي احتياجات سوق العمل وأن أمام كل مهندس أو محاسب يجب توفير 100 خريج من التعليم الفني.. مشيرا إلي أن الوضع الحالي في المدارس يشير إلي اهتمام معلمي المواد الثقافية بالدروس ومعلمي العمل بمشروع رأس المال. أما عاطف سعد - موجه أول صناعات معدنية - فقال: إنه غير مهتم بالقضية لأنه لم يشعر بفائدة منذ انفصال التعليم الفني عن التربية والتعليم داعيا إلي التركيز علي معالجة مشاكل التعليم الفني تحت أي مظلة وزارية بداية من تطوير المناهج وتأهيل المعلمين والقضاء علي نقص معلمي المواد الثقافية وتدريب معلمي المواد العملية خاصة في محافظات الصعيد التي لا يوجد في كليات التعليم الصناعي بها تخصصات التعليم الصناعي كصناعات الخشبية والمعدنية والزخرفية.